دولة المرابطين ومبادؤهم 2024.

دولة المرابطين ومبادؤهم

في صحراء موريتانيا البلد الإسلامي الكبير، وبالتحديد في الجنوب القاحل حيث الصحراء الممتدة، والجدب المقفر، والحرّ الشديد، كانت تعيش بعض قبائل البربر، ومن قبائل البربر الكبيرة كانت قبيلة "صنهاجة"، وكانت قبيلتا "جُدَالَة ولَمْتُونة" أكبر فرعين في "صنهاجة".
كانت "جُدَالة" تقطن جنوب موريتانيا، وكانت قد دخلت في الإسلام منذ قرون، وكان على رأس جدالة رئيسهم يحيى بن إبراهيم الجدالي، وكان لهذا الرجل فطرة سويّة وأخلاق حَسَنة.
نظر يحيى بن إبراهيم في قبيلته فوجد أمورًا عجيبة، فقد أدمنوا الخمور، وألِفوا الزنا، فقد فشا الزنا بشكل مريع في جنوب موريتانيا في ذلك الزمن، وكثر الزواج من أكثر من أربعة، والناس ما زالوا مسلمين ولا ينكر عليهم أحد ما يفعلونه، فالسلب والنهب هو العرف السائد، القبائل مشتتة ومفرقة، القبيلة القوية تأكل الضعيفة[1].
كان يحيى بن إبراهيم الجُدالي صاحب الفطرة النقيّة يعلم أن كلّ ما يفعله قومه من المنكرات، لكنه لم يكن بمقدوره التغيير؛ فالشعب كله في ضلال وعمى، وبعيد كل البعد عن الدين، كما أن الرجل نفسه لا يملك من العلم ما يستطيع به أن يغيّر الناس.
وبعد حيْرة وتفكّر هداه ربُّه لأن يذهب إلى الحج، ثم وهو في طريق عودته يُعرّج على حاضرة الإسلام في المنطقة وهي مدينة القيروان (في تونس الآن)، فيكلّم علماءَها المشهورين بالعلم لعلّ واحدًا منهم أن يأتي معه فيُعلّم قبيلته الإسلام.
وبالفعل أكرمه الله عزَّ وجلَّ بالشيخ عبد الله بن ياسين (الزعيم الأول للمرابطين، وجامع شملهم، وصاحب الدعوة الإصلاحية فيهم، ت 451هـ/ 1059م) من شيوخ المالكية الكبار، الذي جاء معه، وأخذ يدعو الناس؛ فنفروا منه وضربوه، لكنه لم ييئس هو والأمير؛ فأقاما رباطًا يتعبدان فيه، فأخذ الناس يأتون إليهما طلبًا للهداية.
تجمع من التائبين عدد كبير منهم يحيى بن عمر اللمتوني زعيم لمتونة، ثم خَلَفَه بعد وفاته أبو بكر بن عمر، فانطلقوا بقيادة عبد الله بن ياسين الروحية، وقيادة يحيى بن عمر اللمتوني السياسية والعسكرية يدعون قومهم، ثم القبائل الأخرى التي كانت وثنية، أو عادت إلى الوثنية بعد أن كانت مسلمة؛ فمن قَبِل صار معهم، ومن عاند وعادى دعوة الحق حاربوه؛ حتى أقاموا دولة كبيرةً سُمِّيَت بالمرابطين؛ لأن ابن ياسين وجماعته كانوا يرابطون على نهر السنغال في خيام متأهبين للجهاد في سبيل الله تعالى.

وقد قامت دولة المرابطين على عدد من المبادئ، من أهمها:
أولاً ـ العمل على الإبقاء على عقيدة الأمة صافية نقية.
ثانيًا ـ توحيد المغرب تحت راية الخلافة الإسلامية.
ثالثًا ـ العمل على حماية الأمة من المفسدين والمحاربين.
رابعًا ـ العمل على حماية الأمة من أعداء الخارج.
خامسًا ـ حفظ ما وُضِعَت الشريعة لأجله.
سادسًا ـ إعداد الأمة إعدادًا جهاديًّا.
سابعًا ـ القيام على تحصيل الصدقات وأموال الزكاة والخراج والفيء.
ثامنًا ـ تحري الأمانة في اختيار المناصب.
تاسعًا ـ الإشراف المباشر على شئون الدولة[2].

ومات عبد الله بن ياسين مجاهدًا، ثم انطلق يحيى بن عمر مجاهدًا في أواسط إفريقيا وغربها، وترك ابن عمه يوسف بن تاشفين على قيادة دولة المرابطين؛ فوسعها، واتخذ الجهاد سبيلاً، حتى أقام دولةً عظيمةً للمرابطين، صار لديها خمسمائة ألف مقاتل.
كان عهد يوسف بن تاشفين عهد قوة للمرابطين؛ حيث استنجد به أمراء الطوائف بالأندلس ضد عدوهم الصليبي، فانتقل إليهم بسبعة آلاف مقاتل فقط، وتجمَّع لديه من المجاهدين المتطوعين بالأندلس ثلاثون ألفًا، ومنحهم الله عزَّ وجلَّ النصر على عدوهم في موقعة الزَّلاَّقة العظيمة، التي أُبِيد فيها جيش الصليبيين على بكرة أبيه، ثم بعد سنوات لما زاد تصارع أمراء الطوائف، ضم يوسف الأندلس إلى دولة المرابطين؛ لكي يحفظ الإسلام والمسلمين فيها.

شكرا لك اختي على النبذة التاريخية و تقبلي مرورى
و عيد سعيد لك و لجميع افراد اسرتك الصغيرة و اتمنى لك كل التوفيق

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امير الجود الجيريا
شكرا لك اختي على النبذة التاريخية و تقبلي مرورى
و عيد سعيد لك و لجميع افراد اسرتك الصغيرة و اتمنى لك كل التوفيق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا على المرور الطيب

الجيريا

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

شكرا …..و جزاك الله خيرا

المرابطين طقوس تكرس العنوسة 2024.

‎باسم الله والصلاة والسلام على رسول الله…‏
لا زالت استغاثة الكثير من النساء تتعالى عبر وسائل الإعلام ومنابر الانترنت للتحرر من قيود وحرافات جعلت منهن عبيدا لأفكار فرضها أجداد رحلوا وتركوا وراءهم إرثا ثقيلا كرسه الجهل والبعد عن تعاليم الإسلام،فكم مرة سمعنا وقرأنا عن امراة تجاوزت الأربعين ولم تتزوج والسبب أن أهلها رفضوا كل من تقدم لها لأنه ليس"مرابط"والموقف بالنسبة لهؤلاء النساء وشبيهاتهن أمر عادي وسيتكرر لأنه ثمة موروثا لا يجوز تجاوزه،فبقايا"المرابطين"في الجزائر يعملون جاهدين على الحفاظ على نقاء نسبهم الذي يعود حسبهم الى أحفاد الرسول عليه الصلاة والسلام كما يعتبره بعضهم عائدا الى الصفوة من الفاتحين العرب الذين رابطوا بشمال افريقيا لنشر الإسلام وتعاليم اللغة العربية.‏
لكن هل هذا الموروث الذي يكرس التمييز حجة لأسر الكثير من الفتيات في سجن العنوسة!مما جعلهن يعلن كفرهن ورفضهن المطلق لكل ما له علاقة بتقاليد وأعراف"المرابطين"التي حرمتهن من تكوين أسر واستشعار نعمة الأمومة ،فكم من فتاة ذهبت ضحية هذه التقاليد الموروثة والتي حرفت مع الوقت.‏
وعلى عكس المراة فالرجل له الحرية في إختيار شريكة حياته،فيستحسن أن يتزوج فتاة من العائلة ولكن لا حرج إن أعجبته فتاة من العامة وتزوجها،ولكن الموقف يختلف بالنسبة للمراة فهي ممنوعة من الزواج إلا من أبناء العائلة،بحجة أنه لا يجوز لأمراة"مرابطة"أن تلد أطفال للعامة والعكس مقبول لأن الأطفال وإن كانوا من امراة من العامة فسيكونون"مرابطين"لأن نسبهم سيعود للأب،هذه الأفكار اندثرت وهبت عليها رياح التغيير في بعض المناطق وفرض عليها الزمن منطقه خاصة مع نزوح الكثير من عائلات "المرابطين"الى المدن،ولكنها تكرست مع الوقت في مناطق أخرى ولازالت النساء يعانين منها.‏‎

السلام عليكم أختي الكريمة
هي عادة جاهلية لازال بعض الاولياء يمنعون بناتهم من الزواج بحجة ان من خطبهم ليس من المرابطين و قد جاء في الحديث **اذا جاءكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه ، الا تفعلوه ، تكن فتنة في الارض و فساد عريض **
و متى ترك الاولياء بياتهم من غير زواج فالكل معرض للفتنة و الفساد في زمن كثرت فيه الشهوات و المغريات
ربي يهدي ما خلق و يرزقنا و كل اخواننا و اخواتنا العلم و الحلم و الفهم
ربي يبارك فيك اختي و جزيتي الجنة
ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــلام


اعتقد .. ان لا وجود لشئ اسمه المرابطين فى الجزائر …

كانت بكري ضرك تخلطت الحالة

على ما اظن عندنا نسموهم الشرفة يعني من الاشراف
لكن,,,,,,,,,,,,,,, ليس سببا للرفض وكيما يقولو كل شاة تعلق من عرقوبها

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لذريق الجيريا
السلام عليكم أختي الكريمة
هي عادة جاهلية لازال بعض الاولياء يمنعون بناتهم من الزواج بحجة ان من خطبهم ليس من المرابطين و قد جاء في الحديث **اذا جاءكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه ، الا تفعلوه ، تكن فتنة في الارض و فساد عريض **
و متى ترك الاولياء بياتهم من غير زواج فالكل معرض للفتنة و الفساد في زمن كثرت فيه الشهوات و المغريات
ربي يهدي ما خلق و يرزقنا و كل اخواننا و اخواتنا العلم و الحلم و الفهم
ربي يبارك فيك اختي و جزيتي الجنة
ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــلام

‏‎‎وفيك بارك جزاك الله خيرا‎‎

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة chamam الجيريا

اعتقد .. ان لا وجود لشئ اسمه المرابطين فى الجزائر …

"إذهب الى الصحراء الجزائرية وستجدهم" أنا شخصيا عشت مدة فيها ورأيت العجب العجاب منهم لديهم عقائد….!!!!؟؟؟……..لا اله الا الله محمد رسول الله

السلام عليكم بالفعل المرابطين مزالو موجودين لكن مقصد الناس اليهم قليلا حيث نجد بعض النساء الغير مثقفات هن من يقصندهم والسلام عليكم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة chamam الجيريا

اعتقد .. ان لا وجود لشئ اسمه المرابطين فى الجزائر …
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جسور المحبة الجيريا
على ما اظن عندنا نسموهم الشرفة يعني من الاشراف
لكن,,,,,,,,,,,,,,, ليس سببا للرفض وكيما يقولو كل شاة تعلق من عرقوبها

‎نعم أختي نحن ايضا هنا في الغرب نسموهم الشرفة ‏‎

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fati femme الجيريا
"إذهب الى الصحراء الجزائرية وستجدهم" أنا شخصيا عشت مدة فيها ورأيت العجب العجاب منهم لديهم عقائد….!!!!؟؟؟……..لا اله الا الله محمد رسول الله


فى الحقيقة .. انا لا اعرف الكتير عن الصحراء الجزائرية ..ولاكن

من خلال ما سمعت .. اشياء كتيرة .. عن هده الاشياء .. المرابطين

وما شابه ..واصولهم ..الصحراء الغربية ..مراكش ..والصنهاجيين ..

حتى انهم قالوا انها خدعة قديمة للاستعمار وغير دلك ..ولكن ..

يبقى رايى انه لا وجود لشئ اسمه المرابطين .. والنسب الشريف

فى الحقيقة ..زارنا دات يومداعيةمن السعودية يدعى موسى …

الشريف ..وهوفى الحقيقة .. منحدر من عائلة الرسول الكريم ..

وقد قالها ايضا ..وتشرفت بالسلام عليه ..

فى الحقيقة يعتبر ..الداعية ..موسى الشريف ..من المتخصصين

فى متل هده الاشياء ..وقد تكلم كتيرا ..عن الجزائر والمغرب ..

وقضية المرابطين والموحدين ..وكتير من الامور … انصحك

اختى بالاستماع اليه .

في الحقيقة تم تحريف مصطلح المرابطين ففي القديم كان يرمز لها بمن ينتهي نسبهم الى بيت النبي اما الان فاصبحت تدل على الدجل والشعودة والعياد بالله

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asosa الجيريا
في الحقيقة تم تحريف مصطلح المرابطين ففي القديم كان يرمز لها بمن ينتهي نسبهم الى بيت النبي اما الان فاصبحت تدل على الدجل والشعودة والعياد بالله


نعم ..متل بعض الزوايا ..الشركية .. وما يقال ..عن الاولياء الصالحين ….

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة chamam الجيريا

فى الحقيقة .. انا لا اعرف الكتير عن الصحراء الجزائرية ..ولاكن

من خلال ما سمعت .. اشياء كتيرة .. عن هده الاشياء .. المرابطين

وما شابه ..واصولهم ..الصحراء الغربية ..مراكش ..والصنهاجيين ..

حتى انهم قالوا انها خدعة قديمة للاستعمار وغير دلك ..ولكن ..

يبقى رايى انه لا وجود لشئ اسمه المرابطين .. والنسب الشريف

فى الحقيقة ..زارنا دات يومداعيةمن السعودية يدعى موسى …

الشريف ..وهوفى الحقيقة .. منحدر من عائلة الرسول الكريم ..

وقد قالها ايضا ..وتشرفت بالسلام عليه ..

فى الحقيقة يعتبر ..الداعية ..موسى الشريف ..من المتخصصين

فى متل هده الاشياء ..وقد تكلم كتيرا ..عن الجزائر والمغرب ..

وقضية المرابطين والموحدين ..وكتير من الامور … انصحك

اختى بالاستماع اليه .

‎بارك الله فيك….ولكن أنا إن كتبت هذا الموضوع فهذا لا يعني أنني أؤمن بوجود مثل هذه الخرافات بالعكس فلقد كنت بعض الأحيان أستغرب من بعض عاداتهم و عقائدهم (كنا جيران) الى درجة أنهم كانوا لا يأكلون ما نطبخه نحن لأننا -بالنسبة لهم لسنا مرابطين-ولكنني تكلمت عن إعتقاداتهم هم أما فيما يخصني فأنا لا أؤمن لا بمرابطين ولا بالشرفة ولا…………..كل ما أعرفه أننا كلنا بني آدم وشرفنا الأكبر أننا مسلمون من أمة محمد‎

يوسف بن تاشفين أسد المرابطين 2024.

يوسف بن تاشفين.. أسد المرابطين

محمد حسين

الجيريا

لقد كتب الله لهذه الشريعة أن تنتصر على يد اثنين يجمع بينهما اسم يوسف؛ يوسف المشرق صلاح الدين يوسف بن أيوب، ويوسف المغرب يوسف بن تاشفين، الأول أعاد القدس إلى ديار الإسلام، والثاني أنقذ الأندلس وأقام شرع الله فيها وفي بلاد المغرب العربي قاطبة.

مولد يوسف بن تاشفين ونشأته:

هو أبو يعقوب يوسف بن تاشفين بن إبراهيم اللمتوني الصنهاجي (400- 500هـ/ 1009- 1106م)، وكانت قبيلته قد سيطرت بسيادتها وقيادتها على صنهاجة، واحتفظت بالرئاسة منذ أن جعلها الإمام عبد الله بن ياسين فيها بعد وفاة الأمير يحيى بن إبراهيم الجُدالي، فنما عزيزًا كريمًا في قومه.
تلقَّى يوسف تعاليمه الأولى في قلب الصحراء من أفواه المُحَدِّثِين والفقهاء، ونما وترعرع وتربَّى على تعاليم الإمام الفقيه ابن ياسين، ونبغ في فنون رجال الحرب، وفي السياسة الشرعية التي تتلمذ على الفقهاء فيها، وقام بها خير قيام.

مراحل حياة يوسف بن تاشفين:

بدأ نجم أسد المرابطين يوسف بن تاشفين في الظهور في معركة الواحات (448هـ/ 1056م) التي كان فيها قائدًا لمقدمة جيش المرابطين المهاجم، وبعد فتح مدينة سجلماسة عيَّنه الأمير أبو بكر بن عمرو اللمتوني واليًا عليها، فأظهر مهارة إدارية في تنظيمها، ثم غزا بلاد جَزولة وفتح ماسة ثم سار إلى تارودانت قاعدة بلاد السوس وفتحها, وكان بها طائفة من الشيعة البجليين (نسبة إلى مؤسسها علي بن عبد الله البجلي)، وقتل المرابطون أولئك الشيعة, وتحوَّل مَن بقي منهم على قيد الحياة إلى السنة.
ثم جاء دور أغمات، كانت مدينة مزدهرة حضاريًّا، إذ كانت أحد مراكز النصرانية القديمة, ومقرًّا للبربر المتهودين، كان يحكمها الأمير لقوط بن يوسف بن علي المغراوي، وتلقَّى يوسفُ التعليمات من الأمير أبى بكر بالزحف نحوها, ومهاجمتها, ودكِّها، ودخل المرابطون المدينة (449هـ/ 1057م).
وسار المرابطون وفي جملتهم يوسف نحو دولة برغواطة "الدولة الكافرة الملحدة" ونشبت المعارك بين الفريقين، وأصيب خلالها الإمام ابن ياسين بجراح بالغة توفي على أثرها؛ فكان استشهاد الإمام الفقيه عبد الله بن ياسين البداية الأولى في دفع يوسف إلى رئاسة الدولة الناشئة.
وعندما دخل أبو بكر بن عمر بجيوشه إلى الصحراء, وأناب ابن عمه يوسف على المغرب, ظهرت خلالها مواهب يوسف العسكرية والإدارية والتنظيمية والحركية والدعوية، وسلم النَّاسُ بزعامته, وبدأ في تأسيس دولته بالحزم والعلم والجد والمثابرة والبذل والعطاء.
وعندما رجع أبو بكر من الصحراء جمع أشياخ المرابطين من لمتونة وأعيان الدولة، والكُتَّاب والشهود، وأشهدهم على نفسه بالتخلي ليوسف عن الإمارة، وعلَّل الأمير أبو بكر هذا التنازل لابن عمه يوسف لدينه وفضله وشجاعته وحزمه ونجدته وعدله وورعه وسداد رأيه ويمن نقيبته، وأوصاه الوصية التالية قائلاً:
"يا يوسف، إنِّي قد ولَّيتُك هذا الأمر وإنِّي مسئول عنه؛ فاتقِ الله في المسلمين, وأعتقني وأعتق نفسك من النار، ولا تُضيِّع من أمر رعيتك شيئًا؛ فإنَّك مسئول عنهم، والله تعالى يصلحك ويمدك ويوفقك للعمل الصالح والعدل في رعيتك"[1].

إمارة يوسف بن تاشفين للمرابطين:

وبعد أن صار يوسف قائدًا وأميرًا للمرابطين، قام نحو المغرب الشمالي؛ لينتزعه من أيدي الزناتيين, واستخدم من أجل تحقيق هذا الهدف المنشود إرسال الجيوش للقضاء على جيوش المخالفين مستفيدًا من الخلافات السياسية بين قادة المدن، فحالف بعضها من أجل قتال الباقي، واستطاع أن يَدخُل مدينة فاس صلحًا عام 455هـ، ثم تمرَّد أهلها عليه إلا أنه استطاع إخماد جميع الثورات التي قامت ضد المرابطين بجهاده وكفاحه المستمرِّ، حتى تمَّ له فتح جميع البلاد من الريف إلى طنجة عام (460هـ/ 1067م).
وأعاد فتح فاس عنوة بحصار ضربه عليها بجيش قوامه مائة ألف جندي عام (462هـ/ 1069م), فقضى على شوكة مغراوة وبني يقرن وسائر زناتة، ونظَّم المساجد والفنادق وأصلح الأسواق، وخرج من فاس عام 463هـ إلى بلاد ملوية وفتحها، واستولى على حصون وطاط من بلاد طنجة.

توحيد يوسف بن تاشفين المغرب العربي:

وبعد أن رجع من تلك الجولَة التفقدية الإصلاحية سار بجيوشه عام (465هـ/ 1072م) لغزو الدمنة من بلاد طنجة وفتح جبل علودان، وفي عام (467هـ/ 1074م) استولى على جبل غياثة وبني مكود وبني رهينة من أحواز تازا, وجعلها حدًّا فاصلاً بينه وبين زناتة الهاربة إلى الشـرق، وأبعد عن المغرب كلَّ مَن ظنَّ فيه أنه من أهل العصيان، فأصبح خالصًا له مرتاحًا إلى طاعته مطمئنًا إلى خلوده إلى السكينة والهدوء غير تواق للثورة عليه.
وأصبحت منطقة "تازا" ثغرًا منيعًا بينه وبين زناتة؛ ولذلك اعتبر المُؤَرِّخُون عام 467هـ/ 1074م فاصلاً في تاريخ الدولة المرابطية؛ إذ بسط يوسف نفوذه على سائر المغرب الأقصى الشَّمَالي باستثناء طنجة وسبتة.
وسيَّر يوسف بن تاشفين إلى طنجة جيشًا من اثني عشر ألف فارس مرابطي وعشـرين ألفًا من سائر القبائل, وأسند قيادته إلى صالح بن عمران عام 470هـ، وعندما اقتربت جيوش المرابطين من طنجة برز إليهم الحاجب بن سكوت على رأس جيش وهو شيخ يناهز التسعين، وانتصـر المرابطون وفتحوا طنجة، وقُتل في تلك المعارك الحاجب بن سكوت.
وبعد فتح طنجة استأنف الأمير يوسف توسُّعَه نحو الشـرق لمطاردة زناتة التي لجأت إلى تلمسان، وكان هدفه القضاء على أي مقاومة تُهَدِّد دولة المرابطين في المستقبل، وبدأت عمليات الهجوم الوقائي التي استطاعت أن تحقق أهدافها، وتهزم جيش تلمسان المعادي وتأسر قائده معلى بن يعلى المغراوي الذي قُتل على الفور، ورجعت كتائب المرابطين إلى مراكش, ثم عاد يوسف نحو الريف، وغزا تلك الأراضي وضم مدينة تكرور.
ثم رجع بجيوشه نحو وهران وتنس وجبال وانشريش ووادي الشلف حتى دخل مدينة الجزائر, وتوقف عند حدود مملكة بجاية التي حكمها بنو حمَّاد -فرع من صنهاجة- وبَنَى يوسف في مدينة الجزائر جامعًا لا يزال إلى اليوم ويُعرف بالجامع الكبير.
وعاد إلى مراكش عام 475هـ/ 1081م، وبذلك توحَّد المغرب الأقصى بعد جهاد استمرَّ ثلاثين عامًا، وأصبحت دولة المرابطين في مرحلة التَّمكين الفعلية. وفي عام 476هـ/ 1083م وجَّه الأمير يوسف ابنه المُعزَّ في جيش إلى سبتة لفتحها؛ إذ كانت المدينة الوحيدة التي لم تخضع له, كان يحكُمُها بعد وفاة الحاجب بن سكوت ابنه ضياء الدولة يحيى، فحاصرها المعزُّ برًّا وبحرًا, ودارت معركة بحرية طاحنة، وفي نهاية المطاف استطاع المرابطون أن يفتحوا سبتة، وقُتِل ضياء الدولة بعد أن أُلقي القبض عليه، وكان ذلك عام 477هـ/ 1084م.

الأندلس وملوك الطوائف:


بعد هذه الجولة الجهادية الموفَّقَة تم توحيد المغرب الأقصى بجميع نواحيه بعد عمل جادٍّ مستمرٍّ، وأصبحت الدولة المرابطية قُوَّة لا يُستهان بها تُشكل خطرًا على النصارى في الأندلس، وملجأ وحصنًا للمسلمين في الأندلس، حيث إن النصارى استفحل خطرهم في الأَنْدَلُس، حيث قامت للمسلمين دويلات في كل مدينة وصلت إلى ثلاث وعشرين دويلة تناحرت فيما بينها، وعُرف حكامها بـ"ملوك الطوائف" وتلقَّبوا بألقاب الخلفاء كالمأمون والمعتمد والمستعين والمعتصم والمتوكل إلى غير ذلك من الألقاب، ووصف هذه الحالة المشينة الشاعر أبو علي الحسن بن رشيق فقال:
مما يزهدني في أرض أندلــس *** سماع مــقتدر فيـها ومعتضد
ألقاب مملكة في غيـر موضعها *** كالهرِّ يحكي انتفاضًا صولة الأسد
ولما كان الوضع في الأندلس على هذا السوء، من التفرق والتشرذم، أعمل ملك الصليبين فيها ألفونسو السادس سيفه وسنانه، حتى أصبح ملوك الطوائف يبعثون بالجزية إليه كل عام، فضج ملوك الطوائف من تجبره وغطرسته، وقتل المعتمد رسل ألفونسو التي جاءت لتحصيل الجزية، فأعد ذلك الصليبي العدة لإفناء المعتمد وباقي ملوك الطوائف.
ومِن هنا أرسل ألفونسو برسالة إلى الأمير يوسف بن تاشفين يهزأ منه قائلاً: "فإن كنت لا تستطيع الجواز فابعث إليَّ ما عندك من المراكب نجوز إليك، أناظرك في أحب البقاع إليك؛ فإن غلبتني فتلك نعمة جُلِبت إليك، ونعمة شملت بين يديك، وإن غلبتك كانت ليَّ اليد العليا عليك, واستكملت الإمارة, والله يتم الإرادة".
فكان رد الأسد المرابط يوسف بن تاشفين مدويًّا، يقطر عزة وإباءً مع قلة حروفه، فكتب على ظهر الرسالة: "الجواب ما ترى لا ما تسمع"[2].

نصرة يوسف بن تاشفين لملوك المسلمين في الأندلس:


أرسل ألفونسو رسالات التحذير والتهديد للمعتمد، مما دفعه بعد تفكير طويل إلى إرسال رسالة مكتوبة إلى الأمير يوسف مؤرخة 479هـ, يستنجد بيوسف بن تاشفين، جاء فيها: "ونحن أهل هذه الأندلس ليس لأحد منا طاقة على نصرة جاره ولا أخيه، ولو شاءوا لفعلوا إلا أن الهواء والماء منعهم من ذلك، وقد ساءت الأحوال، وانقطعت الآمال، وأنت -أيَّدك الله- سيد حمير، ومليكها الأكبر، وأميرها وزعيمها، نزعت بهمتي إليك واستنصرت بالله ثم بك، واستغثت بحرمكم لتجوز بجهاد هذا العدو الكافر وتحيون شريعة الإسلام وتدينون على دين محمد r، ولكم عند الله الثواب الكريم على حضرتكم السامية. السلام ورحمة الله وبركاته، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"[3].
وأرسلت وفود شعبية من الشيوخ والعلماء رسائل تحثُّ الأمير على إنقاذ الأندلس، وتأثر المرابطون لمُصاب إخوانهم في الدِّين، وعرض أميرهم قضية مسلمي الأندلس على أهل الحلِّ والعَقْد عنده، وأجمعوا على نصرة دينهم وإعزاز كلمة التوحيد.

يوسف بن تاشفين في الأندلس:

لقد انزعج ألفونسو من مجيء المرابطين انزعاجًا كبيرًا, حيث شعر بعودة الروح المعنوية إلى أهالي الأندلس الذين كان يسومهم سوء العذاب، يُقتِّل رجالهم ويسبي نساءهم، ويأخذ منهم الجزية، ويحتقرهم ويزدريهم، ويتلاعب بمصيرهم, وينتظر الفرصة لاستئصالهم من الأندلس؛ لتعم النصرانية في سائر البلاد، ويرتفع الصليب على أعناق العباد، وإذا بالمرابطين يربكون مخططاته ويبددون أحلامه.
وأرسل يوسف بن تاشفين إلى ألفونسو كتابًا يعرض عليه الدخول في الإسلام أو دفع الجزية أو الحرب، ومما جاء في كتاب الأمير: "بلغنا يا ألفونس أنَّك نحوت الاجتماع بنا, وتمنيَّت أن تكون لك فُلْكٌ تعبر البحر عليها إلينا، فقد جزناه إليك، وجمع الله في هذه العرصة[4] بيننا وبينك، وترى عاقبة ادعائك، وما دعاء الكافرين إلا في ضلال"[5].
ولما قرأ ألفونسو الكتاب زاد غضبه وذهب عقله وقال: "أبمثل هذه المخاطبة يخاطبني وأنا وأبي نغرم الجزية لأهل ملته منذ ثمانين سنة؟"[6]، وقال لرسول الأمير يوسف: "قُل للأمير: لا تتعب نفسك، أنا أصل إليك"[7].

موقعة الزلاقة:

والتقى الجيشان بمكان عرف بعد الموقعة باسم الزلاقة؛ لأن الخيول كانت تنزلق من كثرة دماء الصليبيين التي سالت على أرض المعركة، وفي محاولة ماكرة لخديعة المسلمين أرسل "ألفونسو السادس" يحدد يوم المعركة، فأرسل أن غدًا الجمعة، وهو عيد من أعياد المسلمين ونحن لا نقاتل في أعياد المسلمين، وأن السبت عيد اليهود وفي جيشنا كثير منهم، وأما الأحد فهو عيدنا، فلنؤجل القتال حتى يوم الاثنين.
تسلَّم يوسف بن تاشفين الرسالة، وبوعي تام وبقيادة تعلم خبايا الحروب وفنون مقدماتها لم يُعلِم جيشه هذه الرسالة، إذ إنه يعلم أن هذا الرجل مخادع، وبعد ترتيب الجيش وصلاة فجر يوم الجمعة الموافق (12 من شهر رجب 479هـ/ 23 من أكتوبر 1086م)، هجم ألفونسو بجيشه، ولم تكن مفاجأة ليوسف بن تاشفين أن يخالف "ألفونسو السادس" طبيعته وينقض عهده.
إنما المفاجئة أصابت "ألفونسو السادس" الذي وجد الجيش الإسلامي على أتمِّ تعبئة وأفضل استعداد، وبخطة محكمة، كان يوسف بن تاشفين قد قسَّم الجيش ثلاث فرق: الفرقة الأولى وهي المقدمة بقيادة المعتمد وتضم خمسة عشر ألف مقاتل، والفرقة الثانية خلف الأولى وعلى رأسها يوسف بن تاشفين وتضم أحد عشر ألف مقاتل، ومن بعيد تنتظر الفرقة الثالثة وتضم أربعة آلاف مقاتل هم من أمهر الرماة والمحاربين.
لم تكن خطة يوسف بن تاشفين -رحمه الله- جديدة في حروب المسلمين، فقد كانت هي نفس الخطة التي استعملها خالد بن الوليد t في موقعة الولجة في فتوح فارس، وهي أيضًا نفس الخطة التي استعملها النعمان بن مقرن t في موقعة نهاوند في فتوح فارس أيضًا، فكان -رحمه الله- رجلاً يقرأ التاريخ ويعرف رجالاته ويعتبر بهم.
وأصاب الصليبيين مقتلة عظيمة، وولَّى ألفونسو مطعونًا في إحدى ركبتيه طعنة أفقدته إحدى ساقيه في 500 فارس من ثمانين ألف فارس ومائتي ألف راجل، قادهم الله على المصارع والحتف العاجل، وتخلَّص إلى جبل هنالك, وأصبح ألفونسو -كما يصفه لسان الدين بن الخطيب- "فارًّا لا يُهدى ولا ينام ومات من الخمسمائة فارس الذين كانوا معه بالطريق أربعمائة، فلم يدخل طُلَيْطِلَة إلا مائة فارس، والحمد لله على ذلك كثيرًا، وكانت هذه النعمة العظيمة والمنة الجسيمة"[8].
وأصبح يوم الزَّلاَّقَة عند المغاربة والأندلسيين مثل يوم القادسية واليرموك، يوم لم يُسمع بمثله من القادسية واليرموك، فيا له من فتح ما كان أعظمه! يوم كبير ما كان أكرمه! فيوم الزَّلاقة ثبتت قدم الدِّين بعد زلاقها، وعادت ظلمة الحق إلى إشراقها.

وفاته:

وفي غرة محرم سنة 500هـ أي وهو في المائة من العمر، قرنًا كاملاً من الزمان، رحل البطل، وترجّل الفارس الشجاع، وموحِّد الأمة بعد أن أتم أمير المرابطين عمله الذي عاش وجاهد من أجله، ووحد بلاد المغرب والأندلس تحت راية واحدة، وأعاد الإسلام الصحيح بربوع المغرب، وأزال الظلمة والطواغيت والمتسلطين على رقاب العباد، وصدَّ الصليبيين عن مسلمي الأندلس، وأوقف حرب الاسترداد الإسبانية فترة من الزمان.
ويكفي شهادة ابن الأثير لذلك الرجل حين قال عنه: "وكان حسن السيرة خيرًّا عادلاً، يميل إلى أهل الدين والعلم ويكرمهم، ويصدر عن رأيهم"[9].

أهم المراجع:

1- روض القرطاس، ابن أبي زرع الأندلسي.
2- تاريخ الأندلس، ابن الكردبوس.
3- دولة المرابطين في المغرب والأندلس، د. سعدون عباس.
4- وفيات الأعيان، ابن خلكان.
5- الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية، ابن الخطيب.
6- الكامل في التاريخ، ابن الأثير.
7- فقه النصر والتمكين في دولة المرابطين، د. علي الصلابي.
8- موقع قصة الإسلام.
المصدر: موقع لواء الشريعة.

[1] ابن أبي زرع الأندلسي: روض القرطاس ص86.
[2] ابن الكردبوس: تاريخ الأندلس ص91.
[3] د. سعدون عباس: دولة المرابطين في المغرب والأندلس ص71.
[4] العَرْصَة: كل بقعة بين الدور واسعة ليس فيها بناء، والجمع العِرَاص والعَرَصَات. الرازي: مختار الصحاح 1/467.
[5] ابن خلكان: وفيات الأعيان 7/116.
[6] د. سعدون عباس: دولة المرابطين في المغرب والأندلس ص78.
[7] ابن أبي زرع الأندلسي: روض القرطاس ص94.
[8] ابن الخطيب: الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية ص47.
[9] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 4/406

جزاك الله خيرا اخي سامي الكثير يجهل تاريخ هذا البطل المجاهد..كم نحن بحاجة لمثل هؤلاء الابطال

شكرا لك و بارك الله فيك

شكرا على الموضوع

جزاك الله خيرا رحم الله هذا القائد الفذ..

شكرا لك اخي على الموضوع

جزاك الله الف خير

بارك الله فيك
جزاك الله خيرا
حفظك و رعاك و سدد خطاك
و من أنفس الجن و أعين الإنس عفاك

من لافريقيا كابن تاشفين يعيد مجدها

السلام عليكم.بارك الله فيك على الموضوع المهم ويجب التعريف بهؤلاء الابطال الذين خدموا الاسلام حقا .ليس بالكلام و الطعن في اخوانهم

جزاك الله خيرا

مشكور اخي علي المجهود

الجيريا

الجيريا

بارك الله فيك على الموضوع الرائع

القبول بالإستخلاف خيانة كبرى للمتعاقدين المرابطين بالرويسو 2024.

كل مستخلف له إثم عظيم عند الله وهي بمثابة خيانة وأنانية لأسود الرويسو.