شبابُ الثورة تَؤُزُّهم شياطين العلمانيَّة أزًّا 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
شبابُ الثورة تَؤُزُّهم شياطين العلمانيَّة أزًّا
للشيخ سعد بن عبد الرحمن الحصين
1-في هذا العصر الذي مَنَّ الله على خلْقه فيه بالميل العاطفي إلى التَّديُّن (بمعناه الفكري، ومبناه التقليدي، في كل أرض وعند كل طائفة) كان مِنَ الشرع والعقل، ومن شكر الله تعالى على هذه النِّعمة العظيمة (التي لا تتكرر إلا قليلاً بمشيئة الله وحكمته وتقديره وتدبيره) مقابلة العبد فضل الله تعالى عليه بصرف همَّته لمعرفة الدين الحق والالتزام به والثبات عليه ولو خالف هواه (فكره) وهوى غيره (فكرهم)، ولو خالف ما وجد عليه الآباء والأجداد والمشايخ ومؤسِّسي الأحزاب والجماعات (الفِرقَ والشِّيَع)، فقد ضلَّ أكثر الأمم بما قصَّ الله عنهم من قولهم:﴿إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ﴾ [الزخرف: 23]، فقال تعالى:﴿أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ﴾ [البقرة: 170]، وقال تعالى:﴿إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى﴾ [النجم: 23]، وقال تعالى:﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ﴾ [النساء: 59]لا إلى أُمّة الآباء، ولا إلى قادة الأحزاب والجماعات، ولا إلى دعاة القصص والشعر والفكاهة، ولا إلى مشايخ الابتداع أو التقليد بلا دليل، بل إلى الكتاب والسنة الصحيحة بفهم الصحابة والتابعين وتابعيهم في القرون الخيرة رضي الله عنهم وأرضاهم، وهذا هو ما رفع الله به من يُسَمَّون (السَّلفيِّين) درجات على المقلدين والحزبيِّين؛ بالردِّ إلى الكتاب والسنة بفهم السَّلف، أما من ينتسب إلى (السلفية) ومبلغ علمه: الرَّدُّ إلى (الألباني) أو من هو خير منه فيما نعلم: (ابن باز) أو من هو خير منه فيما نعلم: (ابن عبد الوهاب) أو من هو خير منه فيما نعلم: (ابن تيمية) رحمهم الله جميعًا وجزاهم عنا وعن المسلمين والإسلام خير ثوابه وأعلى درجات جنَّته؛ فهو في الحقيقة مقلِّد لا سلفي، وإن كان هؤلاء الأربعة (وأمثالهم قليل بعد القرون الخيِّرة) هم من خير المجددين لدين الله والدعوة إليه على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم، والله أعلم.
2-أما مَنْ سُمُّوا (شباب الثورة) اليوم في بلاد العرب، فيؤسفني أن أقول: إن المتديِّنين منهم وهم القلة لم يردوا أمر معاملة الحكام إلى كتاب الله في قوله تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾[النساء: 59]واختار ابن جرير (وهو آخر وأشمل المفسرين من القرون الخيِّرة) أنهم الأمراء والولاة، وروى حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سيليكم بعدي ولاة؛ فيليكم البَرُّ ببِرِّه، والفاجر بفجوره، فاسمعوا لهم وأطيعوا في كل ما وافق الحق، وصلوا وراءهم، فإن أحسنوا فلكم ولهم، وإن أساؤوا فلكم وعليهم). ولم يردوا أمر معاملة الحكام إلى أصحِّ ما ورد في السنة، ومنه ما ورد في الصحيحين عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من رأى من أميره شيئًا يكره فليصبر، فإنه من فارق الجماعة شبرًا فمات فميتة جاهلية). وروى مسلم في صحيحه أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما دخل على ابن مطيع بعد خروجه على يزيد بن معاوية، فقال ابن مطيع: اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة، فقال ابن عمر: إني لم آتِك لأجلس، أتيتك لأحدثك حديثًا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله: (من خلع يدًا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له)، ووثَّق ابنُ عمر بيعته ليزيد. وسمع الحسن البصري رجلاً يدعوا على الحجاج، فقال: (لا تفعل رحمك الله، إنكم من أنفسكم أُتِيتم، إنما نخاف إن عُزل الحجاج أو مات أن تليكم القردة والخنازير). (معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة للشيخ عبد الكريم بن برجس آل عبد الكريم رحمه الله، ص 74 ط 1).
3-وخوارج القرن الأول الذين خالفوا شرع الله وسنة رسوله في معاملة من ولَّاه الله أمرهم تجاوز الله عنهم فسنُّوا هذه السنة السيئة وعليهم وزرها ووزر من عمل بها مقتديًا بهم إلى يوم القيامة، إلا أن يعفو الله عنهم، وهو العفوُّ الغفور كانت نتيجة خروجهم بالقول (التظاهر السلمي بلغة الفتنة): خروج بعضهم بالعمل: (حصار بيت الخليفة الراشد المهدي ثم قتله وهو يتلوا كتاب ربه الذي ميَّزه بجمعه وجمع المسلمين على رسمه وحفظه به، قبل أن يقود الاستحسان إلى ابتداع تفريقه بالتجزيء والتحزيب، وتفريق المسلمين عن تدبره بحفظه، وتجويده بما لا يتجاوز تراقيهم، وتفريق اجتماعهم عليه بابتداع التنطع والتشدق والتباهي بالجمع بين القراءات السبع أو العشر وتنوع الإصدارات). ولكن أين الثرى من الثريا؟ أين خوارج القرن الأول العباد الزهاد من خوارج العصر (شباب الثورة) بل المتدينين منهم وهم النوادر! الحقيقة أنه لا يجمعهم غير معصية الخروج وسببها: حفظ النصوص والمتون دون تدبر ولا التزام بفقه سلفهم الصالح.
4-وشباب الثورة هداهم الله وكفى المسلمين شرهم لا يَدَّعُون الاقتداء بالخوارج المسلمين، بل بخوارج الغرب العلمانيِّين ابتداءً بالثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر الإفرنجي وانتهاءً بقادة العالم العلماني: بان كي مون (الأمم المتحدة) وهلري كلنتون (وزيرة خارجية أمريكا) على الأخصِّ بالنباح الديمقراطي وبحلف الأطلسي والقصف الجوي غير الموفق وغير المسدد، وبالنباح والسلاح الأوربي، وأهم ما تجتمع عليه كلمة الخوارج المنتمين إلى الإسلام ومؤيدهم من كل ملة أو على غير ملة إنما هو: (إسقاط النظام) أو بتغيير بعض العرب: (إسقاط الشرعية). وصدق العرب هذه المرَّة ووُفِّقوا لاختيار اللفظ المناسب لمنكر عملهم: إسقاط الشرعية (بلُغتهم) أو الخروج عن شرع الله وجماعة المسلمين وولاة أمرهم (بلغة الوحي والفقه من أهله) هي مطلب شباب الثورة ومطلب قادة أوروبا وأمريكا ومن يدور في فلكهم العلماني، والبديل المتفق عليه بين مقترفي هذه المعصية الكبيرة والفساد في المقدمة والنتيجة: الدستور، وحكم الشعب، ونبض الشارع (بلغة الصحافة الجاهلة) وحقوق الإنسان بحرياتها البهيمية في الفكر والتعبير والدين والعمل. واعْجَبْ لسوء فهم وسوء عمل شباب الثورة كيف قاوموا وقنتوا وأرغوا وأزبدوا ودعوا بالويل والثبور يوم أيَّد الله دين الإسلام ودنيا المسلمين بتحالف منتجي ومستهلكي النفط على ردِّ عدوان حزب البعث العراقي على دولة الكويت وتهديد بقيَّة دول مجلس التعاون الخليجي، وجاءت القوات الدولية بدعوة من السعودية وبتمويلها (مع الكويت وبقية دول المجلس) وبموافقة من كبار علمائها (إضافة إلى قوات مصرية سورية)، تُعين قوات المنطقة على دحر أسوأ احتلال شهدته المنطقة في القرون الأخيرة.
5-واليوم يأتي العلمانيون إلى بلاد المسلمين بلا دعوة ولا إذن، يُجلِبُون بخيلهم ورجلهم وأساطيلهم، يُجبرون المنتمين للإسلام على ترك شريعة وسنة نبيِّه في معاملة الحكام (من أمر الاعتقاد)، فيصفِّق شباب الثورة ويرفعون علامة النصر الأوربية؛ يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي العلمانيين. والله المستعان. 4/7/1432هـ.
منقوووووووول
المصدر

شكرا على الموضوع

شكرا على الموضوع

بارك الله فيكم
ولا إلى قادة الأحزاب والجماعات، ولا إلى دعاة القصص والشعر والفكاهة، ولا إلى مشايخ الابتداع أو التقليد بلا دليل، بل إلى الكتاب والسنة الصحيحة بفهم الصحابة والتابعين وتابعيهم في القرون الخيرة رضي الله عنهم وأرضاهم، وهذا هو ما رفع الله به من يُسَمَّون (السَّلفيِّين) درجات على المقلدين والحزبيِّين؛ بالردِّ إلى الكتاب والسنة بفهم السَّلف، أما من ينتسب إلى (السلفية) ومبلغ علمه: الرَّدُّ إلى (الألباني) أو من هو خير منه فيما نعلم: (ابن باز) أو من هو خير منه فيما نعلم: (ابن عبد الوهاب) أو من هو خير منه فيما نعلم: (ابن تيمية) رحمهم الله جميعًا وجزاهم عنا وعن المسلمين والإسلام خير ثوابه وأعلى درجات جنَّته؛ فهو في الحقيقة مقلِّد لا سلفي، وإن كان هؤلاء الأربعة (وأمثالهم قليل بعد القرون الخيِّرة) هم من خير المجددين لدين الله والدعوة إليه على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم، والله أعلم

( مَثَلُ الّذِينَ حُمِّلُوا التَّوراة ثمَّ لَم يَحمِلُوها كَمَثَلِ الحِمارِ يَحمِلُ أسفاراً ).

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

ி ιllιl (( ^_^ ))

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة newfel.. الجيريا
شكرا على الموضوع
بارك الله فيك على المرور

بارك الله فيك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة boulboul211 الجيريا
شكرا على الموضوع

شكرا على المرور

جزاك الله خير على هذة المواضيع كلها تصب فى الاحداث التى نعيشها الان الله يسمعنا خير اللهم اربط على قلوبنا ولاتدع لنا فى ديننا راى ولا ظنا https://djelfa.info/68xJKIJky_Y

شـــــــــــــــــــــــــــــكرا

أشكرك و أحترم رأيك من جهة و لكني أختلف معك إلى حد كبير …
-قد تقول أن هذا ليس رأيا و إنما هو شرع الله من الكتاب و السنة و هنا تدخل تأويلات عدة في فهم الحديث فالخروج عن الحاكم يكون في الحالات التي تخرج فيها فئة معينة عن جماعة المسلمين و عن الولاء للدولة. و طبعا هذا لا ينطبق على الثورات اليوم لأن الغالبية من الشعب ثارت ضد النظام و ليس مجرد فئة معينة.
-كذلك هل نسيت أن كل هؤلاء الحكام استلموا السلطة بالقوة و هم في حد ذاتهم انقلبوا على أنظمة كانت قائمة و حكموا الشعب رغما عنه فلماذا لم يقال في تلك الحالة أن هذا خروج عن الحاكم؟
– و في الأخير اتهام الشباب بأنه علماني باطل و إن كان كثير منهم كذلك فهذا يدل على تشجيع النظام السابق للعلمانية مثل ما كان الحال عليه في تونس.
و بصفة عامة، لا أريد أن أضع الثورات كلها في كفة واحدة ففي ليبيا مثلا يصعب تمييز الحق من الباطل.
أما في تونس مثلا فالأمور واضحة وضوح الشمس: كيف لكم أنتم الذين تدعون نصرة دين الله أن تتحسروا على زوال نظام علماني دكتاتوري يحارب دين الله ليلا و نهارا سرا و جهارا ؟
أو في مصر كيف تتحسرون على زوال النظام الأكثر ولاء للغرب و الذي كرهناه جميعا أثناء العدوان الإسرائيلي على إخواننا في غزة؟
أو في سوريا كيف تدعمون نظاما لم يطلق و لا رصاصة واحدة ضد إسرائيل ( رغم ادعائه للممانعة) بينما اليوم يطلق رصاصات و رصاصات ضد شعبه فقط ليبقى في السلطة؟

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة blacksol الجيريا
أشكرك و أحترم رأيك من جهة و لكني أختلف معك إلى حد كبير …
-قد تقول أن هذا ليس رأيا و إنما هو شرع الله من الكتاب و السنة و هنا تدخل تأويلات عدة في فهم الحديث فالخروج عن الحاكم يكون في الحالات التي تخرج فيها فئة معينة عن جماعة المسلمين و عن الولاء للدولة. و طبعا هذا لا ينطبق على الثورات اليوم لأن الغالبية من الشعب ثارت ضد النظام و ليس مجرد فئة معينة.
-كذلك هل نسيت أن كل هؤلاء الحكام استلموا السلطة بالقوة و هم في حد ذاتهم انقلبوا على أنظمة كانت قائمة و حكموا الشعب رغما عنه فلماذا لم يقال في تلك الحالة أن هذا خروج عن الحاكم؟
– و في الأخير اتهام الشباب بأنه علماني باطل و إن كان كثير منهم كذلك فهذا يدل على تشجيع النظام السابق للعلمانية مثل ما كان الحال عليه في تونس.
و بصفة عامة، لا أريد أن أضع الثورات كلها في كفة واحدة ففي ليبيا مثلا يصعب تمييز الحق من الباطل.
أما في تونس مثلا فالأمور واضحة وضوح الشمس: كيف لكم أنتم الذين تدعون نصرة دين الله أن تتحسروا على زوال نظام علماني دكتاتوري يحارب دين الله ليلا و نهارا سرا و جهارا ؟
أو في مصر كيف تتحسرون على زوال النظام الأكثر ولاء للغرب و الذي كرهناه جميعا أثناء العدوان الإسرائيلي على إخواننا في غزة؟
أو في سوريا كيف تدعمون نظاما لم يطلق و لا رصاصة واحدة ضد إسرائيل ( رغم ادعائه للممانعة) بينما اليوم يطلق رصاصات و رصاصات ضد شعبه فقط ليبقى في السلطة؟

أخي المحترم ألا ترى أنك بعض كلامك هذا ينطبق عليه قول الشيخ(((أما مَنْ سُمُّوا (شباب الثورة) اليوم في بلاد العرب، فيؤسفني أن أقول: إن المتديِّنين منهم وهم القلة لم يردوا أمر معاملة الحكام إلى كتاب الله في قوله تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾[النساء: 59]))انتهى.
بدليل أنني لم أرى في كلامك آية قرآنية واحدة ولا حديث نبوي ولا حتى قول من أقوال السلف بل مجرد آراء منك -وفقك الله- قد تكون موافقة لميزان الشرع وقد تكون مخالفة.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي الجيريا
أخي المحترم ألا ترى أنك بعض كلامك هذا ينطبق عليه قول الشيخ(((أما مَنْ سُمُّوا (شباب الثورة) اليوم في بلاد العرب، فيؤسفني أن أقول: إن المتديِّنين منهم وهم القلة لم يردوا أمر معاملة الحكام إلى كتاب الله في قوله تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾[النساء: 59]))انتهى.
بدليل أنني لم أرى في كلامك آية قرآنية واحدة ولا حديث نبوي ولا حتى قول من أقوال السلف بل مجرد آراء منك -وفقك الله- قد تكون موافقة لميزان الشرع وقد تكون مخالفة.

أخي العزيز أنا اعتمدت الرد السريع و بالتالي لم يكن لدي الوقت الكافي لأخوض في التفاصيل و أذكر بعض الآيات و الأحاديث. و هذا النوع من النقاشات لا زال قائما و كل طرف يستشهد بالأدلة التي تؤيد وجهة نظره. فمثلا الخوارج يستشهدون بعدة آيات :
– من سورة المائدة مثلا : "و أن احكم بينهم بما أنزل الله و لا تتبع أهواءهم و احذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم و إن كثيرا من الناس لفاسقون"
– أو من سورة النساء : " ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك و ما أنزل من قبل يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت و قد أمروا أن يكفروا به و يريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا … "
و غيرها من الآيات و الأحاديث التي بتأويلهم لها يصبح الخروج عن هؤلاء الحكام واجبا نظرا لتركهم الحكم بما أنزل الله و وقوعهم في بدع معينة. و طبعا أنا لست معهم و لا أدعم مواقفهم و إنما أعطيت ذلك على سبيل المثال فقط.
أعود لموضوعنا و أؤكد أن الحديث المعروف المتعلق بعدم مشروعية الخروج عن الحاكم يمكن أن يؤول في حالة خروج فئة معينة فقط من الشعب أما و قد خرج الشعب كله ضد النظام فهنا النظام هو من صار معتزلا للجماعة.
إذن فهناك أحاديث و آيات يمكن أن تفسر بطرق مختلفة و قد ترى كل طريقة من هذه الطرق منطقية و صائبة إلا أن هناك حالة واحدة هي الأقرب للصواب الله أعلم بها.
و الغاية الأساسية التي نرجوها من تغيير هذه الأنظمة هي تخليص المسلمين من الظلم و الإضطهاد و مظاهر التخلف التي نشرتها الأنظمة السابقة من انتشار للفساد و نفوذ الأقلية و نشر الرداءة و ما إلى ذلك. و بالمقابل المضي قدما نحو أنظمة تستند إلى الشريعة الإسلامية و تسعى إلى تحقيق الرقي و التقدم حتى نتمكن نحن المسلمون من فرض أنفسنا على الساحة الدولية و إعادة الإعتبار لخير أمة أخرجت للناس.
هذا و الله أعلم. أسأل الله أن يحقن دماء إخواننا المسلمين في كل مكان و أن يهدينا جميعا إلى صراطه المستقيم.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة blacksol الجيريا
أخي العزيز أنا اعتمدت الرد السريع و بالتالي لم يكن لدي الوقت الكافي لأخوض في التفاصيل و أذكر بعض الآيات و الأحاديث. و هذا النوع من النقاشات لا زال قائما و كل طرف يستشهد بالأدلة التي تؤيد وجهة نظره. فمثلا الخوارج يستشهدون بعدة آيات :
– من سورة المائدة مثلا : "و أن احكم بينهم بما أنزل الله و لا تتبع أهواءهم و احذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم و إن كثيرا من الناس لفاسقون"
– أو من سورة النساء : " ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك و ما أنزل من قبل يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت و قد أمروا أن يكفروا به و يريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا … "
و غيرها من الآيات و الأحاديث التي بتأويلهم لها يصبح الخروج عن هؤلاء الحكام واجبا نظرا لتركهم الحكم بما أنزل الله و وقوعهم في بدع معينة. و طبعا أنا لست معهم و لا أدعم مواقفهم و إنما أعطيت ذلك على سبيل المثال فقط.
أعود لموضوعنا و أؤكد أن الحديث المعروف المتعلق بعدم مشروعية الخروج عن الحاكم يمكن أن يؤول في حالة خروج فئة معينة فقط من الشعب أما و قد خرج الشعب كله ضد النظام فهنا النظام هو من صار معتزلا للجماعة.
إذن فهناك أحاديث و آيات يمكن أن تفسر بطرق مختلفة و قد ترى كل طريقة من هذه الطرق منطقية و صائبة إلا أن هناك حالة واحدة هي الأقرب للصواب الله أعلم بها.
و الغاية الأساسية التي نرجوها من تغيير هذه الأنظمة هي تخليص المسلمين من الظلم و الإضطهاد و مظاهر التخلف التي نشرتها الأنظمة السابقة من انتشار للفساد و نفوذ الأقلية و نشر الرداءة و ما إلى ذلك. و بالمقابل المضي قدما نحو أنظمة تستند إلى الشريعة الإسلامية و تسعى إلى تحقيق الرقي و التقدم حتى نتمكن نحن المسلمون من فرض أنفسنا على الساحة الدولية و إعادة الإعتبار لخير أمة أخرجت للناس.
هذا و الله أعلم. أسأل الله أن يحقن دماء إخواننا المسلمين في كل مكان و أن يهدينا جميعا إلى صراطه المستقيم.

بارك الله فيك… معك حق في قولك أن كل فرقة تستدل بالكتاب والسنة فهذا أمر مفروغ منه لكن الشيح قيد الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح(=الصحابة رضي الله عنهم ثم من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين)) ومن هنا يخرج الخوارج وتخرج كل تلك الفرق المنحرفة عن الإسلام وتبقى الجماعة الأصلية القديمة وهي التي نعني بها أهل السنة والجماعة(=أهل الحديث=السلفيون=أهل الأثر).
وهاك بعض الأمثلة لترى الفرق بين استدلال الخوارج وبين استدلالات أهل السنة:

الشبهة الثامنة العشر:إستدلالهم بقوله تعالى{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً}
https://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=604754&postcount=30

الشبهة السابعة عشر:إستدلالهم بقوله تعالى({أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ}
https://www.djelfa.info/vb/showpost.p…2&postcount=29

الشبهة الثانية والعشرون :إستدلالهم بسبب نزول قوله تعالى ) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ (
https://www.djelfa.info/vb/showpost.p…3&postcount=38

الشبهة الثالثة والعشرون:استدلالهم بقوله تعالى(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون)
https://www.djelfa.info/vb/showpost.p…5&postcount=39

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.