-السلام عليكم:
– من منكم لا يحمل الموبايل أو الجهاز الهاتفي النقال هذه الأيام؟
أظن ان معظمنا أصبح يحمل هذا الجهاز، ولم نعد نعرف كيف نستغني عنه، كأننا نسينا كيف كنا ندبر أمورنا في السابق من دونه ؟ امتلاك الهواتف النقالة أصبح ظاهرة نلتمسها بصورة ملحوظة، لا سيما بعد ان انخفضت اسعارها، وتوسعت شبكات الاتصال الخاص بها، فبدأ الصغير يتهاتف قبل الكبير، الكل يتكلم على الفاضي والمليان ولا أحد يبالي بالوقت المستغرق اللهم الا البعض عندما يستلم الفاتورة، لكن من لا يهمه مبلغ المكالمات يظل مستمرا في استخدامه العشوائي لهذا الجهاز.
لقد نسي أغلبنا حقيقة في غاية الأهمية هي ان هذا النوع من الأجهزة صمم للاتصال لفترة زمنية قصيرة لا تتعدى 5 دقائق !
وان الفكرة من ابتكاره وتصميمه هي اجراء مكالمات عاجلة وطارئة تجري في فترة زمنية قصيرة emergency calls.
وقد يطرح البعض تساؤلا: لماذا 5 دقائق فقط ؟ والاجابة: هي ان هذا الجهاز الخلوي الهاتفي النقال يبث أقوى اشعاع كهرومغناطيسي يستعمله الانسان في حياته العصرية، اذا ما قورن ببقية الأجهزة كالكمبيوتر والهواتف وأجهزة التلفزيون والمحولات الكهربائية والرادارات… إلخ.
يا ترى ما الأضرار الاشعاعية للهاتف النقال.. وما مضاعفاته ؟ وهل يستحق استخدام جهاز النقال ان نعرض أنفسنا لمخاطره الصحية ؟ وهل نستطيع ان نتجنب أو بالأحرى أن نخفف من حدة هذا الضرر ؟
اليكم تلك الحقائق العلمية المبنية على أحدث الدراسات والأبحاث حول هذا الموضوع ثم يبقى الأمر متروكا لكم للتفكير وللقرار.
الأضرار الناجمة عن استخدام النقال
أثبت معظم الدراسات الحديثة ان أهم خطر حقيقي ومؤكد ينتج من استعمال الموبايل هو زيادة حوادث المرور، اذا ما استعمل اثناء القيادة، فالشخص الذي يستخدم النقال في أثناء القيادة يعرض نفسه 4 أضعاف لخطورة وقوع حوادث مرورية. وتبين ان السائق يخف تركيزه بصورة ملحوظة، كما يضيع الاتجاهات وينخفض مستوى ادائه في القيادة من ناحية الدقة والأمان، وقد يصل الى المكان المقصود متأخرا. وعلى الرغم من هذا فان السائق لا يشعر بما يحصل له ولا يكون مدركا لتلك النتائج.
كما انه تضعف ذاكرته على المدى القصير اي انه لا يتذكر جيدا تفاصيل الأحداث أو الوقائع التي حصلت له أخيرا. وعلى سبيل المثال، اذا طلب من شخص من خلال الموبايل في أثناء قيادته السيارة ان يجلب بعض الاحتياجات الشرائية للبيت من الجمعية سيعود هذا الشخص وقد نسي بعض الأغراض المطلوبة، اذا ما قورن بشخص آخر للظروف نفسها، ولكن لم يستخدم النقال، وذلك يرجع الى ضعف قدرته على التركيز وبالتالي سرعة نسيانه.
قد يتساءل الكثيرون حول اضرار أخرى تفتك بصحة الإنسان منها خطورة الموبايل كمسبب لسرطان المخ. فالى الآن لم تثبت الدراسات ان كثرة استعمال هذا الجهاز تسبب سرطانا في دماغ الانسان، وان كانت هناك بعض التجارب التي أُجريت على الفئران وقد تحولت بالفعل بعض خلايا المخ الى سرطان.. ليس هذا فحسب، بل سببت سرطانا في الدم، وضعف الذاكرة، وفقد القدرة على التعلم، بالاضافة الى حدوث بعض التشوهات الجنينية عندما تتعرض الفئران للاشعاع الكهرومغناطيسي المنبعث من الجهاز الخلوي النقال أثناء فترة الحمل. وأخيرا 33% من كريات الدم البيضاء فقط تظل تؤدي وظائفها بشكل طبيعي بعد تعرض الفئران لذلك الاشعاع لفترة زمنية لا تتعدى 3 ساعات، وهذا ما يؤدي الى ضعف المناعة لدى الفئران.
اما بالنسبة الى الانسان فالأضرار الصحية المترتبة من جهاز النقال كثيرة أهمها:
1 ـ حوادث المرور، حيث وجدت معظم الدراسات ان 34% من مرتكبي حوادث المرور يكونون حاملين للنقال أثناء وقوع الحوادث وقد لجأت بعض الدول كالجزائر إلى إصدار عقوبة لمستعمل النقال أثناء القيادة.
2 ـ الشعور بالصداع والتعب العام والارهاق.
3 ـ الشعور بالألم الحراري في منطقة الجلد الملامس للجهاز النقال خاصة عند اجراء مكالمات لفترة زمنية تتعدى الساعة.
4 ـ هناك بعض النظريات قيد البحث تزعم احتمال حدوث بعض الأورام في الغدد اللعابية للوجه وورم في العصب السمعي وسرطان في الدم بالاضافة الى سرطان في الدماغ، وتلك النظريات تحتاج الى وقت طويل لاثبات صحتها، ولكن الشك في تلك الأمور وارد.
5 ـ ضعف القدرة على التركيز.
6 ـ ضعف المناعة على المدى الطويل.
7 ـ ضعف قوة السمع على المدى البعيد.
8 ـ ارتفاع ضغط الدم المفاجئ وتلك الظاهرة قد تشكل خطورة للأشخاص الذين يعانون ارتفاعا في ضغط الدم، لا سيما اذا كان ضغطهم عاليا أو غير مستقر، فالمضاعفات لمرض ارتفاع ضغط الدم قد تحصل مع استخدام جهاز النقال كالسكتة الدماغية أو الذبحة الصدرية.
نصائح للتخفيف من أضـــــرار الموبــــايل
كيف نستطيع ان نخفف من أضرار النقال؟ إليك تلك النصائح:
1 ـ تعرف على جهازك جيدا، وتأكد من تمكنك من استعمال كل مفاتيحه قبل بدء القيادة.
2 ـ اجعل موضع الجهاز النقال سهل التناول أثناء القيادة.
3 ـ اجعل المكالمة مختصرة قدر الامكان وألا تتجاوز 5 دقائق.
4 ـ ابعد النقال عن رأسك لمسافة لا تقل عن 8 بوصات لذا من الأفضل استعمال السماعات الخاصة بجهاز النقال.
وعموما لقد اتجهت بعض الشركات الى تصنيع بعض الحواجز التي تمنع انطلاق ذلك الاشعاع من الجهاز.
