الخلاص من آثار الثورات العربية (نظرية العقد السلطوي الرومانية)! 2024.

الخلاص من آثار الثورات العربية (نظرية العقد السلطوي الرومانية)!

بسم الله
أحبتي أعزتي سلام من الله عليكم
وبورك فيكم كلكم أجمعين أكتعين أبتعين أبصعين،،

في ظل التسابق المحموم على السلطة وعلى وتحول بوصلة الحكم من مجرد مؤشر لحالة حضارية ومخاض اجتماعي راقي إلى عملية همجية تتقاتل فيها أفراد المجتمع فكان من المناسب نقل بعض نظريات الفلاسفة والاجتماعيين والمفكرين القدامى التي تضبط هذا الهيجان السلطوي خاصة ما يحصل في الدول الإسلامية الثائرة وتجاذب الحكم في مجتمعاتها.

يذهب "نيتشيروس" في مدونته "سبل القرار عبر سلطة الإقرار" في القرن الخامس ميلادي حيث كثرت النزعات المنفصلة بأراضي الروم واستأثرت الإمبراطورة فيسيليا على الكثير من الأراضي ثم تداخلت مع ابن القيصر الثامن الذي اجتاح الأراضي الغربية من روما ،، فما كان من كبار وأباطرة التنظير الفلسفي وعقلاء الإمبراطورية وعلى رأسهم الفيلسوف المشهور نيتشيروس ووافقه في ذلك الروائي والمسرحي العبقري "سايروس" فأقروا القاعدة التالية،
أن الولاية الكبرى و القيصر الأعظم هو للمسيطر فعليا على الأراضي والأقوى هذا الشق الأول من الميثاق والذي سمي فيما بعد العقد السلطوي (كتاب الإنفكاك الريعي للإمبراطورية الرومانية طبعة بيروت ص255).

لكن الإشكال لم ينته حيث أن إعطاء الشرعية للقيصر المتغلب شجع فيالق البحر الأحمر حيث "هيسونيس" ابن عم القيصر الثامن على تجيش الجيوش والسعي للغلبة والسلطة مادام ذلك يعطيه الشرعية وعودة أمجاد أبيه القيصر الثامن.

وهذا ولد إشكالية كبيرة جعلت القوى الرومانية المتفككة تزداد ضراوة واستعداد للإستلاء على البلاط الروماني.

فظهر فيما بعد الشق الثاني من نظرية العقد السلطوي وهي أنه عند استقرار بلاط الروم لمتغلب فإن أي منازع له يحارب ويقتل ويمنع .

وكانت هذه النظرية الرومانية المزدوجة مستحدثة في بابها وتعتب أساس في أي استقرار مجتمعي و كفيلة بحفظ الإمبراطورية ردحا من الزمن استمر لقرون وسميت فيما بعد مثاق إدارة البلاط (انظر المواثيق رومانية – الفهرسة الخامسة المكتبة الرومانية بسوريا ص 1011).
ثم بقيت هذه النظرية إلى قبيل الثورة الفرنسية وظهور المفكرين وفلاسفة الثورة الأوروبية حيث ظهرت مفاهيم وأسس الديموقراطية وتحول الحكم للشعب والرعية وأصبح الحكم في تلك الدول خاضع لأجهزة ومؤسسات وأفرغت سلطة الفرد لتنتقل لسلطة قانونية وضعية يصعب الخروج عليها لارتباطها بمواثيق دولية ونظام دولي صارم.

أظن أن هذه النظرية من أهم النظريات الاجتماعية التي يصلح تطبيقها في المجتمعات المتفككة حاليا مثل الدولة الليبية والسورية واليمينة حفاظا عليها وعلى جماعة المسلمين وأيضا تعتبر من أهم نظريات ديمومة الدول وإصلاحها بأساليب سلمية واعية.

في الأخير ما كتبته أعلاه مجرد خيال وتصور لكن الأكيد أن الكثير ممن يحارب مضامين تلك النظرية في أحاديث نبيه ستجده مثل التيس الأصك مسلم لهذه النظريات الغربية البشرية معظما لأوليائك المفكرين مثنيا على إبداعهم في إيجاد الحلول ،،
لكن أن تأتيه كأحاديث من نبيه عليه الصلاة والسلام فتجده من أكثر الخلق جدالا وتملصا وربما تسفيها لتلك الأحاديث والعياذ بالله .
وكتب باديسي

الجيريا