المقصود ب(المَحجّةُ الْبَيْضَاءِ) كما قال- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و سلم 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المقصود بـ (المَحجّةُ الْبَيْضَاءِ)
كما قال- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و سلم

السؤال:
الحديث الشريف الذي قال فيه الرسول- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –
« تَرَكْتُكُمْ عَلَى المَحجّةُ الْبَيْضَاءِ ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لا يَزِيغُ عَنْهَا إِلاَّ هَالِكٌ" سؤالي معنى الحديث
مالمقصود بـ (المَحجّةُ الْبَيْضَاءِ) كما قال- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
هل المقصود القُرآن والسُنّة أو لها معنى آخر اللي هي (المحجة البيضاء).


الجواب: لفظُ الحديث الوارِد (تَرَكْتُكُمْ عَلَى
الْبَيْضَاءِ لا يَزِيغُ عَنْهَا إِلاَّ هَالِكٌ»، و(الْبَيْضَاءِ) هي الجادّة،
و(المحجّة) هي الجادّة، وهي طريقة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
وأصحابهِ وسلف الأُمة، هذه هي المَحجّة والطريق الذي يجب على الخلف أن يسلكوه وأن
يسيروا معهُ اقتدًا بالقدوة العُظمى رسول الله- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- وبأصحابهِ وبأئمة المُسلمين هذه هي المَحجّة، لا تتخلف عن المَحجّة،
ويُغني عن هذا قولهُ تعالى (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي
مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ
سَبِيلِهِ)، فصراطُ الله واحِد، وأما ما عداهُ فهي طرقٌ كثيرة، وعلى كُلِ
طريقٍ منها شيطان كما قال- صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يدعوا الناس إليه، فمن تركَ الصِراط المستقيم وقع في هذه
الطُرقات المُلتفّة الكثيرة، وأخذتهُ الشياطين، واجتولتهُ الشياطين، ولهذا ندعوا
الله في سورة الفاتحة في كل صلاةٍ، وهي ركنٌ من أركان (اهْدِنَا
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ
الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ)، الذين أنعم اللهُ عليهم هم الصديقون والشهداء
والصالِحون(وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ
الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ
وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً) والْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ
هم اليهود وأمثالهم من كل عالِم لا يعملُ بعلمهِ،ولا يُبينهُ للناس فإنهُ
على طريقة اليهود المغضوب عليهم، لأنهم عندهم علم ولم يعملوا به، وَلَا
الضَّالِّينَ وهم النصارى
الذين يعبدون الله على جهلٍ وضلال على غير دليل وعلى غيرِ حق، ويدخل في هذا
المبتدعة، كلهم يدخلون في الضلال- نسأل الله
العافية.

الشيخ :
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان

بارك الله فيك

فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا 2024.

قال الله تعالى ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ)) سورة البقرة 243 آية

عَنْ اِبْن عَبَّاس " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارهمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْت " قَالَ : كَانُوا أَرْبَعَة آلَاف خَرَجُوا فِرَارًا مِنْ الطَّاعُون قَالُوا : نَأْتِي أَرْضًا لَيْسَ بِهَا مَوْت حَتَّى إِذَا كَانُوا بِمَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا قَالَ اللَّه لَهُمْ" مُوتُوا " فَمَاتُوا فَمَرَّ عَلَيْهِمْ نَبِيّ مِنْ الْأَنْبِيَاء فَدَعَا رَبّه أَنْ يُحْيِيَهُمْ فَأَحْيَاهُمْ فَذَلِكَ قَوْله عَزَّ وَجَلَّ " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارهمْ وَهُمْ أُلُوف حَذَرَ الْمَوْت " الْآيَة وَذَكَرَ غَيْر وَاحِد مِنْ السَّلَف أَنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْم كَانُوا أَهْل بَلْدَة فِي زَمَان بَنِي إِسْرَائِيل اِسْتَوْخَمُوا أَرْضهمْ وَأَصَابَهُمْ بِهَا وَبَاء شَدِيد فَخَرَجُوا فِرَارًا مِنْ الْمَوْت هَارِبِينَ إِلَى الْبَرِّيَّة فَنَزَلُوا وَادِيًا أَفْيَح فَمَلَئُوا مَا بَيْن عُدْوَتَيْهِ فَأَرْسَلَ اللَّه إِلَيْهِمْ مَلَكَيْنِ أَحَدهمَا مِنْ أَسْفَل الْوَادِي وَالْآخَر مِنْ أَعْلَاهُ فَصَاحَا بِهِمْ صَيْحَة وَاحِدَة فَمَاتُوا عَنْ آخِرهمْ مَوْتَة رَجُل وَاحِد فَحِيزُوا إِلَى حَظَائِر وَبُنِيَ عَلَيْهِمْ جُدْرَان وَفَنُوا وَتَمَزَّقُوا وَتَفَرَّقُوا فَلَمَّا كَانَ بَعْد دَهْر مَرَّ بِهِمْ نَبِيّ مِنْ أَنْبِيَاء بَنِي إِسْرَائِيل يُقَال لَهُ حِزْقِيل فَسَأَلَ اللَّه أَنْ يُحْيِيَهُمْ عَلَى يَدَيْهِ فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِكَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَقُول : أَيَّتُهَا الْعِظَام الْبَالِيَة إِنَّ اللَّه يَأْمُرك أَنْ تَجْتَمِعِي فَاجْتَمَعَ عِظَام كُلّ جَسَد بَعْضهَا إِلَى بَعْض ثُمَّ أَمَرَهُ فَنَادَى أَيَّتهَا الْعِظَام إِنَّ اللَّه يَأْمُرك بِأَنْ تَكْتَسِي لَحْمًا وَعَصَبًا وَجِلْدًا فَكَانَ ذَلِكَ وَهُوَ يُشَاهِدهُ ثُمَّ أَمَرَهُ فَنَادَى أَيَّتهَا الْأَرْوَاح إِنَّ اللَّه يَأْمُرك أَنْ تَرْجِع كُلّ رُوح إِلَى الْجَسَد الَّذِي كَانَتْ تَعْمُرهُ فَقَامُوا أَحْيَاء يَنْظُرُونَ قَدْ أَحْيَاهُمْ اللَّه بَعْد رَقْدَتهمْ الطَّوِيلَة وَهُمْ يَقُولُونَ : سُبْحَانك لَا إِلَه إِلَّا أَنْتَ وَكَانَ فِي إِحْيَائِهِمْ عِبْرَة وَدَلِيل قَاطِع عَلَى وُقُوع الْمَعَاد الْجُسْمَانِيّ يَوْم الْقِيَامَة وَلِهَذَا قَالَ " إِنَّ اللَّه لَذُو فَضْل عَلَى النَّاس " أَيْ فِيمَا يُرِيهِمْ مِنْ الْآيَات الْبَاهِرَة وَالْحُجَج الْقَاطِعَة وَالدَّلَالَات الدَّامِغَة " وَلَكِنَّ أَكْثَر النَّاس لَا يَشْكُرُونَ " أَيْ لَا يَقُومُونَ بِشُكْرِ مَا أَنْعَمَ اللَّه بِهِ عَلَيْهِمْ فِي دِينهمْ وَدُنْيَاهُمْ وَفِي هَذِهِ الْقِصَّة عِبْرَة وَدَلِيل عَلَى أَنَّهُ لَنْ يُغْنِي حَذَرٌ مِنْ قَدَر وَأَنَّهُ لَا مَلْجَأَ مِنْ اللَّه إِلَّا إِلَيْهِ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ خَرَجُوا فِرَارًا مِنْ الْوَبَاء طَلَبًا لِطُولِ الْحَيَاة فَعُومِلُوا بِنَقِيضِ قَصْدهمْ وَجَاءَهُمْ الْمَوْت سَرِيعًا فِي آنٍ وَاحِد وَمِنْ هَذَا الْقَبِيل الْحَدِيث الصَّحِيح الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد

منقول من تفسير إبن كثير

سلام الله عليكم
سبحان الله العظيم و بحده
ان القرآن امر عظيم و نحن الناس البسطاء لن نفهم مقصود الايات

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تمر الهنى الجيريا
سلام الله عليكم
سبحان الله العظيم و بحده
ان القرآن امر عظيم و نحن الناس البسطاء لن نفهم مقصود الايات

لذالك اجتهد العلماء والمعروفون بعلماء التفسير بتفسير القرآن الكريم الذي هو غذاءاً ,ومحور نقاش , ومثار للعقول لتسبر أغواره , وتغوص في بحاره , لتخرج اللؤلؤ والمرجان , فالقرآن كتاب كما وصفه النبي الأعظم فيه خبر من قبلنا ونبأ من بعدنا، وفيه تفصيل وبيان لكل شيء، والله أعلم.