حمل كتاب الأدب المفرد للإمام أبي عبد الله البخاري رحمه الله 2024.

لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإخوة في الله بارك الله فيكم ووفقكم لطاعته ومرضاته

هذه تحفة نفيسة من الله بها علينا فله الحمد والنعمة والشكر , جزى الله خيرا من كان سببا في تسهيلها وتيسيرها, وهي كتاب:

ات المخطوط
=======

اسم الكتاب : الأدب المفرد
المؤلف : محمد بن اسماعيل للبخاري
المقدمة : الحمد لله رب العامين وصلى الله وسلم
الخاتمة : …………..
رقم النسخة :
عدد الأوراق: 157 ورقة/ورقات
مصدر المخطوط :

=========================
رابط التحميل:

waqfeya.com/book.php?bid=6319
معلومات حول الكتاب:
===============================

ذكره في (معجم ابن حجر)(232), و(صلة الخلف)(ص102),
قال الحافظ في (فتح الباري)(10/400): يشتمل على أحاديث زائدة على ما في (الصحيح), وفيه قليل من الآثار الموقوفة , وهو كثير الفائدة اهـ
طبع في مطبعة الحوادث العراق 1408 بتحقيق (فلاح عبد الرحمن عبد الله), وفي دار الكتب العلمية بيروت 1990 بتحقيق (محمد عبد القادر عطا) عدد أحاديثه (1322) حديثا,
وشرحه الشيخ (فضل الله بن أحمد علي الجيلاني الهندي) المتوفى سنة 1299هـ, سماه: (فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد) طبع في المطبعة السلفية القاهرة 1375هـ , وفي مكتبة الاستقامة 1999 في مجلدين, ثم في دار الكتب العلمية 1445هـ بتحقيق (أحمد شمس الدين)
1- وللحافظ (ابن حجر) كتاب (زوائد الأدب المفرد على الكتب الستة) ذكر ذلك (السخاوي) في (الجواهر والدرر)(2/664)
2- وللحافظ (جلال الدين السيوطي) (منتقى) منه , نسبه لنفسه في (فهرست مؤلفاته)( ص 25 رقم 116 كتب الحديث)
3- وللشيخ (الألباني) رحمه الله كتاب (صحيح الأدب المفرد), طبع دار ابن الجوزي الدمام في مجلدين وعدد أحاديثه (993) حديثا
4- وله أيضا (ضعيف الأدب المفرد) وعدد أحاديثه (217) حديث

ادعوا لاخيكم ان ييسر الله امري و يوفقني لمل يحبه و يرضاه
____________________________________

إذا قال المسلِّم : فهل يجوز أن يرَدَّ عليه بـ أو أي : بصيغة المفرد ؟ للشيخ 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد -غفر الله له- في كتابه : معجم المناهي اللفظية ويليه فوائد في الألفاظ (فيهما نحو "1500"لفظ) طبعة دار العاصمة للنشر والتوزيع المملكة العربية السعودية – الرياض ، الطبعة الثالثة ، ص : 399-400 ما نصه :

عليك السلام :
إذا قال المسلِّم : السلام عليكم ، فلا ينبغي الخلاف أن يقول المُسلِّم عليه : وعليكم السلام ، بصيغة الجمع ، ولو أجاب بصيغة الإفراد : وعليك السلام ؛ لما كان الرد بالمثل ، فضلاً عن الأحسن ، نبَّه على ذلك ابن دقيق العيد ، وفي الجواب بهذه الصيغة خمسة مباحث حررها الحافظ في : فتح الباري ، فانظرها ، والإصابة له ( 7/ 383 ) في ترجمة أُبي بن كعب، وفي بدائع الفوائد ذكر أحكام السلام بما لا تجده في محل آخر . والله أعلم .
ويأتي في حرف الواو : وعليك السلام . مزيد لهذا .

————————————————-

عليك السلام : فتح الباري 11/ 4 ، 36 – 37 . الإصابة 7/ 383 . بدائع الفوائد 2/ 130 ، 200 . شرح الإحياء 7/ 577 . تفسير القرطبي 5/ 299 – 300 ، عقد الزبرجد في تحية أمة محمد صلى الله عليه وسلم : ص/ 92 – 109 ، ففيه سياق الأحاديث في ذلك .

ثم قال في ص 561 ما نصه :

وعليك السلام :
ترجم البخاري في كتاب الاستئذان من صحيحه فقال : باب من رد فقال : عليك السلام .
ثم ذكر الحافظ في (( الفتح )) : وجوه احتمال المراد في ترجمة البخاري على خمسة أوجه : وذكر منها الثاني وهو أنه لا يأتي بصيغة الإفراد في الجواب على السلام فقال مستدلاً له :
أخرج البخاري في الأدب المفرد من طريق معاوية بن قرة قال : قال لي أي : قرة بن إياس المزني الصحابي : إذا مر بك رجل فقال : السلام عليكم ، فلا تقل : وعليك السلام ، فتخصه وحده فإنه ليس وحده . وسنده صحيح .
ومن فروع هذه المسألة : ( لو وقع الابتداء بصيغة الجمع ؛ فإنه لا يكفي الرد بصيغة الإفراد ؛ لأن صيغة الجمع تقتضي التعظيم ، فلا يكون امتثل الرد بالمثل فضلاً عن الأحسن . نبه عليه ابن دقيق العيد ) ا هـ .
والله تعالى يقول : {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا } الآية [ النساء: 86] .
فالرد بصيغة الإفراد ليس من ردِّ التحية بأحسن منها . والله أعلم .

————————————–

وعليك السلام : فتح الباري 11/ 36 ، 37 . وحرف العين : عليك السلام

منقول من البيضاء العلمية

بارك الله فيك على النقل الطيب…

بآرك الله فيك أختي
سلآم ~

فوائد من صحيح الأدب المفرد 2024.

فوائد من صحيح الأدب المفرد :: << متجدد >>

——————————————————————————–

الحمد لله وكفى ..

والصلاة والسلام على النبي المصطفى ..

وفقكم الله جميعاً ورزقكم الشهادة في سبيله ..

سأنتقي بين الفينة والأخرى حديث من أحاديث صحيح الأدب المفرد للبخاري -رحمه الله –
مع شرحٍ ميسير ..

وسأنقله من كتاب " شرح صحيح الأدب المفرد "
للمؤلف : حسين العوايشة ..

ونسأل الله التيسير ..

الحديث الأول :

عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" من نام وبيده غَمَر قبل أن يَغسِله فأصابَه شيءٌ فلا يلومَنَّ إلا نفسَه "

.. صححه الألباني ..

الشرح :

( من نام وبيده غَمَر قبل أن يَغسِله ) :

غَمَر : دسم ووسخ وزهومة من اللحم .. " عون " ..

قال الشوكاني : " إطلاقه يقتضي حصول السنة بمجرد الغسل بالماء " ..

قال ابن رسلان : " والأولى غَسْل اليد منه بالأشنان والصابون ، وما في معناهما " ..
" تحفة " (5/597) ..

( فأصابَه شيءٌ ) :

من إيذاء الهوام ، لأنَّ الهوام وذوات السموم ربما تقصِده في المنام لرائحة الطعام في يده فتؤذيه " .." عون " بحذف ..

( فلا يلومَنَّ إلا نفسَه ) :

لأنه مقصر في حقّ نفسه ..

بارك الله فيك

وجازاك الله كل خير

وجعله في ميزان حسناتك

الحديث الثاني

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" إن الله يحبُّ العطاس ويكره التثاؤب ، فإذا عطس فحَمِد الله فحقٌّ على كل مسلم سَمِعه أن يُشَمِّتَهُ .. وأمَّا التثاؤب فإنَّما هو من الشيطان [ فإذا تثاءب أحدكم ] فليردَّه ما استطاع ، فإذا قال هاه ، ضحك منه الشيطان " ..

صححه الألباني ..

الشرح :

( إن الله يحبُّ العطاس ) :

لأنه يحمِل صاحبَه على النشاط في الطاعة ..

( ويكره التثاؤب ) :

لأنه يمنع صاحبه عن النشاط في الطاعة ، ويوجب الغفلة ، ولذا يفرح به الشيطان ، وهو إنَّما ينشأ من الامتلاء وثِقَل النفس وكدورة الحواس ، ويورِث الغفلة والكسَل وسوء الفهم ، ولذا كرهه الله وأحبّه الشيطان وضحك منه " " مرقاة (8/494) بحذف ..

( فإذا عطس فحَمِد الله فحقٌّ على كل مسلم سَمِعه أن يُشَمِّتَهُ ) :

قال أبو عبيد في " غريب الحديث " : " شَمَّت : يعني دعا له ، كقولك : يرحمكم الله أو يهديكم الله ويصلح بالكم ؛ والتشميت : هو الدعاء ، وكلّ داعٍ لأحد بخير ، فهو مُشمِّت له " ..

وقال ابن القيم : " قال جماعة من علمائنا : إنَّ التشميت فرض عين لأنه جاء بلفظ الوجوب الصريح ، وبلفظ الحق الدّألّ عليه ، وبلفظ ( على ) الظاهرة فيه ، وبصيغة الأمر التي هي حقيقة فيه ، وبقول الصحابي : " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " .. ذَكَرَه الجيلاني في " الفضل " (2/382) ..

قال شيخنا ( الألباني ) في " صحيح الكلم الطيّب " طبعة دار المعارف
(ص 103) :

" هذا دليلٌ واضح على وجوب التشميت على كل من سَمِعَه ، وما اشتهر من أنَّه فرض كفائي ، إذا قام به البعض سقط عن الباقين ؛ ممّأ لا دليل عليه هنا ؛ بخلاف السلام للحديث :

" يُجزىءُ عن الجماعة إذ مروُّا ؛ أن يسلمَأحدهم ، ويُجزىءُ عن الجلوس ؛ أن يَرُدَّ أحدُهم " ..

( وأمَّا التثاؤب فإنَّما هو من الشيطان ) :

قال الحافظ في " الفتح " (10/612) : " قال ابن بطّال : أي أن الشيطان يُحِبُّ أن يرى الإنسان متثائباً ؛ لأنَّها حالة تتغيّر فيها صورته فيضحك منه "..

وقال النووي : " أُضيفَ التثاؤب إلى الشيطان ، لأنه يدعو إلى الشهوات ، إذ يكون عن ثِقَل البَدن ، واسترخائه وامتلائه ، والمراد التحذير من السبب الذي يتولّد منه ذلك وهو التوسّع في المأكل " ..

( فإذا تثاءب أحدكم ، فليردَّه ما استطاع ) :

قال الحافظ : " أي يأخذ في أسباب ردِّه ، وليس المراد به أنَّه يملك دفْعه ، لأن الذي وقع لا يُردَّ حقيقة ..

وقيل : معنى إذا تثاءب إذا أراد أن يتثاءب " ..

( فإذا قال هاه ، ضحك منه الشيطان ) :

هاه : حكاية لصوت المتثائب ..

بارك الله فيك أخي على الفوائد
ننتظر المزيد إن شاء الله تعالى

الحديث الثالث

عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" إذا عاد الرجل أخاه أو زارَه , قال الله له : طِبتَ وطابَ ممشاك , وتبوّّأْتَ منزلاً في الجنَّة " ..

حسنه الألباني ..

الشرح :-

( إذا عاد الرجل أخاه أو زارَه ) :

أي : مريضاً ؛ أو زاره أي : صحيحاً , فأو للتنويع , والعيادة تستعمل غالباً في المرض والزيارة في الصحة ..
"مرقاة"(8/748) بحذف ..

وفي " النهاية " : " كل من أتاك مرّة بعد أخرى فهو عائد , وإن اشتهر ذلك في عيادة المريض حتى صار كأنّه مختصٌّ به " ..

( قال الله له : طِبتَ ) :

جاء في " المرقاة " – بتصرف – : " صرت طيّب العيش في الآخرة ، أو حصَل لك طيب عيش فيها " ..

( وطابَ ممشاك ) :

قال القاري – بتصرف – : " أي : مشيك سبب طيب عيشك فيها ، كذا ذكَره بعض الشراح ، وهذا يُبشّر بقبول نيته وشُكر سعيه " ..

( وتبوّّأْتَ منزلاً في الجنَّة ) :

قال في " النهاية " : " يُقال : بوّأه الله منزلاً ، أي : أسكنه إياه .. تبوّأت منزلاً : أي اتخذته ، والمباءة المنزل " ..

قال القاري – بحذف – : " أي : هيأت منها بهذه العيادة منزلة عظيمة ومرتبة جسيمة ، فإن إدخال السرور في قلب المؤمن أجره عظيم وثوابه جزيل ، لا سيّما والعيادة فيها موعظة وعبرة وتذكرة وتنبيه على اغتنام الصحة والحياة ورفع الهموم الزائدة ، نسأل الله العفو والعافية وحسن الخاتمة " ..

وفي الحديث فضل عيادة المريض والزيارة في الله سبحانه , وسعة رحمة الله تعالى ..

وفيه كلام الله تعالى للعبد على الحقيقة ؛ إخباراً بما أعدَّ له في الجنة ..

الحديث الرابع

عن أبى هريرة , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" زار رجل أخاً له في قرية ، فأرصَد اللهُ له ملَكاً على مَدْرَجَتِه , فقال : أين تريد ؟

قال : أخاً لي في هذه القرية : فقال : هل له عليك مِنْ نعمة تَرُبُّها ؟

قال : لا ، إنِّي أحبُّه في الله ..

قال : فإنِّى رسولُ الله إِليك ؛ أنَّ الله أحبَّك كما أحبَبْتَه " ..

صححه الألباني ..

الشرح :-

( زار رجل أخاً له في قرية ، فأرصَد اللهُ له ملَكاً على مَدْرَجَتِه ) :

قال النووي : " معنى أرصده : أقعَدَه يرقبه ..

والمدْرَجة بفتح الميم والراء : هي الطريق ، سُميت بذلك لأن الناس يدرجون عليها أي : يمضون ويمشون " ..

( فقال : أين تريد ؟ قال : أخاً لي في هذه القرية : فقال : هل له عليك مِنْ نعمة تَرُبُّها ) :

أي : تحفظها وتراعيها وتربيها كما يُربّي الرجُل ولدَه ..
" النهاية " ..

( قال : لا ، إنِّي أحبُّه في الله .. قال : فإنِّى رسولُ الله إِليك ؛ أنَّ الله أحبَّك كما أحبَبْتَه ) :

فيه إثبات صفة المحبة لله تعالى من غير تشبيه ولا تمثيل ، ولا ينبغي تعطيلها أو تأويلها ..

قال النووي (16/124) : "في هذا الحديث فضل المحبة في الله تعالى ، وأنها سببٌ لحبِّ الله تعالى للعبد ، وفيه فضيلة زيارة الصالحين والأصحاب " ..

الحديث الخامس

عن بكر بن عبد الله قال : كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتبادحون بالبطيخ فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال ..

صححه الألباني ..

الشرح :-

( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتبادحون بالبطيخ ) :

يتبادحون : يترامَون به ..

ويتبادحون : من المفاعلة , تُفيد المشاركة ..

( فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال ) :

فليس كل وقتهم مزاح ..

قال في " المحيط " : " الحقائق جمع حقيقة , وأصل هذه الكلمة الشيء الثابت يقيناً " ..

وفي " مختار الصحاح " : " ما يَحقُّ على الرجل أن يَحميَه " ..

وفي " اللسان " : " حقيقة الرجل ما يلزمه حِفظه ومنْعه ويحقّ عليه الدفاع عنه من أهل بيته " وهذا المعنى المراد في النص , والله أعلم ..

والمراد بالبطيخ هنا : القشر , لِمَا ورَد من النّهي عن إضاعة المال , ولقوله صلى الله عليه وسلم :

" إذا سقطت لُقمة أحدكم فليُمِط عنها الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان " أخرجه مسلم (2034) ..

الحديث السادس

عن سلمة [ وهو ابن الأكوع ] قال :

عطس رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " يرحمك الله "
ثم عطس أخرى فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " هذا مزكوم " ..

صححه الألباني ..

الشرح :-

( عطس رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : "يرحمك الله ، ثم عطس أخرى فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هذا مزكوم ) :

قال في " إكمال الكمال " (9/462) :

" يعني أنَّك لستَ ممَّن يشمَّت بعد هذا ، لأنَّ هذا الذي بك مرض ..

فإنْ قيل : إذا كان مرضاً فكان الأولى أن يُدعى له ، لأنَّه أحقّ بالدعاء من غيره ..

فالجواب :

أنه يستحب أن يُدعى له بالعافية ، لا بدعاء العاطس " ..

بسم الله الرحمن الرحيم

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

الحديث الثامن

(( باب من أشار على أخيه وإن لم يستَشِرْه ))

عن وهب بن كيسان – وكان وهب أدرك عبد الله بن عمر – :

" أنَّ ابن عمر رأى راعياً وغنَماً في مكانٍ قبيح ، ورأى مكاناً أمثل منه فقال له :

ويحك ، يا راعى ! حوِّلْها ، فإنِّي سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كل راعٍ مسؤولٌ عن رعيَّته " ..

صححه الألباني ..

الشرح : –

( أنَّ ابن عمر رأى راعياً وغنَماً في مكانٍ قبيح ) :

في الأصل ( في مكانٍ قشح ) ..

قال محمد فؤاد عبد الباقي – رحمه الله – كذا .. وفي الهندية ( فشج ) وفي المخطوطة ( قشج ) ، ولعلها تحريف ( نشح ) وهو الشرب القليل ، وانتشحت الإبل إذا شربت ولم ترو ..

( ورأى مكاناً أمثل منه ) :

أمثل : تفضيل من مَثُل ، ومعناه أحسن وأفضل ..

( فقال له : ويحك ، يا راعى ! حوِّلْها ) :

ويح كلمة ترحُّم وتوجُّع ، تُقال لمن وقع في هلكةٍ لا يستحقها ، وهي منصوبة على المصدر ..

وحوِّلها : أي إلى المكان الأفضل ..

( فإنِّي سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ) :

فيه تأسّيهم بالنبي صلى الله عليه وسلم واقتداؤهم به ، ومعالجتهم الواقع بالنصوص ، وعَمَلهم بالسنة ، وأمْرهم بالمعروف ، ونهيهم عن المنكر ..

وفيه الإشارة على المسلم بالرأي وإن لم تبدُر منه الاستشارة ؛ كما بوّب لذلك المصنّف ( البخاري رحمه الله )

بقوله : ( باب من أشار على أخيه وإن لم يستَشِرْه ) ،

وهذا متمثّلٌ في فعل ابن عمر – رضي الله عنهما – حين طلب من الراعي تحويل غنمه ولم يكن قد استشاره في ذلك ..

( كل راعٍ مسؤولٌ عن رعيَّته ) :

أي : فأنتَ مسؤول أمام الله سبحانه وتعالى عن رعْيِك الأغنام في هذا المكان القبيح ..

ومسؤولية الراعي عامّة سواء كان راعي للنّاس أو راعيَ غنم أو غير ذلك ، وفيه الرفق بالحيوان ، وتعظيم الصحابة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستنباط المسائل والأحكام منها ، والله تعالى أعلم ..

بسم الله الرحمن الرحيم

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

الحديث التاسع

عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" تُفتح أبواب الجنَّة يومَ الإثنين ويومَ الخميس ، فيُغفر لكلِّ عبد لا يشرك بالله شيئاً ، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناءُ ، فيُقال : انظِروا هذين حتى يصطلحا " ..

صححه الألباني ..

الشرح : –

( تُفتح أبواب الجنَّة يومَ الإثنين ويومَ الخميس ) :

تُفتح على الحقيقة ولا يجوز التأويل ..

ويتبع فتحْ أبواب الجنة كثيرة الصفح والغُفران ورفْع المنازل ..

والدّليل على ذلك قوله : ( فيُغفر لكلِّ عبد لا يشرك بالله شيئاً ) :

وفيه فضل التوحيد وعدم الشرك بالله تعالى ، وأنه يقود إلى مغفرة الله ورحمته ..

( إلا رجلاً ) :

جاءت بالرفع في أكثر الروايات ، ومن المعلوم أنّ النصب واجب إذا ذُكر المستثنى منه وكان الكلام مُثبتاً غير منفي ..

وَوَرَدَ في " صحيح مسلم " (5030) : " إلا رجلاً " بالنصب ، وذكَر العلماء وجه الرفع كما في " مكمّل الإكمال " و " المرقاة " ( 8/763) ..

( كانت بينه وبين أخيه شحناءُ ) :

الشحناء : العداوة ، كأنَّه شُحِنَ بُغضاً له وامتلأ به قلبه .. " نووي " ( 16/123) ..

وفيه أثر العداوة والبغضاء في حرمان المغفرة والرحمة ..

( فيُقال : انظِروا هذين حتى يصطلحا ) :

أي : أمهلوا هذين حتى يتصالحا ويزيلا ما بينهما من عداوةٍ وبغضاء ..

وفي بعض روايات مسلم (2565) : " اتركوا أو اركوا هذين حتى يفيئا " ..

ومعنى اركوا : أخِّروا ..

وحتى يفيئا : أي : يرجعا إلى الصلح والمودّة ..

وفي رواية مسلم ( 2565 ) : " فيقال أنظروا هذيْن حتى يصطلِحا ، فيقال أنظروا هذيْن حتى يصطلِحا ، فيقال أنظروا هذيْن حتى يصطلِحا " ..

بارك الله فيك

أحسن الله إليك ونفع بك
وفقك الله لما يحبه ويرضاه

بسم الله الرحمن الرحيم

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

الحديث العاشر

عن هشام بن عامر الأنصاريِّ – ابن عم أنس بن مالك ، وكان قُتل أبوه يوم أُحُد -أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" لا يحلُّ لمسلمٍ أن يُصارِمَ مُسلماً فوقَ ثلاث ، فإِنَّهما ناكبان عن الحقِّ ما داما على صِرامهما ، وإنَّ أوَّلَهما فَيْئاً يكون كفَّارة عنه سبْقه بالفيء ، وإن ماتا على صِرامهما لم يدخلا الجنَّة جميعاً أبداً ، وإن سلَّم عليه فأبى أنْ يَقبَل تسليمَه وسلامَه ، ردَّ عليه الملَك ، وردَّ على الآخَر الشيطانُ " ..

صححه الألباني ..

الشرح :-

( لا يحلُّ لمسلمٍ أن يُصارِمَ مُسلماً فوقَ ثلاث ) :

أصل الصرم : القطْع : وهي هنا بمعنى الهجران ومقاطعة المكالمة ، ومنه قوله تعالى ** فأصبحت كالصريم }

[ القلم :20 ] .. قال الحسن : أي : صُرم منها الخير فليس فيها شيء ..

وفي رواية " أحمد " (16257) – طبعة دار الفكر – : " لا يحلّ لمسلم أن يهجر مسلما فوق ثلاث ليال ؛ فإنهما ناكبان عن الحق ما داما على صرامها " وانظر " الصحيحة "

(1246) ..

( فإِنَّهما ناكبان عن الحقِّ ما داما على صِرامهما ) :

ناكبان : مائلان زائغان عن الحقّ ، ومنه قوله تعالى :

** وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون }

[ المؤمنون : 74 ] ..

هذا إذا كان الهجران لدُنيا أو هوى ، أما إذا كان لوجه الله فلا بأس ، ولكن ينبغي أن يتفطن الإنسان إلى هذا الهجران أيجرّ نفعاً أم لا ؟؟

فإن كان بالهجران يزداد المهجور ضلالاً فلا ؛ كما أفاد شيخنا بذلك ( الشيخ الألباني ) ، ويحسُن بالمرء أن يستشير أهل العلم فيما يُقدِم عليه وبالله التوفيق ..

( وإنَّ أوَّلَهما فَيْئاً يكون كفَّارة عنه سبْقه بالفيء ) :

أصل الفيء : الرجوع ، والمراد : التوبة من المقاطعة ..

وفي رواية " أحمد " ( 26258) : " وأولهما فيئاً يكون سبْقُه بالفيء كفّارة له " .. أي أنَّ السبق بالرجوع عن المقاطعة كفارة لمن يسبق بذلك ..

( وإن ماتا على صِرامهما لم يدخلا الجنَّة جميعاً أبداً ) :

وفي أثر ثوبان " ….. فيهلك أحدهما فماتا وهما على ذلك من المصارمة ، إلا هلكا جميعاً " .. فبموت أحدهما يتحقّق هلاك الطرفين عياذاً بالله تعالى ..

وفي " المسند " ( 16257) : " فإن ماتا على صِرامهما ، لم يجتمعا في الجنة أبداً " وإسناده صحيح وانظر " الصحيحة " ( 1246) ..

فلنتذكر ولنعتبر ؛ إذ الإنسان مهدّدٌ بموته أو موت مَن يصارمه فيهلك ، ويهلك صاحِبه ..

( وإن سلَّم عليه فأبى أنْ يَقبَل تسليمَه وسلامَه ، ردَّ عليه الملَك ، وردَّ على الآخَر الشيطانُ ) :

أبي : رفض وامتنع عن ردّ السلام ..

وثمرة ردّ الشيطان على الآخر سرور هذا العدوّ بذلك ، ومباركته للمُقاطِع وإبعاده إيّاه عن رحمة الله تعالى ..

ولعلّ الإنسان يحسّ بآثار ردّ الشيطان الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بما يحصُل له من طاعته إيّاه واستمراره في القطيعة ، والله أعلم ..

فلا يصدنّك خوفك عدم رد أخيك السلام عن مبادرتك الرجوع عن الهجران ؛ ما دام المَلك يردّ عليك ..

جزاك الله خيرا

بسم الله الرحمن الرحيم

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

الحديث الحادي عشر

عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" ما توادَّ اثنان في الله جل وعز – أو في الإسلام – فيفرّق بينَهما ؛ أول ذنب يُحدِثُه أحدُهما " ..

صححه الألباني ..

الشرح :-

( ما توادَّ اثنان في الله جل وعز – أو في الإسلام – فيفرّق بينَهما ؛ أول ذنب يُحدِثُه أحدُهما ) :

قال شيخنا في التعليق ( أوّل ذنب ) : " كذا ، ومرّ عليه الشارح الجيلاني !
وفي " الجامع الصغير " برواية ( إلا بذنب ) ولعله الصواب ..

ثم تأكدت من ذلك حينما رأيته في " المسند " هكذا على الصواب من حديث ابن عمر ، وحديث رجل من بني سليط ، ونحوه في " الحلية " من حديث أبي هريرة ، وهي مخرجة في " الصحيحة " ..

قال في " الفيض " – بتصرف يسير – : " فيكون التفريق عقوبة لذلك الذنب ، ولهذا قال بعضهم : إذا تغيَّر صاحبُك ، فاعلم أن ذلك من ذنبٍ أحدثته ، فتب إلى الله من كل ذنب يستقِمْ لك ودّه ..

وقال المزني : إذا وجدتْ من إخوانك جفاءً فتُب إلى الله ، فإنك أحدثت ذنباً ، وإذا وجدت منهم زيادة ودّ ، فذلك لطاعةٍ أحدثتها فاشكر الله تعالى " ..

وفي رواية لأحمد : " إلا بحدَث يُحدِثه أحدُهُما والمحدَث شرٌّ والمحدَث شرٌّ والمحدَث شرٌّ " حسنه الهيثمي في " المجمع " (10/275) ورجاله ثقات غير علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف الحفظ ..

قال شيخنا : وهذا إسناد لا بأس به في الشاهد .. وانظر " الصحيحة " (637) ..

وفيه شؤم الذنوب والمعاصي وما لها من تأثير يقود إلى الذلة والهوان والفُرقة بين المسلمين ، عياذاً بالله تعالى !

وفيه بركة الطاعات / وما لها من أثر في المحبَّة والتآلف بين الإخوة في الله والأقارب والجيران والأصدقاء ..

علامات تأنيث الاسم المفرد والمثني والجمع 2024.

علامات تأنيث الاسم المفرد والمثني والجمع

https://www.gulfup.com/?b1YR6O

الجيريا

شكرا على الرد

بارك الله فيك