مجتمع الفضيلة وقيم الرذيلة 2024.

إن قابلية الاكتساب للمعارف والعادات والتقاليد الاجتماعية بالتربية الذي يختزنها مستودع العقل تؤهل الفرد أن يكون كائناً اجتماعياً، لكن هذه الآلية ترتبط بعوامل وراثية وبيولوجية متعلقة بكل كائن بشري على حدا، فحجم الرواسب الشريرة الكامنة في الذات مختلفة باختلاف طول سلسلة التطور البشري أو قصرها فإن كانت السلسلة الوراثية قصيرة زادت الرواسب الشريرة الكامنة في الذات لاقترابها أكثر من عالم الحيوان، وإن كانت السلسلة الوراثية طويلة قلت الرواسب الشريرة الكامنة في الذات لابتعادها أكثر عن عالم الحيوان. وهذا ما يفسر عدم قدرة الكثير من البشر على الانسجام مع النظام الاجتماعي، ففعالية الرواسب الشريرة الكامنة مرتبطة بفعل التحريض لتظهر السلوكيات والممارسات المنافية لأخلاقيات المجتمع أو بفعل التخميد عبر اكتساب المعرفة والعلوم للارتقاء بالنفس لمراتب أعلى فتظهر سلوكيات وممارسات متوافقة مع أخلاقيات المجتمع فكلما زادت قابلية الاكتساب المعرفي لصنوف التربية والاخلاقيات العامة أصبح المرء كائن اجتماعي كامل.
لكن النظام الاجتماعي يشوبه بعض الخلل لوجود كائنات بشرية غير صالح للعيش فيه، فهناك الكثير منها غير مؤهل للانصياع لأحكام النظام الاجتماعي لافتقادها لأبسط أخلاقيات المجتمع كونها ناقصة التربية والتأهيل اللازم وجرى عدّها زيفاً أنها كائنات اجتماعية كاملة الحقوق والواجبات لذلك تعمل على نحو مستمر على خرق النظام الاجتماعي وتعرض نفسها والمجتمع لاضرار بالغة.
يقول (( نيتشه )) : " ما يحزنني بؤسكم، وخطيئتي إني أشفقت عليكم ".
إن خرق مبادئ النظام الاجتماعي لا علاقة له بعدد الكائنات غير المؤهلة اجتماعياً وإنما بعدد الجرائم والخروقات التي ترتكب، وبضعف أجهزة الضبط والتحكم والقوانين الرادعة يتعاظم حجمها ليصيب الكائنات الاجتماعية السوية المتمسكة بالنظام الاجتماعي حينها يختل النظام الاجتماعي وينعدم الآمان فيه.
تعدّ الذوات السوية في المجتمع نتاج غرس مبادئ الفضيلة في ذواتهم بالتربية الأسرية والاجتماعية لذلك تصنف كائنات اجتماعية ساعية للحفاظ على النظام الاجتماعي، وعلى الضد من ذلك الذوات غير السوية التي تعد نتاجاً لغرس مبادئ الرذيلة في ذواتهم فتصنف كائنات غير اجتماعية ساعية لخرق النظام الاجتماعي. إن حجم العنف والخرق للنظام الاجتماعي الذي تمارسه الكائنات غير السوية في المجتمع ضد الكائنات السوية يماثل حجم الحقن التربوي لمبادئ الرذيلة الناخر لذواتهم ويفوق حجم الفضيلة الكامنة في الضمير الاجتماعي للكائنات السوية.
يعتقد (( نيتشه )) " أن المرء السوي لا يعاقب أبداً بعنف إلا بسبب فضائله ".
وبما أن ثنائية الفضيلة والرذيلة، والخير والشر… تعد قيماً أخلاقية للمجتمع ومستمدة مبادئها من الدين وأعراف وقيم تاريخية يكتسبها الفرد في أغلب الأحيان في اللاوعي الاجتماعي الذي يتوارثه عبر التاريخ. إنها قيماً للفضيلة ومضادة لقيم الرذيلة التي شرعتها الأديان السماوية مبشرة بالجنة لأنصار الفضيلة ومتوعدة بالنار لأنصار الرذيلة والتي هي جزءاً أساسياً من النظام التربوي للمجتمع يساهم بقسمه الأكبر رجال الدين، فإن كانوا غير أسوياء أصبحت بيوت العبادة مرتعاً لبث الأفكار الشريرة كونها قادرة على جذب الكائنات غير السوية إلى صفها ومن ثم تحريض رواسبها الشريرة على خرق النظام الاجتماعي القائم.
لذلك من الأهمية القصوى التدقيق بخلفيات الكائنات البشرية المسؤولة عن غرس مبادئ التربية في وجدان المجتمع، فإن كانت كائنات سوية عمت الفضيلة المجتمع، وإن كانت كائنات غير سوية عمت الرذيلة المجتمع وتعرض النظام الاجتماعي برمته إلى الانهيار.
يرى (( كينيون غيبسون )) " أنه إذا سمحت للشر أن يدخل بيوت العبادة فسيدخل إلى بيتك لا محال ".
تعدّ الكائنات البشرية السوية الدعامة الأساس لبناء النظام الاجتماعي فكلما زاد عددها قلت السلوكيات والممارسات الشاذة المخلة بالنظام الاجتماعي شريطة وجود أجهزة ضبط وتحكم وقوانين فعالة قادرة على ردع الكائنات البشرية غير السوية الساعية للاخلال بالنظام الاجتماعي.

كاتب الموضوع:صاحب الربيعي

واعتصموا بحبل الله………………………………………. ……..

وأنت الصــــــــــــــــــادق :
*** مجتمعات الرذيلــــــــــــــــــــة وقيم الفضيلــــــــــــــــــــــــــــة ***
بارك الله فيك

يقال يا اخي انه((( يصلح الله بالسلطان ما لا يصلح بالقرآن)))) و معنى هذا أن الانسان هو العنصر الاساسي في نظام المجتمع
وأحسن نظام في الكون هو الاسلام
سئل فيلسوف بريطاني ما هو الاسلام فأجاب هو ((( المدنية))) lq civilisqtion

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.