لكبار في مواجهة اسئلة الصغار() 2024.

أصمت، لا تتكلم، مازلت صغيرا، كلها عبارات يطلقها الكبار بشكل صرخة في وجه الصغار، أولئك الذين خانتهم براءة الطفولة ليطرحوا أسئلتهم على الأم أو الأب ليواجهوا، صرخة تحت عنوان ”أصمت” أو باللغة العامية ”أشت”، من تلك اللحظة يصبح الطفل الصغير يخاف حتى النطق أو تحويل أسئلته وترجمتها إلى كلمات تحتاج لإجابة مقنعة·

عندما تكبر ستفهم؟

هذه العبارة تتكرر يوميا وفي كل لحظة بين الأطفال الصغار وأوليائهم، فهم يواجهونها بحكم صغر السن، فرغم كبر الأولاد فإنهم في نظر الوالدين يبقون صغارا·

وفي المقابل من ذلك تتمحور أسئلة الصغار حول أشياء تشكل لديهم استفهاما يحاولون تلقي الإجابة عنه وفهمه بإلحاح، فالفضول الكبير والبراءة هي سمة الاستفهامات العالقة في ذهنهم ليجدوا أمامهم جدارا سميكا مجهزا بكل عبارات القسوة والتعنيف اللفظي التي تخلق لملائكة البشر عقدة وراء عقدة قد تكلفهم غاليا في الكبر·

واعتبر الأستاذ كريم بوعبيبسة المختص في الاتصال الاجتماعي أن هناك مشكلة حقيقية تتشكل في مرحلة مبكرة لأي طفل يطرح أي سؤال على والديه، مضيفا في تصريح لـفالبلادف أن هذه المشكلة تتمثل في محاولة الطفل الصغير اكتشاف الحقائق من تلقاء نفسه، وببحث عنها عند الآخرين وربما يواجه صدمات أخرى وهو يحاول اكتشافها خصوصا إذا كانت متعلقة مثلا بخصوصياته وتكوينهه الجنسي أو محاولة معرفة كيف ولد وغيرها من الأسئلة التي يبدأ في طرحها منذ نعومة أظافره·

وأكد في شرحه لهذه المشكلة أن الطفل يتمادى في أسئلته ولكن الأخطر في كل هذا أنه يحاول أن يفهم الأشياء من حوله من خلال احتكاكه مع الآخرين من أطفال في مثل سنه أو حتى أكبر منه سنا، وهنا يبدأ الانشقاق والشرخ بينه وبين الوالدين لأنهما عنفاها لفظيا بالصمت والسكوت وعدم طرح الأسئلة·

وواصل المتحدث أن الطفل تصبح له علاقة أفقية وسطحية مع والديه بل وأكثر من ذلك لأنه يصبح لا يصدقه والديه، ويحدث معهما ما يسمى بـ”الرهابف أوفالفوبياف أي الخوف الأكبر من طرح أي سؤال على والديه حتى وإن كان من الضروري ذلك وهو ما يشكل عقد نفسية للطفل فضلا عن المخاوف الكبرى التي يواجهها في الشارع وفي المدرسة وأحيانا تؤدي إلى مآسٍ لا تحمد عقباها·

طرح الأسئلة جرم

وترى المختصة في علم الاجتماع كهينة سيلم في تصريح مماثل ل”البلاد” أن هذا التصرف في حد ذاته غير لائق وغير أخلاقي مع الصغار، لأنه تصرف يشكل له عقدة نفسية كونه يحتاج إلى النصح والتوجيه والتربية وليس إلى التعنيف اللفظي وحتى بالإشارة·

وبالفعل فإن الاعتقاد الذي يبقى راسخا في ذهن الطفل أنه بطرحه الأسئلة يرتكب جرما حقيقيا، وهو ما يشكل له عقدة تبقى معه حتى الكبر·

واللافت للانتباه تقول الأستاذة سيلم إن تلك العقدة تصبح حجر عثرة في حياته المستقبلية، خصوصا أمام تفاقم ظاهرة الاغتصاب الجنسي الممارس على الأطفال، وهي حالات لا يمكن تغطيتها أو غض الطرف عنها، في ظل تفاقم الرقعة بينه وبين والديه، في مواجهته لصدمات الرفض من طرف الأولياء للإجابة عن تساؤلاته·

بيارك الله فيك موضوع قيم فجزاك الله عنا كل خير

بارك الله فيك

Frère Wayne vit

بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.