أستاذان من الزّمن الجميل 2024.

طودان شامخان، وهرمان راسخان من الزّمن الجميل
بقلم: البشير بوكثير
من أنصع الصفحات في حياتي العلمية والمهنية ماخطّه في سطور صحائفها أستاذان جهبذان، ومربيّان ألمعيّان، لايمكن أن يجود بمثلهما الزّمان. أمّا أولّهما فقد كان غراسُه في نفسي أدبا وشعرا، وزهرا وسِحرا، حتى صرتُ أتنفس عبق الكلمات، ونسيم النبضات بين سطور المعاني الشاردات، وأتلمّس مواطن الجمال بين القوافي الناشزات، وأتحسّس وميض الأنّات ، في ثنايا العبارات الحارقات.
أستاذٌ جمع ذلاقة اللسان، وفصاحة البيان، وملكَ ناصية النّحو العربي فلايضاهيه فيه سوى " محمد العربي الوالي"و" أبي بكر حمراني" في هذا الزّمان.
عرفتُه ذوّاقا للشعر والأدب، حتى الثمالة والطرب، إذْ يرجع الفضل إليه في فتح مغاليق عقولنا على ذخائر وروائع الأدب العربي، فمن خلاله تعرّفتُ على أساطين الأدب والشعر من أمثال : المتنبي ، وبشّار، والبحتري وأبي تمّام، و المعرّي وأبي فراس ، والأحمديْن: أمين وشوقي…وغيرهم.
هو الأستاذ الأمجد، والمربّي الأسعد "مصطفى سعودي" -حفظه الله تعالى ورعاه-، الذي تتلمذتُ على يديه بالمتوسطة الجديدة "العربي بنّور حاليا" برأس الوادي خلال الموسم الدراسي (1980/1979) قسم السنة الأولى متوسط، حيث قدّم لنا في عام واحد وجبة دسمة أغنتْنا فيما بعد عن باقي الوجبات الأدبيّة الفاخرة.
ولشدّة تعلقي بهذا الأستاذ الأنموذج بقيتُ أراسله ويراسلني فترة من الزّمن، ولازلتُ أحتفظ ببعض رسائله الثمينة ، وبصورته الوحيدة مثلما يحتفظ الشحيح بماله مخافةَ إتلافه.
وأمّا ثانيهما فهو- يا أحبابي – الأستاذ القمقام، رفيع المقام "عبد الحق زواوي"، الذي حبّبَ إليّ علوم التربية وعلم النّفس حين كنتُ طالبا مدرّسا متربصا بمعهد التربية ببرج بوعريريج خلال الموسم الدراسي (1988/1987)، ولعلّ القاسم المشترك بين الأستاذين الفاضلين "سعودي وزواوي " الصرامة الحنونة -إنْ صحّ هذا لتعبير- والغيرة على التعليم، وهذا لعمري من أسباب نجاحهما في مسيرتهما العلميّة والمهنيّة إذْ يُعتبران اليوم من ألمعِ مفتشي التربية الوطنية في القطر الجزائري دون مبالغة.

شكرا لك يا صاحب اليراع لقد أثلجت صدري وفرجت عن قلبي غمة تكاد تحبس أنفاسي من جحود هذا الجيل لمن سقوة ببلسم المعرفة ، ولا يعرف الفضل إلا ذووه ، وحق لنا أن نقول : أولائك آبائي فجئني بمثلهم …. إذا جمعتنا يا جرير المجامع

قم للمعلم وفه التبجيلا———- كاد المعلم ان يكون رسولا.
مدحت فأطربت ووصفت فوفيت .
تشكر—دمت متميزا.

التوقيع الجيرياإضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملةالجيريا

شكرا لكم أحبتي ..

ذكريات من الزّمن الجميل 2024.

ذكريات من الزّمن الجميل
البشير بوكثير
هنا في "كرطي ملوزة" فتحتُ عيني على معاني الكدّ والكدح والكفاح، وهنا بين هذه الأزقّة الضّيّقة العتيقة عرفتُ معنى الطفولة البريئة حينا، والشّقيّة أحيانا أخرى.. في العطلة الصّيفية كنتُ أحمل دلو "الحمّص" وأجوب هذا الشارع بصوتي الجهوري: حمّص.. حمّص.. مالح وبنينْ يذوب في السَّنينْ، وبعد أن أنهي المخزون الاستراتيجي منه أتحوّل إلى بيع "السّوسات" المصنوعة من السّكر، إذْ كان سعره زهيدا في تلك السّنوات الرّغيدات، ثمّ لاألبث أنْ أغيّر الحرفة الطّفولية إلى بيع الذّرة "لُكْبال" بعد شَيِّها على الجمر وتمليحها بعناية فائقة لاتقلّ براعة عن المشاوي الحلبيّة ذائعة الصّيت .. أفعل كلّ ذلك من أجل توفير بعض مصاريف الدّراسة للموسم القادم ،وكذا بغيةَ الاستمتاع بنكهة المثلجات اللّذيذة التي لم تكن في الأصل سوى ماءٍ وبعض المُلوّنات والعقاقير ، غير أنّ ذوقَها يقع في فمي وحنجرتي موقعَ المحروم من الثّريد في يوم عيد..
في هذا الحيّ أيضا تعلّمتُ بعضَ أبجديات كرة القدم .. كنتُ أصنعها بجواربي وجوارب شقيقي الممزّقة ، كنّا نسلخ النهار جريا وركضا وصكّا، لم نكن نشعر حينها بما يشعر به الكبار، من معاناة وانكسار، لكن كنّا نعيشها بطريقتنا نحن الصّغار..
ولاأزيد .. فقد غلبتني دموعي على زمن ولّى إلى غير رجعة ..
الأحد: 17 ماي 2024م

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاتب المقامات الجيريا
ذكريات من الزّمن الجميل
البشير بوكثير
هنا في "كرطي ملوزة" فتحتُ عيني على معاني الكدّ والكدح والكفاح، وهنا بين هذه الأزقّة الضّيّقة العتيقة عرفتُ معنى الطفولة البريئة حينا، والشّقيّة أحيانا أخرى.. في العطلة الصّيفية كنتُ أحمل دلو "الحمّص" وأجوب هذا الشارع بصوتي الجهوري: حمّص.. حمّص.. مالح وبنينْ يذوب في السَّنينْ، وبعد أن أنهي المخزون الاستراتيجي منه أتحوّل إلى بيع "السّوسات" المصنوعة من السّكر، إذْ كان سعره زهيدا في تلك السّنوات الرّغيدات، ثمّ لاألبث أنْ أغيّر الحرفة الطّفولية إلى بيع الذّرة "لُكْبال" بعد شَيِّها على الجمر وتمليحها بعناية فائقة لاتقلّ براعة عن المشاوي الحلبيّة ذائعة الصّيت .. أفعل كلّ ذلك من أجل توفير بعض مصاريف الدّراسة للموسم القادم ،وكذا بغيةَ الاستمتاع بنكهة المثلجات اللّذيذة التي لم تكن في الأصل سوى ماءٍ وبعض المُلوّنات والعقاقير ، غير أنّ ذوقَها يقع في فمي وحنجرتي موقعَ المحروم من الثّريد في يوم عيد..
في هذا الحيّ أيضا تعلّمتُ بعضَ أبجديات كرة القدم .. كنتُ أصنعها بجواربي وجوارب شقيقي الممزّقة ، كنّا نسلخ النهار جريا وركضا وصكّا، لم نكن نشعر حينها بما يشعر به الكبار، من معاناة وانكسار، لكن كنّا نعيشها بطريقتنا نحن الصّغار..
ولاأزيد .. فقد غلبتني دموعي على زمن ولّى إلى غير رجعة ..
الأحد: 17 ماي 2024م

كلمات تتحرر من الذاكرة مدوية بصدقها واخلاصها ،

آه على أيام زمان , وعلى أيام الطفولة .

أسعدك الله في الدارين .

أيام الطفولة هي احلى ايام الانسان .
فرضا اننا اطلعنا على كل شريط مراحل حياتنا ……وخيرونا …..لاخترنا ان نبقى كل العمر في مرحلة الطفولة ……………

يا لها من ذكريات رائعة .ذكريات الطفولة البريئة.

أيام الطفولة هي احلى ايام الانسان

آه على أيام زمان , وعلى أيام الطفولة .

– مكتبة من الزّمن الجميل 2024.

– مكتبة من الزّمن الجميل
إهداء: إلى آل " ابن حمانة" الرّساليين الطّيّبين والذين لايزالون على عهد جمعية العلماء، حاملين رسالتها بين ثنايا القلوب والكتب التي ازدانت بها مكتبتُهم العامرةُ العتيقة العريقة .. أهدي هذه السّطور..
البشير بوكثير
مكتبةٌ تضاهي سوقَ الورّاقين ببغدادَ وأصفهان، مُبرقشة العناوين دانيةُ القطوف والأفنان، مُتوشّحة بألَق إحياءِ الفكر والجنان ، رُتِّبتْ رفوفُها، ونُضّدتْ صفوفُها ، وجُمِعتْ أسفارها وصُنوفها بنظامٍ وإتقان، أبدعتْ فيها أناملُ ورّاقٍ فنّان، فأضحت الأصالة لها عنوان.
تجوّلتُ بين رياضها، وارتحت بين غياضِها، فوجدتني ذائدا عن حياضِها ، لأنّي شممتُ في الطروس عبق الريحان، وتضوّعت من قراطيسها السّوسن والأقحوان، ولو عاصرَها الجاحظيّ لاتّخذَها أحسنَ مكان، في ذلك الزّمان .
جمعتْ علوم العرب، وازدانت بجواهر اللغة والأدب، فلا غروَ أن يجدَ فيها الطالب المبتغى والأرَب، وسجعتْ قماطرُها بسيرةِ الأنبياء والأصحاب،كما احتفتْ بدهاقنة جمعيّة العلماء ذوي المراتب والألقاب ، ورفعتْ من قدرِ قادة الفكر والرّأي والصّواب، وبــزّتْ مكتباتِ الكرخِ والرّصافة ، لما تنشره من تنوير وثقافة، فكانت البلسم النّادرَ النّفيس، للعليل التّعيس ، فهي نِعم الأنيس، وخير جليس.
يذود عن حماها ثلاثةُ فرسان، صاروا لها الشّارةَ والعنوان، وجوههم حِسان، كأنّها الدّرّ أو قطع الجُمان، تلمع فتنير دروب الضّالِ الظّمآن، وتذكّرك بالنّشامى الصِّيدِ الفرسان، من قبائل الأوس و الخزرج وغطفان،في ذاك الزّمان، الحافلِ بالسّخاء والعنفوان.
إنّهم من البقيّة الصالحة الرّنّانة، لجمعية العلماء الطّنّانة ، بهم صارت المكتبة الحضارية مزدانة. أخلاقهم مُحمّديّة ، ومكارمهم حاتميّة، وشجاعتهم مخزوميّة، وأرومتهم قحطانية عدنانية، وأصلابهم جرهميّة، وعفّتهم عُذريّة.
استقبلوني بالأحضان، حين عرفوا أنّي مولعٌ بالبيان، وبتراث ابن باديس والإبراهيميّ وشيْبان، ووضعوني في بآبىء العيون ثمّ أغلقوا الأجفان، فما شعرتُ بالأمان، إلاّ وأنا بين هؤلاء الفرسان، فكيف لا أشدو بحبّهم في كلّ النّوادي والنّجود والوديان؟
-ملاحظة:
المكتبة الحضاريّة طريق زمورة حي عبد المؤمن مقرّ الولاية القديم برج بوعريريج
الهاتف: 03 10 73 035

بارك الله فيك استاذنا بوكثير

الله يبارك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rachidsl الجيريا
بارك الله فيك استاذنا بوكثير

وفيكم بركة أخي الفاضل.