مساجدنا قبلتها ليست مكة المكرمة 2024.

مساجدنا قبلتها ليست مكة المكرمة

يشكّك ملياني عبدين من أدرار، 49 سنة، ومن مؤسسي أكبر مساجد الجزائر، في أن تكون قبلة المساجد الجزائرية صحيحة، فقد تجوّل في أكثر من 30 ولاية جزائرية وعاين قرابة 500 مسجد ليصل في الأخير إلى نتيجة مفادها أن 70 بالمائة منها قبلتها خاطئة.. مستندا في ذلك إلى جملة من الحجج والبراهين، بعد سنوات من البحث والتقصي بناء على ما تعلمه من والده .

قبلة أدرار تارة إلى اليمين وتارة إلى الشمال

ويقول ملياني إن المشكلة بدأت في أدرار سنة 1982م، بعد أن تم تهديم المساجد القديمة المبنية من الطين وبناء مكانها مساجد جديدة عصرية، فالمصلون يصلون الفجر، الظهر والعصر داخل المسجد وتكون قبلتهم للجهة اليسرى، أمّا في صلاتي المغرب والعشاء وبعد أن تغيب الشمس يصلي الناس في بهو المسجد حتى يتفادوا الحرارة وتكون قبلتهم هذه المرة في الجهة اليمنى، الأمر الذي دفع السيد ملياني لطرح انشغاله هذا على سلطات المنطقة لكنه لم يلق أي رد، فبدأ بمعاينة مساجد المنطقة فوجدها تضم مسجدين فقط قبلتهما صحيحة.

قبلة بجاية باتجاه الفاتيكان

وفي نوفمبر 2024 ذهب ملياني إلى بجاية وصلى الجمعة بأحد مساجد قرية الحرايش، فأدرك أن قبلته باتجاه الفاتيكان بإيطاليا. أما مسجد درا درة في نفس المنطقة فله قبلة أخرى، ومن هناك جاء مباشرة إلى العاصمة وبالتحديد لرئاسة الجمهورية وترك رسالة إلى رئيس الجمهورية لكنه لم يتلق أي رد.

ومن رئاسة الجمهورية إلى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف فقابل المسؤول هناك وحدثه في الأمر ومن ثمة وعده بالنظر في انشغاله، وبعد أن عاد إلى أدرار عاود الاتصال بالمسؤول الذي أجابه بكل برودة "من المشرق إلى المغرب كلها قبلة ولا تحاول أن تبحث في الأمر أكثر من هذا".

وبعدها عقد السيد ملياني العزم على أن يطرح القضية على الرأي العام، فتعلم كيفية تحديد القبلة بالنجوم والبوصلة من والده وذلك مصداقا لقوله تعالى ]وجعلنا النجوم لتهتدوا بها[. وله في ذلك شهادة من الدكتور لوط بوناطيرو، رئيس منظمة المبدعين والبحث العلمي، بقدرته على تحديد القبلة الصحيحة.

.. وتبدأ رحلة معاينة قبلة مساجد الجزائر

عقد ملياني عبدين العزم على أن يعاين جميع قبلات مساجد الجزائر، وبدأ الجولة بمساجد العاصمة، ليكتشف فيما بعد أن العديد من مساجدها قبلتها خاطئة كمسجد النصر، الفتح، السنة، فتح الإسلام بباب الوادي، بالإضافة إلى مسجد كتشاوة والمسجد الجديد ومسجد الكبير وغيرها من مساجد العاصمة.

من العاصمة إلى ولايات أخرى حيث قام بمعاينة العديد من المساجد وخلص إلى أن المساجد الجزائرية منحرفة عن القبلة بما معدله 220 إلى 270 درجة، مع العلم أن كل درجة تبعد بـ500 كلم والمرخص به في ضبط القبلة 270 إلى 290 درجة أقصى.

وحتى يصل صوت السيد ملياني إلى جميع الجزائريين استعان بالصحافة المكتوبة، وكان أول مقال كتب في الموضوع نشر سنة 2024، ثم مقال آخر في سنة 2024 م، وثالث ورابع في 2024 و2017.

وكصدى للرسائل التي نشرها المهتم أعيد بناء مسجد الشيخ سيدي محمد ابن الكبير بأدرار، وتمت دعوة ملياني لتحديد قبلته رفقة مجموعة من مسؤولي مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بالولاية.

مساجد العالم صححت قبلتها ما عدا الجزائر

بعد المقالات التي أرسلها السيد ملياني في الصحف وصل صداها إلى المملكة العربية السعودية، حيث اكتشف المصلون بمسجد الخطابي سنة 2024 م، الواقع بأحد أحياء مكة المكرمة في السعودية، أنهم كانوا يصلون طوال 26 سنة عكس اتجاه القبلة ليتم تصحيحها فيما بعد من قبل لجنة من الأوقاف في التحري باستعمال أجهزة دقيقة، وفي نفس الإطار تم تصحيح قبلة 40 مسجدا في أندونيسيا.

سنة 2024 م، جاءت مراسلة من قبل السلطات العليا في الدولة إلى والي ولاية أدرار بخصوص موضوع القبلة، لكن لم يتم إطلاع السيد ملياني على ما جاء فيها، بالرغم من أنه أول من أثار الموضوع في الجزائر باعتباره شخصية طبيعية لا معنوية، أي أنه لا يمثل أي جمعية أو حزب.

وزارة الشؤون الدينية ترد

صرح الشيخ جلول قزول، رئيس مكتب النشاط المسجدي بالوزارة، لـ"الجزائر" أن القبلة فيها سعة بين المشرق والمغرب مصداقا لقوله تعالى ]أينما تولوا فثمة وجه الله[، وبما أن الدين الإسلامي دين يسر وليس دين عسر، لا يمكن إعادة قبلة جميع المساجد، لأن في ذلك حرجا، وبالتالي يترك مجال للشك والفتنة بين المسلمين، وأضاف أنه توجد على مستوى كل مديرية من مديريات الوزارة لجان لتحديد القبلة عند بناء المساجد.

أما المسؤول الأول في مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية الجزائر، فأوضح أنه لا توجد لجان على مستوى المديرية لتحديد قبلة المساجد عند بنائها، وإنما يحددها أشخاص مختصون من العقلاء والأعيان باستعمال البوصلة.

الدكتور بوزيدي: اعتبار ما بين المشرق والمغرب كلها قبلة حرام

أما الدكتور كمال بوزيدي فقد كان له رأي آخر في الموضوع، واعتبر أن كل ما أثير عن انحراف القبلة مبالغ فيه، ففعلا بعض المساجد في الجزائر قبلتها منحرفة قليلا عن الاتجاه الصحيح للقبلة، ولا حرج في الصلاة بها لأنها مساجد قديمة لا مجال لإعادة بنائها، أما عن تحديد القبلة في الجزائر فتحدد بطلوع الشمس في حدود 180 درجة، واتجاه القبلة يكون باتجاه المشرق فقط دون المغرب، فهي تحدد بمطلع الشمس، ومهما انحرفت الشمس قليلا عن اتجاهها بين فصلي الشتاء والصيف، فيعتبر ذلك الانحراف قبلة للمصلي، فتبطل الصلاة إذا أدار المصلي القبلة بظهره متعمّدا، أما إذا كان مخطئا وصححه إنسان آخر فيعيدها.

أما اعتبار ما بين المشرق والمغرب كلها قبلة، على حد تعبير الشيخ جلول قزول، رئيس مكتب النشاط المسجدي بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف فهو حرام، بل تحل فقط للإنسان التائه في الصحراء، ويصلي لأي اتجاه حتى لا يترك الفرض، وإذا ثبت أن اتجاه القبلة في المسجد خاطئ فعلى الإمام فقط من يتوجه للقبلة الصحيحة ويبقى المأمومون محافظين على صفوفهم.

لوط بوناطيرو: أحد مساجد عنابة منحرف كثيرا

يُشهد له بالتحكم الكامل في تقنية تقبيل المساجد صوب مكة المكرمة، وأن طريقته الفلكية سليمة، وقد تم توقيع هذه الشهادة من قبل الدكتور بوناطيرو أكتوبر 2024 م، وفي اتصال هاتفي أجرته "الجزائر" معه أكد بوناطيرو أن السيد ملياني يتحكم في تقنية تقبيل المسجد، بل أضاف أكثر من هذا وأكد أنه يوجد مسجد بإحدى دوائر ولاية عنابة منحرف كثيرا عن اتجاه القبلة وهو لا يعلم إن تم تصحيحه.
و في الاخير هل هدا ممكن و ادا كان صحيح مادا يفعل الواحد منا هل يصلي معهم ام لا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.