تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~70~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 154- 2024.

تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~70~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 154-157
الجيريا
السلام عليكم ورحمة الله
الجيريا
بسم الله الرحمن الرحيم
نسأل الله القدير الحفظ والتوفيق والسّدآد
نتمنى ان تكونو متآبعين وفيين لهذه الوقفآت البسيطة
سنكمل التفسير والحفظ الآيات 154-157 من سورة آل عِمرانَ

ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ( 154 )

ثم كان من رحمة الله بالمؤمنين المخلصين أن ألقى في قلوبهم من بعد ما نزل بها من همٍّ وغمٍّ اطمئنانًا وثقة في وعد الله, وكان من أثره نعاس غَشِي طائفة منهم, وهم أهل الإخلاص واليقين, وطائفة أُخرى أهمَّهم خلاص أنفسهم خاصة, وضَعُفَتْ عزيمتهم وشُغِلوا بأنفسهم, وأساؤوا الظن بربهم وبدينه وبنبيه, وظنوا أن الله لا يُتِمُّ أمر رسوله, وأن الإسلام لن نقوم له قائمة, ولذلك تراهم نادمين على خروجهم, يقول بعضهم لبعض: هل كان لنا من اختيار في الخروج للقتال؟ قل لهم – أيها الرسول- : إن الأمر كلَّه لله, فهو الذي قدَّر خروجكم وما حدث لكم, وهم يُخْفون في أنفسهم ما لا يظهرونه لك من الحسرة على خروجهم للقتال, يقولون: لو كان لنا أدنى اختيار ما قُتِلنا هاهنا. قل لهم: إن الآجال بيد الله, ولو كنتم في بيوتكم, وقدَّر الله أنكم تموتون, لخرج الذين كتب الله عليهم الموت إلى حيث يُقْتلون, وما جعل الله ذلك إلا ليختبر ما في صدوركم من الشك والنفاق, وليميز الخبيث من الطيب, ويظهر أمر المؤمن من المنافق للناس في الأقوال والأفعال. والله عليم بما في صدور خلقه, لا يخفى عليه شيء من أمورهم.

إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ( 155 )

إن الذين فرُّوا منكم – يا أصحاب- محمد عن القتال يوم التقى المؤمنون والمشركون في غزوة « أُحد » , إنما أوقعهم الشيطان في هذا الذنب ببعض ما عملوا من الذنوب, ولقد تجاوز الله عنهم فلم يعاقبهم. إن الله غفور للمذنبين التائبين, حليم لا يعاجل من عصاه بالعقوبة.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ( 156 )

يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، لا تُشابهوا الكافرين الذين لا يؤمنون بربهم, فهم يقولون لإخوانهم من أهل الكفر إذا خرجوا يبحثون في أرض الله عن معاشهم أو كانوا مع الغزاة المقاتلين فماتوا أو قُتِلوا: لو لم يخرج هؤلاء ولم يقاتلوا وأقاموا معنا ما ماتوا وما قُتلوا. وهذا القول يزيدهم ألمًا وحزنًا وحسرة تستقر في قلوبهم, أما المؤمنون فإنهم يعلمون أن ذلك بقدر الله فيهدي الله قلوبهم, ويخفف عنهم المصيبة, والله يحيي مَن قدَّر له الحياة – وإن كان مسافرًا أو غازيًا- ويميت مَنِ انتهى أجله – وإن كان مقيمًا- والله بكل ما تعملونه بصير, فيجازيكم به.

وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ( 157 )

ولئن قُتِلتم – أيها المؤمنون- وأتم تجاهدون في سبيل الله أو متم في أثناء القتال, ليغفرن الله لكم ذنوبكم, وليرحمنكم رحمة من عنده, فتفوزون بجنات النعيم, وذلك خير من الدنيا وما يجمعه أهلها.

الجيريا
الجيريا

أرشيــــــف الحلقــــآت
50-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~50~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 1-9/
51-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~51~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 10- 15

52-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~53~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 23-29/
-*/53/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~53~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 23-29/
-*/54/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~54~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 30-37/
55-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~55~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 38-45/

56-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~56~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 46-52

57-*/ تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~57~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 53-61/
58-*/ تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~58~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 62-70/
59-*/ تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~59~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 71-77/
60-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~60~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 78-83/
61-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~61~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 84-91/
62-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~62~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 92-100/
63-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~63~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 101-108/
64-*/ تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~64~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 109-115/
65-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~65~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 116-121/
66-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~66~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 122-132/

67-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~67~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 133-140/
68-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~68~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 141-148/
69-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~69~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 149-153/
70-*/ حلقـــــــــــــــــــــــة اليـــــــــوم

شكراا جزاك الله خيرا

تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~25~~>>سورة البقـرة 164-170آيآت 2024.

تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~25~~>>سورة البقـرة 164-170آيآت

الجيريا
السلام عليكم ورحمة الله
الجيريا
بسم الله الرحمن الرحيم

نسأل الله القدير الحفظ والتوفيق والسّدآد
نتمنى ان تكونو متآبعين وفيين لهذه الوقفآت البسيطة
سنكمل التفسير والحفظ من الآيـة 164 إلى الآية 170 من سورة البقرة
ونسأل الله التوفيق فـي الحفظ
والحمدُ للهِ ربّ العآلميـنْ.
الجيريا

{ 164 } ثم ذكر الأدلة التفصيلية فقال: { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }
أخبر تعالى أن في هذه المخلوقات العظيمة, آيات أي: أدلة على وحدانية الباري وإلهيته، وعظيم سلطانه ورحمته وسائر صفاته، ولكنها { لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } أي: لمن لهم عقول يعملونها فيما خلقت له، فعلى حسب ما منّ الله على عبده من العقل, ينتفع بالآيات ويعرفها بعقله وفكره وتدبُّره، ففي { خَلْقِ السَّمَاوَاتِ } في ارتفاعها واتساعها, وإحكامها, وإتقانها, وما جعل الله فيها من الشمس والقمر, والنجوم, وتنظيمها لمصالح العباد.
وفي خلق { الْأَرْضِ } مهادا للخلق, يمكنهم القرار عليها والانتفاع بما عليها, والاعتبار. ما يدل ذلك على انفراد الله تعالى بالخلق والتدبير, وبيان قدرته العظيمة التي بها خلقها, وحكمته التي بها أتقنها, وأحسنها ونظمها, وعلمه ورحمته التي بها أودع ما أودع, من منافع الخلق ومصالحهم, وضروراتهم وحاجاتهم. وفي ذلك أبلغ الدليل على كماله, واستحقاقه أن يفرد بالعبادة, لانفراده بالخلق والتدبير, والقيام بشئون عباده { و } في { اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ } وهو تعاقبهما على الدوام, إذا ذهب أحدهما, خلفه الآخر، وفي اختلافهما في الحر, والبرد, والتوسط, وفي الطول, والقصر, والتوسط, وما ينشأ عن ذلك من الفصول, التي بها انتظام مصالح بني آدم وحيواناتهم, وجميع ما على وجه الأرض, من أشجار ونوابت، كل ذلك بانتظام وتدبير, وتسخير, تنبهر له العقول, وتعجز عن إدراكه من الرجال الفحول, ما يدل ذلك على قدرة مصرفها, وعلمه وحكمته, ورحمته الواسعة, ولطفه الشامل, وتصريفه وتدبيره, الذي تفرد به, وعظمته, وعظمة ملكه وسلطانه, مما يوجب أن يؤله ويعبد, ويفرد بالمحبة والتعظيم, والخوف والرجاء, وبذل الجهد في محابه ومراضيه.
{ و } في { وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ } وهي السفن والمراكب ونحوها, مما ألهم الله عباده صنعتها, وخلق لهم من الآلات الداخلية والخارجية ما أقدرهم عليها.
ثم سخر لها هذا البحر العظيم والرياح, التي تحملها بما فيها من الركاب والأموال, والبضائع التي هي من منافع الناس, وبما تقوم به مصالحهم وتنتظم معايشهم.
فمن الذي ألهمهم صنعتها, وأقدرهم عليها, وخلق لهم من الآلات ما به يعملونها؟ أم من الذي سخر لها البحر, تجري فيه بإذنه وتسخيره, والرياح؟ أم من الذي خلق للمراكب البرية والبحرية, النار والمعادن المعينة على حملها, وحمل ما فيها من الأموال؟ فهل هذه الأمور, حصلت اتفاقا, أم استقل بعملها هذا المخلوق الضعيف العاجز, الذي خرج من بطن أمه, لا علم له ولا قدرة، ثم خلق له ربه القدرة, وعلمه ما يشاء تعليمه، أم المسخر لذلك رب واحد, حكيم عليم, لا يعجزه شيء, ولا يمتنع عليه شيء؟ بل الأشياء قد دانت لربوبيته, واستكانت لعظمته, وخضعت لجبروته.
وغاية العبد الضعيف, أن جعله الله جزءا من أجزاء الأسباب, التي بها وجدت هذه الأمور العظام, فهذا يدل على رحمة الله وعنايته بخلقه, وذلك يوجب أن تكون المحبة كلها له, والخوف والرجاء, وجميع الطاعة, والذل والتعظيم.
{ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ } وهو المطر النازل من السحاب.
{ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } فأظهرت من أنواع الأقوات, وأصناف النبات, ما هو من ضرورات الخلائق, التي لا يعيشون بدونها.
أليس ذلك دليلا على قدرة من أنزله, وأخرج به ما أخرج ورحمته, ولطفه بعباده, وقيامه بمصالحهم, وشدة افتقارهم وضرورتهم إليه من كل وجه؟ أما يوجب ذلك أن يكون هو معبودهم وإلههم؟ أليس ذلك دليلا على إحياء الموتى ومجازاتهم بأعمالهم؟ { وَبَثَّ فِيهَا } أي: في الأرض { مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ } أي: نشر في أقطار الأرض من الدواب المتنوعة, ما هو دليل على قدرته وعظمته, ووحدانيته وسلطانه العظيم، وسخرها للناس, ينتفعون بها بجميع وجوه الانتفاع.
فمنها: ما يأكلون من لحمه, ويشربون من دره، ومنها: ما يركبون، ومنها: ما هو ساع في مصالحهم وحراستهم, ومنها: ما يعتبر به، ومع أنه بث فيها من كل دابة، فإنه سبحانه هو القائم بأرزاقهم, المتكفل بأقواتهم، فما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها, ويعلم مستقرها ومستودعها.
وفي { تَصْرِيفِ الرِّيَاحِ } باردة وحارة, وجنوبا وشمالا, وشرقا ودبورا وبين ذلك، وتارة تثير السحاب, وتارة تؤلف بينه, وتارة تلقحه, وتارة تدره, وتارة تمزقه وتزيل ضرره, وتارة تكون رحمة, وتارة ترسل بالعذاب.
فمن الذي صرفها هذا التصريف, وأودع فيها من منافع العباد, ما لا يستغنون عنه؟ وسخرها ليعيش فيها جميع الحيوانات, وتصلح الأبدان والأشجار, والحبوب والنوابت, إلا العزيز الحكيم الرحيم, اللطيف بعباده المستحق لكل ذل وخضوع, ومحبة وإنابة وعبادة؟.
وفي تسخير السحاب بين السماء والأرض على خفته ولطافته يحمل الماء الكثير, فيسوقه الله إلى حيث شاء، فيحيي به البلاد والعباد, ويروي التلول والوهاد, وينزله على الخلق وقت حاجتهم إليه، فإذا كان يضرهم كثرته, أمسكه عنهم, فينزله رحمة ولطفا, ويصرفه عناية وعطفا، فما أعظم سلطانه, وأغزر إحسانه, وألطف امتنانه"
أليس من القبيح بالعباد, أن يتمتعوا برزقه, ويعيشوا ببره وهم يستعينون بذلك على مساخطه ومعاصيه؟ أليس ذلك دليلا على حلمه وصبره, وعفوه وصفحه, وعميم لطفه؟
فله الحمد أولا وآخرا, وباطنا وظاهرا.
والحاصل, أنه كلما تدبر العاقل في هذه المخلوقات, وتغلغل فكره في بدائع المبتدعات, وازداد تأمله للصنعة وما أودع فيها من لطائف البر والحكمة, علم بذلك, أنها خلقت للحق وبالحق, وأنها صحائف آيات, وكتب دلالات, على ما أخبر به الله عن نفسه ووحدانيته, وما أخبرت به الرسل من اليوم الآخر, وأنها مسخرات, ليس لها تدبير ولا استعصاء على مدبرها ومصرفها.
فتعرف أن العالم العلوي والسفلي كلهم إليه مفتقرون, وإليه صامدون، وأنه الغني بالذات عن جميع المخلوقات، فلا إله إلا الله, ولا رب سواه.
الجيريا

{ 165 – 167 } ثم قال تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ * إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ }

ما أحسن اتصال هذه الآية بما قبلها، فإنه تعالى, لما بين وحدانيته وأدلتها القاطعة, وبراهينها الساطعة الموصلة إلى علم اليقين, المزيلة لكل شك، ذكر هنا أن { مِنَ النَّاسِ } مع هذا البيان التام من يتخذ من المخلوقين أندادا لله أي: نظراء ومثلاء, يساويهم في الله بالعبادة والمحبة, والتعظيم والطاعة.
ومن كان بهذه الحالة – بعد إقامة الحجة, وبيان التوحيد – علم أنه معاند لله, مشاق له, أو معرض عن تدبر آياته والتفكر في مخلوقاته, فليس له أدنى عذر في ذلك, بل قد حقت عليه كلمة العذاب.
وهؤلاء الذين يتخذون الأنداد مع الله, لا يسوونهم بالله في الخلق والرزق والتدبير, وإنما يسوونهم به في العبادة, فيعبدونهم، ليقربوهم إليه، وفي قوله: { اتخذوا } دليل على أنه ليس لله ند وإنما المشركون جعلوا بعض المخلوقات أندادا له, تسمية مجردة, ولفظا فارغا من المعنى، كما قال تعالى: { وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ }
{ إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ } فالمخلوق ليس ندا لله لأن الله هو الخالق, وغيره مخلوق, والرب الرازق ومن عداه مرزوق, والله هو الغني وأنتم الفقراء، وهو الكامل من كل الوجوه, والعبيد ناقصون من جميع الوجوه، والله هو النافع الضار, والمخلوق ليس له من النفع والضر والأمر شيء، فعلم علما يقينا, بطلان قول من اتخذ من دون الله آلهة وأندادا، سواء كان ملكا أو نبيا, أو صالحا, صنما, أو غير ذلك، وأن الله هو المستحق للمحبة الكاملة, والذل التام، فلهذا مدح الله المؤمنين بقوله: { وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ } أي: من أهل الأنداد لأندادهم, لأنهم أخلصوا محبتهم له, وهؤلاء أشركوا بها، ولأنهم أحبوا من يستحق المحبة على الحقيقة, الذي محبته هي عين صلاح العبد وسعادته وفوزه، والمشركون أحبوا من لا يستحق من الحب شيئا, ومحبته عين شقاء العبد وفساده, وتشتت أمره.
فلهذا توعدهم الله بقوله: { وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا } باتخاذ الأنداد والانقياد لغير رب العباد وظلموا الخلق بصدهم عن سبيل الله, وسعيهم فيما يضرهم.
{ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ } أي: يوم القيامة عيانا بأبصارهم، { أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ } أي: لعلموا علما جازما, أن القوة والقدرة لله كلها, وأن أندادهم ليس فيها من القوة شيء، فتبين لهم في ذلك اليوم ضعفها وعجزها, لا كما اشتبه عليهم في الدنيا, وظنوا أن لها من الأمر شيئا, وأنها تقربهم إليه وتوصلهم إليه، فخاب ظنهم, وبطل سعيهم, وحق عليهم شدة العذاب, ولم تدفع عنهم أندادهم شيئا, ولم تغن عنهم مثقال ذرة من النفع، بل يحصل لهم الضرر منها, من حيث ظنوا نفعها.
وتبرأ المتبوعون من التابعين, وتقطعت بينهم الوصل, التي كانت في الدنيا, لأنها كانت لغير الله, وعلى غير أمر الله, ومتعلقة بالباطل الذي لا حقيقة له, فاضمحلت أعمالهم, وتلاشت أحوالهم، وتبين لهم أنهم كانوا كاذبين, وأن أعمالهم التي يؤملون نفعها وحصول نتيجتها, انقلبت عليهم حسرة وندامة, وأنهم خالدون في النار لا يخرجون منها أبدا، فهل بعد هذا الخسران خسران؟ ذلك بأنهم اتبعوا الباطل، فعملوا العمل الباطل ورجوا غير مرجو, وتعلقوا بغير متعلق, فبطلت الأعمال ببطلان متعلقها، ولما بطلت وقعت الحسرة بما فاتهم من الأمل فيها, فضرتهم غاية الضرر، وهذا بخلاف من تعلق بالله الملك الحق المبين, وأخلص العمل لوجهه, ورجا نفعه، فهذا قد وضع الحق في موضعه, فكانت أعماله حقا, لتعلقها بالحق, ففاز بنتيجة عمله, ووجد جزاءه عند ربه, غير منقطع كما قال تعالى: { الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ }
وحينئذ يتمنى التابعون أن يردوا إلى الدنيا فيتبرأوا من متبوعيهم, بأن يتركوا الشرك بالله, ويقبلوا على إخلاص العمل لله، وهيهات, فات الأمر, وليس الوقت وقت إمهال وإنظار، ومع هذا, فهم كذبة, فلو ردوا لعادوا لما نهوا عنه، وإنما هو قول يقولونه, وأماني يتمنونها, حنقا وغيظا على المتبوعين لما تبرأوا منهم والذنب ذنبهم، فرأس المتبوعين على الشر, إبليس, ومع هذا يقول لأتباعه لما قضي الأمر { إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ }
الجيريا

{ 168 – 170 } { يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ***171..

الجيريا

انتهـى
تــآبعونـآ وآحفظـوآ معنـآ بشوق كلام ربّ العبآد عزّ وجلّ
ونشكُر لكمُ متآبعتكمُ الوفيّـة بالحفظ والفهمِ
نسأل الله التوفيق والسّدآد فـي حفظِ كتآبهِ الكريم
وشكرًآ للمتآبعة.

الجيريا
الجيريا

أرشــيف الحلقــآت السآآبقـة :

الجزء الأوّل[حزبين]
تمّ

الجزء الثانــي :
22-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~22~~>>سورة البقـرة 141-145آيآت/
23-*/
تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~23~~>>سورة البقـرة 146-153آيآت/

24-*/
تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~24~~>>سورة البقـرة 154-163آيآت/
25-*/
حلـقة اليوم/

بارك الله فيك اخي
شغلتني المراجعة و تاخرت في النوم
اتمنى دخول ريحانة و نيروز لنحفظ معاالجيريا
جزاكم الله خيرا

السلام عليكم ورحمة الله
شكرا على الموضوع المقدم
اللهم اجعل القرأن ربيع قلوبنا

شكرا جزيلا ,,,,

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا

يارك الله فيك نمارق الجنة موفقة في الحفظ ان شاء الله

بارك الله في جهودك اخي

بارك الله فيك

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آسفة لم أدخل كنت غائبة ~

شكرا لكــ و بارك الله فيكــ

دمنا وفيّين للحفظ معًـــا

يًّ ربْ توفيـقك

بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك

السلام عليكم
ربي يوفق الجميع وشكرا على الموضوع

تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~69~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 149-153 2024.

تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~69~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 149-153
الجيريا
السلام عليكم ورحمة الله
الجيريا
بسم الله الرحمن الرحيم
نسأل الله القدير الحفظ والتوفيق والسّدآد
نتمنى ان تكونو متآبعين وفيين لهذه الوقفآت البسيطة
سنكمل التفسير والحفظ الآيات 149-153 من سورة آل عِمرانَ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ( 149 )

يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، إن تطيعوا الذين جحدوا ألوهيتي, ولم يؤمنوا برسلي من اليهود والنصارى والمنافقين والمشركين فيما يأمرونكم به وينهونكم عنه, يضلوكم عن طريق الحق, وترتدُّوا عن دينكم, فتعودوا بالخسران المبين والهلاك المحقق.

بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ ( 150 )

إنهم لن ينصروكم, بل الله ناصركم, وهو خير ناصر, فلا يحتاج معه إلى نصرة أحد.

سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ ( 151 )

سنقذف في قلوب الذين كفروا أشدَّ الفزع والخوف بسبب إشراكهم بالله آلهة مزعومة, ليس لهم دليل أو برهان على استحقاقها للعبادة مع الله, فحالتهم في الدنيا: رعب وهلع من المؤمنين, أما مكانهم في الآخرة الذي يأوون إليه فهو النار; وذلك بسبب ظلمهم وعدوانهم, وساء هذا المقام مقامًا لهم.

وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ( 152 )

ولقد حقق الله لكم ما وعدكم به من نصر, حين كنتم تقتلون الكفار في غزوة « أُحد » بإذنه تعالى, حتى إذا جَبُنتم وضعفتم عن القتال واختلفتم: هل تبقون في مواقعكم أو تتركونها لجمع الغنانم مع مَن يجمعها؟ وعصيتم أمر رسولكم حين أمركم ألا تفارفوا أماكنكم بأي حال, حلَّت بكم الهزيمة من بعد ما أراكم ما تحبون من النصر, وتبيَّن أن منكم مَن يريد الغنائم, وأن منكم مَن يطلب الآخرة وثوابها, ثم صرف الله وجوهكم عن عدوكم; ليختبركم, وقد علم الله ندمكم وتوبتكم فعفا عنكم, والله ذو فضل عظيم على المؤمنين.

إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ( 153 )

اذكروا – يا أصحاب محمد- ما كان مِن أمركم حين أخذتم تصعدون الجبل هاربين من أعدائكم, ولا تلتفتون إلى أحد لِمَا اعتراكم من الدهشة والخوف والرعب, ورسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت في الميدان يناديكم من خلفكم قائلا إليَّ عبادَ الله, وأنتم لا تسمعون ولا تنظرون, فكان جزاؤكم أن أنزل الله بكم ألمًا وضيقًا وغمًّا; لكي لا تحزنوا على ما فاتكم من نصر وغنيمة, ولا ما حلَّ بكم من خوف وهزيمة. والله خبير بجميع أعمالكم, لا يخفى عليه منها شيء.

الجيريا
الجيريا

أرشيــــــف الحلقــــآت
50-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~50~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 1-9/
51-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~51~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 10- 15

52-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~53~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 23-29/
-*/53/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~53~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 23-29/
-*/54/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~54~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 30-37/
55-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~55~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 38-45/

56-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~56~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 46-52

57-*/ تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~57~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 53-61/
58-*/ تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~58~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 62-70/
59-*/ تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~59~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 71-77/
60-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~60~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 78-83/
61-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~61~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 84-91/
62-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~62~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 92-100/
63-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~63~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 101-108/
64-*/ تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~64~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 109-115/
65-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~65~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 116-121/
66-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~66~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 122-132/

67-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~67~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 133-140/
68-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~68~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 141-148/
69-*/ حلقـــــــــــــــــــــــة اليـــــــــوم

تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~60~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 78-83 2024.

تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~60~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 78-83
الجيريا
السلام عليكم ورحمة الله
الجيريا
بسم الله الرحمن الرحيم
نسأل الله القدير الحفظ والتوفيق والسّدآد
نتمنى ان تكونو متآبعين وفيين لهذه الوقفآت البسيطة
سنكمل التفسير والحفظ الآيات 71-77 من سورة آل عِمرانَ
ونسأل الله التوفيق فـي الحفظ
والحمدُ للهِ ربّ العآلميـنْ.
وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( 78 )

وإن مِن اليهود لَجماعةً يحرفون الكلام عن مواضعه, ويبدلون كلام الله; ليوهموا غيرهم أن هذا من الكلام المنزل, وهو التوراة, وما هو منها في شيء, ويقولون: هذا من عند الله أوحاه الله إلى نبيه موسى, وما هو من عند الله, وهم لأجل دنياهم يقولون على الله الكذب وهم يعلمون أنهم كاذبون.

مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ ( 79 )

ما ينبغي لأحد من البشر أن يُنزِّل الله عليه كتابه ويجعله حكمًا بين خلقه ويختاره نبياً, ثم يقول للناس: اعبدوني من دون الله, ولكن يقول: كونوا حكماء فقهاء علماء بما كنتم تُعَلِّمونه غيركم من وحي الله تعالى, وبما تدرسونه منه حفظًا وعلمًا وفقهًا.

وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ( 80 )

وما كان لأحد منهم أن يأمركم باتخاذ الملائكة والنبيين أربابًا تعبدونهم من دون الله. أَيُعْقَلُ – أيها الناس- أن يأمركم بالكفر بالله بعد انقيادكم لأمره؟

وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ( 81 )

واذكر – أيها الرسول- إذ أخذ الله سبحانه العهد المؤكد على جميع الأنبياء: لَئِنْ آتيتكم من كتاب وحكمة, ثم جاءكم رسول من عندي, مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنَّه. فهل أقررتم واعترفتم بذلك وأخذتم على ذلك عهدي الموثق؟ قالوا: أقررنا بذلك, قال: فليشهدْ بعضكم على بعض, واشهدوا على أممكم بذلك, وأنا معكم من الشاهدين عليكم وعليهم. وفي هذا أن الله أخذ الميثاق على كل نبي أن يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم, وأخذ الميثاق على أمم الأنبياء بذلك.

فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ( 82 )

فمن أعرض عن دعوة الإسلام بعد هذا البيان وهذا العهد الذي أخذه الله على أنبيائه, فأولئك هم الخارجون عن دين الله وطاعة ربهم.

أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ( 83 )

أيريد هؤلاء الفاسقون من أهل الكتاب غير دين الله – وهو الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم- ، مع أن كل مَن في السموات والأرض استسلم وانقاد وخضع لله طواعية – كالمؤمنين- ورغمًا عنهم عند الشدائد, حين لا ينفعهم ذلك وهم الكفار, كما خضع له سائر الكائنات, وإليه يُرجَعون يوم المعاد, فيجازي كلا بعمله. وهذا تحذير من الله تعالى لخلقه أن يرجع إليه أحد منهم على غير ملة الإسلام.

الجيريا
الجيريا

أرشيــــــف الحلقــــآت
50-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~50~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 1-9/
51-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~51~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 10- 15

52-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~53~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 23-29/
-*/53/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~53~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 23-29/
-*/54/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~54~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 30-37/
55-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~55~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 38-45/

56-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~56~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 46-52

57-*/ تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~57~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 53-61/
58-*/ تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~58~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 62-70/
59-*/ تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~59~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 71-77/
60-*/ حلقـــــــــــــــــــــــة اليـــــــــوم

بارك الـــــــــــــــــــــــــلــــــــــــــــــــــ ــــــــه فيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــك

شـكـرااا جزيلاااا

جزاك الله خيرا

الجيريا

الجيريا

بارك الله فيك

الجيريا

بآرك الله فيكم

تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~54~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 30-37 2024.

تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~54~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 30-37
الجيريا
السلام عليكم ورحمة الله
الجيريا
بسم الله الرحمن الرحيم
نسأل الله القدير الحفظ والتوفيق والسّدآد
نتمنى ان تكونو متآبعين وفيين لهذه الوقفآت البسيطة
سنكمل التفسير والحفظ الآيات 30-37 من سورة آل عِمرانَ
ونسأل الله التوفيق فـي الحفظ
والحمدُ للهِ ربّ العآلميـنْ.
30-يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ
وفي يوم القيامة يوم الجزاء تجد كل نفس ما عملت من خير ينتظرها موفرًا لتُجزَى به، وما عملت من عمل سيِّئ تجده في انتظارها أيضًا، فتتمنى لو أن بينها وبين هذا العمل زمنًا بعيدًا. فاستعدوا لهذا اليوم، وخافوا بطش الإله الجبار. ومع شدَّة عقابه فإنه سبحانه رءوف بالعباد.
31-قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
قل -أيها الرسول-: إن كنتم تحبون الله حقا فاتبعوني وآمنوا بي ظاهرًا وباطنًا، يحببكم الله، ويمحُ ذنوبكم، فإنه غفور لذنوب عباده المؤمنين، رحيم بهم. وهذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله -تعالى- وليس متبعًا لنبيه محمد صلى الله عيه وسلم حق الاتباع، مطيعًا له في أمره ونهيه، فإنه كاذب في دعواه حتى يتابع الرسول صلى الله عليه وسلم حق الاتباع.
32-قُلْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ
قل -أيها الرسول-: أطيعوا الله باتباع كتابه، وأطيعوا الرسول باتباع سنته في حياته وبعد مماته، فإن هم أعرضوا عنك، وأصروا على ما هم عليه مِن كفر وضلال، فليسوا أهلا لمحبة الله؛ فإن الله لا يحب الكافرين.
33-إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ
إن الله اختار آدم ونوحًا وآل إبراهيم وآل عمران، وجعلهم أفضل أهل زمانهم.

34-ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
هؤلاء الأنبياء والرسل سلسلة طُهْر متواصلة في الإخلاص لله وتوحيده والعمل بوحيه. والله سميع لأقوال عباده، عليم بأفعالهم، وسيجازيهم على ذلك.

35- إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
اذكر -أيها الرسول- ما كان من أمر مريم وأمها وابنها عيسى عليه السلام؛ لتردَّ بذلك على من ادعوا أُلوهية عيسى أو بنوَّته لله سبحانه، إذ قالت امرأة عمران حين حملت: يا ربِّ إني جعلت لك ما في بطني خالصا لك، لخدمة "بيت المقدس"، فتقبَّل مني؛ إنك أنت وحدك السميع لدعائي، العليم بنيتي.

36-فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
فلما تمَّ حملها ووضعت مولودها قالت: ربِّ إني وضعتها أنثى لا تصلح للخدمة في "بيت المقدس" -والله أعلم بما وضَعَتْ، وسوف يجعل الله لها شأنًا- وقالت: وليس الذكر الذي أردت للخدمة كالأنثى في ذلك؛ لأن الذكر أقوى على الخدمة وأقْوَم بها، وإني سمَّيتها مريم، وإني حصَّنتها بك هي وذريَّتها من الشيطان المطرود من رحمتك.

37-فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ
فاستجاب الله دعاءها وقبل منها نَذْرها أحسن قَبول، وتولَّى ابنتها مريم بالرعاية فأنبتها نباتًا حسنًا، ويسَّر الله لها زكريا عليه السلام كافلا فأسكنها في مكان عبادته، وكان كلَّما دخل عليها هذا المكان وجد عندها رزقًا هنيئًا معدّاً قال: يا مريم من أين لكِ هذا الرزق الطيب؟ قالت: هو رزق من عند الله. إن الله -بفضله- يرزق مَن يشاء مِن خلقه بغير حساب.
الجيريا
الجيريا

أرشيــــــف الحلقــــآت
50-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~50~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 1-9/
51-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~51~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 10- 15

52-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~53~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 23-29/
-*/53/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~53~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 23-29/
54-*/ حلقـــــــــــــــــــــــة اليـــــــــوم

السّلام عليكم
أشكرك على الطرح المستمر المميز بآرك الله فيك وجزآك خيرآ
أعتذر لتأخّـري.. وذلك لحفظ أكثر متـآنـة
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم
أن يوفقنا للوصول الى سورة الأنعام قبل شهر رمضان الكريم
اتوق لحفظ سورة الأعرآآف
الـــلّـــهم آمـــــــــــــــــــين

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سآجدْ للهْ الجيريا
السّلام عليكم
أشكرك على الطرح المستمر المميز بآرك الله فيك وجزآك خيرآ
أعتذر لتأخّـري.. وذلك لحفظ أكثر متـآنـة
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم
أن يوفقنا للوصول الى سورة الأنعام قبل شهر رمضان الكريم
اتوق لحفظ سورة الأعرآآف
الـــلّـــهم آمـــــــــــــــــــين

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أشكر لك المتابعة
وفقك الله و وفّقنا

سأحاول أن أكون معكم بإذن الله ، كل يوم تحفظون صفحة ، أليس كذلك ؟
جعله الله في ميزان الحسنات.
مشكلتي في الحفظ أنني أتسرع في الإنتقال إلى الصفحات الموالية ، فأحفظ ثم أنسى بعد فترة ، لذلك سأتنى و أتبعكم في الحفظ إن شاء الله

تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~31~~>>سورة البقـرة 196-196آيآت 2024.

تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~31~~>>سورة البقـرة 196-196آيآت

الجيريا
السلام عليكم ورحمة الله
الجيريا

بسم الله الرحمن الرحيم
نسأل الله القدير الحفظ والتوفيق والسّدآد
نتمنى ان تكونو متآبعين وفيين لهذه الوقفآت البسيطة
سنكمل التفسير والحفظ من الآيـة 196 إلى الآية 193 من سورة البقرة
ونسأل الله التوفيق فـي الحفظ
والحمدُ للهِ ربّ العآلميـنْ.
الجيريا

{ 197 } { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ }
يخبر تعالى أن { الْحَجَّ } واقع في { أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ } عند المخاطبين, مشهورات, بحيث لا تحتاج إلى تخصيص، كما احتاج الصيام إلى تعيين شهره, وكما بين تعالى أوقات الصلوات الخمس.
وأما الحج فقد كان من ملة إبراهيم, التي لم تزل مستمرة في ذريته معروفة بينهم.
والمراد بالأشهر المعلومات عند جمهور العلماء: شوال, وذو القعدة, وعشر من ذي الحجة, فهي التي يقع فيها الإحرام بالحج غالبا.
{ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ } أي: أحرم به, لأن الشروع فيه يصيره فرضا, ولو كان نفلا.
واستدل بهذه الآية الشافعي ومن تابعه, على أنه لا يجوز الإحرام بالحج قبل أشهره، قلت لو قيل: إن فيها دلالة لقول الجمهور, بصحة الإحرام [بالحج] قبل أشهره لكان قريبا، فإن قوله: { فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ } دليل على أن الفرض قد يقع في الأشهر المذكورة وقد لا يقع فيها, وإلا لم يقيده.
وقوله: { فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ } أي: يجب أن تعظموا الإحرام بالحج, وخصوصا الواقع في أشهره, وتصونوه عن كل ما يفسده أو ينقصه, من الرفث وهو الجماع ومقدماته الفعلية والقولية, خصوصا عند النساء بحضرتهن.
والفسوق وهو: جميع المعاصي, ومنها محظورات الإحرام.
والجدال وهو: المماراة والمنازعة والمخاصمة, لكونها تثير الشر, وتوقع العداوة.
والمقصود من الحج, الذل والانكسار لله, والتقرب إليه بما أمكن من القربات, والتنزه عن مقارفة السيئات, فإنه بذلك يكون مبرورا والمبرور, ليس له جزاء إلا الجنة، وهذه الأشياء وإن كانت ممنوعة في كل مكان وزمان, فإنها يتغلظ المنع عنها في الحج.
واعلم أنه لا يتم التقرب إلى الله بترك المعاصي حتى يفعل الأوامر، ولهذا قال تعالى: { وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ } أتى بـ " من " لتنصيص على العموم، فكل خير وقربة وعبادة, داخل في ذلك، أي: فإن الله به عليم, وهذا يتضمن غاية الحث على أفعال الخير, وخصوصا في تلك البقاع الشريفة والحرمات المنيفة, فإنه ينبغي تدارك ما أمكن تداركه فيها, من صلاة, وصيام, وصدقة, وطواف, وإحسان قولي وفعلي.
ثم أمر تعالى بالتزود لهذا السفر المبارك, فإن التزود فيه الاستغناء عن المخلوقين, والكف عن أموالهم, سؤالا واستشرافا، وفي الإكثار منه نفع وإعانة للمسافرين, وزيادة قربة لرب العالمين، وهذا الزاد الذي المراد منه إقامة البنية بلغة ومتاع.
وأما الزاد الحقيقي المستمر نفعه لصاحبه, في دنياه, وأخراه, فهو زاد التقوى الذي هو زاد إلى دار القرار, وهو الموصل لأكمل لذة, وأجل نعيم دائم أبدا، ومن ترك هذا الزاد, فهو المنقطع به الذي هو عرضة لكل شر, وممنوع من الوصول إلى دار المتقين. فهذا مدح للتقوى.
ثم أمر بها أولي الألباب فقال: { وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ } أي: يا أهل العقول الرزينة, اتقوا ربكم الذي تقواه أعظم ما تأمر به العقول, وتركها دليل على الجهل, وفساد الرأي.

الجيريا

{ 198 – 202 } { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ }
لما أمر تعالى بالتقوى, أخبر تعالى أن ابتغاء فضل الله بالتكسب في مواسم الحج وغيره, ليس فيه حرج إذا لم يشغل عما يجب إذا كان المقصود هو الحج, وكان الكسب حلالا منسوبا إلى فضل الله, لا منسوبا إلى حذق العبد, والوقوف مع السبب, ونسيان المسبب, فإن هذا هو الحرج بعينه.
وفي قوله: { فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ } دلالة على أمور:
أحدها: الوقوف بعرفة, وأنه كان معروفا أنه ركن من أركان الحج، فالإفاضة من عرفات, لا تكون إلا بعد الوقوف.
الثاني: الأمر بذكر الله عند المشعر الحرام, وهو المزدلفة, وذلك أيضا معروف, يكون ليلة النحر بائتا بها, وبعد صلاة الفجر, يقف في المزدلفة داعيا, حتى يسفر جدا, ويدخل في ذكر الله عنده, إيقاع الفرائض والنوافل فيه.
الثالث: أن الوقوف بمزدلفة, متأخر عن الوقوف بعرفة, كما تدل عليه الفاء والترتيب.
الرابع, والخامس: أن عرفات ومزدلفة, كلاهما من مشاعر الحج المقصود فعلها, وإظهارها.
السادس: أن مزدلفة في الحرم, كما قيده بالحرام.
السابع: أن عرفة في الحل, كما هو مفهوم التقييد بـ " مزدلفة "
{ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ } أي: اذكروا الله تعالى كما منّ عليكم بالهداية بعد الضلال, وكما علمكم ما لم تكونوا تعلمون، فهذه من أكبر النعم, التي يجب شكرها ومقابلتها بذكر المنعم بالقلب واللسان.
{ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ } أي: ثم أفيضوا من مزدلفة من حيث أفاض الناس, من لدن إبراهيم عليه السلام إلى الآن، والمقصود من هذه الإفاضة كان معروفا عندهم, وهو رمي الجمار, وذبح الهدايا, والطواف, والسعي, والمبيت بـ " منى " ليالي التشريق وتكميل باقي المناسك.
ولما كانت [هذه] الإفاضة, يقصد بها ما ذكر, والمذكورات آخر المناسك, أمر تعالى عند الفراغ منها باستغفاره والإكثار من ذكره، فالاستغفار للخلل الواقع من العبد, في أداء عبادته وتقصيره فيها، وذكر الله شكر الله على إنعامه عليه بالتوفيق لهذه العبادة العظيمة والمنة الجسيمة.
وهكذا ينبغي للعبد, كلما فرغ من عبادة, أن يستغفر الله عن التقصير, ويشكره على التوفيق, لا كمن يرى أنه قد أكمل العبادة, ومن بها على ربه, وجعلت له محلا ومنزلة رفيعة, فهذا حقيق بالمقت, ورد الفعل، كما أن الأول, حقيق بالقبول والتوفيق لأعمال أخر.
ثم أخبر تعالى عن أحوال الخلق, وأن الجميع يسألونه مطالبهم, ويستدفعونه ما يضرهم, ولكن مقاصدهم تختلف، فمنهم: { مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا } أي: يسأله من مطالب الدنيا ما هو من شهواته, وليس له في الآخرة من نصيب, لرغبته عنها, وقصر همته على الدنيا، ومنهم من يدعو الله لمصلحة الدارين, ويفتقر إليه في مهمات دينه ودنياه، وكل من هؤلاء وهؤلاء, لهم نصيب من كسبهم وعملهم, وسيجازيهم تعالى على حسب أعمالهم, وهماتهم ونياتهم, جزاء دائرا بين العدل والفضل, يحمد عليه أكمل حمد وأتمه، وفي هذه الآية دليل على أن الله يجيب دعوة كل داع, مسلما أو كافرا, أو فاسقا، ولكن ليست إجابته دعاء من دعاه, دليلا على محبته له وقربه منه, إلا في مطالب الآخرة ومهمات الدين.
والحسنة المطلوبة في الدنيا يدخل فيها كل ما يحسن وقعه عند العبد, من رزق هنيء واسع حلال, وزوجة صالحة, وولد تقر به العين, وراحة, وعلم نافع, وعمل صالح, ونحو ذلك, من المطالب المحبوبة والمباحة.
وحسنة الآخرة, هي السلامة من العقوبات, في القبر, والموقف, والنار, وحصول رضا الله, والفوز بالنعيم المقيم, والقرب من الرب الرحيم، فصار هذا الدعاء, أجمع دعاء وأكمله, وأولاه بالإيثار, ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء به, والحث عليه.

الجيريا

انتهـى
تــآبعونـآ وآحفظـوآ معنـآ بشوق كلام ربّ العبآد عزّ وجلّ
ونشكُر لكمُ متآبعتكمُ الوفيّـة بالحفظ والفهمِ
نسأل الله التوفيق والسّدآد فـي حفظِ كتآبهِ الكريم
وشكرًآ للمتآبعة.

الجيريا
الجيريا

أرشــيف الحلقــآت السآآبقـة :

1-الجزء الأوّل[حزبين]
تمّ

2-الجزء الثانــي :
22-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~22~~>>سورة البقـرة 141-145آيآت/
23-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~23~~>>سورة البقـرة 146-153آيآت/
24-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~24~~>>سورة البقـرة 154-163آيآت/
25-*/ تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~25~~>>سورة البقـرة 164-170آيآت/
26-*/ تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~26~~>>سورة البقـرة 171-176آيآت/
27-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~27~~>>سورة البقـرة 177-181آيآت/
28-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~28~~>>سورة البقـرة 182-186آيآت/
29-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~29~~>>سورة البقـرة 183-193آيآت/
30-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~30~~>>سورة البقـرة 193-196آيآت/
31-*/
حلـقة اليوم/

السلام عليكم
شكرا على ما تقدمه أخي الكريم
بارك الله فيك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رجل الفضاء الجيريا
السلام عليكم
شكرا على ما تقدمه أخي الكريم
بارك الله فيك
وعليكم السّلام ورحممة الله
صبآحك معطر بذكر الرحمن
الاهم متآبعتك معنا بالحفظ أخي الكريم
وفيك بآرك الله وجزآك خيرا
بالتوفيق

السلام عليكم

متابعين وأوفياء

جاري الحفظ باذن الله

اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

بارك الله في جهودك اخي وجلها في ميزان حسناتك

موفقة ريحانة

وطبععا لن انسى نمارك الجنة شوية همة والتحقي بناالجيرياالجيريا

والسلام ختام

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نيروز الجيريا
السلام عليكم

متابعين وأوفياء

جاري الحفظ باذن الله

اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

بارك الله في جهودك اخي وجلها في ميزان حسناتك

موفقة ريحانة

وطبععا لن انسى نمارك الجنة شوية همة والتحقي بناالجيرياالجيريا

والسلام ختام

انا في المتابعة نيروز و سالحق بكم الجيرياالجيرياالجيريا
و اسمي نمارق و ليس نماركالجيرياالجيريا

جزاك الله كل خير

تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~31~~>>سورة البقـرة 196-196آيآت

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ارجو ان تصحح العنوان فهذه الايات من 197الى 202. اتضننا لا نتابعالجيرياالجيرياالجيريا

الجيريا

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا

وهو كذلك نمارق

نسأل الله الثبات للجميع

بارك الله في جهودك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نيروز الجيريا
السلام عليكم

متابعين وأوفياء

جاري الحفظ باذن الله

اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

بارك الله في جهودك اخي وجلها في ميزان حسناتك

موفقة ريحانة

وطبععا لن انسى نمارك الجنة شوية همة والتحقي بناالجيرياالجيريا

والسلام ختام

و عليكم السلام

متابعين بوفآء باذن الله

آمين …..

و بارك الله فيك عقبة و جوزيت خيرا

موفقة نيروز و نمارق الجنة

و 196-202 ~~ خطأ مطبعي …
الجيرياالجيريا

الـسّلام عليـكم ورحمـة الله

أشكر الجميع على المتآبعـة بآرك الله فيكم وجزآكم خيرآآ
بمـآ أنّـنا أتممنا الحزب الثآلث سنترك اليوم وغدآ لمرآجعة الحزب الثآلث
وهو يبدأ من :
بسم الله الرحمن الرحيم [ سيقول السفهاء من الناس….والله سريع الحساب]
والحلقة القآدمة ستطرح يوم الجمعـة بإذن الله
ونسأل الله التوفيق والثبآت والسداد

وكما قآلت ريْحآنـة خطأ مطبعـي فقط في كتابة العنوان الجيريا
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبآدتك
آمين

ساتابع التفسير

انا حفظت سورة البقرة وآل عمران وراني مع النساء

كل يوم ايتين يا رب ثبت حفظي في قلبي وعقلي

جزاك الله خيرا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريحآنة الوفآء الجيريا
و عليكم السلام

متابعين بوفآء باذن الله

آمين …..

و بارك الله فيك عقبة و جوزيت خيرا

موفقة نيروز و نمارق الجنة

و 196-202 ~~ خطأ مطبعي …
الجيرياالجيريا

شكرا لك ريحانة على الدعاء و اظن الخطا كان في المخ و اليدين طبعتهالجيرياالجيرياالجيريا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سآجدْ للهْ الجيريا
الـسّلام عليـكم ورحمـة الله
أشكر الجميع على المتآبعـة بآرك الله فيكم وجزآكم خيرآآ
بمـآ أنّـنا أتممنا الحزب الثآلث سنترك اليوم وغدآ لمرآجعة الحزب الثآلث
وهو يبدأ من :
بسم الله الرحمن الرحيم [ سيقول السفهاء من الناس….والله سريع الحساب]
والحلقة القآدمة ستطرح يوم الجمعـة بإذن الله
ونسأل الله التوفيق والثبآت والسداد
وكما قآلت ريْحآنـة خطأ مطبعـي فقط في كتابة العنوان الجيريا
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبآدتك
آمين


و بركت انت ايضا اخي ساجد و بوركت ريحانة على المساعدةالجيريا
ان شاء الله ستكون الجمعة للمراجعة
اللهم اعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جيجلية الجيريا
ساتابع التفسير

انا حفظت سورة البقرة وآل عمران وراني مع النساء

كل يوم ايتين يا رب ثبت حفظي في قلبي وعقلي

جزاك الله خيرا

رائع ماشاء الله. اتمنى ان اكون مثلك اختي. احب النشطينالجيريا
يا رب ثبت حفظي في قلبي و عقلي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سآجدْ للهْ الجيريا
الـسّلام عليـكم ورحمـة الله

أشكر الجميع على المتآبعـة بآرك الله فيكم وجزآكم خيرآآ
بمـآ أنّـنا أتممنا الحزب الثآلث سنترك اليوم وغدآ لمرآجعة الحزب الثآلث
وهو يبدأ من :
بسم الله الرحمن الرحيم [ سيقول السفهاء من الناس….والله سريع الحساب]
والحلقة القآدمة ستطرح يوم الجمعـة بإذن الله
ونسأل الله التوفيق والثبآت والسداد

وكما قآلت ريْحآنـة خطأ مطبعـي فقط في كتابة العنوان الجيريا
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبآدتك
آمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وهو كذلك اضنه الوقت كافي انشاء الله والفكرة جيدة جدا

اللهم يسر ولا تعسر

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

بارك الله فيكم جميعا …..ونسأل الله تعالى الثبات
تحيتي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جيجلية الجيريا
ساتابع التفسير

انا حفظت سورة البقرة وآل عمران وراني مع النساء

كل يوم ايتين يا رب ثبت حفظي في قلبي وعقلي

جزاك الله خيرا

السّلام عليكم
هي فرصة لك للمرآجعة بينما نحن نحفظ
سنلحق بك إن شآء الله
بالتوفيق اللهم آمين

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نمارق الجنة الجيريا
شكرا لك ريحانة على الدعاء و اظن الخطا كان في المخ و اليدين طبعته
و بركت انت ايضا اخي ساجد و بوركت ريحانة على المساعدة
ان شاء الله ستكون الجمعة للمراجعة
اللهم اعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك
السّلام عليكم
ما قصدته هو ان الحلقة القآدمة ستطرح يوم الجمعة واليوم وغدا يكون للمرآجعة
بالتّوفـيق وبآرك الله فيك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نيروز الجيريا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وهو كذلك اضنه الوقت كافي ان شاء الله والفكرة جيدة جدا

اللهم يسر ولا تعسر

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

بارك الله فيكم جميعا …..ونسأل الله تعالى الثبات
تحيتي

وعليكم السّلام ورحمة الله
اللهم آمين يآ رب العآلمين
بآرك الله فيك وبالتوفيق

تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~45~~>>سورة البقـرة 265-269آيآت 2024.

تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~45~~>>سورة البقـرة 265-269آيآت

الجيريا
السلام عليكم ورحمة الله
الجيريا
بسم الله الرحمن الرحيم
نسأل الله القدير الحفظ والتوفيق والسّدآد
نتمنى ان تكونو متآبعين وفيين لهذه الوقفآت البسيطة
سنكمل التفسير والحفظ من الآيـة 265 إلى الآية 269 من سورة البقرة
ونسأل الله التوفيق فـي الحفظ
والحمدُ للهِ ربّ العآلميـنْ.

الجيريا

وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ( 265 ) .

هذا مثل المنفقين أموالهم على وجه تزكو عليه نفقاتهم وتقبل به صدقاتهم فقال تعالى: ( ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله ) أي: قصدهم بذلك رضى ربهم والفوز بقربه ( وتثبيتا من أنفسهم ) أي: صدر الإنفاق على وجه منشرحة له النفس سخية به، لا على وجه التردد وضعف النفس في إخراجها وذلك أن النفقة يعرض لها آفتان إما أن يقصد الإنسان بها محمدة الناس ومدحهم وهو الرياء، أو يخرجها على خور وضعف عزيمة وتردد، فهؤلاء سلموا من هاتين الآفتين فأنفقوا ابتغاء مرضات الله لا لغير ذلك من المقاصد، وتثبيتا من أنفسهم، فمثل نفقة هؤلاء ( كمثل جنة ) أي: كثيرة الأشجار غزيرة الظلال، من الاجتنان وهو الستر، لستر أشجارها ما فيها، وهذه الجنة ( بربوة ) أي: محل مرتفع ضاح للشمس في أول النهار ووسطه وآخره، فثماره أكثر الثمار وأحسنها، ليست بمحل نازل عن الرياح والشمس، فـ ( أصابها ) أي: تلك الجنة التي بربوة ( وابل ) وهو المطر الغزير ( فآتت أكلها ضعفين ) أي: تضاعفت ثمراتها لطيب أرضها ووجود الأسباب الموجبة لذلك، وحصول الماء الكثير الذي ينميها ويكملها ( فإن لم يصبها وابل فطل ) أي: مطر قليل يكفيها لطيب منبتها، فهذه حالة المنفقين أهل النفقات الكثيرة والقليلة كل على حسب حاله، وكل ينمى له ما أنفق أتم تنمية وأكملها والمنمي لها هو الذي أرحم بك من نفسك، الذي يريد مصلحتك حيث لا تريدها، فيالله لو قدر وجود بستان في هذه الدار بهذه الصفة لأسرعت إليه الهمم وتزاحم عليه كل أحد، ولحصل الاقتتال عنده، مع انقضاء هذه الدار وفنائها وكثرة آفاتها وشدة نصبها وعنائها، وهذا الثواب الذي ذكره الله كأن المؤمن ينظر إليه بعين بصيرة الإيمان، دائم مستمر فيه أنواع المسرات والفرحات، ومع هذا تجد النفوس عنه راقدة، والعزائم عن طلبه خامدة، أترى ذلك زهدا في الآخرة ونعيمها، أم ضعف إيمان بوعد الله ورجاء ثوابه؟! وإلا فلو تيقن العبد ذلك حق اليقين وباشر الإيمان به بشاشة قلبه لانبعثت من قلبه مزعجات الشوق إليه، وتوجهت همم عزائمه إليه، وطوعت نفسه له بكثرة النفقات رجاء المثوبات، ولهذا قال تعالى: ( والله بما تعملون بصير ) فيعلم عمل كل عامل ومصدر ذلك العمل، فيجازيه عليه أتم الجزاء ثم قال تعالى:

الجيريا
أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ( 266 ) .

وهذا المثل مضروب لمن عمل عملا لوجه الله تعالى من صدقة أو غيرها ثم عمل أعمالا تفسده، فمثله كمثل صاحب هذا البستان الذي فيه من كل الثمرات، وخص منها النخل والعنب لفضلهما وكثرة منافعهما، لكونهما غذاء وقوتا وفاكهة وحلوى، وتلك الجنة فيها الأنهار الجارية التي تسقيها من غير مؤنة، وكان صاحبها قد اغتبط بها وسرته، ثم إنه أصابه الكبر فضعف عن العمل وزاد حرصه، وكان له ذرية ضعفاء ما فيهم معاونة له، بل هم كل عليه، ونفقته ونفقتهم من تلك الجنة، فبينما هو كذلك إذ أصاب تلك الجنة إعصار وهو الريح القوية التي تستدير ثم ترتفع في الجو، وفي ذلك الإعصار نار فاحترقت تلك الجنة، فلا تسأل عما لقي ذلك الذي أصابه الكبر من الهم والغم والحزن، فلو قدر أن الحزن يقتل صاحبه لقتله الحزن، كذلك من عمل عملا لوجه الله فإن أعماله بمنزلة البذر للزروع والثمار، ولا يزال كذلك حتى يحصل له من عمله جنة موصوفة بغاية الحسن والبهاء، وتلك المفسدات التي تفسد الأعمال بمنزلة الإعصار الذي فيه نار، والعبد أحوج ما يكون لعمله إذا مات وكان بحالة لا يقدر معها على العمل، فيجد عمله الذي يؤمل نفعه هباء منثورا، ووجد الله عنده فوفاه حسابه.

والله سريع الحساب فلو علم الإنسان وتصور هذه الحال وكان له أدنى مسكة من عقل لم يقدم على ما فيه مضرته ونهاية حسرته ولكن ضعف الإيمان والعقل وقلة البصيرة يصير صاحبه إلى هذه الحالة التي لو صدرت من مجنون لا يعقل لكان ذلك عظيما وخطره جسيما، فلهذا أمر تعالى بالتفكر وحثَّ عليه، فقال: ( كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون ) .

الجيريا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ( 267 ) الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ( 268 ) .

يأمر تعالى عباده المؤمنين بالنفقة من طيبات ما يسر لهم من المكاسب، ومما أخرج لهم من الأرض فكما منَّ عليكم بتسهيل تحصيله فأنفقوا منه شكرا لله وأداء لبعض حقوق إخوانكم عليكم، وتطهيرا لأموالكم، واقصدوا في تلك النفقة الطيب الذي تحبونه لأنفسكم، ولا تيمموا الرديء الذي لا ترغبونه ولا تأخذونه إلا على وجه الإغماض والمسامحة ( واعلموا أن الله غني حميد ) فهو غني عنكم ونفع صدقاتكم وأعمالكم عائد إليكم، ومع هذا فهو حميد على ما يأمركم به من الأوامر الحميدة والخصال السديدة، فعليكم أن تمتثلوا أوامره لأنها قوت القلوب وحياة النفوس ونعيم الأرواح، وإياكم أن تتبعوا عدوكم الشيطان الذي يأمركم بالإمساك، ويخوفكم بالفقر والحاجة إذا أنفقتم، وليس هذا نصحا لكم، بل هذا غاية الغش إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ بل أطيعوا ربكم الذي يأمركم بالنفقة على وجه يسهل عليكم ولا يضركم، ومع هذا فهو ( يعدكم مغفرة ) لذنوبكم وتطهيرا لعيوبكم ( وفضلا ) وإحسانا إليكم في الدنيا والآخرة، من الخلف العاجل، وانشراح الصدر ونعيم القلب والروح والقبر، وحصول ثوابها وتوفيتها يوم القيامة، وليس هذا عظيما عليه لأنه ( واسع ) الفضل عظيم الإحسان ( عليم ) بما يصدر منكم من النفقات قليلها وكثيرها، سرها وعلنها، فيجازيكم عليها من سعته وفضله وإحسانه، فلينظر العبد نفسه إلى أي الداعيين يميل، فقد تضمنت هاتان الآيتان أمورا عظيمة منها: الحث على الإنفاق، ومنها: بيان الأسباب الموجبة لذلك، ومنها: وجوب الزكاة من النقدين وعروض التجارة كلها، لأنها داخلة في قوله: ( من طيبات ما كسبتم ) ومنها: وجوب الزكاة في الخارج من الأرض من الحبوب والثمار والمعادن، ومنها: أن الزكاة على من له الزرع والثمر لا على صاحب الأرض، لقوله ( أخرجنا لكم ) فمن أخرجت له وجبت عليه ومنها: أن الأموال المعدة للاقتناء من العقارات والأواني ونحوها ليس فيها زكاة، وكذلك الديون والغصوب ونحوهما إذا كانت مجهولة، أو عند من لا يقدر ربها على استخراجها منه، ليس فيها زكاة، لأن الله أوجب النفقة من الأموال التي يحصل فيها النماء الخارج من الأرض، وأموال التجارة مواساة من نمائها، وأما الأموال التي غير معدة لذلك ولا مقدورا عليها فليس فيها هذا المعنى، ومنها: أن الرديء ينهى عن إخراجه ولا يجزئ في الزكاة ثم قال تعالى:

الجيريا
يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ ( 269 ) .

لما أمر تعالى بهذه الأوامر العظيمة المشتملة على الأسرار والحكم وكان ذلك لا يحصل لكل أحد، بل لمن منَّ عليه وآتاه الله الحكمة، وهي العلم النافع والعمل الصالح ومعرفة أسرار الشرائع وحكمها، وإن من آتاه الله الحكمة فقد آتاه خيرا كثيرا وأي خير أعظم من خير فيه سعادة الدارين والنجاة من شقاوتهما! وفيه التخصيص بهذا الفضل وكونه من ورثة الأنبياء، فكمال العبد متوقف على الحكمة، إذ كماله بتكميل قوتيه العلمية والعملية فتكميل قوته العلمية بمعرفة الحق ومعرفة المقصود به، وتكميل قوته العملية بالعمل بالخير وترك الشر، وبذلك يتمكن من الإصابة بالقول والعمل وتنزيل الأمور منازلها في نفسه وفي غيره، وبدون ذلك لا يمكنه ذلك، ولما كان الله تعالى قد فطر عباده على عبادته ومحبة الخير والقصد للحق، فبعث الله الرسل مذكرين لهم بما ركز في فطرهم وعقولهم، ومفصلين لهم ما لم يعرفوه، انقسم الناس قسمين قسم أجابوا دعوتهم فتذكروا ما ينفعهم ففعلوه، وما يضرهم فتركوه، وهؤلاء هم أولو الألباب الكاملة، والعقول التامة، وقسم لم يستجيبوا لدعوتهم، بل أجابوا ما عرض لفطرهم من الفساد، وتركوا طاعة رب العباد، فهؤلاء ليسوا من أولي الألباب، فلهذا قال تعالى: ( وما يذكر إلا أولو الألباب ) .

الجيريا
الجيريا
الجيريا

أرشــيف الحلقــآت السآآبقـة

1-الجزء الأوّل[حزبين]
تمّ


2-الجزء الثانــي :[حزبين]
تَمْ


42-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~42~~>>سورة البقـرة 253-256آيآت/

43-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~43~~>>سورة البقـرة 257-259آيآت/
44-*/ تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~44~~>>سورة البقـرة 260-264آيآت/
45-*/ حلقـــــــــــــــــــــــة اليـــــــــوم

بارك الله فيك

الجيريا

السّلام عليكم
لقد تم الحفظ
بآرك الله فيك وجزيت خيرًآ
نسأل الله التوفيـــق

بارك الله فيك

تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~19~~>>سورة البقـرة 120-126آيآت 2024.

اقتباس:
تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~19~~>>سورة البقـرة 120-126آيآت

الجيريا

السلام عليكم ورحمة الله
الجيريا

بسم الله الرحمن الرحيم
أتمنــى أن تكوـنو في أفضل الاحوآل آميين
نسأل الله القدير الحفظ والتوفيق والسّدآد
نتمنى ان تكونو متآبعين وفيين لهذه الوقفآت البسيطة
سنكمل التفسير والحفظ من الآيـة 120 إلى الآية 126 من سورة البقرة
ونسأل الله التوفيق فـي الحفظ
والحمدُ للهِ ربّ العآلميـنْ.
الجيريا

{ 120 } { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ * }
يخبر تعالى رسوله, أنه لا يرضى منه اليهود ولا النصارى, إلا باتباعه دينهم, لأنهم دعاة إلى الدين الذي هم عليه, ويزعمون أنه الهدى، فقل لهم: { إِنَّ هُدَى اللَّهِ } الذي أرسلت به { هُوَ الْهُدَى }
وأما ما أنتم عليه, فهو الهوى بدليل قوله { وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ }
فهذا فيه النهي العظيم, عن اتباع أهواء اليهود والنصارى, والتشبه بهم فيما يختص به دينهم، والخطاب وإن كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أمته داخلة في ذلك، لأن الاعتبار بعموم المعنى لا بخصوص المخاطب، كما أن العبرة بعموم اللفظ, لا بخصوص السبب.

الجيريا
ثم قال: { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ * }

يخبر تعالى أن الذين آتاهم الكتاب, ومنَّ عليهم به منة مطلقة, أنهم { يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ } أي: يتبعونه حق اتباعه, والتلاوة: الاتباع، فيحلون حلاله, ويحرمون حرامه, ويعملون بمحكمه, ويؤمنون بمتشابهه، وهؤلاء هم السعداء من أهل الكتاب, الذين عرفوا نعمة الله وشكروها,
وآمنوا بكل الرسل, ولم يفرقوا بين أحد منهم.
فهؤلاء, هم المؤمنون حقا, لا من قال منهم: { نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه }
ولهذا توعدهم بقوله { وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } وقد تقدم تفسير الآية التي بعدها.

الجيريا
{ 124 – 125 } { وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ * وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }
يخبر تعالى, عن عبده وخليله, إبراهيم عليه السلام, المتفق على إمامته وجلالته, الذي كل من طوائف أهل الكتاب تدعيه, بل وكذلك المشركون: أن الله ابتلاه وامتحنه بكلمات, أي: بأوامر ونواهي, كما هي عادة الله في ابتلائه لعباده, ليتبين الكاذب الذي لا يثبت عند الابتلاء, والامتحان من الصادق, الذي ترتفع درجته, ويزيد قدره, ويزكو عمله, ويخلص ذهبه، وكان من أجلِّهم في هذا المقام, الخليل عليه السلام.
فأتم ما ابتلاه الله به, وأكمله ووفاه, فشكر الله له ذلك, ولم يزل الله شكورا فقال: { إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } أي: يقتدون بك في الهدى, ويمشون خلفك إلى سعادتهم الأبدية, ويحصل لك الثناء الدائم, والأجر الجزيل, والتعظيم من كل أحد.
وهذه – لعمر الله – أفضل درجة, تنافس فيها المتنافسون, وأعلى مقام, شمر إليه العاملون, وأكمل حالة حصلها أولو العزم من المرسلين وأتباعهم, من كل صديق متبع لهم, داع إلى الله وإلى سبيله.
فلما اغتبط إبراهيم بهذا المقام, وأدرك هذا, طلب ذلك لذريته, لتعلو درجته ودرجة ذريته، وهذا أيضا من إمامته, ونصحه لعباد الله, ومحبته أن يكثر فيهم المرشدون، فلله عظمة هذه الهمم العالية, والمقامات السامية.
فأجابه الرحيم اللطيف, وأخبر بالمانع من نيل هذا المقام فقال: { لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } أي: لا ينال الإمامة في الدين, من ظلم نفسه وضرها, وحط قدرها, لمنافاة الظلم لهذا المقام, فإنه مقام آلته الصبر واليقين، ونتيجته أن يكون صاحبه على جانب عظيم من الإيمان والأعمال الصالحة, والأخلاق الجميلة, والشمائل السديدة, والمحبة التامة, والخشية والإنابة، فأين الظلم وهذا المقام؟
ودل مفهوم الآية, أن غير الظالم, سينال الإمامة, ولكن مع إتيانه بأسبابها.
ثم ذكر تعالى, نموذجا باقيا دالا على إمامة إبراهيم, وهو هذا البيت الحرام الذي جعل قصده, ركنا من أركان الإسلام, حاطا للذنوب والآثام.
وفيه من آثار الخليل وذريته, ما عرف به إمامته, وتذكرت به حالته فقال: { وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ } أي: مرجعا يثوبون إليه, لحصول منافعهم الدينية والدنيوية, يترددون إليه, ولا يقضون منه وطرا، { و } جعله { أَمْنًا } يأمن به كل أحد, حتى الوحش, وحتى الجمادات كالأشجار.
ولهذا كانوا في الجاهلية – على شركهم – يحترمونه أشد الاحترام, ويجد أحدهم قاتل أبيه في الحرم, فلا يهيجه، فلما جاء الإسلام, زاده حرمة وتعظيما, وتشريفا وتكريما.
{ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى } يحتمل أن يكون المراد بذلك, المقام المعروف الذي قد جعل الآن, مقابل باب الكعبة، وأن المراد بهذا, ركعتا الطواف, يستحب أن تكونا خلف مقام إبراهيم, وعليه جمهور المفسرين، ويحتمل أن يكون المقام مفردا مضافا, فيعم جميع مقامات إبراهيم في الحج، وهي المشاعر كلها: من الطواف, والسعي, والوقوف بعرفة, ومزدلفة ورمي الجمار والنحر, وغير ذلك من أفعال الحج.
فيكون معنى قوله: { مُصَلًّى } أي: معبدا, أي: اقتدوا به في شعائر الحج، ولعل هذا المعنى أولى, لدخول المعنى الأول فيه, واحتمال اللفظ له.
{ وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ } أي: أوحينا إليهما, وأمرناهما بتطهير بيت الله من الشرك, والكفر والمعاصي, ومن الرجس والنجاسات والأقذار, ليكون { لِلطَّائِفِينَ } فيه { وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } أي: المصلين، قدم الطواف, لاختصاصه بالمسجد [الحرام]، ثم الاعتكاف, لأن من شرطه المسجد مطلقا، ثم الصلاة, مع أنها أفضل, لهذا المعنى.
وأضاف الباري البيت إليه لفوائد، منها: أن ذلك يقتضي شدة اهتمام إبراهيم وإسماعيل بتطهيره, لكونه بيت الله، فيبذلان جهدهما, ويستفرغان وسعهما في ذلك.
ومنها: أن الإضافة تقتضي التشريف والإكرام، ففي ضمنها أمر عباده بتعظيمه وتكريمه.
ومنها: أن هذه الإضافة هي السبب الجاذب للقلوب إليه.
الجيريا
{
126 } { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }
أي: وإذ دعا إبراهيم لهذا البيت, أن يجعله الله بلدا آمنا, ويرزق أهله من أنواع الثمرات، ثم قيد عليه السلام هذا الدعاء للمؤمنين, تأدبا مع الله, إذ كان دعاؤه الأول, فيه الإطلاق, فجاء الجواب فيه مقيدا بغير الظالم.
فلما دعا لهم بالرزق, وقيده بالمؤمن, وكان رزق الله شاملا للمؤمن والكافر, والعاصي والطائع, قال تعالى: { وَمَنْ كَفَرَ } أي: أرزقهم كلهم, مسلمهم وكافرهم، أما المسلم فيستعين بالرزق على عبادة الله, ثم ينتقل منه إلى نعيم الجنة، وأما الكافر, فيتمتع فيها قليلا { ثُمَّ أَضْطَرُّهُ } أي: ألجئه وأخرجه مكرها { إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }
الجيريا

إنتهـــى .
تــآبعونـآ وآحفظـوآ معنـآ بشوق كلام ربّ العبآد عزّ وجلّ
ونشكُر لكمُ متآبعتكمُ الوفيّـة بالحفظ والفهمِ
نسأل الله التوفيق والسّدآد فـي حفظِ كتآبهِ الكريم

وشكرًآ لجميع المتآآبعــين.

الجيريا
الجيريا

أرشــيف الحلقــآت السآآبقـة :
1-*/
تفسير القرآن الكريم تآبعونـآ~~1~~>>>مـآزلنـآ في الفآتحة/
2-*/ تفسير القرآن الكريم تآبعونـآ~~2~~>>>مـآزلنـآ في الفآتحة/
3-*/
تفسير القرآن الكريم تآبعونـآ~~3~~>>>مـآزلنـآ في الفآتحة/
4-*/
تفسير القرآن الكريم تآبعونـآ~~4~~>>>إنهاء تفسير الفاتحة/
5-*/
تفسير القرآن الكريم تآبعونـآ~~5~~>>سورة البقـرة1- 6 آيآت/
6-*/
تفسير القرآن الكريم تآبعونـآ~~6~~>>سورة البقـرة6-12آيآت/
7-*/
تفسير القرآن الكريم تآبعونـآ~~7~~>>سورة البقـرة12-16آيآت/
8-*/
تفسير القرآن الكريم تآبعونـآ~~8~~>>سورة البقـرة17-24آيآت/
9-*/
تفسير القرآن الكريم تآبعونـآ~~9~~>>سورة البقـرة25-34آيآت/
10-*/
تفسير القرآن الكريم تآبعونـآ~~10~~>>سورة البقـرة 35 -44آيآت/
11-*/
تفسير القرآن الكريم تآبعونـآ~~11~~>>سورة البقـرة 57-45آيآت/
12-*/تفسير القرآن الكريم تآبعونـآ~~12~~>>سورة البقـر 58-66آيآت/
13-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~13~~>>سورة البقـرة 67-78آيآت/
14-*/
تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~14~~>>سورة البقـرة 78-88آيآت/
15-*/
تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~15~~>>سورة البقـرة 89-100آيآت/
16-*/
تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~16~~>>سورة البقـرة 101-105آيآت/
17-*/
تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~17~~>>سورة البقـرة 106-112آيآت/
18-*/
تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~18~~>>سورة البقـرة 113-119آيآت/
19-*/
حلقـة اليـــومْ/

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا

بارك الله فيك

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا

بارك الله فيك

وفيك بآرك الله وأحسن إليك
أشكر متابعتك بالتوفيق

بــآرك الله فيكــ و احسن اليكــ

جوزيت خيرا لمجهوداتكــ القيّمة

متابعين وفيّيــن باذن الله

~~

السّلام عليكم
وفيكِ بآرك الله وجزآك كل خير
اللهم إجعل القرآن ربيع قلوبـنـآ آمين
إن شآآء الله تتآبعك الملائكة بالإستغفآر لك وكل من في السموات والارض
وفقك الله الى كل خير

شكرا جزيلا ,,,,

الجيريا

تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~62~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 101-108 2024.

تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~63~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 101-108
الجيريا
السلام عليكم ورحمة الله
الجيريا
بسم الله الرحمن الرحيم
نسأل الله القدير الحفظ والتوفيق والسّدآد
نتمنى ان تكونو متآبعين وفيين لهذه الوقفآت البسيطة
سنكمل التفسير والحفظ الآيات 101-108 من سورة آل عِمرانَ
ونسأل الله التوفيق فـي الحفظ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( 101 )

وكيف تكفرون بالله – أيها المؤمنون – ، وآيات القرآن تتلى عليكم, وفيكم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يبلغها لكم؟ ومَن يتوكل على الله ويستمسك بالقرآن والسنة فقد وُفِّق لطريق واضح, ومنهاج مستقيم.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ( 102 )

يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله، وعملوا بشرعه, خافوا الله حق خوفه: وذلك بأن يطاع فلا يُعصى, ويُشكَر فلا يكفر, ويُذكَر فلا ينسى, وداوموا على تمسككم بإسلامكم إلى آخر حياتكم; لتلقوا الله وأنتم عليه.

وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ( 103 )

وتمسَّكوا جميعًا بكتاب ربكم وهدي نبيكم, ولا تفعلوا ما يؤدي إلى فرقتكم. واذكروا نعمة جليلة أنعم الله بها عليكم: إذ كنتم – أيها المؤمنون- قبل الإسلام أعداء, فجمع الله قلوبكم على محبته ومحبة رسوله, وألقى في قلوبكم محبة بعضكم لبعض, فأصبحتم – بفضله- إخوانا متحابين, وكنتم على حافة نار جهنم, فهداكم الله بالإسلام ونجَّاكم من النار. وكما بيَّن الله لكم معالم الإيمان الصحيح فكذلك يبيِّن لكم كل ما فيه صلاحكم; لتهتدوا إلى سبيل الرشاد, وتسلكوها, فلا تضلوا عنها.

وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( 104 )

ولتكن منكم – أيها المؤمنون- جماعة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف, وهو ما عُرف حسنه شرعًا وعقلا وتنهى عن المنكر, وهو ما عُرف قبحه شرعًا وعقلا وأولئك هم الفائزون بجنات النعيم.

وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ( 105 )

ولا تكونوا – أيها المؤمنون- كأهل الكتاب الذين وقعت بينهم العداوة والبغضاء فتفرَّقوا شيعًا وأحزابًا, واختلفوا في أصول دينهم من بعد أن اتضح لهم الحق, وأولئك مستحقون لعذابٍ عظيم موجع.

يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ( 106 )

يوم القيامة تَبْيَضُّ وجوه أهل السعادة الذين آمنوا بالله ورسوله, وامتثلوا أمره, وتَسْوَدُّ وجوه أهل الشقاوة ممن كذبوا رسوله, وعصوا أمره. فأما الذين اسودَّت وجوههم, فيقال لهم توبيخًا: أكفرتم بعد إيمانكم, فاخترتم الكفر على الإيمان؟ فذوقوا العذاب بسبب كفركم.

وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( 107 )

وأما الذين ابيضَّتْ وجوهم بنضرة النعيم, وما بُشِّروا به من الخير, فهم في جنة الله ونعيمها, وهم باقون فيها, لا يخرجون منها أبدًا.

تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ ( 108 )

هذه آيات الله وبراهينه الساطعة, نتلوها ونقصُّها عليك – أيها الرسول- بالصدق واليقين. وما الله بظالم أحدًا من خلقه, ولا بمنقص شيئًا من أعمالهم; لأنه الحاكم العدل الذي لا يجور.

الجيريا
الجيريا

أرشيــــــف الحلقــــآت
50-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~50~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 1-9/
51-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~51~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 10- 15

52-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~53~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 23-29/
-*/53/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~53~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 23-29/
-*/54/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~54~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 30-37/
55-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~55~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 38-45/

56-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~56~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 46-52

57-*/ تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~57~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 53-61/
58-*/ تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~58~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 62-70/
59-*/ تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~59~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 71-77/
60-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~60~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 78-83/
61-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~61~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 84-91/
62-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~62~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 92-100/
63-*/ حلقـــــــــــــــــــــــة اليـــــــــوم

بارك الله فيك

شكرا
هناك خطأ تقني في كتابة العنوان الحلقة 63
بوركت

الجيريا

بآرك الله فيكم

السلام عليكم ورحمة الله
نفعنا الله واياكم بما ينفع المسلمين في الدنيا والأخرة
بارك الله فيك على الموضوع

تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~74~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 181-186 2024.

تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~74~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 181-186
الجيريا
السلام عليكم ورحمة الله
الجيريا
بسم الله الرحمن الرحيم
نسأل الله القدير الحفظ والتوفيق والسّدآد
نتمنى ان تكونو متآبعين وفيين لهذه الوقفآت البسيطة
سنكمل التفسير والحفظ الآيات 181-186 من سورة آل عِمرانَ
لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ( 181 )

لقد سمع الله قول اليهود الذين قالوا: إن الله فقير إلينا يطلب منا أن نقرضه أموالا ونحن أغنياء. سنكتب هذا القول الذي قالوه, وسنكتب أنهم راضون بما كان مِن قَتْل آبائهم لأنبياء الله ظلمًا وعدوانًا, وسوف نؤاخذهم بذلك في الآخرة, ونقول لهم وهم في النار يعذبون: ذوقوا عذاب النار المحرقة.

ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ ( 182 )

ذلك العذاب الشديد بسبب ما قدَّمتموه في حياتكم الدنيا من المعاصي القولية والفعلية والاعتقادية, وأن الله ليس بظلام للعببد.

الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( 183 )

هؤلاء اليهود حين دُعُوا إلى الإسلام قالوا: إن الله أوصانا في التوراة ألا نصدِّق مَن جاءنا يقول: إنه رسول من الله, حتى يأتينا بصدقة يتقرب بها إلى الله, فتنزل نار من السماء فتحرقها. قل لهم – أيها الرسول- : أنتم كاذبون في قولكم; لأنه قد جاء آباءكم رسلٌ من قِبلي بالمعجزات والدلائل على صدقهم, وبالذي قلتم من الإتيان بالقربان الذي تأكله النار, فَلِمَ قَتَل آباؤكم هؤلاء الأنبياء إن كنتم صادقين في دعواكم؟

فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ ( 184 )

فإن كذَّبك – أيها الرسول- هؤلاء اليهود وغيرهم من أهل الكفر, فقد كذَّب المبطلون كثيرًا من المرسلين مِن قبلك, جاءوا أقوامهم بالمعجزات الباهرات والحجج الواضحات, والكتب السماوية التي هي نور يكشف الظلمات, والكتابِ البيِّن الواضح.

كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ ( 185 )

كل نفس لا بدَّ أن تذوق الموت, وبهذا يرجع جميع الخلق إلى ربهم; ليحاسبهم. وإنما تُوفَّون أجوركم على أعمالكم وافية غير منقوصة يوم القيامة, فمن أكرمه ربه ونجَّاه من النار وأدخله الجنة فقد نال غاية ما يطلب. وما الحياة الدنيا إلا متعة زائلة, فلا تغترُّوا بها.

لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ( 186 )

لَتُخْتَبَرُنَّ – أيها المؤمنون- في أموالكم بإخراج النفقات الواجبة والمستحبَّة, وبالجوائح التي تصيبها, وفي أنفسكم بما يجب عليكم من الطاعات, وما يحلُّ بكم من جراح أو قتل وفَقْد للأحباب, وذلك حتى يتميَّز المؤمن الصادق من غيره. ولتَسمعُنَّ من اليهود والنصارى والمشركين ما يؤذي أسماعكم من ألفاظ الشرك والطعن في دينكم. وإن تصبروا – أيها المؤمنون- على ذلك كله, وتتقوا الله بلزوم طاعته واجتناب معصيته, فإن ذلك من الأمور التي يُعزم عليها, وينافس فيها.
الجيريا
الجيريا

أرشيــــــف الحلقــــآت
50-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~50~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 1-9/
51-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~51~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 10- 15

52-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~53~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 23-29/
-*/53/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~53~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 23-29/
-*/54/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~54~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 30-37/
55-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~55~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 38-45/

56-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~56~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 46-52

57-*/ تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~57~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 53-61/
58-*/ تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~58~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 62-70/
59-*/ تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~59~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 71-77/
60-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~60~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 78-83/
61-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~61~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 84-91/
62-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~62~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 92-100/
63-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~63~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 101-108/
64-*/ تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~64~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 109-115/
65-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~65~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 116-121/
66-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~66~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 122-132/

67-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~67~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 133-140/
68-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~68~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 141-148/
69-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~69~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 149-153/
70-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~70~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 154-157/
71-*/طھظپط³ظٹط± ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† ط§ظ„ظƒط±ظٹظ… ظˆ ط§ظ„ط­ظپط¸ طھط¢ط¨ط¹ظˆظ†ظ€ط¢~~71~~ >>ط³ظˆط±ط© ط¢ظ„ ط¹ظچظ…ط±ط§ظ†ظژ ط§ظ„ط¢ظٹط§طھ 158-165/
72-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~72~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 166-173/
73-*/تفسير القرآن الكريم و الحفظ تآبعونـآ~~73~~ >>سورة آل عٍمرانَ الآيات 174-180/
74-*/ حلقـــــــــــــــــــــــة اليـــــــــوم