فيمن تيمم مع وجود الماء خشية فوات الجماعة 2024.

لسؤال: استيقظ رجل -بعد أداء صلاة الصبح- على جنابة ولم يتمكن من الاغتسال لأجل الالتحاق بالعمل، ولما حانت صلاة الظهر جمع بين الوضوء والتيمم، قصد إدراك صلاة الجماعة، فهل الصلاة صحيحة؟

الجواب: الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فالصلاة بالتيمم متوقفة صحتها على وجود الماء والقدرة على استعماله في ذلك الوقت الذي وجبت فيه الصلاة، فإن لم يجد، أو وجده وخاف الجنب على نفسه المرض والهلاك أو حال بينه وبين الماء حائل يتعذَّر معه الوصول إليه، وصلى بالتيمم فصلاته صحيحة ولا إعادة عليه ولو وجد الماء واغتسل.
أمَّا من وجد الماء ولا عائق في استعماله لكنه قدَّم صلاة الجماعة باستعمال التيمم، فإنَّ صلاته يعيدها في الوقت أو يقضيها خارج الوقت، لأنَّ التيمم لا يستباح به الصلاة إلاَّ لسبب فقدان الماء لقوله تعالى: ﴿فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً﴾[النساء: 43]أو لوجود مانع من استعماله لمرض أو جرح أو شدة برودة أو لتعذُّر تسخين الماء ونحو ذلك لقوله تعالى: ﴿وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195]ولقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً﴾[النساء: 29] وهي الآية التي استند إليها عمرو بن العاص رضي الله عنه بحضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما سأله: "يَا عَمْرُو صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جُنُبٌ"(1) الحديث.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.

الجزائر في: 27 جمادى الأولى 1445ه
المـوافـق ل:23 جـوان 2024م

1- عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه قَالَ احْتَلَمْتُ فِى لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ فِى غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلاَسِلِ فَأَشْفَقْتُ إِنِ اغْتَسَلْتُ أَنْ أَهْلِكَ فَتَيَمَّمْتُ ثُمَّ صَلَّيْتُ بِأَصْحَابي الصُّبْحَ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: « يَا عَمْرُو صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جُنُبٌ ». فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي مَنَعَنِي مِنَ الاِغْتِسَالِ وَقُلْتُ إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ: (وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَلَمْ يَقُلْ شَيْئا". أخرجه أبو داود في الطهارة (334)، وأحمد (18287)، والدارقطني في سننه (693)، والبيهقي (1110). وصححه الألباني في الإرواء (154)، وصحيح أبي داود (1/94).
لشيخنا أبي عبد المعز محمد علي فركوس
https://ferkous.com/site/rep/Bc14.php

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.