الأعمال التي يعادل ثوابها ثواب الحج او ثوابها دخول الجنة أو غفران الذنوب 2024.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فهذه أعمال ورد في فضلها أنها كثواب الحج، أو ورد أنها تكفر الذنوب الماضية فعادلت الحج الذي يكفر ما مضى من الذنوب، عسى الحزين المحروم أن يتسلى بهذه الأحاديث؛ لكيلا تهلك نفسه من الحزن، والله المستعان.

أولاً: الأعمال التي ثوابها كثواب الحج:

1- أن يذهب المرء إلى المسجد لحضور درس علم أو ليُعلـِّم علمًا؛ ففي الحديث: { مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لا يُرِيدُ إِلا أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يَعْلَمَهُ، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ تَامًّا حِجَّتُهُ } [صححه الألباني].

2- أن يذهب المرء إلى المسجد على وضوء؛ ليصلي فيه المكتوبة؛ ففي الحديث: { مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ وَمَنْ خَرَجَ إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى لاَ يُنْصِبُهُ إِلاَّ إِيَّاهُ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ } [رواه أبو داود، وحسنه الألباني].

3- أن يصلي المرء في المسجد صلاة الصبح في جماعة، ويمكث في المسجد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، ثم يمكث حتى يصلي ركعتي الضحى؛ ففي الحديث: { مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ } [رواه الترمذي، وحسنه الألباني]، وفي رواية: { من صلى الصبح ثم جلس في مجلسه حتى تمكنه الصلاة كان بمنزلة عمرة وحجة متقبلتين } [رواه الطبراني في الأوسط، وصححه الألباني].

ثانياً: الأعمال التي ثوابها دخول الجنة أو غفران الذنوب:

لمَّا كان ثواب الحج دخول الجنة وغفران الذنوب؛ ففي الحديث: { الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ } [متفق عليه]، وفي آخر: { مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ } [متفق عليه]، فإننا نرجوا أن تكون الأعمال التي ورد في فضلها أنها تكفر الذنوب، أو تدخل العبد الجنة أن تكون كالحج، فمن هذه الأعمال:

1- تغسيل الميت والستر عليه؛ ففي الحديث: { مَنْ غَسَّلَ مُسْلِمًا فَكَتَمَ عَلَيْهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ أَرْبَعِينَ مَرَّةً، وَمَنْ حَفَرَ لَهُ فَأَجَنَّهُ أُجْرِىَ عَلَيْهِ كَأَجْرِ مَسْكَنٍ أَسْكَنَهُ إِيَّاهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كَفَنَّهُ كَسَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سُنْدُسِ وَإِسْتَبْرَقِ الْجَنَّةِ } [رواه الحاكم والبيهقي والطبراني، وحسنه الألباني].

تنبيهات:

أ- قال العلماء: معنى {غَفَرَ اللَّهُ لَهُ أَرْبَعِينَ مَرَّةً }: أي: بمرة تغفر الذنوب، ويأخذ من الحسنات ما يعادل تسعة وثلاثين مرة.

ب- المقصود من الستر على الميت؛ أي: لو كان الميت مشهوراً بين الناس بصلاح الحال أو كان مستور الحال وبدا عليه علامات سوء الخاتمة؛ فيستر عليه، وأما من كان مشهوراً بسوء الحال فإظهار ما بدا عليه أولى؛ لزجر الناس عن مثل فعله.

2- أن يبكي العبد من خشية الله أو يحرس المسلمين ليلاً؛ ففي الحديث: {عَيْنَانِ لاَ تَمَسُّهُمَا النَّارُ عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } [رواه الترمذي، وصححه الألباني].

3- أن يقول في يومه أو في ليلته أو في شهره: لا إله إلا الله، والله أكبر، لا إله إلا الله وحده، لا إلا الله لا شريك له، لا إله إلا الله له الملك وله الحمد، لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ ففي الحديث: { من قال هذا في يوم أو في ليلة أو في شهر فمات في ذلك اليوم أو في تلك الليلة أو في ذلك الشهر غفر له ذنبه } [رواه النسائي في السنن الكبرى، وصححه الألباني].

وهو أرجى حديث أعلمه، إذ مغفرة الذنوب تقتضي عدم دخوله النار أصلاً بعكس ما لو قال: ( دخل الجنة ) فربما دخل النار، ثم دخل الجنة.

4- إسباغ الوضوء مع قول الذكر الوارد بعده؛ ففي الحديث: { مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ -أَوْ فَيُسْبِغُ- الْوُضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ } [رواه مسلم].

5- إسباغ الوضوء ثم صلاة ركعتين بخشوع بعده؛ ففي الحديث: { مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّى رَكْعَتَيْنِ مُقْبِلٌ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ إِلاَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ } [رواه مسلم]، وفي رواية: { مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لاَ يَسْهُو فِيهِمَا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ } [رواه أبو داود، وحسنه الألباني].

6- ترديد الأذان خلف المؤذن مع التدبر لما يقول؛ ففي الحديث عن أبي هريرة قال: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ بِلالٌ يُنَادِي، فَلَمَّا سَكَتَ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { مَنْ قَالَ مِثْلَ هَذَا يَقِينًا دَخَلَ الْجَنَّةَ } [رواه النسائي في الكبرى وابن حبان، وصححه الألباني].

7- التأذين ثنتي عشرة سنة؛ ففي الحديث: «مَنْ أَذَّنَ اثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَكُتِبَ لَهُ بِتَأْذِينِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ سِتُّونَ حَسَنَةً وَلِكُلِّ إِقَامَةٍ ثَلاَثُونَ حَسَنَةً» [رواه ابن ماجه والدراقطني، وصححه الألباني].

8- أن يدعو للنبي -صلى الله عليه وسلم- بعد الأذان بالدعاء الوارد؛ ففي الحديث: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاَةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [رواه البخاري].

9- المكث في المسجد بعد صلاة الصبح والعصر مع قول الأذكار؛ ففي الحديث: «لأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ -تَعَالَى- مِنْ صَلاَةِ الْغَدَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَلأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ مِنْ صَلاَةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَةً» [رواه أبو داود، وحسنه الألباني].

10- قول آمين مع الإمام؛ ففي الحديث: «إِذَا قَالَ الإِمَامُ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} فَقُولُوا: آمِينَ . فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» [متفق عليه].

11- صلاة ثنتي عشرة ركعة نافلة، وهنَّ الرواتب؛ ففي الحديث: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ إِلاَّ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ أَوْ إِلاَّ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ» [رواه مسلم]، وفي رواية: «مَنْ ثَابَرَ عَلَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنَ السُّنَّةِ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ» [رواه الترمذي، وصححه الألباني].

12- صلاة أربع قبل الظهر وأربع بعدها؛ ففي الحديث: «مَنْ حَافَظَ عَلَى أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ وَأَرْبَعٍ بَعْدَهَا حَرُمَ عَلَى النَّارِ» [رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني].

13- قيام الليل وإفشاء السلام، وإطعام الطعام؛ ففي الحديث: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يَرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا, وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا، أَعَدَّهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَدَامَ الصِّيَامَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ» [رواه الطبراني وابن حبان، وصححه الألباني].

14- أن يقول سيد الاستغفار صباحاً ومساءً؛ ففي الحديث: { سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ. إِذَا قَالَ حِينَ يُمْسِي فَمَاتَ دَخَلَ الْجَنَّةَ -أَوْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ- وَإِذَا قَالَ حِينَ يُصْبِحُ فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ } [رواه البخاري].

15- قول: "سبحان الله وبحمده" مائة مرة حين يصبح، ومائة مرة حين يمسي؛ ففي الحديث: { مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ. لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلاَّ أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ } [رواه مسلم]، وفي رواية: { مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ . فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ } [متفق عليه].

16- التأدب بآداب يوم الجمعة؛ ففي الحديث: { إذا كان يوم الجمعة فاغتسل الرجل وغسل رأسه ثم تطيب من أطيب طيبه ولبس من صالح ثيابه ثم خرج إلى الصلاة ولم يفرق بين اثنين ثم استمع الإمام غفر له من الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام } [رواه ابن خزيمة، وحسنه الألباني].

17- إنظار المعسر "الفقير" أو الوضع عنه؛ ففي الحديث: { مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ لَهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ } [رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني]، قلتُ: ( وهذا يقتضي دخوله الجنة )، والإنظار هو: التأجيل في السداد وتأخير المطالبة، والوضع هو: تقليل الدين.

18- إطعام الجائع وسقيا الظمآن؛ ففي الحديث: جَاءَ أَعْرَابِيُّ إِلَى النَّبِيِّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي عَمَلاً يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ. فَقَالَ: { لَئِنْ كُنْتَ أَقْصَرْتَ الْخُطْبَةَ لَقَدْ أَعْرَضْتَ الْمَسْأَلَةَ أَعْتِقِ النَّسَمَةَ وَفُكَّ الرَّقَبَةَ… فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَلِكَ فَأَطْعِمِ الْجَائِعَ وَاسْقِ الظَّمْآنَ } [رواه أحمد وابن حبان، وصححه الألباني].

19- قال رسول الله : { مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِماً }. قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: أَنَا. قَالَ: {فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً }. قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: أَنَا. قَالَ: { فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مِسْكِينًا }. قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: أَنَا. قَالَ: { فَمَنْ عَادَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضاً }. قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : { مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ } [رواه مسلم]، قلتُ: ( أي من عمل هذه الأربع في يوم دخل الجنة ).

20- قيام ليلة القدر أو صيام رمضان إيمانـاً واحتساباً؛ ففي الحديث: { مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ } [متفق عليه].

21- الإكثار من ذكر الله تعالى عموماً؛ ففي الحديث: { ما عمل آدمي عملاً أنجى له من العذاب من ذكر الله } [رواه الطبراني في الأوسط، وصححه الألباني].

22- حضور مجالس الذكر ومجالس العلم؛ ففي الحديث: { مَا مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا يَذْكُرُونَ اللَّهَ لاَ يُرِيدُونَ بِذَلِكَ إِلاَّ وَجْهَهُ إِلاَّ نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ قُومُوا مَغْفُوراً لَكُمْ قَدْ بُدِّلَتْ سَيِّآتُكُمْ حَسَنَاتٍ } [رواه أحمد، وصححه الألباني].

23- ختم الصلاة بالذكر؛ ففي الحديث: { مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَحَمِدَ اللَّهَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ } [متفق عليه].

24- ذكر الله بعد الصلاة وعند النوم؛ ففي الحديث: { خَصْلَتَانِ لاَ يُحْصِيهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَهُمَا يَسِيرٌ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ: يُسَبِّحُ اللَّهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ عَشْرًا وَيُكَبِّرُ عَشْرًا وَيَحْمَدُهُ عَشْرًا }.

فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَعْقِدُهَا بِيَدِهِ فَذَلِكَ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ بِاللِّسَانِ وَأَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ، وَإِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ: سَبَّحَ وَحَمِدَ وَكَبَّرَ مِائَةً فَتِلْكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ فَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي الْيَوْمِ أَلْفَيْنِ وَخَمْسَمِائَةِ سَيِّئَةٍ). قَالُوا وَكَيْفَ لاَ يُحْصِيهِمَا؟ قَالَ: { يَأْتِي أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ فَيَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا وَكَذَا.. حَتَّى يَنْفَكَّ الْعَبْدُ لاَ يَعْقِلُ وَيَأْتِيهِ وَهُوَ فِي مَضْجَعِهِ فَلاَ يَزَالُ يُنَوِّمُهُ حَتَّى يَنَامَ } [رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه واللفظ له، وصححه الألباني].

25- يقرأ آية الكرسي دبر الصلاة المكتوبة؛ ففي الحديث: { مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ، إِلا الْمَوْتُ } [رواه النسائي في الكبرى والطبراني، وصححه الألباني].

26- الاستغفار؛ ففي الحديث: { مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ } [رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني].

27- قول: ( لا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله )؛ ففي الحديث: { مَا عَلَى الأَرْضِ أَحَدٌ يَقُولُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ. إِلاَّ كُفِّرَتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ » [رواه الترمذي، وحسنه الألباني].

بارك الله فيك…اللهم اجعلنا ممن يسمعون القول و يتبعون احسنه…جعله الله في ميزان حسناتك ان شاء الله

الجيريا

هل ثبت أن خازن الجنة اسمه «رضوان» ؟ 2024.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد : فهذا بحث مختصر في الأحاديث التي ورد فيها تسمية خازن الجنة بـ«رضوان» وبيان أنه لم يثبت منها شيء :

الحديث الأول :
" إذا كان أول يوم من شهر رمضان نادى الجليل جل جلاله رضوان خازن الجنة ، فيقول : لبيك وسعديك ، فيقول : نجد جنتي وزينها للصائمين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، لا تغلقها عنهم حتى ينقضي شهرهم " رواه ابن عدي في الكامل (2/99) وفيه أصرم بن حوشب متهم بالكذب، وقال ابن حبان في المجروحين (1/206) :" باطل "، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات (2/547).

الحديث الثاني :
" إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نادى الله تبارك وتعالى رضوان خازن الجنة يقول يا رضوان فيقول لبيك سيدي وسعديك فيقول زين الجنان للصائمين والقائمين من أمة محمد ثم لا تغلقها حتى ينقضي شهرهم فذكر حديثا طويلاً جداً "، ذكره الذهبي في ترجمة عباد بن عبد الصمد في الميزان وهو واه وقال البدر العيني في عمدة القاري (10/ 384) :" منكر ".

الحديث الثالث :
" إن لكل شيء قلبا ، وإن قلب القرآن { يس } ، ومن قرأ { يس } وهو يريد بها الله عز وجل ؛ غفر الله له ، وأعطي من الأجر كأنما قرأ القرآن اثنتي عشرة مرة ، وأيما مسلم قرئ عنده إذا نزل به ملك الموت سورة { يس } ؛ نزل بكل حرف من سورة { يس } عشرة أملاك يقومون بين يديه صفوفا ويستغفرون له ، ويشهدون غسله ، ويشيعون جنازته ، ويصلون عليه ، ويشهدون دفنه . وأيما مسلم قرأ { يس } وهو في سكرات الموت ؛ لم يقبض ملك الموت روحه حتى يجيئه رضوان خازن الجنة بشربة من شراب الجنة فيشربها وهو على فراشه ، يقبض ملك الموت روحه وهو ريا ، ويمكث في قبره وهو ريان ، ويبعث يوم القيامة وهو ريان ، ويحاسب وهو ريان ، ولا يحتاج إلى حوض من حياض الأنبياء حتى يدخل الجنة وهو ريان "، ذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (5870) وقال :" موضوع ".

الحديث الرابع :
عن أبي جعفر محمد بن علي ، قال : (( نادى مناد من السماء يوم بدر – يقال له رضوان – : لا سيف إلا ذو الفقار ، ولا فتى إلا علي بن أبي طالب )) رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق 42/71 وقال :" مرسل وإنما تنفل النبي صلى الله عليه وسلم ذا الفقار يوم بدر ثم وهبه بعد ذلك لعلي " وذكره ابن الجوزي في الموضوعات 2/159وليس فيه التصريح بأن رضوان هذا خازن الجنة.

الحديث الخامس :
من قرأ { إنا أنزلناه في ليلة القدر } سبع مرات بعد العشاء الآخرة عافاه الله عز وجل من كل بلاء ينزل به حتى يصبح وصلى عليه سبعون ألف ملك ودعوا له بالجنة وشيعه من قبره سبعون ألف ملك إلى الموقف يزفونه زفا ويبشرونه بأن الرب تعالى عنه راض غير غضبان ومن قرأها بعد صلاة الفجر إحدى عشر مرة نظر الله إليه سبعين نظرة ورحمه سبعين رحمة وقضى له سبعين حاجة أولها المغفرة له ولأبيه ولأمه ولأهله وجيرانه ومن قرأها عند الزوال إحدى وعشرين مرة نهته من جميع العصيان حتى يكون من أعبد الناس ومن قرأها ألف مرة نودي في السماء المؤمن الغلاب ومن كتبها وشربها لم ير في جسده شيئا يكرهه أبدا ولكل شيء ثمرة وثمرة القرآن { إنا أنزلناه } ولكل شئ بشرى وبشرى المتقين { إنا أنزلناه } ومن حافظ على قراءة إنا أنزلناه لم يمت حتى ينزل إليه رضوانفيسقيه شربة من الجنة فيموت وهو ريان ويبعث وهو ريان ويحاسب وهو ريان فإذا كان يوم القيامة يبعث الله تعالى ألف ملك يزفونه إلى قصور اللؤلؤ والمرجان ومن حافظ على قراءة { إنا أنزلناه } عصم لسانه من الكذب وبطنه وفرجه من الحرام وأعطاه الله تعالى أجر الصائمين القانتين الصابرين وجعله ينطق بالحكمة ويحفظ في أهله وفي ماله وفي ولده وفي جيرانه وصافحته الملائكة حين يخرج من قبره فتبشره بأن الرب تعالى عنه راض غير غضبان ويفرج عنه ويمحى الفقر من بين عينيه وكتب من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وما كان رجل يجيء إلى أبي بكر وعمر وعثمان يشكو إليهم هما أو غما أو ضيق صدر أو كثرة دين إلا قالوا له عليك بقراءة { إنا أنزلناه في ليلة القدر } فإنها منجية في القيامة ومن قرأها في دبر كل صلاة مكتوبة مرة واحدة وهو على طهارة كان له نور في قبره ونور على الصراط ونور عند الميزان ونور في الموقف إلى الجنة ومن قرأها ومضى في حاجته رجع مسرورا بقضاء حاجته ومن قرأها ليلا استغفرت له الملائكة إلى طلوع الفجر وخرج من قبره وكتابه بيمينه وهو يقول لا إله إلا الله حتى يدخل الجنة وهو ريان ولا يرى يوم القيامة عبد أكثر حسنات منه ومن قرأها بعد صلاة العصر في كل يوم عشرين مرة كأنما حج البيت ألف ألف حجة وغزا ألف ألف غزوة وكسى ألف ألف عريان ويخرج من قبره وهو يقرأها حتى يدخل الجنة آمنا مطمئنا فعليكم بها يا أهل الذنوب ومن قرأها في كل ليلة قبل الوتر ثلاث مرات وبعد الوتر ثلاث مرات كتب له قيام تلك الليلة وكتبت الحفظة له حسنات بعدد نجوم السماء ومن قرأها في يوم الجمعة ثلاث مرات وبعد الصلاة ثلاث مرات كتب له حسنات بعدد من صلى صلاة الجمعة في ذلك اليوم من المشرق إلى المغرب ومن قرأها في دبر كل صلاة فريضة عشر مرات رفعت صلاته تامة غير ناقصة ولا يكون للدود إلى قبره سبيل وهي نور على الصراط يوم القيامة ومن قرأها يوم الجمعة بين الأذان والإقامة عشر مرات يعطى من الثواب ما يعطي الله تعالى المؤذن ولا ينقص من أجره شئ وما من رجل ولا امرأة ضلت له ضالة فقرأها إلا ردها الله ومن قرأها عند طلوع الفجر عشرين مرة بعث الله مئة ألف ملك يكتبون له الحسنات ويمحون عنه السيئات من يوم قرأها يوم ينفخ في الصور ولا يجدوا طعم الإيمان حتى يقرءوا { إنا أنزلناه } ومن قرأها وبه حاجة استغنى ومن قرأها وهو مريض شفاه الله ومن قرأها وهو محبوس يخلى سبيله ومن كان له غائب فليقرأها فإنه يكلأ ويحفظ ويرجع سالما ومن أدمن على قراءتها أمن من عقوبات الدنيا والآخرة وما قرأها عبد في بقعة إلا أسكن الله تلك البقعة ملكا يستغفر له إلى يوم القيامة وإن قارئ { إنا أنزلناه } يسمى في السماء المؤمن العابد وإن قراءتها نور على الصراط يوم القيامة ولا تنسوا قراءة { إنا أنزلناه } في ليلكم ولا نهاركم يا معشر الكهول عليكم بقراءة { إنا أنزلناه في ليلة القدر } تقوون بها على ضعفكم ومن قرأها مرة واحدة لم يرتد إليه طرفه إلا مغفورا له تبدل سيئاته حسنات وخرج من قبره وهو يضحك حتى يدخل الجنة مع الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وما ذلك على الله بعزيز وكنا أهل البيت نواظب على قراءتها وإن قارئ { إنا أنزلناه } لا يفرغ من قراءتها حتى يكتب له براءة من النار ولأمه براءة من النار أتعبوا الحفظة بقراءة { إنا أنزلناه } فإن من قرأها إذا توضأ للصلاة كتب له عبادة ألف ألف سنة صيام نهارها وقيام ليلها فعليكم بها ففيها الرغائب ومن قرأها في دبر كل صلاة فريضة مرة واحدة بني له قصر في الجنة طوله من المشرق إلى المغرب وإن الملائكة لأعرف بقراء { إنا أنزلناه } من أحدكم إذا مضى إلى منزله ومن قرأها وهو عليل عدلت قراءة القرآن عليكم يا أهل الأوجاع والذنوب بها وإن نزل بكم قحط أو غلاء فعليكم بقراءتها فإنها تصرف الهموم والأحزان ما شكا رجل قط هما أو حزنا أو غما إلى أبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي إلا قالوا له يا هذا عليك بقراءة { إنا أنزلناه } فإنها تورث البركة في البيت وتصرف الهموم والأحزان وتأتي بالفرج من عند الله تعالى من قرأها يوم الجمعة قبل الزوال عشرين مرة رأى النبي في منامه ومن قرأها ومضى في حاجته رجع مسرورا بقضاء حاجته مفرجا عنه يقضى له كل حاجة ومن قرأها يوم الجمعة قبل أن تغرب الشمس خمسين مرة ألهم الخير والطاعة والعبادة ورفع الفقر عن أهل بيت ذلك المنزل ووهب الله له قلوب الشاكرين ويعطى ما يعطى أيوب على بلائه ولو علم الناس ما في قراءة { إنا أنزلناه في ليلة القدر } عشر مرات ما تركوها ومن قرأها عصم من الدجال إذا خرج ويوقى ميتة السوء ما دام في الدنيا ولا سلطان يخافه ولا لص يهابه وإن قراءتها لتطرد الشيطان من دوركم فعليكم بها فيكتب لقارئها إذا قرأها بكل حرف عشرة آلاف حسنة ويمحى عنه عشرة آلاف سيئة ومن قرأها قبل المغرب وبعد المغرب ثلاث مرات قبل أن يحول ركبته فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء ومن خاف جبارا أو سلطانا أو ظالما إذا استقبله يكون طوع يديه ورجليه ومن قرأها إذا دخل منزله عشر مرات كان له أمان من الفقر واستجلب الغنى ولم ير من منكر ونكير إلا خيرا ومن صام وقرأها قبل إفطاره مرة واحدة قبل الله صومه وصلاته وقيامه وبشرته الملائكة حين يخرج من قبره بالعتق من النار ومن قرأها عند ميت هون الله عليه نزع روحه ويغسل وهو ريان ويحمل على النعش وهو ريان ويدخل القبر وهو ريان ويحاسب وهو ريان ويدخل الجنة وهو ريان ضاحك .

ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة 1/303 وقال :" فيه محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو الطيب المخرمي فإن يكن هو البغدادي الشافعي بأنه أظهر الاعتزال وإلا فلا أعرفه عن محمد بن حميد الخزاز ضعيف عن الحسن بن علي أبي سعيد العدوي كذاب عن محمد بن صدقة لا يعرف".

روى الواحدي في أسباب النزول (1/224) من طريق إسحاق بن بشر عن جويبر عن الضحّاك عن ابن عبّاس مرفوعا قال في حديثه :
قال جبريل يا محمد أبشر، هذا رضوان خازن الجنة ، فأقبل رضوان حتى سلم ثم قال : يا محمد رب العزة يقرئك السلام ومعه سفط من نور يتلألأ ويقول لك ربك : هذه مفاتيح خزائن الدنيا مع ما لا ينتقص لك مما عندي في الآخرة مثل جناح بعوضة ، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كالمستشير له ، فضرب جبريل بيديه إلى الأرض فقال : تواضع لله فقال : يا رضوان ، لا حاجة لي في الدنيا ، فقال رضوان : أصبت أصاب الله بك ، وإسناده مظلم ، فيه إسحاق بن بشر متهم بالوضع ، وجويبر متهم ، والضحاك لم يلق ابن عباس ، وهي أوهى طرق ابن عباس .

وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق (30/156) : من طريق سفيان الثوري أخبرنا فضل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا كان يوم القيامة ينصب منبران ، فيجئ ملك من الملائكة فيرتقي على أحدهما فيقول معشر الخلائق من كان لا يعرفني فليعرفني فأنا رضوان خازن الجنة وهذه مفاتيحها أمرني ربي أن أدفعها إلى محمد وأمرني محمد أن أدفعها إلى أبي بكر ليدخل الجنة محبيه ومحبي عائشة بغير حساب ، قال ثم يجئ ملك آخر فيرتقي على المنبر الآخر فيقول معشر الخلائق من كان لا يعرفني فليعرفني فأنا مالك خازن جهنم وهذه مفاتيحها أمرني ربي أن أدفعها إلى محمد وأمرني محمد أن أدفعها إلى أبي بكر ليدخل النار مبغضه ومبغض عائشة بغير حساب ..".

وروى الداراقطني في حديث الرؤيا رواية قتادة عن أنس مرفوعا وفيه : "..فينادي رب العزة تبارك وتعالى رضوان وهو خازن الجنة فيقول يا رضوان ارفع الحجب بيني وبين عبادي وزواري ، فإذا رفع الحجب بينه وبينهم فرأوا بهاءه ونوره هموا له بالسجود ، فيناديهم تبارك وتعالى بصوته : ارفعوا رؤوسكم فإنما كانت العبادة في الدنيا وأنتم اليوم في دار الجزاء ، سلوني ما شئتم .." الحديث، وعطية العوفي ضعيف .

وروى القضاعي في مسند الشهاب ( رقم 1036) عند فضائل سورة يس من حديث أبي بن كعب مرفوعا : "من قرأ يس وهو في سكرات الموت جاء رضوان خازن الجنة بشربة من شراب الجنة حتى يسقيه وهو على فراشه حتى يموت رياناً ، ويبعث رياناً" . وهو حديث منكر جداً في سنده مخلد بن عبد الواحد قال ابن حبان عنه في المجروحين : منكر الحديث جداً ، وحكم بوضعه ابن الجوزي في الموضوعات (1/247) والألباني في الضعيفة (5870).

ومنها : ما جاء في حديث خيثمة بن سليمان القرشي (1/121) عن مجاورة النبي أصحابه في الجنة وكلام رضوان على قصر عمر ..
فروى بسنده عن عبد الله بن أبي أوفى قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم … فقال يا عمر ، لقد رأيت في الجنة قصرا من درة بيضاء ، شرفه لؤلؤ أبيض مشيد بالياقوت ، فأعجبني حسنه فقلت : يا رضوان ، لمن هذا ؟ فقال : هذا لفتى من قريش ، فظننت أنه لي ، فذهبت لأدخله ، فقال لي : يا محمد ، هذا لعمر بن الخطاب . اهـ

وهو حديث منكر في سنده عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن عمّار بن سيف وهما كما في ترجمتيهما يرويان المناكير ، وحديث قصر عمر في الصحيحين ثابت بدون ذكر رضوان.

والخلاصة أنه لا يصح حديث في أن رضوان خازن الجنة، هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

بارك الله فيكم أخي المطرفي وجزاكم الله الجنة
كما ان ملك الموت لم يثبت بأن اسمه عزرائيل كذلك.

السلام عليكم

بارك الله فيك اخي الكريم

السلام عليكم

بارك الله فيك اخي الكريم

جزاكم الله خير

بارك الله فيك وجزاك الجنة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفيكم بارك الله, ولكم خير الجزاااء

هل هناك من يدخل الجنة بغير حساب؟ 2024.

هل هناك من يدخل الجنه بغير حساب؟

نعم أخبر عنهم النبي – صلى الله عليه وسلم – حين قال: (عرضت عليّ الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط ، والنبي ومعه الرجل والرجلان ، والنبي ليس معه أحد – حتى قال في أخره – أنه أُبلغ أنه يدخل من أمته: سبعون ألف بغير حساب ولا عذاب. فسأله الصحابة عنهم ، فقال: هم الذين لا يسترقون ، ولا يكتوون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون). والمقصود من هذا أن المؤمن الذي استقام على أمر الله ، وترك محارم الله ، ومات على استقامة ، فإنه يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب. ومنهم هؤلاء الذين أخبر عنهم – صلى الله عليهم وسلم – ، لا يسترقون ، أي لا يطلبون الناس يرقوهم ، يسترقي أي يطلب الرقية ، أما كونه يرقي لغيره فلا بأس؛ لأنه محسن ، الراقي محسن ، فإذا رقى غيره ودعى له بالعافية والشفاء هذا محسن ، في الحديث الصحيح: (من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه). أما الاسترقاء فهو طلب الرقية ، وهو أن يقول يا فلان إقرأ عليّ ترك هذا أفضل إلا من حاجة إذا كان هناك حاجة فلا بأس أن يطلب الرقية ؛ وقد ثبت عن عائشة – رضي الله عنها – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال لها: (استرقي من كذا). فأمر بالاسترقاء، وأمر أسماء بنت عميس أن تسترقي لأولاد جعفر لما أصابتهم العين ، قال عليه الصلاة والسلام : (لا رقية إلا من عين أو حمى). فالاسترقاء عند الحاجة لا بأس لكن تركه أفضل إذا تيسر علاج آخر ، وهكذا الكي تركه أفضل إذا تيسر علاج آخر ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : (الشفاء في ثلاث: كية نار، وشربة عسل، وشرطة محجم ، وما أحب أن اكتوي). وفي اللفظ الأخر قال: (وأنا أنهى أمتي عن الكي). فدل ذلك على أن الكي ينبغي أن يكون آخر الطب عند الحاجة إليه ، فإذا تيسر أن يُكتفى بغيره من الأدوية فهو أولى ، وقد ثبت عنه – صلى الله عليه وسلم – أنه كوى بعض أصحابه – عليه الصلاة والسلام – ، فإذا دعت الحاجة للكي فلا كراهة ، وإن استغني عنه بدواء آخر من شربة عسل ، أو شرطة محجم ، يعني حجامة ، أو قراءة، أو دواء آخر كان أفضل من الكي. فالمقصود أن قوله – صلى الله عليه وسلم – لا يسترقون ولا يكتوون لا يدل على التحريم وإنما يدل على أن هذا هو الأفضل ، عدم الاسترقاء يعني عدم طلب الرقيا وعدم الكي هذا هو الأفضل ، ومتى دعت الحاجة للاسترقاء أو الكي فلا حرج ولا كرهة في ذلك. (ولا يتطيرون) التطير هو التشاؤم بالمرئيات أو المسموعات ، والطيرة شرك ، من عمل الجاهلية ، فهؤلاء السبعون يتركون ما حرم الله عليهم من الطيرة ، وما كره لهم من الاسترقاء والكي عند عدم الحاجة إليه ، وعلى ربهم يتوكلون ، يتركون ذلك ثقة بالله ، واعتماداً عليه ، وطلباً لمرضاته ، والمعنى أنهم استقاموا على طاعة الله ، وتركوا ما حرم الله ، وتركوا بعض ما أباح الله ، إذا كان غيره أفضل كالاسترقاء والكي ، يرجون ثواب الله ، ويخافون عقابه ، ويتقربون إليه بما هو أحب إليه – سبحانه وتعالى – ، عن توكل ، عن ثقة به ، واعتماداً عليه – سبحانه وتعالى -، وجاء في الروايات الأخرى: (إن الله زادهم مع كل ألف سبعين ألف). وفي بعض الروايات الأخرى: (وحثيات من حثيات ربي). وهذه الحثيات لا يعلم مقدارها إلا الله – سبحانه وتعالى – ، والجامع في هذا أن كل مؤمن استقام على أمر الله ، وعلى ترك محارم الله ، ووقف عند حدود الله ، هو داخل في السبعين ، داخل في حكمهم ؛ لأنه يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب.
منقول للفائدة