الليبتوسبيروز مرض ينقله الحيوان إلى الإنسان 2024.

الليبتوسبيروز.. مرض ينقله الحيوان إلى الإنسان

داء متنوع يظهر بصفات متعددة، بعضها حليم وبعضها قد يؤدي إلى الموت، نظرا إلى تنوع الجرثوم الذي يسببه، والذي ينقسم إلى أصناف كثيرة تقارب 150، بعضها يخلق مضاعفات في منتهى الخطورة وبعضها تكون عابرة دون أضرار تذكر.
يعرف هذا المرض بـ”البريميات” أو ”الليبتوسبيروز”، وهو من أكثر الأمراض انتشارا عبر العالم كله، نجده في كل أرجاء الكرة الأرضية وخاصة في البلدان الساخنة. سببه جرثوم من نوع البكتيريا يدعى ”سبيروكات” من نوع ليبتوسبير الذي يزداد انتشاره أكثر في فصل الصيف وبداية الخريف، مسببا شبه أوبئة جماعية غالبا عند فئة معينة تتمثل في الرعاة ومربي الحيوانات وعمال المذابح وعمال المجاري العامة وغيرهم. ويتم ذلك بدخول الجرثوم داخل جسم الإنسان عبر البشرة أو المخاطي المتضررة مهما كان الضرر صغيرا أو عبر مخاطية العين (الملتحمة) وهذا أثناء الاحتكاك بالحيوان المصاب أو ببوله، الذي يلوث المياه والزرع والنبات. أو إثر عضة وخاصة من طرف الفأر. أو بابتلاع بعض قطرات المياه الملوثة أو الطعام الملوث أثناء الاستحمام مثلا في مياه ملوثة كالوديان، الآبار، المسابح، شواطئ البحار،.. أو أثناء الصيد أو الاستجمام في مثل هذه المياه.
إن هذا المرض في الحقيقة خاص بالحيوانات التي تنقله إلى الإنسان في حالات معينة؛ كنقص النظافة وانعدام شروط الوقاية وكثرة الأوحال والمياه القذرة، إضافة إلى التردد على المياه غير المحمية أو غير الصالحة بهدف السباحة أو الاستحمام الخ.. لأن هذه الحيوانات المصابة تفرز الجرثوم المذكور عبر بولها في هذه الأماكن المذكورة، الشيء الذي يؤدي إلى تلوثها. علما أن هذا الجرثوم قادر على العيش في التراب المشبع بالبول ما يقارب 06 أشهر، وفي التراب العادي المبلل حوالي 35 يوما، وهذا ما يساعده على الوصول إلى الإنسان.
كل الحيوانات معرّضة للإصابة بهذا المرض العدوي والمعدي وخاصة البقر، الخيول، الخنازير، الكلاب وأيضا القوارض وعلى رأسها الفئران.
يتنقل هذا المرض ما بين الحيوانات التي تعدي بعضها البعض، حيث يكفي أن يصاب حيوان واحد فقط كي ينتشر إلى القطيع كله ليحدث خسائر كبيرة في الماشية، إضافة إلى توسع احتمال انتقال المرض إلى الإنسان.
نشاهد هذا المرض ليس عند مربي الحيوانات فقط وإنما حتى عند عمال المجاري العامة وعمال المناجم الذين يحتكون بالمياه المستعملة، ويتعرضون لعضات الفئران، وعدم احترامهم لشروط الوقاية كاللباس الخاص في مثل هذه الأماكن وارتداء القفازات والجزمات..
يمتاز الجرثوم المسؤول عن داء البريميات عند الإنسان بجاذبيته الخاصة بالنسبة للكبد والجهاز العصبي والكلى التي تتضرر بهذا الداء أكثر، والذي يصبح يظهر على شكل دوري في أكثر الحالات. وإن أبرز علاماته هي عصبية وكلوية مثل: القيء، الصداع، التشنج، غياب التبول، اضطراب النسب البولية، الخ.. التي نشاهدها أياما فقط بعد دخول الجرثوم جسم الإنسان (أسبوع أو أقل إلى أسبوعين) ثم يليها ظهور اليرقان الشديد والبرتقالي ونقصان البول الذي يصبح يحتوي على أملاح وبقايا صفراوية، ونجد الكبد منتفخا ومؤلما. ثم نشاهد بعد ذلك مرحلة تكون عابرة تنخفض فيها الحمى ويتراجع اليرقان وأغلب باقي العلامات الأخرى، تليها مرحلة معاودة وترتفع درجة الحرارة مع ظهور الأعراض العامة الأخرى من جديد كالعياء والأوجاع العضلية والعظمية والرعاف وقوباء الخ.. إضافة إلى الأعراض العصبية والكلوية. أما اليرقان فيستمر في تراجعه وفي حدود الشهر تختفي جميع الأعراض وتصبح درجة الحرارة عادية ويختفي اليرقان وتتحرر وظيفة التبول لكن مدة النقاهة تكون طويلة نظرا للعياء المستمر ونقص في الوزن وفقر الدم الذي يطول شفاؤه.
هناك حالات عديدة تميز هذا المرض بعضها تظهر بيرقان أكثر شدة وخطورة، وتسبب مضاعفات على مستوى القلب والأعصاب، أو تسبب نزيفا وافرا الذي قد يحدث الوفاة. وأخرى تكون خفيفة دون يرقان تمس الأعضاء واحدا واحدا سواء الأعصاب أو الكلى، أو تكون على شكل حمى فقط…
إن تنوع هذا الداء راجع إلى تنوع الجرثوم المسؤول عنه الذي ينقسم إلى أصناف عدة بعضها أكثر عدوانية من الأخرى.
غالبا ما يشفى داء اليريميات دون أن يترك آثارا أو يظهر على شكل نوبة عابرة تشبه نوبة الزكام، أو قد يصبح أحيانا أخرى في منتهى الخطورة بإصابته مختلف جهات الجسم ومختلف الأعضاء أو حدوث نزيف وافر معد أو أمعاوي أو رئوي.
علاجه يتطلب استشفاء المريض والشروع بسرعة في توفير المضادات الحيوية المناسبة له، لتفادي المضاعفات العديدة المحتملة، والتعجيل بالشفاء والتخفيف من الأعراض والتقليص من مدتها.
أما الوقاية فتكمن في مراقبة المراعي والماشية والقضاء على المياه الراكدة والأوحال ومكافحة الفئران. بالإضافة إلى التلقيح الذي يجب أن يشمل جميع المعرّضين للداء الذين تم ذكرهم، مع تزويدهم بجميع الوسائل الوقائية كالبذلات والجزمات والقفازات وغيرها.. دون أن ننسى الاعتناء بالنظافة الجسدية والمحيطية ورفع الأوساخ والقمامات التي تعيش منها الفئران، وتفادي المياه المشبوهة التي تتردد عليها الحيوانات السالفة الذكر. كما لا يجب التأخر في الإدلاء بالمرض للمصالح الصحية حتى نتفادى الانتشار السريع للمرض وتحوله إلى وباء.

جازاكم الله إخواني تشجيعكم شرف لي وردودكم تسعدني

شكرا لك على المعلومات الصحية المفيدة

الليبتوسبيروز مرض ينقله الحيوان إلى الإنسان 2024.

الليبتوسبيروز.. مرض ينقله الحيوان إلى الإنسان

داء متنوع يظهر بصفات متعددة، بعضها حليم وبعضها قد يؤدي إلى الموت، نظرا إلى تنوع الجرثوم الذي يسببه، والذي ينقسم إلى أصناف كثيرة تقارب 150، بعضها يخلق مضاعفات في منتهى الخطورة وبعضها تكون عابرة دون أضرار تذكر.
يعرف هذا المرض بـ”البريميات” أو ”الليبتوسبيروز”، وهو من أكثر الأمراض انتشارا عبر العالم كله، نجده في كل أرجاء الكرة الأرضية وخاصة في البلدان الساخنة. سببه جرثوم من نوع البكتيريا يدعى ”سبيروكات” من نوع ليبتوسبير الذي يزداد انتشاره أكثر في فصل الصيف وبداية الخريف، مسببا شبه أوبئة جماعية غالبا عند فئة معينة تتمثل في الرعاة ومربي الحيوانات وعمال المذابح وعمال المجاري العامة وغيرهم. ويتم ذلك بدخول الجرثوم داخل جسم الإنسان عبر البشرة أو المخاطي المتضررة مهما كان الضرر صغيرا أو عبر مخاطية العين (الملتحمة) وهذا أثناء الاحتكاك بالحيوان المصاب أو ببوله، الذي يلوث المياه والزرع والنبات. أو إثر عضة وخاصة من طرف الفأر. أو بابتلاع بعض قطرات المياه الملوثة أو الطعام الملوث أثناء الاستحمام مثلا في مياه ملوثة كالوديان، الآبار، المسابح، شواطئ البحار،.. أو أثناء الصيد أو الاستجمام في مثل هذه المياه.
إن هذا المرض في الحقيقة خاص بالحيوانات التي تنقله إلى الإنسان في حالات معينة؛ كنقص النظافة وانعدام شروط الوقاية وكثرة الأوحال والمياه القذرة، إضافة إلى التردد على المياه غير المحمية أو غير الصالحة بهدف السباحة أو الاستحمام الخ.. لأن هذه الحيوانات المصابة تفرز الجرثوم المذكور عبر بولها في هذه الأماكن المذكورة، الشيء الذي يؤدي إلى تلوثها. علما أن هذا الجرثوم قادر على العيش في التراب المشبع بالبول ما يقارب 06 أشهر، وفي التراب العادي المبلل حوالي 35 يوما، وهذا ما يساعده على الوصول إلى الإنسان.
كل الحيوانات معرّضة للإصابة بهذا المرض العدوي والمعدي وخاصة البقر، الخيول، الخنازير، الكلاب وأيضا القوارض وعلى رأسها الفئران.
يتنقل هذا المرض ما بين الحيوانات التي تعدي بعضها البعض، حيث يكفي أن يصاب حيوان واحد فقط كي ينتشر إلى القطيع كله ليحدث خسائر كبيرة في الماشية، إضافة إلى توسع احتمال انتقال المرض إلى الإنسان.
نشاهد هذا المرض ليس عند مربي الحيوانات فقط وإنما حتى عند عمال المجاري العامة وعمال المناجم الذين يحتكون بالمياه المستعملة، ويتعرضون لعضات الفئران، وعدم احترامهم لشروط الوقاية كاللباس الخاص في مثل هذه الأماكن وارتداء القفازات والجزمات..
يمتاز الجرثوم المسؤول عن داء البريميات عند الإنسان بجاذبيته الخاصة بالنسبة للكبد والجهاز العصبي والكلى التي تتضرر بهذا الداء أكثر، والذي يصبح يظهر على شكل دوري في أكثر الحالات. وإن أبرز علاماته هي عصبية وكلوية مثل: القيء، الصداع، التشنج، غياب التبول، اضطراب النسب البولية، الخ.. التي نشاهدها أياما فقط بعد دخول الجرثوم جسم الإنسان (أسبوع أو أقل إلى أسبوعين) ثم يليها ظهور اليرقان الشديد والبرتقالي ونقصان البول الذي يصبح يحتوي على أملاح وبقايا صفراوية، ونجد الكبد منتفخا ومؤلما. ثم نشاهد بعد ذلك مرحلة تكون عابرة تنخفض فيها الحمى ويتراجع اليرقان وأغلب باقي العلامات الأخرى، تليها مرحلة معاودة وترتفع درجة الحرارة مع ظهور الأعراض العامة الأخرى من جديد كالعياء والأوجاع العضلية والعظمية والرعاف وقوباء الخ.. إضافة إلى الأعراض العصبية والكلوية. أما اليرقان فيستمر في تراجعه وفي حدود الشهر تختفي جميع الأعراض وتصبح درجة الحرارة عادية ويختفي اليرقان وتتحرر وظيفة التبول لكن مدة النقاهة تكون طويلة نظرا للعياء المستمر ونقص في الوزن وفقر الدم الذي يطول شفاؤه.
هناك حالات عديدة تميز هذا المرض بعضها تظهر بيرقان أكثر شدة وخطورة، وتسبب مضاعفات على مستوى القلب والأعصاب، أو تسبب نزيفا وافرا الذي قد يحدث الوفاة. وأخرى تكون خفيفة دون يرقان تمس الأعضاء واحدا واحدا سواء الأعصاب أو الكلى، أو تكون على شكل حمى فقط…
إن تنوع هذا الداء راجع إلى تنوع الجرثوم المسؤول عنه الذي ينقسم إلى أصناف عدة بعضها أكثر عدوانية من الأخرى.
غالبا ما يشفى داء اليريميات دون أن يترك آثارا أو يظهر على شكل نوبة عابرة تشبه نوبة الزكام، أو قد يصبح أحيانا أخرى في منتهى الخطورة بإصابته مختلف جهات الجسم ومختلف الأعضاء أو حدوث نزيف وافر معد أو أمعاوي أو رئوي.
علاجه يتطلب استشفاء المريض والشروع بسرعة في توفير المضادات الحيوية المناسبة له، لتفادي المضاعفات العديدة المحتملة، والتعجيل بالشفاء والتخفيف من الأعراض والتقليص من مدتها.
أما الوقاية فتكمن في مراقبة المراعي والماشية والقضاء على المياه الراكدة والأوحال ومكافحة الفئران. بالإضافة إلى التلقيح الذي يجب أن يشمل جميع المعرّضين للداء الذين تم ذكرهم، مع تزويدهم بجميع الوسائل الوقائية كالبذلات والجزمات والقفازات وغيرها.. دون أن ننسى الاعتناء بالنظافة الجسدية والمحيطية ورفع الأوساخ والقمامات التي تعيش منها الفئران، وتفادي المياه المشبوهة التي تتردد عليها الحيوانات السالفة الذكر. كما لا يجب التأخر في الإدلاء بالمرض للمصالح الصحية حتى نتفادى الانتشار السريع للمرض وتحوله إلى وباء.