أميرة سعودية تفحم العلمانية!!! 2024.

كلمة الأميرة نورة بنت عبد العزيز…
* رسالتي إلى العلمانية:
أشكرك لـ محاكاتك للمجتمع عن معاناة المرأة
نعم أحتاج أن أقود السيارة و أقضي حاجتي بنفسي
لكن حاجتي لصيانة نفسي أقوى
نعم
لم يأتي الشرع بالتحريم و لا التحليل في هذه القضية لكن [درء المفاسد مقدم على جلب المصالح مهما دعت الحاجة]
نعم
أحتاج من يدافع عن حقوقي
لكن ليس من شرعك و من ما تهواه نفسك
و إنما كما شرع من خلقني و هو أعلم بمصالح خلقه
{أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}

عزيزي المُغفل:
لسنا سُذج و لسنا أصحاب عقول تقبل ما يأتيها
دون أن تفتش عن خفاياه
نعم
أحتاج من يدافع عن حقوقي
لكن ليس من شرعك و من ما تهواه نفسك
و إنما كما شرع من خلقني و هو أعلم بمصالح خلقه
{أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}

عزيزي المُغفل:
لسنا سُذج و لسنا أصحاب عقول تقبل ما يأتيها
دون أن تفتش عن خفاياه
أن كنت على حق، و أنك صادق بدعواك أنك حريص على [حقوق المرأة)

– هناك لي أحد الجارات أرمله و لديها أطفال أيتام
و لا تجد من يَتكفل بها و بـ مصاريفها
هي تبحث عن ​مال تشتري به و ﻻ تبحث عن سيارة
ٺوصلها إلى المتجر
لأنها تستطيع الوصول إليه و لا تستطيع الحصول على ما تشتري به متطلباتها!
هل لك أن تنبح و تطالب بحقها
– هناك فتيات متخرجات بمعدلات عالية
و تحتاج وظيفة تسد بها حاجتها و تقضي وقتها في ما ينفعها و ﻻ تحتاج سياره ٺُكافئ بها على ما بذلته طيلة سنين دراستها و تحقيق حلمها
هل لك أن تنبح و تطالب بحقها

– هناك في زاوية أخرى مظلمة، فتيات ٺُنتهك
أعراضهن من قِبل ذكور قتلتهم البطالة و مات لديهم الجانب الديني، و تموت حياتهن من أجل شهوات شيطانية
هل لك أن تنبح و تطالب بحقها
– أيضاً أعرف فتيات لديهن طاقات كامنة لو تفجرت لـ نازعنا بها ما ٺُباهي به اليابان بأبنائها
يحتاجون من يصقل هذه المواهب في مراكز
تأوي قدراتهن قبل دفنِها حية،
هل لك أن تنبح و تطالب بحقها
– هناك إمرأة لديها أطفال 5 معاقين
تحتاج مستشفى يتكفل بهم و مال لمصاريفهم
و لا تحتاج من يوصلها إلى المستشفى لأنها ستجد من يوصلها حتى و لو أضطرت أن تمشي سيراً على الأقدام لكن لم تجد من يستقبلها هناك،
هل لك أن تنبح و تطالب بحقها
– هناك مطلقة ترك طليقها خلفه 4 من البنات
تركهم و تكفلت هي بهم ، يُريدون مكان يسترهم
عندما تجلس أنت أمام التلفاز و تحت مكيف بارد!
هل لك أن تنبح و تطالب بحقهم

إن لم تستطع أن تدافع عن المرأة إلا في هذه
القضيه
فلـ تملئ فاك بالتراب و تدع [الرجال]
يعملون بهدوء
https://islamancient.com/articles,item,774.html
من الآجري

بارك الله فيك أخي

اللهمّ احفظ نساء المسلمين من كل عدو متربص

بارك الله فيك
قال المولى في كتابه العزيز : وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم

بارك الله فيك أخي

بــــــارك الله فيكم

بارك الله فيك
اللهم احفظ بلاد الحرمين من التغريبيين وسائر بلاد المسلمين

السلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته

جزاكم لله خيرا

[center] السلام عليكم ورحمة الله وبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــركاته

جـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــزاكم الله خيرا علىــــــــــــــ المـــــــــرور

ونســـــــــــــــأل الله أن يحفظنا ويحفظــــــــــــــــــــــــــــ بلاد المسلميـــــــــــــــــــــــــــــــــن [/center]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخواني اخواتي
بارك الله فيكم

سم العلمانية 2024.

التعريف:
العلمانية Secularism وترجمتها الصحيحة: اللادينية أو الدنيوية، وهي دعوة إلى إقامة الحياة على العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيداً عن الدين. وتعني في جانبها السياسي بالذات اللادينية في الحكم، وهي اصطلاح لا صلة له بكلمة العلم SCIENCE وقد ظهرت في أوروبا منذ القرن السابع عشر وانتقلت إلى الشرق في بداية القرن التاسع عشر وانتقلت بشكل أساسي إلى مصر وتركيا وإيران ولبنان وسوريا ثم تونس ولحقتها العراق في نهاية القرن التاسع عشر. أما بقية الدول العربية فقد انتقلت إليها في القرن العشرين، وقد اختيرت كلمة علمانية لأنها أقل إثارة من كلمة لا دينية.

ومدلول العلمانية المتفق عليه يعني عزل الدين عن الدولة وحياة المجتمع وإبقاءه حبيساً في ضمير الفرد لا يتجاوز العلاقة الخاصة بينه وبين ربه فإن سمح له بالتعبير عن نفسه ففي الشعائر التعبدية والمراسم المتعلقة بالزواج والوفاة ونحوهما.

تتفق العلمانية مع الديانة النصرانية في فصل الدين عن الدولة حيث لقيصر سلطة الدولة ولله سلطة الكنيسة. وهذا واضح فيما يُنسب إلى السيد المسيح من قوله: "إعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله". أما الإسلام فلا يعرف هذه الثنائية والمسلم كله لله وحياته كلها لله {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة الأنعام: 162].

التأسيس وأبرز الشخصيات:
انتشرت هذه الدعوة في أوروبا وعمت أقطار العالم بحكم النفوذ الغربي والتغلغل الشيوعي. وقد أدت ظروف كثيرة قبل الثورة الفرنسية سنة 1789م وبعدها إلى انتشارها الواسع وتبلور منهجها وأفكارها وقد تطورت الأحداث وفق الترتيب التالي:

– تحول رجال الدين إلى طواغيت ومحترفين سياسيين ومستبدين تحت ستار الإكليروس والرهبانية والعشاء الرباني وبيع صكوك الغفران.
– وقوف الكنيسة ضد العلم وهيمنتها على الفكر وتشكيلها لمحاكم التفتيش واتهام العلماء بالهرطقة، مثل:

1- كوبرنيكوس: نشر سنة 1543م كتاب حركات الأجرام السماوية وقد حرمت الكنيسة هذا الكتاب.
2- جرادانو: صنع التلسكوب فعُذب عذاباً شديداً وعمره سبعون سنة وتوفي سنة 1642م.
3- سبينوزا: صاحب مدرسة النقد التاريخي وقد كان مصيره الموت مسلولاً.
4- جون لوك طالب بإخضاع الوحي للعقل عند التعارض.

– ظهور مبدأ العقل والطبيعة: فقد أخذ العلمانيون يدعون إلى تحرر العقل وإضفاء صفات الإله على الطبيعة.

– الثورة الفرنسية: نتيجة لهذا الصراع بين الكنيسة من جهة وبين الحركة الجديدة من جهة أخرى، كانت ولادة الحكومة الفرنسية سنة 1789م وهي أول حكومة لا دينية تحكم باسم الشعب. وهناك من يرى أن الماسون استغلوا أخطاء الكنيسة والحكومة الفرنسية وركبوا موجة الثورة لتحقيق ما يمكن تحقيقه من أهدافهم.

– جان جاك روسو سنة 1778م له كتاب العقد الاجتماعي الذي يعد إنجيل الثورة، مونتسكيو له روح القوانين، سبينوزا يهودي يعتبر رائد العلمانية باعتبارها منهجاً للحياة والسلوك وله رسالة في اللاهوت والسياسة، فولتير صاحب القانون الطبيعي كانت له الدين في حدود العقل وحده سنة 1804م، وليم جودين 1793م له العدالة السياسية ودعوته فيه دعوة علمانية صريحة.

– ميرابو الذي يعد خطيب وزعيم وفيلسوف الثورة الفرنسية.

– سارت الجموع الغوغائية لهدم الباستيل وشعارها الخبز ثم تحول شعارها إلى الحرية والمساواة والإخاء وهو شعار ماسوني و"لتسقط الرجعية" وهي كلمة ملتوية تعني الدين وقد تغلغل اليهود بهذا الشعار لكسر الحواجز بينهم وبين أجهزة الدولة وإذابة الفوارق الدينية وتحولت الثورة من ثورة على مظالم رجال الدين إلى ثورة على الدين نفسه.

– نظرية التطور: ظهر كتاب أصل الأنواع سنة 1859م لتشارلز دارون الذي يركز على قانون الانتقاء الطبيعي وبقاء الأنسب وقد جعلت الجد الحقيقي للإنسان جرثومة صغيرة عاشت في مستنقع راكد قبل ملايين السنين، والقرد مرحلة من مراحل التطور التي كان الإنسان آخرها. وهذه النظرية أدت إلى انهيار العقيدة الدينية ونشر الإلحاد وقد استغل اليهود هذه النظرية بدهاء وخبث.

– ظهور نيتشة: وفلسفته التي تزعم بأن الإله قد مات وأن الإنسان الأعلى السوبر مان ينبغي أن يحل محله.

– دور كايم اليهودي: جمع بين حيوانية الإنسان وماديته بنظرية العقل الجمعي.

– فرويد اليهودي: اعتمد الدافع الجنسي مفسراً لكل الظواهر والإنسان في نظره حيوان جنسي.

– كارل ماركس اليهودي: صاحب التفسير المادي للتاريخ الذي يؤمن بالتطور الحتمي وهو داعية الشيوعية ومؤسسها الأول الذي اعتبر الدين أفيون الشعوب.

– جان بول سارتر: في الوجودية وكولن ولسون في اللامنتمي يدعوان إلى الوجودية والإلحاد.

– الاتجاهات العلمانية في العالم العربي والإسلامي نذكر نماذج منها:

1- في مصر: دخلت العلمانية مصر مع حملة نابليون بونابرت. وقد أشار إليها الجبرتي في تاريخه الجزء المخصص للحملة الفرنسية على مصر وأحداثها بعبارات تدور حول معنى العلمانية وإن لم تذكر اللفظة صراحة. أما أول من استخدم هذا المصطلح العلمانية فهو نصراني يُدعى إلياس بقطر في معجم عربي فرنسي من تأليفه سنة 1827م. وأدخل الخديوي إسماعيل القانون الفرنسي سنة 1883م، وكان هذا الخديوي مفتوناً بالغرب، وكان أمله أن يجعل من مصر قطعة من أوروبا.
2- الهند: حتى سنة 1791م كانت الأحكام وفق الشريعة الإسلامية ثم بدأ التدرج من هذا التاريخ لإلغاء الشريعة بتدبير الإنجليز وانتهت تماماً في أواسط القرن التاسع عشر.
3- الجزائر: إلغاء الشريعة الإسلامية عقب الاحتلال الفرنسي سنة 1830م.
4- تونس: أدخل القانون الفرنسي فيها سنة 1906م.
5- المغرب: أدخل القانون الفرنسي فيها سنة 1913م.
6- تركيا: لبست ثوب العلمانية عقب إلغاء الخلافة واستقرار الأمور تحت سيطرة مصطفى كمال أتاتورك، وإن كانت قد وجدت هناك إرهاصات ومقدمات سابقة.
7- العراق والشام: ألغيت الشريعة أيام إلغاء الخلافة العثمانية وتم تثبيت أقدام الإنجليز والفرنسيين فيهما.
8- معظم أفريقيا: فيها حكومات نصرانية امتلكت السلطة بعد رحيل الاستعمار.
9- أندونيسيا ومعظم بلاد جنوب شرقي آسيا: دول علمانية.
10- انتشار الأحزاب العلمانية والنزعات القومية: حزب البعث، الحزب القومي السوري، النزعة الفرعونية، النزعة الطورانية، القومية العربية.
11- من أشهر دعاة العلمانية في العالم العربي والإسلامي: أحمد لطفي السيد، إسماعيل مظهر، قاسم أمين، طه حسين، عبدالعزيز فهمي، ميشيل عفلق، أنطون سعادة، سوكارنو، سوهارتو، نهرو، مصطفى كمال أتاتورك، جمال عبد الناصر، أنور السادات صاحب شعار "لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين"، د. فؤاد زكريا. د. فرج فودة وقد اغتيل بالقاهرة مؤخراً، وغيرهم.

الأفكار والمعتقدات:

• بعض العلمانيين ينكرون وجود الله أصلاً. وبعضهم يؤمنون بوجود الله لكنهم يعتقدون بعدم وجود أية علاقة بين الله وبين حياة الإنسان.
• الحياة تقوم على أساس العلم المطلق وتحت سلطان العقل والتجريب.
• إقامة حاجز سميك بين عالمي الروح والمادة، والقيم الروحية لديهم قيم سلبية.
• فصل الدين عن السياسة وإقامة الحياة على أساس مادي.
• تطبيق مبدأ النفعية Pragmatism على كل شيء في الحياة.
• اعتماد مبدأ الميكيافيلية في فلسفة الحكم والسياسة والأخلاق.
• نشر الإباحية والفوضى الأخلاقية وتهديم كيان الأسرة باعتبارها النواة الأولى في البنية الإجتماعية.

أما معتقدات العلمانية في العالم الإسلامي والعربي التي انتشرت بفضل الاستعمار والتبشير فهي:

– الطعن في حقيقة الإسلام والقرآن والنبوة.
– الزعم بأن الإسلام استنفذ أغراضه وهو عبارة عن طقوس وشعائر روحية.
– الزعم بأن الفقه الإسلامي مأخوذ عن القانون الروماني.
– الزعم بأن الإسلام لا يتلاءم مع الحضارة ويدعو إلى التخلف.
– الدعوة إلى تحرير المرأة وفق الأسلوب الغربي.
– تشويه الحضارة الإسلامية وتضخيم حجم الحركات الهدامة في التاريخ الإسلامي والزعم بأنها حركات إصلاح.
– إحياء الحضارات القديمة.
– اقتباس الأنظمة والمناهج اللادينية عن الغرب ومحاكاته فيها.
– تربية الأجيال تربية لا دينية.

• إذا كان هناك عذر ما لوجود العلمانية في الغرب فليس هناك أي عذر لوجودها في بلاد المسلمين لأن النصراني إذا حكمه قانون مدني وضعي لا ينزعج كثيراً ولا قليلاً لأنه لا يعطل قانوناً فرضه عليه دينه وليس في دينه ما يعتبر منهجاً للحياة، أما مع المسلم فالأمر مختلف حيث يوجب عليه إيمانه الاحتكام إلى شرع الله.
ومن ناحية أخرى فإنه إذا انفصلت الدولة عن الدين بقى الدين النصراني قائماً في ظل سلطته القوية الفتية المتمكنة وبقيت جيوشها من الرهبان والراهبات والمبشرين والمبشرات تعمل في مجالاتها المختلفة دون أن يكون للدولة عليهم سلطان بخلاف ما لو فعلت ذلك دولة إسلامية فإن النتيجة أن يبقى الدين بغير سلطان يؤيده ولا قوة تسنده حيث لا بابوية له ولا كهنوت ولا أكليروس، وصدق الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه حين قال: "إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن".

الجذور الفكرية والعقائدية:

• العداء المطلق للكنيسة أولاً، وللدين ثانياً أيًّا كان، سواء وقف إلى جانب العلم أم عاداه.
• لليهود دور بارز في ترسيخ العلمانية من أجل إزالة الحاجز الديني الذي يقف أمام اليهود حائلاً بينهم وبين أمم الأرض.
• يقول ألفرد هوايت هيو: "ما من مسألة ناقض العلم فيها الدين إلا وكان الصواب بجانب العلم والخطأ حليف الدين" وهذا القول إن صح بين العلم واللاهوت في أوروبا فهو قول مردود ولا يصح بحال فيما يخص الإسلام حيث لا تعارض إطلاقاً بين الإسلام وبين حقائق العلم، ولم يقم بينهما أي صراع كما حدث في النصرانية. وقد نقل عن أحد الصحابة قوله عن الإسلام: "ما أمر بشيء، فقال العقل: ليته نهى عنه، ولانهى عن شيء، فقال العقل: ليته أمر به". وهذا القول تصدقه الحقائق العلمية والموضوعية وقد أذعن لذلك صفوة من علماء الغرب وأفصحوا عن إعجابهم وتصديقهم لتلك الحقيقة في مئات النصوص الصادرة عنهم.

– تعميم نظرية العداء بين العلم من جهة والدين من جهة لتشمل الدين الإسلامي على الرغم من أن الدين الإسلامي لم يقف موقف الكنيسة ضد الحياة والعلم بل كان الإسلام سباقاً إلى تطبيق المنهج التجريبي ونشر العلوم.
• إنكار الآخرة وعدم العمل لها واليقين بأن الحياة الدنيا هي المجال الوحيد للمتع والملذات.

• لماذا يرفض الإسلام العلمانية:

– لأنها تغفل طبيعة الإنسان البشرية باعتباره مكوناً من جسم وروح فتهتم بمطالب جسمه ولاتلقي اعتباراً لأشواق روحه.
– لأنها نبتت في البيئة الغربية وفقاً لظروفها التاريخية والاجتماعية والسياسية وتعتبر فكراً غريباً في بيئتنا الشرقية.
– لأنها تفصل الدين عن الدولة فتفتح المجال للفردية والطبقية والعنصرية والمذهبية والقومية والحزبية والطائفية.
– لأنها تفسح المجال لانتشار الإلحاد وعدم الإنتماء والاغتراب والتفسخ والفساد والانحلال.
– لأنها تجعلنا نفكر بعقلية الغرب، فلا ندين العلاقات الحرة بين الجنسين وندوس على أخلاقيات المجتمع ونفتح الأبواب على مصراعيها للممارسات الدنيئة، وتبيح التعامل بالربا وتعلي من قدر الفن للفن، ويسعى كل إنسان لإسعاد نفسه ولو على حساب غيره.
– لأنها تنقل إلينا أمراض المجتمع الغربي من إنكار الحساب في اليوم الآخر ومن ثم تسعى لأن يعيش الإنسان حياة متقلبة منطلقة من قيد الوازع الديني، مهيجة للغرائز الدنيوية كالطمع والمنفعة وتنازع البقاء ويصبح صوت الضمير عدماً.
– مع ظهور العلمانية يتم تكريس التعليم لدراسة ظواهر الحياة الخاضعة للتجريب والمشاهدة وتُهمل أمور الغيب من إيمان بالله والبعث والثواب والعقاب، وينشأ بذلك مجتمع غايته متاع الحياة وكل لهو رخيص.

الانتشار ومواقع النفوذ :

• بدأت العلمانية في أوروبا وصار لها وجود سياسي مع ميلاد الثورة الفرنسية سنة 1789م. وقد عمت أوروبا في القرن التاسع عشر وانتقلت لتشمل معظم دول العالم في السياسة والحكم في القرن العشرين بتأثير الاستعمار والتبشر.

يتضح مما سبق:

• أن العلمانية دعوة إلى إقامة الحياة على أسس العلم الوضعي والعقل بعيداً عن الدين الذي يتم فصله عن الدولة وحياة المجتمع وحبسه في ضمير الفرد ولا يصرح بالتعبير عنه إلاَّ في أضيق الحدود. وعلى ذلك فإن الذي يؤمن بالعلمانية بديلاً عن الدين ولا يقبل تحكيم الشرعية الإسلامية في كل جوانب الحياة ولا يحرم ما حرم الله يعتبر مرتداً ولا ينتمي إلى الإسلام. والواجب إقامة الحجة عليه واستتابته حتى يدخل في حظيرة الإسلام وإلا جرت عليه أحكام المرتدين المارقين في الحياة وبعد الوفاة.

مراجع للتوسع :

– جاهلية القرن العشرين، محمد قطب.
– المستقبل لهذا الدين، سيد قطب.
– تهافت العلمانية، عماد الدين خليل.
– الإسلام والحضارة الغربية، محمد محمد حسين.
– العلمانية، سفر بن عبد الرحمن الحوالي.
– تاريخ الجمعيات السرية والحركات الهدامة، محمد عبدالله عنان.
– الإسلام ومشكلات الحضارة، سيد قطب.
– الغارة على العالم الإسلامي، ترجمة محب الدين الخطيب ومساعد اليافي.
– الفكر الإسلامي في مواجهة الأفكار الغربية، محمد المبارك.
– الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي، محمد البهي.
– الإسلام والعلمانية وجهاً لوجه، د. يوسف القرضاوي.
– العلمانية: النشأة والأثر في الشرق والغرب، زكريا فايد.
– وجوب تحكيم الشريعة الإسلامية للخروج من دائرة الكفر الاعتقادي، د. محمد شتا أبو سعد، القاهرة، 1413هـ.
– جذور العلمانية، د. السيد أحمد فرج دار الوفاء المنصورة 1990م.
-علماني وعلمانية، د. السيد أحمد فرج – بحث ضمن المعجمية الدولية بتونس 1986م.

إعداد الندوة العالمية للشباب الإسلامي

شكرااااااااااااا جزيلااااااااااااااااااااااااااا

لا مستقبل لنا الا في العلمانية لنقطع الطريق على المنتفعين من الدين …

جزاك الله خيراااااااااااااااااااااااا

التحزبات الإسلامية لشرعنة العلمانية 2024.

بسم الله
للأسف الشديد وخاصة في القرن الأخير أصبح ما يسمى باقتحام الإسلاميين للسياسة بهدف تبني المفاهيم الإسلامية في تسيير الحكم من أخطر ما فتك بالدعوة الإسلامية في العصور الحديثة لدرجة أنه سبب مسخا واضحا للإسلام وحيدة عن أهدافه السامية التي ألخصها بثلاث أمور:
دعوة البشرية للتوحيد والسنة وتعليمهم أمور دينهم
الوصول بالمجتمعات المدعوة لمجتمعات مقيمة للشريعة ثمرة وقطفا وليس هدفا .
الإسلام السياسي للأسف يمهل الدعوة التي عادة تأتي بها الرسالات السماوية وتستهدفها ويحاول تجاوز حقيقة المجتمع فيقع في إحدى الإشكاليتين :
إما أنه ينتكس حال الوصول ويصدم إن هو وصل للحكم ويرتكب أخطاء سياسية فادحة فيكون مصيره كمصير الإخوان في مصر أو يلجىء للعنف والتطرف كما حصل بالجزائر والجبهة أو بكل بساطة يشرعن العلمنة كما هو حاصل في تركيا.

أو قد يجمع بأكثر من شيىء كعدم استعداد الشعوب لتطبيق الشريعة و ميول للعنف مثل التجربة التونسية والتي انتهت بتصرف حكيم من الحزب الإسلامي وهو الخروج بسلاسة ورجوع حليمة العلمانية لعلمانيتها القديمة فلعل الحزب السياسي الإسلامي التونسي أدرك أن الأرضية التونسية بحاجة للإصلاح أولا !
المقدمة كانت جرد لحال الأحزاب السياسية الإسلامية فهي وبهذا القصور في أسلوب الدعوة والإصلاح دوما تقع ضحية الطغمة الليبرالية النافذة والحاكمة في الدول الديمقراطية فتستغلها في شرعنه العلمنة بل قد تجعلها تمارسه دون أن تدري كما في تركيا .

اليوم في الجزائر نسمع أصوات تجزم بأن الجبهة الإسلامية للإنقاذ ستشارك مشاورات الدستور الجزائري !!

هي خطوة أكثر من داهية وذكية من السلطة فلا يوجد ما قد يعطي الشرعية لأي دستور في البلاد مثل أن تشرك أكثر طائفة مقصية ومغضوب عليها وهي الجبهة الإسلامية للإنقاذ.

وبالتالي ستستمر عملية الأحزاب السياسية في منطقها الميكافيلي الذي يقود لمساهمتهم لشرعنة العلمانية في البلاد.

في ظل هذه الفتن والتحزبات والتضاربات فإن المرء فعلا يصل بل ويجزم أن في الأمة فعلا طائفة منصورة بغض النظر على أولائك الذين أنكروا صحة حديث افتراق الأمة .
فالواقع يتلاءم تماما مع نص الحديث الشريف .
وعليه سيكون من تمام الحكمة البحث عليها ولزوم أوصافها كما وصفها نبي الأمة.
باديسي

الفيس رجال يا وهابي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmadhamza1987 الجيريا
الفيس رجال يا وهابي
وجهة نظر
شكرا لك

العلمانية المغلفة 2024.

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد:
فكلمة «العلمانية» اصطلاح لا صلة له بلفظ العلم ومشتقاته مطلقاً، وتعني العلمانية في جانبها السياسي بالذات اللادينية في الحكم، وقد راج التعبير عنها في مختلف المصنفات الإسلامية بأنّها: "فصل الدين عن الدولة" وهذا المدلول قاصر لا تتجسد فيه حقيقة العلمانية من حيث شمولها للأفراد والسلوك الذي لا ارتباط له بالدولة، لذلك يمكن التعبير عن مدلول آخر أكثر مطابقة لحقيقة العلمانية بأنّه «إقامة الحياة على غير الدين»، وبغضّ النّظر عن كون العلمانية في عقيدتها وفلسفتها التي ولدت في كنف الحضارة الغربية متأثرة بالنصرانية (1) أو الاشتراكية فإنّ العلمانية اللادينية مذهب دنيوي يرمي إلى عزل الدين عن التأثير في الحياة الدنيا، ويدعو إلى إقامة الحياة على أساس ماديّ في مختلف نواحيها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والقانونية وغيرها، وعلى أرضية العلم الدنيوي المطلق، وتحت سلطان العقل والتجريب، مع مراعاة المصلحة بتطبيق مبدأ النفعية على كلّ ميادين الحياة اعتماداً على مبدأ الميكيافيلية «الغاية تبرّر الوسيلة» في الحكم والسياسة والأخلاق، بعيدًا عن أوامر الدين ونواهيه التي تبقى مرهونة في ضمير الفرد لا يتعدّى بها العلاقة الخاصة بينه وبين ربّه، ولا يرخّص له بالتّعبير عن نفسه إلاّ في الشعائر الدينية أو المراسم المتعلّقة بالأعراس والولائم والمآتم ونحوها.
هذا، ولم يصب عين الحقيقة من قسَّم العلمانية إلى ملحدة تنكر وجود الخالق أصلاً ولا تعترف بشيء من الدين كليّة، وإلى علمانية غير ملحدة وهي التي تؤمن بوجود الخالق إيمانًا نظريًّا وتنكر وجود علاقة بين الله تعالى وحياة الإنسان وتنادي بعزل الدين عن الدنيا والحياة، وتنكر شرع الله صراحة أو ضمنًا، لأنّ حقيقة العلمانية في جميع أشكالها وصورها ملحدة، ذلك لأنَّ الإلحاد هو: الميل والعدول عن دين الله وشرعه، ويعمّ ذلك كلّ ميل وحيْدة عن الدين، ويدخل في ذلك دخولاً أوليًّا الكفر بالله والشرك به في الحرم، وفعل شيء ممَّا حرّمه الله وترك شيء ممَّا أوجبه الله (2) ، وأصل الإلحاد هو ما كان فيه شرك بالله في الربوبية العامّة، وفي إنكار أسماء الله أو صفاته أو أفعاله.
إنّ دعوة العلمانية تمثّل خطرًا عظيمًا على دين الإسلام والمسلمين، وغالبية المسلمين يجهلون حقيقتها لتستّرها بأقنعة مختلفة كالوطنية والاشتراكية والقومية وغيرها كما تختفي وراء النظريات الهدَّامة كالفرويدية والداروينية التطوّرية وغيرها ويتعلّق مناصروها بأدلّة علميّة ثابتة -زعموا- وما هي إلاَّ شبه ضعيفة يردّها العقل والواقع ﴿كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [العنكبوت: 41]
وخاصّة تلك التي تظهر بمظهر المؤيّد للدين تضليلاً وتلبيسًا على عوام المسلمين، فلا تمنع الحجّ والصلاة في المساجد، وتساعد على بنائها، وتشارك في المواسم والأعياد، وتمنح الجوائز وتعطي الهدايا للأئمة وحفاظ القرآن، ولا تبدي في ذلك محاربة للدين ولا عداءًا له مع محاولة جادّة لحصر الدين في المساجد وعزله عن ميادين الحياة، فمِن مظاهر العلمنة ومجالاتها التي أبعد الدين عنها:
• السياسة والحكم وتطبيق العلمنة فيهما جليّ لا يخفى على مبصر.
• التعليم ومناهجه وتطبيق العلمنة فيه لا ينكره عاقل.
• الاقتصاد والأنظمة المالية وتطبيق العلمنة فيهما ظاهر للمعاين.
• القوانين المدنية والاجتماع والأخلاق، وتطبيق العلمنة فيها لا يدع مجالاً للريبة والشكّ، فالعلمانية تجعل القيم الروحية قيما سلبية وتفتح المجال لانتشار الإلحاد والاغتراب والإباحية والفوضى الأخلاقية، وتدعو إلى تحرير المرأة تماشيًا مع الأسلوب الغربي الذي لا يُدين العلاقات المحرّمة بين الجنسين، الأمر الذي ساعد على فتح الأبواب على مصراعيها للممارسات الدنيئة التي أفضت إلى تهديم كيان الأسرة وتشتيت شملها وبهذا النّمط والأسلوب تربِّي فيه الأجيال تربية لا دينية في مجتمع يغيب فيه الوازع الديني ويعدم فيه صوت الضمير الحيّ ويحلّ محلّها هيجان الغرائز الدنيوية كالمنفعة والطمع والتنازع على البقاء وغيرها من المطالب المادّية دون اعتبار للقيم الروحية.
تلك هي العلمانية التي انتشرت في العالم الإسلامي والعربي بتأثير الاستعمار وبحملات التنصير والتبشير وبغفلة المغرورين من بني جلدتنا رفعوا شعارها، ونفذوا مخططات واضعيها ومؤيّديها الذين لبَّسوا على العوام شبهات ودعاوى غاية في الضلال قامت عليها دعوتهم متمثّلة في:
• الطعن في القرآن الكريم والتشكيك في النبوّة.
• الزعم بجمود الشريعة وعدم تلاؤمها مع الحضارة، وأنّ أوربا لم تتقدّم حتى تركت الدين.
• دعوى قعود الإسلام عن ملاحقة الحياة التطورية، ويدعو إلى الكبت واضطهاد حرية الفكر.
• الزعم بأنّ الدين الإسلامي قد استنفذ أغراضه، ولم يبق سوى مجموعة من طقوس وشعائر روحية.
• دعوى تخلّف اللغة العربية عن مسايرة العلم والتطوّر، وعجزها عن الالتحاق بالرّكب الحضاري والتنموي، والملاحظ أنّ العربية وإن كانت هي اللغة الرسمية في البلدان العربية إلاَّ أنّها همِّشت في معظم المؤسسات الإدارية والجامعية والميادين الطبيّة في البلدان المغاربية خاصّة، وحلّت اللغة الفرنسية محلّها فأصبحت لغة تخاطب واتصال فعلية في الميدان، وتقهقرت اللغة العربية تدريجيًّا بحسب المخطّطات المدروسة لعلمهم بأنها لغة القرآن ومفتاح العلوم الشرعية.
• الزعم بأنّ الشريعة مطبقة فعلاً في السياسة والحكم وسائر الميادين، لأنّ الفقه الإسلامي يستقي أحكامه من القانون الروماني -زعموا- .
• دعوى قساوة الشريعة في العقوبات الشرعية من قصاص وقطع ورجم وجلد.. واختيار عقوبات أنسب، وذلك باقتباس الأنظمة والمناهج اللادينية من الغرب ومحاكاته فيها لكونها أكثر رحمة وأشد رأفة.
فهذه مجمل الدعاوى التي تعلق بها أهل العلمنة وتعمل على تعطيل شرع الله تعالى بمختلف وسائلها من شخصيات ومجلات وصحافة وأجهزة أخرى، وفصل دينه الحنيف عن حياة المجتمع برمته وحصره في أضيق الحدود والمجالات، وذلك تبعا للغرب في توجهاته وممارساته التي تهدف إلى نقض عرى الإسلام والتحلل من التزاماته وقيمه، ومسخ هوية المسلمين، وقطع صلتهم بدينهم، والذهاب بولائهم للدين وانتمائهم لأمتهم من خلال موالاة الغرب الحاقد.
إنّ الإسلام دين ودولة ينفي هذه الثنائية في إقامة حاجز منيع بين عالم المادة وعالم الروح نفيًا قطعيًا ويعدها ردة، كما لا يقبل لطهارته وصفائه وسلامة عقيدته وأخلاقه انتشار أمراض المجتمع الغربي من الإلحاد، ونشر الإباحية المطلقة، والفوضى الأخلاقية وسائر الرذائل والنجاسات العقدية والأخلاقية التي تعود بالهدم على عقيدة التوحيد، والتحطيم لكيان الأسرة والمجتمع.
إنّ الإسلام يأمر المسلم أن يكون كلّه لله في كلّ ميادين الحياة: أعماله وأقواله وتصرفاته ومحياه ومماته كلّها لله سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام: 162-163].
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.

أبو عبد المعز محمّد علي فركوس
الجزائر في: 01 شوال 1445ه
الموافق ل : 03 نوفمبر 2024م

العلمانية حقيقتها وخطورتها . 2024.

بسم الله الرّحمن الرّحيم

العلمانية حقيقتها وخطورتها:

أختصر قول الشيخ فركوس في معنى العلمانية بكلمات وأحيلكم بعدها إلى الكتاب لعلّ الله يفتح عقولنا لإدراك ما قد نغفل عنه أو لم نفهمه من مطالعاتنا لمصطلحات كثيرة تمرّ علينا .

قال الشيخ قركوس حفظه الله :

" فكلمة (العلمانية ) اصطلاحٌ لاصله له بلفظ العلم ومشتقّاته مطلقًا ، وتعني العلمانية في جانبها السّياسي بالذات : (اللّادينية في الحكم) ، وقد راج التّعبير عنها في مختلف المصنّفات الإسلاميّة بأنّها : " فصل الدّين عن الدّولة " ، وهذا المدلول قاصر لاتتجسّد فيه حقيقة العلمانيّة من حيث شمولها للأفراد والسّلوك الذي لاارتباط له بالدّولة .

لذلك يمكن التّعبير عن مدلول آخر أكثر مطابقة لحقيقة العلمانية بأنّه : " إقامة الحياة على غير الدّين " .

وبغضّ النّظر عن كون العلمانية في عقيدتها وفسلفتها التي ولدت في كنف الحضارة الغربية متأثّرة بالنّصرانيّة (1) المحرّفة أو الإشتراكية ، فإنّها العلمانية مذهب دنيوي يرمي إلى عزل الدين عن التّاثير في الحياة الدّنيا ويدعو إلى إقامة الحياة على أساس مادّي في مختلف نواحيها السياسية والإقتصادية والإجتماعية والأخلاقية والقانونية وغيرها ، وعلى أرضية العلم الدّنيوي المطلق ، وتحت سلطان العقل والتّجريب ، مع مراعاة المصلحة بتطبيق مبدأ النّفعيّة على كلّ ميادين الحياة اعتمادًا على مبدأ الميكيافيلية " الغاية تبرّر الوسيلة " .في الحكم والسياسة والأخلاق بعيدا عن أوامر الدّين ونواهيه التي تبقى مرهونة في ضمير الفرض لايتعدّى بها العلاقة الخاصّة بينه وبين ربّه ، ولايرخّص له بالتّعبير عن نفسه إلاّ في الشّعائر الدّينيّة أو المراسم المتعلّقة بالأعراس والولائم والمآتم ونحوها .

———————————————————————————————

(1) ممّا تنادي به النّصرانية إعطاء سلطة الدولة لقيصر ، وسلطة الكنيسة لله ، ومنه يتجلّى مبدأ " فصل الدّين عن الدولة وينسب ذلك إلى المسيح عيسى عليه السلام من قوله: ( اعطِ ما لقيصر لقيصر وما لله لله " ، وهذا مايتّفق عليه النصرانية المحرفة مع العلمانية .

بينما الدّين والحكم في الإسلام تشكّل في مهده لله خالصًا لايستجيب للفصل بين الدين والدولة ، ولابين الدّين والمجتمع لاختلاف طبيعة الإسلام كدين ونظام مجتمع عن النّصرانية في أصلها ، وهي مجموعة وصايا ، وبالنسبة لها كتطبيق في المجتمعات الرّومانية كان الدين فيها لله ، والحكم لقيصر .

ولمزيد من المعلومات :

العلمانية حقيقتها وخطورتها:

https://ferkous.com/home/page-flip/pa…re-ar&id=rs-04

من الموقع :

https://ferkous.com/home/?q=rs-4

وقد وجدتُ بعدها ما يحتويه الكتاب في رابط آخر من موقع الشيخ حفظه الله ، وهاهو :

العلمانية، حقيقتها وخطورتها

حقيقة العلمانية

https://ferkous.com/home/?q=art-mois-13

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصّلاةُ والسّلامُ على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدّين، أمَّا بعد:

فكلمة «العلمانية» اصطلاحٌ لا صلةَ له بلفظ العلمِ ومشتقَّاته مطلقًا، وإنما هي اصطلاح غربي موضوع يتبلور من خلاله انتصار «العلم» على الكنيسة النصرانية التي قمعت التطور، وحاربت التقدم والتحضر في الغرب باسم دينهم المحرف الذي يحرم العلم التجريبي والاكتشافات والاختراعات المتولدة عنه. وتعني العلمانيةُ في جانبها السياسي بالذات اللاَّدينية في الحُكم، وقد راج التعبير عنها في مختلف المصنَّفات الإسلامية بأنَّها: «فصل الدين عن الدولة» وهذا المدلول قاصر لا تتجسد فيه حقيقة العلمانية من حيث شمولها للأفراد والسلوك الذي لا ارتباط له بالدولة.

لذلك يمكن التعبير عن مدلولها بعبارة أكثر مطابقة لحقيقة العلمانية بأنَّه «إقامة الحياة على غير الدين»، وبغضِّ النَّظر عن كون العلمانية في عقيدتها وفلسفتها التي ولدت في كنف الحضارة الغربية متأثِّرة بالنصرانية(١) المحرَّفة أو الاشتراكية؛ فإنَّ العلمانية اللاَّدينية مذهب دنيوي جاهلي يرمي إلى عَزْلِ الدِّين عن التأثير في الحياة الدنيا، ويدعو إلى إقامة الحياة على أساسٍ مادِّيٍّ في مختلف نواحيها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والقانونية وغيرها، وعلى أرضية العلم الدنيوي المطلق، وتحت سلطان العقل والتجريب، مع مراعاة المصلحة بتطبيق مبدأ النفعية على كلِّ ميادين الحياة اعتمادًا على المبدأ الميكيافيلي «الغاية تبرِّر الوسيلة» في الحكم والسياسة والأخلاق، بعيدًا عن أوامر الدِّين ونواهيه التي تبقى مرهونةً في ضمير الفرد لا يتعدَّى بها العلاقة الخاصَّة بينه وبين ربِّه، ولا يرخّص له بالتعبير عن نفسه إلاَّ في الشعائر الدِّينية أو المراسم المتعلِّقة بالأعراس والولائم والمآتم ونحوها.

فالعلمانيةُ القائمةُ على أساس النَّزعة المادية لم تَلبث أن فاضت عن المذهب اللاَّديني الذي جعل غايتَه محاربةَ الدين وإقصاءَه عن مختلف مجالات الحياة العامَّة، وإقصاءَ أهلِ الدين وحماتِه، والحدَّ من تأثيرهم بعزْلِهم عن المرافق التربوية والمؤسَّسات والمعاهد العلمية ومنع التعليم الديني، فغايتها إقامة دولة ومجتمع ينحصر فيها الدين على الصعيد الفردي، وتجعل أبناء المجتمع المسلم يشعرون بأخوّة في الوطن بصرف النظر عن كونِهم غير إخوة في الدين.

هذا، ولم يُصِبْ عينَ الحقيقةِ من قسَّم العلمانيةَ إلى مُلحدة تنكر وجودَ الخالقِ أصلاً ولا تعترف بشيء من الدِّين كليَّةً، وإلى علمانيةٍ غيرِ مُلحدة وهي التي تؤمن بوجود الخالق إيمانًا نظريًّا، وتنكر وجود علاقةٍ بين الله تعالى وحياةِ الإنسان، وتنادي بعَزْلِ الدِّين عن الدنيا والحياة، وتُنكر شرعَ اللهِ صراحةً أو ضِمْنًا؛ لأنَّ العلمانيةَ في جميع أشكالها وصُوَرها مُلحدةٌ، ذلك لأنَّ الإلحاد هو: المَيْلُ والعُدولُ عن دينِ اللهِ وَشَرْعِهِ، ويَعمُّ ذلك كلَّ مَيْلٍ وحَيْدة عن الدين، ويدخل في ذلك دخولاً أَوَّلِيًّا الكفر بالله والشرك به في الحرم، وفعل شيء ممَّا حرَّمه اللهُ وترك شيء ممَّا أوجبه الله(٢)، وأصل الإلحاد هو ما كان فيه شرك بالله في الربوبية العامّة، وفي إنكار أسماء الله أو صفاته أو أفعاله.

خطورة العلمانية

إنَّ دعوةَ العلمانيةِ تمثِّل خطرًا عظيمًا على دِين الإسلام والمسلمين، وحملتُها ضخمةٌ على الألوهية والأخلاق والبعث، فهي تسعى إلى هدم الدين في المجتمع أو إخراجه إخراجًا كاملاً من مضامينه وقِيَمِهِ، وتعمل على تحطيم السدود الأخلاقية التي تحول دون استشراء الإباحة والإلحاد، فكان هدف العلمانية الأول هو احتواء التربية والتعليم من أجل بعث أجيال لا تعرف الدين ولا الأخلاق.

وساعد سريانَ العلمانية في العالم الإسلامي انحرافُ كثيرٍ من المسلمين عن العقيدة السليمة، وانتشار البدع والأهواء وضآلة الفقه في الدِّين، وانبهار المسلمين بتقدُّم الغرب الواسع في ميدان العلم المادِّي والقُوَّة العسكرية، خاصَّة بعد ضعف شوكة المسلمين واحتلال الغرب الغاشم لأراضيه وأوطانه التي عمل فيها على إقصاء الإسلام وإبعاده من واقع الحياة وسياسة الدولة والحكم، وترسيخ الركائز العلمانية، وإحلال المناهج الإلحادية محلَّها، وتمكن الغرب من دعم المخدوعين من ذوي الثقافات الغربية وأصحاب الاتجاهات المنحرفة بمزاعم الكفار بأنَّ الدِّين معيق للعلم، وأنَّ تقدُّم بلادهم متوقِّفٌ على فصل الدِّين عن الدولة والحياة.

وغالبية المسلمين يجهلون حقيقة العلمانية لتَسَتُّرها بأقنعة مختلفة كالوطنية والاشتراكية والقومية وغيرِها من الأفكار والإيديولوجيات السياسية، كما تختفي العلمانية وراء النظريات الهدَّامة كالفرويدية والداروينية التطوُّرية(٣) وغيرها، ويتعلَّق مناصروها بأدلَّة علميَّة ثابتة -زعموا- وما هي إلاَّ شبه ضعيفة يردُّها العقل والواقع ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [العنكبوت: ٤١].

وخاصَّة تلك التي تظهر بمظهر المؤيِّد للدِّين تضليلاً وتلبيسًا على عوامِّ المسلمين، فلا تمنع الحجَّ والصلاة في المساجد، وتساعد على بنائها، وتشارك في المواسم والأعياد، ولا تبدي محاربة للدِّين ولا عداءً له مع محاولةٍ جادَّة لحصر الدِّين في المساجد وعزله عن ميادين الحياة.

مظاهر العلمنة ومجالاتها

فمِن مظاهر العلمنة ومجالاتها التي أُبعِد الدِّين عنها:

• السياسة والحكم، وتطبيق العلمنة فيهما جَليٌّ لا يخفى على مبصر، حيث تُعنى بفصل الدين عن الدولة وعن الحياة كلها، وترك العمل بأحكام الدين ومبادئه وحدوده.

• التعليم ومناهجه، وتطبيق العلمنة فيه لا ينكره عاقلٌ، حيث تغذِّي الإلحاد، والتنكُّر للدِّين، وعدم الإيمان به، وإثارة الشبهات حوله، ونشر الرذائل في مختلف مراحل التعليم والدراسة، ومحاربة الحشمة والفضيلة في الأوساط التعليمية والتربوية، والدعوة إلى التبرج والاختلاط.

• الاقتصاد والأنظمة المالية، وتطبيق العلمنة فيهما ظاهر للعيان.

• قوانين الاجتماع والأخلاق والمدنية، وتطبيق العلمنة فيها لا يدع مجالاً للريبة والشكِّ، فضلاً عن إعجاب العلمانيِّين بمظاهر الحياة الغربية وتقليدها، وظهور المعاصي على سلوكهم ومظاهرهم وأقوالهم، يعرفون بالاستهانة بالدِّين والاستخفاف بأحكامه والاستهزاء بالملتزمين به.

فالعلمانية تجعل القِيَمَ الروحية قِيَمًا سلبيةً، وتفتح المجال لانتشار الإلحاد والاغتراب، وإشاعة الفواحش والشذوذ والإباحية والفوضى الأخلاقية، ومحاربة الحدود الشرعية والاستهانة بالسنن، وتدعو إلى تحرير المرأة تماشيًا مع الأسلوب الغربي الذي لا يُدين العلاقات المحرَّمة بين الجنسين، الأمر الذي ساعد على فتح الأبواب على مصراعيها للممارسات الدنيئة التي أفضت إلى هدم كيان الأسرة وتشتيت شملها، وبهذا النَّمط والأسلوب تربّى الأجيال تربية لا دينية في مجتمع يغيب فيه الوازع الدِّيني ويعدم فيه صوت الضمير الحيّ، ويحلُّ محلَّه هيجان الغرائز الدنيوية كالمنفعة والطمع والتنازع على البقاء وغيرها من المطالب المادِّية دون اعتبار للقيم الروحية.

فالصلة المُحكمة التي تربط الدين بالسياسة والحكم وبالأنظمة المدنية والمالية والتربوية والتي هي من خصائص الإسلام ومميِّزاته لا تحظى بالقَبول عند كثير من بني جِلدتنا المتشبِّعين بالثقافة الغربية، والذين نشأوا على أساس الاعتقاد بأنَّ لكلٍّ من مسائل الدِّين والحياة العلمية نمطها الخاصّ، حيث تبقى تعاليم الشريعة ومضامين الإسلام مسطّرة لتنظيم العلاقة بين الإنسان وخالقه، وبين الإنسان والإنسان وَفْقَ نظامٍ مُحدّد للسلوك الاجتماعي والأخلاقي يُفْرَض على المسلم ويُلْزَم باتباعه.

تلك هي العلمانية التي انتشرت في العالَم الإسلامي والعربي بتأثير الاستعمار وحملات التنصير والتبشير، وبغفلة من المغرورين مِن بني جلدتنا الذين رفعوا شِعارَها، ونفذوا مخطَّطاتِ واضعيها ومؤيِّديها، الذين لبَّسوا على العوام شبهات ودعاوى غاية في الضلال قامت عليها دعوتهم، متمثِّلةً في:

• الطعن في القرآن الكريم والتشكيك في النبوَّة.

• دعوى جمود الشريعة وعدم تلاؤمها مع الحضارة، وأنَّ أوربا لم تتقدَّم حتى تركت الدِّين.

• دعوى قعود الإسلام عن ملاحقة الحياة التطورية، وأنه يدعو إلى الكبت واضطهاد حرية الفكر.

• الزعم بأنَّ الدِّين الإسلامي قد استنفد أغراضه، ولم يبق سوى مجموعة طقوس وشعائر روحية.

• دعوى تخلُّف اللُّغة العربية عن مسايرة العلم والتطوُّر، وعجزها عن الالتحاق بالرَّكب الحضاري والتنموي، والملاحظ أنَّ العربية وإن كانت هي اللُّغة الرسمية في البلدان العربية إلاَّ أنَّها هُمِّشت في معظم المؤسَّسات الإدارية والجامعية والميادين الطبيَّة في البلدان المغاربية خاصَّة، وحَلَّت اللُّغة الفرنسية محلَّها فأصبحت لغة تخاطبٍ واتصالٍ فعلية في الميدان، وتقهقرت اللُّغة العربية تدريجيًّا بحَسَب المخطَّطات المدروسة لعلمهم بأنها لغة القرآن ومفتاح العلوم الشرعية.

• الزعم بأنَّ الشريعة مطبقة فعلاً في السياسة والحكم وسائر الميادين؛ لأنَّ الفقه الإسلامي يستقي أحكامه من القانون الروماني -زعموا-.

• دعوى قساوة الشريعة في العقوبات الشرعية من قصاص وقطع ورجم وجلد وغيرها، واختيار عقوبات أنسب، وذلك باقتباس الأنظمة والمناهج اللاَّدينية من الغرب ومحاكاته فيها لكونها أكثر رحمة وأشدَّ رأفة.

فهذه مُجْمَل الدعاوى التي تعلَّق بها أهلُ العلمنة وتعمل على تعطيل شرع الله تعالى بمختلف وسائلها من شخصيات ومجلاَّت وصحافة وأجهزة أخرى، وفصلِ دينه الحنيف عن حياة المجتمع برُمَّته، وحصرِه في أضيق الحدود والمجالات، وذلك تبعًا للغرب في توجّهاته وممارساته التي تهدف إلى نقض عُرى الإسلام والتحلّل من التزاماته وقيمه، ومسخ هوية المسلمين، وقطع صِلتهم بدينهم، والذهاب بولائهم للدِّين وانتمائهم لأُمَّتهم من خلال موالاة الغرب الحاقد، واستبدال القِيَم والمفاهيم والمصطلحات والتصوُّرات الإسلامية الأصيلة بقِيَمٍ ومفاهيمَ ومصطلحاتٍ وتصوُّراتٍ غربية، ليكون أسلوب المعيشة والحياة مغايرًا للنمط الغربي، وتغيير أسلوب التفكير والعمل لتصبح طريقته موافقةً للتفكير والعمل الغربي، وتكريس دعوى التجديد بهذا المفهوم من تغيير أساليب التعامل الأخلاقي والاجتماعي وتجديد الأنظمة التشريعية والقضائية والجزائية على نحوٍ يتلاءم مع الأسلوب الحضاري باستمدادها من الأنظمة والتشريعات الغربية، كلّ ذلك تحت غطاء التطوّر والتجديد.

وقد استطاعت موجة العلمانية أن تجرف معظم المجتمع الإسلامي، وتصيبه في الصميم في ميدان النُّظُم والحُكم وفي مجال الشريعة والقضاء وعلى ساحة التعليم بما أثارته من شبهات حول الإسلام وقُرْآنِهِ ورسوله ولغتِه السالفة البيان، وقد تأثَّرت كثيرٌ من المؤسَّسات الاجتماعية والسياسية بهذه المفاهيم الخبيثة، وَسَعَتْ إلى النهوض بمجتمعاتها بالتركيز على علمانية الدولة، متشكّلة بصورة الوطنية أو الاشتراكية أو القومية أو غيرها، أمَّا المؤسّسات الأخرى ذات الطابع الإسلامي فقد تأثّرت هي الأخرى بموجة العلمانية -إلاَّ من رحم ربُّك- حيث جعلت مفهوم الدين مقصورًا على الإسلام الحضاري.

إنَّ الإسلام دِينٌ ودولةٌ ينفي هذه الثنائية في إقامة حاجز منيع بين عالم المادة وعالم الروح نفيًا قطعيًا ويعدُّها رِدَّةً، كما لا يقبل لطهارته وصفائه وسلامة عقيدته وأخلاقه انتشار أمراض المجتمع الغربي من الإلحاد، ونشر الإباحية المطلقة، والفوضى الأخلاقية وسائر الرذائل والنجاسات العقدية والأخلاقية التي تعود بالهدم على عقيدة التوحيد، والتحطيم لكيان الأسرة والمجتمع، بما يدَّعونه من التجديد بتقليد الغرب في مفاهيمه وقيمه وأساليبه الذي هو عين الانحراف والجمود والتبعية الذليلة، فالدين والحكم في الإسلام منذ أَوَّلِ يوم تشكَّلَ فيه المجتمع الإسلامي لله خالصًا، ومُصلِحًا لكلّ زمان ومكان مهما بلغ من تطوّر الحياة وأساليب المعيشة من رُقِيٍّ، فهو دينٌ ربَّاني عالمي لا يصطدم مع أي تطوُّر نافع من جهة، ولا يُقِرُّ حرية الإلحاد، ويأبى أن تكون حريته منفصلة عن التربية الدينية والأخلاق من جهة أخرى.

إنَّ الإسلام مع ما يحتويه من عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق جاء بنظام قائم على الحقِّ يتّفق مع صميم طبيعة الحياة الإنسانية، ويمسّ بشموله كافةَ مناحي حياة الإنسان على اختلافها من المَهْدِ إلى اللَّحْدِ، ويأمر المسلم أن يكون كلّه لله في كلِّ ميادين الحياة: أعماله وأقواله وتصرُّفاته ومحياه ومماته كلّها لله سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام: ١٦٢-١٦٣].

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ٠١ شوال ١٤٢٦ﻫ

الموافق ﻟ: ٠٣ نوفمبر ٢٠٠٥ﻣ

—————————————————————————

(١) ممَّا تنادي به النصرانية: إعطاء سلطة الدولة لقيصر، وسلطة الكنيسة لله، ومنه يتجلَّى مبدأ: «فصل الدين عن الدولة». وينسب ذلك إلى المسيح عيسى عليه السلام من قوله: «أعْطِ ما لقيصر لقيصر وما لله لله»، وهذا ما تتَّفق فيه النصرانية المحرَّفة مع العلمانية. بينما الدِّين والحكم في الإسلام تشكَّل في مهده لله خالصًا لا يستجيب للفصل بين الدِّين والدولة، ولا بين الدِّين والمجتمع لاختلاف طبيعة الإسلام -دِينًا ونظامَ مجتمع- عن النصرانية في أصلها، وهي مجموعة وصايا، وبالنسبة لها كتطبيق في المجتمعات الرومانية التي كان الدِّين فيها لله، والحكم لقيصر.

(٢) «أضواء البيان» للشنقيطي (٥/ ٥٨-٥٩).

(٣) النظرية الداروينية نسبة إلى شارلز داروين باحث إنجليزي، نشر كتابه «أصل الأنواع» سنة ١٨٥٩م، الذي يدور على جملة من الافتراضات، ناقش فيه نظريته في النشوء والارتقاء حيث تفترض النظرية تطور الحياة في الكائنات العضوية من السهولة وعدم التعقيد إلى الدقَّة والتعقيد، وأنها تتدرَّج من الأحطِّ إلى الأرقى، معتبرًا أنَّ أصلَ الحياة خليةٌ كانت في مستنقع آسن قبل ملايين السنين، وقد تطوَّرت هذه الخلية ومرَّت بمراحلَ منها مرحلة القرد انتهاءً بالإنسان، وجعل بين الإنسان والقرد نسبًا، بل زعم أنَّ الجدَّ الحقيقيَّ للإنسان هو خليةٌ صغيرة عاشت في مستنقعٍ آسنٍ، وهو بذلك يريد أن يَنْسِف عقيدةَ أهل الحقِّ في أنَّ الإنسان ينسب إلى آدم وحواء ابتداءً، وقد خلَّفت هذه النظرية قَلَقًا عارمًا، وشعورًا باليأس والضياع، وظهرت أجيالٌ حائرة مضطربةٌ ذات خَوَاءٍ روحي، وكان من نتيجة النظرية أن تولَّدت عنها نظرية «ماركس» المادية حيث نادت بمادية الإنسان وخضوعه لقوانين المادة مُهمِلةً بذلك جميع العوامل الروحية، كما كان للنظرية أثرٌ في ميلاد نظرية فرويد في التحليل النفسي حيث استمدَّ فرويد من نظرية داروين حيوانية الإنسان، وأَنَّه حيوان جنسي لا يملك إلاَّ الانصياع لأوامر الغريزة، وإلاَّ وقع فريسة الكَبْتِ المدمِّر للأعصاب، وأصبح التطوُّر عند فرويد مفسّرًا للدِّين تفسيرًا جنسيًّا. وقد استفادت النظريات الأخرى -أيضًا- من نظرية داروين فائدةً هَدَّامة كنظرية «سارتر» في الوجودية، ونظرية «برجسون» في الروحية الحديثة، واعتمدت على ما وضعه داروين في منطلقاتها وتفسيراتها للإنسان والحياة والسلوك.

وقد أثبت العلمُ التجريبي إفلاسَ نظرية داروين وبطلانَها بأدلة قاطعةٍ، بل ليست نظرية علمية على الإطلاق وخاصَّة بعد كشف النقاب عن قانون «مندل» الوراثي، واكتشاف وحدات الوراثة (الجينات)، وقد جاء في القرآن الكريم ما يقرِّر أنَّ بَدْءَ خلقِ الإنسان من سلالة من طين ثمَّ خلقه من نطفة في قرار مكين، فكان مادة الخلق الأولى للكائنات هي الماء، قال تعالى: ﴿وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ﴾ [النور: ٤٥]، ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ [الأنبياء: ٣٠]، ويبقى الإنسان إنسانًا بجميع مقوّماته: شكله وصفاته وعقله لا يتطوَّر ولا يتحوَّل وهو ما يدلُّ على أنَّ الخالق الباري واحدٌ ﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ. ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلاَلَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ﴾ [السجدة: ٧-٨].

barak allho fik

شكرا على الموضوع

بوركت

نعم هذه هي حقيقتها و دليل ذلك منعهم للحجاب في المدارس و الجامعات و حتى في العمل و حتى النقاب لم يسلم في الشارع

لا حول ولا قوة إلا بالله
بارك الله فيك على الموضوع المفيد

مشكككككككككوووووووووووووووووووووووووووووووووووور

شكرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر ررررررا

جزاك الله خيرا

بارك الله فيك

موضوع رائع

بارك الله فيكم جميعًا ، ونفعني الله وإيّاكم بفقه مايسدّ حاجتنا إلى العلم بمايرضيه عنّا .

ملاحظة :

قد ذكر الشيخ فركوس حفظه الله الشّيوعية الإشتراكية كمذهب لايخلو من أن يكون جزء من العلمانية .

للفائدة:

فقد كان من تأسيس الملاحدة كارل ماركس ولينين وانجلز ، والمذهب هذا يدّعي أصاحبه أنّهم يدافعون عن الطبقة الكادحة في المجتمع ، لكن مافتئت مبادىء هذا المذهب تفضح لنا الأصل منه وهو تحرير الناس من عبودية الله إلى عبودية المادة والدّنيا وملذّاتها .

والمبدأ الأصلي لهذا المذهب : لاإله والحياةُ مادّة ، والدّين أفيون الشّعوب .

ومن أفكار أصحاب هذا المذهب انبثقت فكرة الثورة ، وقد تبنّاها الكثير من المسلمين ، حيث أنّ المذهب الإشتراكي قد كان سائدًا بشكل كبير في السّبعينات وما قبلها في أوساط المسلمين .

والمذهب الثوري بأفكاره العلمانية قد زعزع الكثير من عقائد المسلمين ، فتراهم يتبنّون أفكارًا دخيلة على المجتمعات الإسلامية ، وللأسف يتبنّونها كمبادىء يقتنعون بها على أساس أنّها هي المبادىء التي تحرّر الإنسان …وليس المسلم بزعمهم : من القيود والأغلال التي وضعتها الشّرائع السّماوية ، لأنّ المسلم في عهدنا هذا -أسأل العافية- إلاّ مَن رحم الله يتخاطب بلغة حقوق الإنسان في إطار القوانين الوضعية العالمية ، وليس حقوق المسلم على ضوء الشريعة الإسلامية .

فقد تأثّر الكثير من المسلمين إلاّ مَن رحم الله بمبدأ " الدّين أفيون الشّعوب " وأصبحوا يروّجون هذه المفاهيم الخطيرة في أوساط الشعوب التي لاتحمل من شريعة الله إلاّ النزر القليل ، يستغلّون بذلك جهلهم وسذاجتهم ، ونواياهم الطّيّبة ، لكن مَن اطّلع على مفهوم مبدأ " الدّين أفيون الشعوب " علم جليًّا أنّ هذا المبدأ يدعو إلى الإنسلاخ عن المبادىء السّامية والأخلاق الرّفيعة لينزل بالإنسان إلى حياة البهيمية والفوضى والتّيه والضّلال .

أسأل الله أن يفقّهنا في دينه فقهًا يغنينا به عن كلّ فلسفة تخرجنا عن كوننا مسلمين لله ربّ العالمين بالفطرة ، وبتعاليم الشّريعة الحنيفية التي جاء بها الأنبياء والمرسلون ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .

وصلّ اللّهمّ على نبيّك محمّد الأمّي الذي أنرتَه بالإسلام والعلم فدعا إليك ياربّ على بصيرة ونور وبرهان ، وصلّ اللّهمّ على آله وصحبه ومَن اهتدى بهديه إلى يوم الدّين .

والحمدلله ربّ العالمين .

وسبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلاّ أنتَ أستغفرك وأتوب إليك


شكرا على الموضوع

ما شاء الله موضوع قيم ومفيد جدا

أحسنت الإختيار

بارك الله لك وأحسنت
اللهم ثبت قلوبنا على الحق ووفقنا للاعتصام بحبله واتباع شرعه
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا البطل باطلا وارزقنا اجتنابه

شكراااااااااااااااااااا

شكرا جزيلا اخي الكريم

بارك الله فيكم جميعًا وأنار عقولكم بالعلم والإيمان والعمل بما يرضي الرّحمن .

العلمانية حقيقتها وخطورتها للشيخ فركوس 2024.

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد:
فكلمة «العلمانية» اصطلاح لا صلة له بلفظ العلم ومشتقاته مطلقاً، وتعني العلمانية في جانبها السياسي بالذات اللادينية في الحكم، وقد راج التعبير عنها في مختلف المصنفات الإسلامية بأنّها: "فصل الدين عن الدولة" وهذا المدلول قاصر لا تتجسد فيه حقيقة العلمانية من حيث شمولها للأفراد والسلوك الذي لا ارتباط له بالدولة، لذلك يمكن التعبير عن مدلول آخر أكثر مطابقة لحقيقة العلمانية بأنّه «إقامة الحياة على غير الدين»، وبغضّ النّظر عن كون العلمانية في عقيدتها وفلسفتها التي ولدت في كنف الحضارة الغربية متأثرة بالنصرانية (١- ممّا تنادي النصرانية: إعطاء لقيصر سلطة الدولة، ولله سلطة الكنيسة، ومنه يتجلّى مبدأ: "فصل الدين عن الدولة" وينسب ذلك إلى المسيح عيسى عليه السلام من قوله: "أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله" وهذا ما تتفق به النصرانية مع العلمانية، بينما الدين والحكم في الإسلام تشكّل في مهده لله خالصًا لا يستجيب للفصل بين الدين والدولة، ولا بين الدين والمجتمع لاختلاف طبيعة الإسلام كَدِين ونظام مجتمع عن النصرانية في أصلها، وهي مجموعة وصايا، وبالنسبة لها كتطبيق في المجتمعات الرومانية التي كان الدين فيها لله، والحكم لقيصر.) أو الاشتراكية فإنّ العلمانية اللادينية مذهب دنيوي يرمي إلى عزل الدين عن التأثير في الحياة الدنيا، ويدعو إلى إقامة الحياة على أساس ماديّ في مختلف نواحيها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والقانونية وغيرها، وعلى أرضية العلم الدنيوي المطلق، وتحت سلطان العقل والتجريب، مع مراعاة المصلحة بتطبيق مبدأ النفعية على كلّ ميادين الحياة اعتماداً على مبدأ الميكيافيلية «الغاية تبرّر الوسيلة» في الحكم والسياسة والأخلاق، بعيدًا عن أوامر الدين ونواهيه التي تبقى مرهونة في ضمير الفرد لا يتعدّى بها العلاقة الخاصة بينه وبين ربّه، ولا يرخّص له بالتّعبير عن نفسه إلاّ في الشعائر الدينية أو المراسم المتعلّقة بالأعراس والولائم والمآتم ونحوها.
هذا، ولم يصب عين الحقيقة من قسَّم العلمانية إلى ملحدة تنكر وجود الخالق أصلاً ولا تعترف بشيء من الدين كليّة، وإلى علمانية غير ملحدة وهي التي تؤمن بوجود الخالق إيمانًا نظريًّا وتنكر وجود علاقة بين الله تعالى وحياة الإنسان وتنادي بعزل الدين عن الدنيا والحياة، وتنكر شرع الله صراحة أو ضمنًا، لأنّ حقيقة العلمانية في جميع أشكالها وصورها ملحدة، ذلك لأنَّ الإلحاد هو: الميل والعدول عن دين الله وشرعه، ويعمّ ذلك كلّ ميل وحيْدة عن الدين، ويدخل في ذلك دخولاً أوليًّا الكفر بالله والشرك به في الحرم، وفعل شيء ممَّا حرّمه الله وترك شيء ممَّا أوجبه الله (٢- أضواء البيان للشنقيطي: 5/58،59) ، وأصل الإلحاد هو ما كان فيه شرك بالله في الربوبية العامّة، وفي إنكار أسماء الله أو صفاته أو أفعاله.
إنّ دعوة العلمانية تمثّل خطرًا عظيمًا على دين الإسلام والمسلمين، وغالبية المسلمين يجهلون حقيقتها لتستّرها بأقنعة مختلفة كالوطنية والاشتراكية والقومية وغيرها كما تختفي وراء النظريات الهدَّامة كالفرويدية والداروينية التطوّرية وغيرها ويتعلّق مناصروها بأدلّة علميّة ثابتة -زعموا- وما هي إلاَّ شبه ضعيفة يردّها العقل والواقع ﴿كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [العنكبوت: 41]
وخاصّة تلك التي تظهر بمظهر المؤيّد للدين تضليلاً وتلبيسًا على عوام المسلمين، فلا تمنع الحجّ والصلاة في المساجد، وتساعد على بنائها، وتشارك في المواسم والأعياد، وتمنح الجوائز وتعطي الهدايا للأئمة وحفاظ القرآن، ولا تبدي في ذلك محاربة للدين ولا عداءًا له مع محاولة جادّة لحصر الدين في المساجد وعزله عن ميادين الحياة، فمِن مظاهر العلمنة ومجالاتها التي أبعد الدين عنها:
• السياسة والحكم وتطبيق العلمنة فيهما جليّ لا يخفى على مبصر.
• التعليم ومناهجه وتطبيق العلمنة فيه لا ينكره عاقل.
• الاقتصاد والأنظمة المالية وتطبيق العلمنة فيهما ظاهر للمعاين.
• القوانين المدنية والاجتماع والأخلاق، وتطبيق العلمنة فيها لا يدع مجالاً للريبة والشكّ، فالعلمانية تجعل القيم الروحية قيما سلبية وتفتح المجال لانتشار الإلحاد والاغتراب والإباحية والفوضى الأخلاقية، وتدعو إلى تحرير المرأة تماشيًا مع الأسلوب الغربي الذي لا يُدين العلاقات المحرّمة بين الجنسين، الأمر الذي ساعد على فتح الأبواب على مصراعيها للممارسات الدنيئة التي أفضت إلى تهديم كيان الأسرة وتشتيت شملها وبهذا النّمط والأسلوب تربِّي فيه الأجيال تربية لا دينية في مجتمع يغيب فيه الوازع الديني ويعدم فيه صوت الضمير الحيّ ويحلّ محلّها هيجان الغرائز الدنيوية كالمنفعة والطمع والتنازع على البقاء وغيرها من المطالب المادّية دون اعتبار للقيم الروحية.
تلك هي العلمانية التي انتشرت في العالم الإسلامي والعربي بتأثير الاستعمار وبحملات التنصير والتبشير وبغفلة المغرورين من بني جلدتنا رفعوا شعارها، ونفذوا مخططات واضعيها ومؤيّديها الذين لبَّسوا على العوام شبهات ودعاوى غاية في الضلال قامت عليها دعوتهم متمثّلة في:
• الطعن في القرآن الكريم والتشكيك في النبوّة.
• الزعم بجمود الشريعة وعدم تلاؤمها مع الحضارة، وأنّ أوربا لم تتقدّم حتى تركت الدين.
• دعوى قعود الإسلام عن ملاحقة الحياة التطورية، ويدعو إلى الكبت واضطهاد حرية الفكر.
• الزعم بأنّ الدين الإسلامي قد استنفذ أغراضه، ولم يبق سوى مجموعة من طقوس وشعائر روحية.
• دعوى تخلّف اللغة العربية عن مسايرة العلم والتطوّر، وعجزها عن الالتحاق بالرّكب الحضاري والتنموي، والملاحظ أنّ العربية وإن كانت هي اللغة الرسمية في البلدان العربية إلاَّ أنّها همِّشت في معظم المؤسسات الإدارية والجامعية والميادين الطبيّة في البلدان المغاربية خاصّة، وحلّت اللغة الفرنسية محلّها فأصبحت لغة تخاطب واتصال فعلية في الميدان، وتقهقرت اللغة العربية تدريجيًّا بحسب المخطّطات المدروسة لعلمهم بأنها لغة القرآن ومفتاح العلوم الشرعية.
• الزعم بأنّ الشريعة مطبقة فعلاً في السياسة والحكم وسائر الميادين، لأنّ الفقه الإسلامي يستقي أحكامه من القانون الروماني -زعموا- .
• دعوى قساوة الشريعة في العقوبات الشرعية من قصاص وقطع ورجم وجلد.. واختيار عقوبات أنسب، وذلك باقتباس الأنظمة والمناهج اللادينية من الغرب ومحاكاته فيها لكونها أكثر رحمة وأشد رأفة.
فهذه مجمل الدعاوى التي تعلق بها أهل العلمنة وتعمل على تعطيل شرع الله تعالى بمختلف وسائلها من شخصيات ومجلات وصحافة وأجهزة أخرى، وفصل دينه الحنيف عن حياة المجتمع برمته وحصره في أضيق الحدود والمجالات، وذلك تبعا للغرب في توجهاته وممارساته التي تهدف إلى نقض عرى الإسلام والتحلل من التزاماته وقيمه، ومسخ هوية المسلمين، وقطع صلتهم بدينهم، والذهاب بولائهم للدين وانتمائهم لأمتهم من خلال موالاة الغرب الحاقد.
إنّ الإسلام دين ودولة ينفي هذه الثنائية في إقامة حاجز منيع بين عالم المادة وعالم الروح نفيًا قطعيًا ويعدها ردة، كما لا يقبل لطهارته وصفائه وسلامة عقيدته وأخلاقه انتشار أمراض المجتمع الغربي من الإلحاد، ونشر الإباحية المطلقة، والفوضى الأخلاقية وسائر الرذائل والنجاسات العقدية والأخلاقية التي تعود بالهدم على عقيدة التوحيد، والتحطيم لكيان الأسرة والمجتمع.
إنّ الإسلام يأمر المسلم أن يكون كلّه لله في كلّ ميادين الحياة: أعماله وأقواله وتصرفاته ومحياه ومماته كلّها لله سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام: 162-163].
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.

أبو عبد المعز محمّد علي فركوس

الجزائر في: 01 شوال 1445ﻫ
الموافق ﻟ : 03 نوفمبر 2024ﻣ

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

بارك الله فيك ووفقك لكل خير..

هذه الفتوى تحوي الكثير من الافتراءات على العلمانية كمفهوم سياسي . و مليء بالخلط مع احترامنا للشيخ محمد فركوس . لأن ما نسبه للعلمانية هو ما يقول به العلمانيون المتطرفون و كما ان هناك اسلاميين متطرفين هناك علمانيون متطرفون و ليس من الانصاف تعميم تصورات فريق معين على كل العلمانيين أو الإسلاميين . العلمانية ببساطة هي الدعوة للدولة المدنية و رفض سلطة الكهنوت . و كل ماعدا ذلك هي تيارات مختلفة ضمن التيار العلماني . من حزب العدالة و التنمية في تركيا الذي يعتبر نفسه علمانيا إلى العلمانيين المتطرفين الذين يحاربون الدين .

بارك الله فيك

و جزاك كل خير

حفظ الله لنا شيخنا أبا عبد المعز وزاده علما وتوفيقا
بارك الله فيك أخي أبا زيد على النقل الموفق

بارك الله فيك

الى الأخ المستدرك الذي أعرف عن العلمانية أن أهم أساس قامت عليه رفض جعل الدين مصدرا للتشريع ،وأنقل لك تعريف العلمانية من موسوعة ويكيبيديا:
"العَلْمَانِيَّة" ترجمة غير دقيقة، بل غير صحيحة لكلمة "Secularism" في الإنجليزية، أو "Sécularité" أو "laïque" بالفرنسية، وهي كلمة لا علاقة لها بلفظ "العِلْم" ومشتقاته، على الإطلاق. فالعِلْم في الإنجليزية والفرنسية يعبر عنه بكلمة "Science"، والمذهب العِلْمِي، نُطلق عليه كلمة "Scientism"، والنسبة إلى العِلْم هي "Scientific" أو "Scientifique" في الفرنسية، والترجمة الصحيحة للكلمة هي "الدنيوية"، لا بمعنى ما يقابل الأخروية فحسب، بل بمعنى أخص، وهو ما لا صلة له بالدِّين أو ما كانت علاقته بالدين علاقة تضاد.
وتتضح الترجمة الصحيحة من التعريف، الذي تورده المعاجم، ودوائر المعارف الأجنبية للكلمة:

  • تقول دائرة المعارف البريطانية مادة "Secularism": "وهي حركة اجتماعية، تهدف إلى صرف الناس، وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة، إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها، وذلك أنه كان لدى الناس في العصور الوسطى رغبة شديدة في العزوف عن الدنيا، والتأمل في الله واليوم الآخر، وفي مقاومة هذه الرغبة طفقت الـ "Secularism" تعرض نفسها من خلال تنمية النزعة الإنسانية، حيث بدأ الناس في عصر النهضة يظهرون تعلقهم الشديد بالإنجازات الثقافية والبشرية، وبإمكانية تحقيق مطامحهم في هذه الدنيا القريبة.
  • ويقول قاموس "العالم الجديد" لوبستر، شارحاً المادة نفسها:
  1. الروح الدنيوية، أو الاتجاهات الدنيوية، ونحو ذلك على الخصوص: نظام من المبادئ والتطبيقات "Practices" يرفض أي شكل من أشكال الإيمان والعبادة.
  1. الاعتقاد بأن الدين والشئون الكنسية لا دخل لها في شئون الدولة، وخاصة التربية العامة.
  • ويقول "معجم أكسفورد" شارحاً كلمة ":Secular"
  1. دنيوي، أو مادي، ليس دينياً ولا روحياً، مثل التربية اللادينية، الفن أو الموسيقى اللادينية، السلطة اللادينية، الحكومة المناقضة للكنيسة.
  1. الرأي الذي يقول: إنه لا ينبغي أن يكون الدين أساساً للأخلاق والتربية.
  • ويقول "المعجم الدولي الثالث الجديد" مادة "Secularism":

"اتجاه في الحياة أو في أي شأن خاص، يقوم على مبدأ أن الدين أو الاعتبارات الدينية، يجب ألا تتدخل في الحكومة، أو استبعاد هذه الاعتبارات، استبعاداً مقصوداً، فهي تعني مثلاً السياسة اللادينية البحتة في الحكومة". "وهي نظام اجتماعي في الأخلاق، مؤسس على فكرة وجوب قيام القيم السلوكية والخلقية على اعتبارات الحياة المعاصرة والتضامن الاجتماعي، دون النظر إلى الدين".
على المستوي السياسي تطالب العلمانية بحرية الاعتقاد وتحرير المعتقدات الدينية من تدخل الحكومات والأنظمة، وذلك بفصل الدولة عن أية معتقدات دينية أو غيبية، وحصر دور الدولة في الأمور المادية فقط. لقد استخدم مصطلح "Secular" (سيكولار) لأول مرة مع توقيع صلح وستفاليا – الذي أنهى أتون الحروب الدينية المندلعة في أوروبا – عام 1648م، وبداية ظهور الدولة القومية الحديثة (أي الدولة العلمانية) مشيرًا إلى "علمنة" ممتلكات الكنيسة بمعنى نقلها إلى سلطات غير دينية أي لسلطة الدولة المدنية.
والعلمانية هي عموما التأكيد على أن ممارسات معينة أو مؤسسات الدولة ينبغي أن توجد بمعزل عن الدين أو المعتقد الديني. وكبديل لذلك، مبدأ العلمانية تعزيز الأفكار أو القيم إما في أماكن عامة أو خاصة. كما قد يكون مرادفاً لل"الحركة العلمانية". في الحالات القصوى من ايديولوجيا العلمانية تذهب إلى أن الدين ليس له مكان في الحياة العامة.
في أحد معانيها، العلمانية قد تؤكد حرية الدين، والتحرر من فرض الحكومة الدين على الناس، أن تتخذ الدولة موقفاً محايداً فيما يخص مسائل العقيدة، ولا تعطي الدولة امتيازات أو إعانات إلى الأديان. بمعنى آخر، تشير العلمانية إلى الاعتقاد بأن الانشطة البشرية والقرارات، ولا سيما السياسية منها، ينبغي أن تستند إلى الأدلة والحقيقة بدلاً من التأثير الديني.[4]
العلمانية هي أيديولوجيا تشجع المدنية والمواطنة وترفض الدين كمرجع رئيسي للحياة السياسية، ويمكن أيضاً اعتبارها مذهب يتجه إلى أنّ الأمور الحياتية للبشر، وخصوصاً السياسية منها، يجب أن تكون مرتكزة على ما هو مادي ملموس وليس على ما هو غيبي، وترى أنّ الأمور الحياتية يجب أن تتحرر من النفوذ الديني، ولا تعطي ميزات لدين معين على غيره، على العكس من المرجعيات الدينية تعتمد على ما تعتقده حقائق مطلقة أو قوانين إلهية لا يجوز التشكيك في صحتها أو مخالفتها مهما كان الأمر، وتُفسّر العلمانية من الناحية الفلسفية أن الحياة تستمر بشكل أفضل ومن الممكن الاستمتاع بها بإيجابية عندما نستثني الدين.

اقرأ هذه المقالات لتعرف حقيقة العلمانية:
https://www.saaid.net/mktarat/almani/m-m.htm

الجيريا

بارك الله فيك أخي وجزى الله خيرا الشيخ فركوس، نسأل الله أن يقينا شر بني علمان

السلام عليكم

الله علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا

بارك الله فيك

بارك الله فيكم

العلمانية ومشتقاتها . 2024.

وقدْ شرع الله في حقِّ الولد ما يكفُل نشْأَتَه سويًّا في ما يتعلَّق بدينِه ودُنياه، بل حثَّ على اختِيار الزَّوجة الصَّالحة قبل حُصول الولد؛ لأنَّها موطن الحرث ومحضن التربية.
فمن حقِّ الولَد على والِدِه:
اختِيار الاسم الحسن، وأفضله ما يدلُّ على سبب وجود الولَد في الدُّنيا وهي عبوديَّته لله؛ فعن ابن عمر قال: قال رسولُ الله – صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((إنَّ أحبَّ أسمائِكم إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن))؛ رواه مسلم (2132)، ومن الخطأ الذي يقع فيه البعضُ اختيارُه اسمًا للمولود لا يناسب؛ إمَّا لغرابته أو لِما يَحويه من معانٍ تدلُّ على عدَم الخير أو الغلظة أو العناء أو غير ذلك من المعاني المكروهة للنُّفوس، فالأسماء لها أثرٌ على المسمَّى؛ فعن سعيد بن المسيَّب: أنَّ جدَّه حَزْنًا قدِم على النَّبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – فقال: ((ما اسمُك؟)) قال: اسمي حَزْنٌ، قال: ((بل أنت سهل)) قال: ما أنا بمغيِّر اسمًا سمَّانيه أبي، قال ابن المسيب: فما زالتْ فينا الحزونة بعد؛ رواه البخاري (6193).

وممَّا يُنْهى عنْه: الأسماء التي فيها تزْكية، فقد كان النَّبيُّ يغيِّر الأسماء التي توحي بِهذه المعاني؛ فعن أبِي هُريرة: "أنَّ زيْنب كان اسمها برَّة، فقيل: تزكي نفسها، فسمَّاها رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – زينب"؛ رواه البخاري (6192)، ومسلم (2141).

وما اشتهر عند العامَّة: أنَّه لا بدَّ من إراقة دمٍ عند تغْيير الاسم، فلا أصلَ له؛ فقد غيَّر النبيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – أسماء بعض أصحابِه، ولم يأمر أحدًا بذبْح شاة، ولو كان الدمُ واجبًا أو مستحبًّا لبيَّنه النَّبيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم.

البعض يَختار لولده اسمًا غيْر مناسب إرضاءً لغيْره، لكن تكون التَّبعة على الولد ويتأذَّى بِهذا الاسْم، صغيرًا أو كبيرًا، فلا تُطلب سعادةُ أحد وإرضاؤه على تعاسة غيره.

البعض يُعْجَب بأحد الأحياء؛ إمَّا لعِلمه أو عمله أو منصبِه أو غير ذلك من صفات الكمال، فيختار اسم ولده على اسم هذا الشَّخص ، فتتبدَّل الأحوال ويندم على ذلك، فالاعتدال في حبِّ الأحياء مطلبٌ شرْعي، فمن مقولة السَّلف الذين هم خيْر هذه الأمَّة، أبرُّها قلوبًا، وأعمقُها علمًا، وأقلُّها تكلُّفًا، من مقولتهم: إنْ كنتُم لا بدَّ مُقْتَدين فاقتدوا بالميِّت؛ فإنَّ الحيَّ لا يؤمن عليه الفِتْنة، فأحبِبْ حبيبَك هَوْنًا ما عسى أن يكون بغيضَك يومًا ما، وأبغض بغيضَك هوْنًا ما عسى أن يكون حبيبَك يومًا ما.

إخوتي:
التَّسمية حقٌّ للأب، قال ابن القيِّم "تحفة المودود" (ص: 85): "التَّسمية حقٌّ للأب لا للأمِّ، هذا ممَّا لا نِزاع فيه بين الناس، وأنَّ الأبوين إذا تنازعا في تسمية الولد فهي للأب، والأحاديث المتقدِّمة كلها تدل على هذا". اهـ.

لكن من حُسْن المعاشرة إشْراك الأمِّ في التَّسمية، أو ترْك اختِيار اسم الولد لها أحيانًا.

ومن حقوق الولَد المستحبَّة على أبيه العقيقة ؛ لقوله – صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم – في حديث سمُرة بن جندب: ((كلُّ غُلام مرتَهنٌ بِعقيقتِه تُذْبَح عنْه يوم سابعِه، ويُحلق رأسه ويسمَّى))؛ حديث صحيح رواه أحمد (19579) وغيرُه، لكن هذا على سبيل النَّدْب لا على سبيلِ الوجوب، فمَن لَم يعقَّ عن ولدِه ترَك الكمال؛ لكنَّه غير آثم.

فعن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جدِّه – رضي اللهُ عنْه – قال: سُئِل رسولُ الله – صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم – عن العقيقة، فقال: ((لا أحبُّ العقوق، ومَن وُلِدَ له مولود فأحبَّ أن ينسك عنْه فليفعل، عن الغلام شاتان مكافِئتان وعن الجارية شاة))؛ رواه أحمد (6674) وغيرُه بإسناد حسن، فردَّ رسولُ الله – صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم – الأمرَ إلى محبَّة الوالِد وليس هذا من شأن الواجبات، فهِي مستحبَّة في حقِّ الأب ؛ لأنَّه هو المخاطب بها، فإنْ لَم يكُن موجودًا فتُشْرع في حقِّ الأم أو الولي، فإن لم يُعَقَّ عن الولد حتَّى كبر عقَّ عن نفسِه؛ لأنَّها مشروعة عنْه، ولأنَّه مرتهن بها، فينبغي أن يشرع له فكاكُ نفسِه، وروي أنَّ النبي – صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم – عق عن نفسه بعد النبوَّة، ولا يصحُّ، قال الحافظ في "الفتح" (9/595): "الحديث الذي ورد: أنَّ النبي – صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم – عقَّ عن نفسه بعد النبوَّة لا يثبت". اهـ.

الوارد عن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – العقيقة بالغنَم ، لكنَّ جُمهور أهل العلم على جواز العقيقة بالإِبِل والبقَر، وفعَلَه بعضُ الصَّحابة – رضي الله عنهم -فعن قتادة "أنَّ أنسَ بن مالك – رضي اللهُ عنْه – كان يعقُّ عن بنيه الجزور"؛ رواه الطبراني في الكبير (1/244) ورواتُه ثقات، فذِكْر الغنم يدلُّ على الأفضليَّة لا عدم إجزاءِ غيْرِها، والله أعلم.

يَجوز للجازر كسْر عظام العقيقة من غيْر كراهة ، قال ابن حزْم: "لَم يصحَّ في المنْع من كسْر عظامِها شيء". اهـ. لكن إن فصلها أعضاءً فحسن؛ لفعل الصحابة – رضي الله عنهم – قال جابر في العقيقة: يقطَّع أعضاءً، ويُطْبَخ بِماء وملح، ثُمَّ يُبْعَث به إلى الجيران، فيقال هذه عقيقة فلان؛ رواه ابن أبي الدنيا في كتاب العيال (48) بإسناد حسن.

وليس في صفة توْزيع العقيقة نصٌّ خاصٌّ ، فينظر الوالدُ في الأصْلح: إمَّا أن يطْبخها ويوزِّعَها مطبوخةً هديَّة وصدقة، أو يدْعو عليْها مَن أحبَّ من الأقارب والمحتاجين، أو يوزِّعها لحمًا هدية وصدقة.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين؛ {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ} [القصص: 68]، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّد الذي بيَّن لنا ما يرضاه ربُّنا لنا ويَختاره.

وبعد:
يتعلَّق باليوم السَّابع من الولادة سُنَن:
الأولى: العقيقة؛ لحديث سمرة بن جندب – رضي اللهُ عنْه – ((كلُّ غلامٍ مرْتَهن بعقيقتِه، تُذبح عنه يوم سابعِه، ويحلق رأسه ويسمَّى))، وسواء كان حيًّا أم مات قبل ذلك؛ لعموم الحديث، فإن فات السَّابع، ذبحت بعد ذلك من غير حدٍّ بوقْت؛ لضعف الوارد في ذلك.

الثانية: حلق رأسه؛ لحديث سمرة بن جندب – رضي اللهُ عنْه – وعن سلمان بن عامرٍ الضَّبِّي – رضي اللهُ عنْه – قال: سمعت رسولَ الله – صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم – يقول: ((مع الغلام عقيقةٌ، فأهريقوا عنه دمًا، وأميطوا عنْه الأذى))؛ رواه البخاري (5472)، والظاهر أنَّ الحلق مختص بالذَّكر دون الأنثى، فالغلام يطلق على الذَّكَر دون الأنثى، والأصْل المنْع من حلْق رأْس الأنثى دون الذَّكَر، وورد التعبُّد بِحلْق رأْس الذَّكر في النسك دون الأنثى.

الثالثة:
التصدق بوزن الشَّعر فضة؛ فعن أبي رافع – رضي اللهُ عنْه – قال: "لمَّا ولدت فاطمة – رضي الله عنه – حسنًا – رضِي اللهُ عنْه – قالتْ: ألا أعقُّ عن ابني بدم؟ قال: لا، ولكن احلِقي رأْسَه وتصدَّقي بوزْن شعْرِه من فضَّة على المساكين والأوْفاض، ففعلت ذلك، قال: فلمَّا ولدتْ حسينًا فعلت مثل ذلك"؛ رواه أحمد (26642) بإسناد حسن.

الرابعة: التسمية؛ لحديث سمرة بن جندب – رضي اللهُ عنْه – أو التسمية قبل السَّابع فالكل سنَّة، فعن أنس بن مالك – رضي اللهُ عنْه – قال: قال رسول الله – صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم -: ((وُلِد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم))؛ رواه مسلم (2315)، وإن أخَّره عن السَّابع فالأمر في ذلك واسع، فالمقصد من التَّسمية تعريف المسمَّى.

ولا يشترط ترتيب هذه الأشياء؛ لأنَّ الواو في قوله – صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم -: ((تذبح عنه يوم سابعه ويحلق رأسه ويسمَّى)) لا تدلُّ على التَّرتيب.

أمَّا الأذان في أذُن المولود اليُمْنى والإقامة في أذُنه اليسرى ، فقد رُوِيَتْ أحاديث لا تصحُّ؛ فعن أبي رافع – رضي اللهُ عنْه – قال: "رأيتُ رسول الله – صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم – أذَّن في أذُن الحسن بن علي – رضي اللهُ عنْه – حين ولدته فاطمة – رضي اللهُ عنْها – بالصلاة "؛ رواه أحمد (26645) وغيرُه وإسناده ضعيف، وعن حسين – رضي اللهُ عنْه – قال: قال رسول الله – صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم -: ((مَن وُلِد له فأذَّن في أذُنه اليمنى وأقام في أذُنه اليسرى، لم تضرَّه أم الصبيان))؛ رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (623)، وإسنادُه ضعيف جدًّا، فإذا كانت الأحاديث الواردة في ذلك لا تصحُّ، فلا يشرع الأذانُ والإقامة حين الولادة، والله أعلم.

يَجب للولَد على أبيه النَّفقة من ملبسٍ ومأْكل ومشْرب، على قدْر وسْعِ الأب وطاقته؛ {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق: 7].

ومن أعظم الذُّنوب الإخْلال بالنَّفقة الواجبة مع القدْرة؛ فعن عبدالله بن عمرو قال: قال رسولُ الله – صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((كفى بالمرْءِ إثْمًا أن يضيِّع مَن يقوت))؛ رواه مسلم (996) وأبو داود (1692) واللفظ له.

وبهذا يتبيَّن خطأ بعض الآباء حينما يهجُر زوجته لخلاف بينهما، ويَجعل الأولاد ضحيَّة لهذا الخِلاف فيمنعُهم حقوقَهم الواجبة، من رؤيتِهم له والشُّعور بِحنان الأبوَّة، وحسن التَّوجيه والتَّربية والنَّفقة الواجبة، وربَّما أخذوا من الزَّكاة، وأبوهم يُخْرِج زكاته للنَّاس، { أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [النجم: 38].
وممَّا يجب على الأب تنشِئة الأولاد على الصَّلاة وهم صغار؛ ليعتادوها عند الكبر، ومما يؤسف له أنَّ الكثير منَّا مقصِّر في هذا الباب، لا سيَّما صلاة الفجر، ومن ثمَّ ينشأ الأوْلاد على تثاقُل الصلاة واعتبارها عبئًا عليْهم؛ لأنَّهم لم يعتادوها وهم صغار.

أخي الأب:
تذكَّر أنَّ من أعظم ما استرعاك الله عليْه الولدَ، فاللهَ الله في هذه الأمانة تعاهَدْها بِما يُصْلِحها في دينها ودنياها، وإيَّاك والتَّفريطَ، فتندم وتَخسر آخِرَتَك، عن معقل بن يسار سمعتُ رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: ((ما من عبدٍ استرْعاه الله رعيَّة فلم يحطْها بنصيحةٍ إلاَّ لم يجد رائحة الجنَّة))؛ رواه البخاري (715)، ومسلم (142).

وكذلك خسارة الدُّنيا، فيندر أن تَجد أبًا مفرِّطًا لَم يحط أولادَه بالتربية والتَّوجيه فينتفع بِهم في حياته، بل في الغالب يكونون وبالاً عليْه؛ قال ابن القيم في "تحفة المودود" (ص: 229): "من أهمل تعليم ولده ما ينفعُه وتركه سدى، فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنَّما جاء فسادُهم من قِبَل الآباء وإهمالِهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننَه، فأضاعوهم صغارا فلم ينتفعوا بأنفُسِهم ولَم ينفعوا آباءَهم كبارًا، كما عاتب بعضُهم ولده على العقوق، فقال: يا أبت، إنَّك عققْتَني صغيرًا فعققتُك كبيرًا، وأضعتني وليدًا فأضعتك شيخًا".
الشيخ أحمد الزومان

بارك الله فيك

سلمت أناملك شكرا

الجيريا

مرجئة العلمانية يهاجمون الدين ويسألون الله الجنة!! 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرجئة العلمانية يهاجمون الدين ويسألون الله الجنة!!
مركز التأصيل للدراسات والبحوث
15-01-2015

…فقد أدلى "حجازي" مؤخراً بتصريح غاية في الغرابة- يرتبط بشكل كبير بموضوعنا- حيث جاء في تصريحه الآتي: "لم أصلّ منذ 50 عاماً، وآخر صلاة لي كانت في السبعينيات؛ بسبب زيارتي لمسجد قرطبة الإسباني.. إلا أنني أثق برحمة الله وعدله، فقد يدخلني الجنة بسبب ذلك"…

> العلمانية ليست سواء، فمن العلمانية علمانية ملحدة، لا تؤمن بإله، ولا تسمع لشرع، ولا ترى في الحياة إلا ما هو مادي، فهي علمانية ملحدة، لا تؤمن إلا بما هو حسي ظاهر، أثبتته التجربة والمشاهدة.

ومن العلمانية علمانية متحررة من كل قيد شرعي، فهي وإن كان أتباعها يقرون بوجود إله لهذا الكون، إلا أنهم لا يقرون بوجوب اتباع شرعه؛ لهذا فلا تكاد تلحظ في أفعالهم أو أقوالهم ما يدل على هذا الإقرار.

وكأنهم مرجئة- هذا إن أحسنا الظن بإقرار العلمانية والعلمانيين بوجود الله- فترى الواحد منهم لا يركع لله ركعة، ويحارب دين الله ليل نهار، بل يسخر ويسفه ممن يلتزم في أفعاله أو أقواله أو هديه الظاهري بالدين، ثم تراه يخرج علينا زاعماً أنه أكثر إيماناً وإسلاماً من غيره، ممن يرتادون المساجد، ويحافظون على الفروض، متوهماً أن هذا من حسن الظن بالله.

والأمثلة على هذا المنحى كثيرة جداً، ولعل أوضحها وأكثرها إثارة للعجب، حالة الشاعر المصري العلماني أحمد عبد المعطي حجازي، وهو شاعر وناقد أدبي، من مواليد سنة 1935م، وهو من رواد التيار العلماني في مصر في العصر الحديث، ويظهر هذا المنحى- بوضوح- في كتاباته الصحافية، وأعماله الأدبية.

فقد أدلى "حجازي" مؤخراً بتصريح غاية في الغرابة- يرتبط بشكل كبير بموضوعنا- حيث جاء في تصريحه الآتي: "لم أُصلّ منذ 50 عاماً، وآخر صلاة لي كانت في السبعينيات؛ بسبب زيارتي لمسجد قرطبة الإسباني.. إلا أنني أثق برحمة الله وعدله، فقد يدخلني الجنة بسبب ذلك".

وعن آخر مرة أدى فيها حجازي الصلاة يقول: "زرت إسبانيا، وكنت آنذاك مقيماً أنا وأسرتي في فرنسا، وعندما زرت إسبانيا لتعريف أسرتي بتاريخهم الإسلامي المجيد، توجهت لمسجد قرطبة الذي أنشأه الأمويون، ورأيت داخل المسجد مجسّداً لكنيسة، وكان يزور المسجد في هذا الوقت، عدد من السياح الأوروبيين".

وتابع: "تعمدت أن أؤدي الصلاة أمام السياح، وأمرت ابني عمرو ذي الأحد عشر عاماً أن يؤدي الصلاة كما يراني، حتى يعرف السياح أن هذا مسجد إسلامي".

وأنهى حجازي، تصريحاته بقوله: "قد يُدخلني الله الجنة بسبب هذا الموقف؛ لأنه سبحانه يجازي عن العمل الصادق مهما صغر".

ونرد على حجازي وأمثاله بقولنا: إنه ما من شيء بعزيز على الله، لكن ما خفي عليك أيها الشاعر أن هناك فرقاً بين حسن الظن بالله وبين التمني، فمن أحسن ظنه بربه أحسن العمل، فهو يعمل العمل ويرجو أن يقبله ربه، فهذا الرجاء من إحسان الظن، لا ألا يفعل شيئاً، بل يهدم في دين الله ويفسد، ثم يدعي أنه يحسن الظن بربه، يقول تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110].

ولله در الحسن البصري- رحمه الله- فقد كان له في هذه المسألة فهم ثاقب، فقال في معرض حديثه عن حسن الظن بالله، والفرق بينه وبين التمني: "ليس الإيمان بالتمني، ولكن ما وقر في القلب، وصدقه العمل، إن قوماً أَلهتهم أماني المغفرة، حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم، وقالوا: نحسن الظن بالله وكذبوا؛ لو أحسنوا الظن به لأحسنوا العمل"[تفسير أبي السعود: (2/235)].

إن ما قاله حجازي قد يكون صادماً للبعض، سيما أولئك الذين لا خبرة لهم بطريقة التفكير العلمانية، فالعلمانيون متأثرون بشكل كبير بالأفكار الإرجائية في المسيحية واليهودية، ولهذا فتعاطيهم مع الإسلام لا يختلف كثيراً عن تعاطي غالب الغربيين من النصارى مع المسيحية أو اليهود مع يهوديتهم، حيث سفهوا من قيمة الأعمال واكتفوا بمجرد الإقرار القلبي، ولو صدقوا لجعلوا الأعمال الظاهرة دليلاً على هذا الإيمان.

فهذا ما دعا إليه بولس في رسالته إلى أهل غلاطيّة، حيث دعا إلى الاستغناء بعقيدة الفداء والخلاص عن التمسك بشريعة موسى والعمل بها، وكان يهدف بذلك ترغيب الأميين في النصرانية!! فقال: "قلت لبطرس قدام الجميع: إن كنت وأنت يهودى تعيش أممياً لا يهوديا، فلماذا تلزم الأمم أن يتهودوا؟ نحن بالطبيعة يهود، ولسنا من الأمم خطاة، إذ نعلم أن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس، بل بإيمان يسوع المسيح، آمنا نحن أيضا بيسوع المسيح، لنتبرر بإيمان يسوع لا بأعمال الناموس. لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما"، إلى أن قال: "لست أبطل نعمة الله. لأنه إن كان بالناموس بر، فالمسيح إذاً مات بلا سبب!" [الإنجيل: (غلاطية:2/14-21)].

وبسبب الإرجاء النصراني واليهودي نمت العلمانية وانتشرت بشكل عجيب في كل أرجاء العالم. ومرجئة الفرق الإسلامية بالتبعية، أخذوا نفس المنهج، فقد كان للإرجاءات القديمة- قبلهم- أثر بالغ في إفساد المعتقد الصافي عليهم، ووصولهم إلى ما هم عليهم من فساد في المنهج والطريقة.

فالناظر في معنى الإرجاء يلحظ أن عماد الأمر قائم على تأخير العمل عن الإيمان، وهو الأمر الذي يسعى إليه العلمانيون، وذلك بتنحية الدين عن الظهور بأي مظهر من المظاهر في الأعمال الحياتية، وعليه فنقطة التلاقي بين العلمانية والإرجاء هي التسفيه من قيمة الأعمال (الدينية) والجدوى منها، وإن اختلفت النظرة لتلك الأعمال والغاية منها. اهـ.

*****
ولا حول ولا قوة إلا بالله
والله الموفق
نحبكم في الله
والحمد لله

الله يسترنا منهم

انها عصر غربة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله لك موفق إن شاء الله