مثال رائع ودرس كبير 2024.

قال لي صاحبي وهو يحاورني :ألا تلاحظ أن السائق يبقى دائماً مركزاً فكره على الطريق ،
ولا ينشغل بالتلهي عن ذلك ، وإذا غفل لحظة لسبب أو لآخر ، فإنه سرعان ما يعود إلى التركيز على الطريق .قلت له : بلى ، وأوضح ما يكون ذلك في الشوارع الرئيسية المفتوحة ،
حيث يحلو للبعض أن ينطلق بسيارته كأنما يسابق الريح !أو في الشوارع الضيقة جداً ، حيث تتكدس السيارات كأنها في موسم حج !ابتسم صاحبي وقال : إذن ، إذا كنت عاقلاً فعليك أن تلتقط الدرس الكبير مما ترى وتشاهد !!ارتسمت علامات الدهشة في وجهي ، وشرعت أبحث عن هذا الدرس ، غير أنه قال :كما يركز السائق على الطريق ، ولا يغفل عنه ، ولا يتلهي عنه ، فاحرص أن تجعل كل تركيزك على الهدف الذي خُلقتَ من أجله ، ليرضى الله عنك ، في دنياك وآخراك ! أي ليسعدك فيهما معا !!تهلل وجهي كله وأنا أسمع ما أسمع ، ثم قلت :لعلك تشير إلى قول الله سبحانه : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )..قال : نعم أحسنت ، هذا هو الهدف الرئيس الذي حدده خالق الناس لخلقهم ، فالعاقل لا يتلهى عن الهدف الكبير ، بأهداف صغيرة يبتكرها لنفسه ، وينسى بها ما خُلق له !فاجهد جهدك أن تحقق معنى العبودية لله في كل وضع تكون فيه ، على الوجه الذي يرضه الله ويحبه ، ولا تسمح لشيء يشغلك عن ذلك ، فأنت تحقق عبوديتك لله في كل حال تتقلب فيها .قلت على الفور :أراك تشير بهذا إلى قول الله سبحانه الجيرياقُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) ..ابتسم صاحبي وقال : ما شاء الله ، أراك تحفظ الآيات وتجيد اقتناص الشواهد ، ولكن ما نصيب العمل لهذه النصوص في حياتك ؟!سكتَ وسكتُ وسكتَ معنا الكون يصغي إلى هذا الحوار الشجي ..!فعاد يقول :فإذا حدث أن غفلتَ عن هدفك ، وشغلتك نفسك بهواها ، فما عليك إلا أن ترجع فوراً إلى التركيز على الطريق ! مع محاولة الحرص أن لا تغفل هذه المرة ، وستغفل !!وعلى قدر مجاهدتك لنفسك في هذه الدائرة ، تكون مرضياً عند الله ، ولك المقام الطيب بين أوليائه وأحبائه !فقد قالوا قديما وصدقوا :إذا أردتَ أن تعرف مقامك ،، فانظر أين أقامك !!وأنت بهذه المجاهدة لنفسك ليبقى تركيز فكرك على الهدف ، تكون قد قررت أن تقيم في دائرة الضوء لا تحيد عنها ،غير أن الشيطان والنفس والهوى وزخارف الدنيا ستجهد أن تقتنصك من الطريق إلى المنحدر ، فاحذر .!وتذكر دائماً ماذا يحدث للسائق إن هو غفل كليا عن الطريق ، وانحدرت به سيارته إلى الهاوية ..!!= = = = = =
تدكرو ان التائب من الدنب كمن لا دنب له

اللهم لاتؤاخدنا ان نسينا او اخطأنا و اغفر لنا و ارحمنا انك انت التواب الرحيم شكرا احلام على اجتهادك

بارك الله فيك على الدرس الكبير

و فيك البركة خديجة 1805

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.