تاريخ قرية ومنطقة قوق بدائرة تماسين
بسم الله الرحمن الرحيم • نبذة عن تاريخ قرية قوق بدائرة تماسين : يعتبر تاريخ قرية قوق والصحراء المتاخمة لها إمتداد لتاريخ وادي ريغ قاطبة،يقول إبن خلدون في كتابه المبتدأ والخبر الجزء العشرون : (ريغة وسنجاس من بطون مغراوة وقد اختطوا قرى كثيرة في عدوة واد ينحدر من الغرب إلى الشرق ، ويشتمل على المصر الكبير والقرية المتوسطة ، و الأطم ، وقد رف عليها الشجر ونضدت حواليها النخيل ، و انسابت خلالها المياه وزهت ينابيع الصحراء وكثر في قصورها العمران ، من ريغة هؤلاء ، وبهم تعرف إلى هذا العهد. والمقصود بالمصر الكبير هي مدينة تقرت الحالية وما جاورها والمقصود بالقرية المتوسطة هي مدينة تماسين، أما الآطام فهي القرى التي كانت منتشرة بصحراء قوق إلى ليبيا وتونس،اذا فتاريخ قرية قوق وصحرائها الشاسعة هو امتداد لتاريخ منطقة وادي ريغ غير انها في العهد القديم حوالي سنة 1300للميلاد أو قبل ذلك كانت عامرة وآهلة بالسكان والقبائل التي انتشرت على امتداد صحرائها،بمحاداة الوادي -وادي ريغ – الذي كان يروي بمياهه بساتين النخيل – ولازالت لحد الساعة آثار الديار التي سكنوا فيها كذلك بقايا الأواني الفخارية التي كانوا يستعملونها في حاجاتهم اليومية،ومقابرهم التي دفنوا فيها في أماكن كثيرة من صحراء قوق الحالية،أما القبائل التي سكنت صحراء قوق منذ ذلك العهد فهي كثيرة وأكثرها قبائل عربية وفدت من الجزيرة العربية والمشرق العربي عموما،كأولاد نايل وأولاد سعيد والسوايح والشعانبة وغيرها والله أعلم،مع العلم أنهم كانوا رعاة إبل وماشية بالإضافة إلى ممارسة الفلاحة في بساتين النخيل غير أن جفاف الوادي وتغير ظروف المناخ والحياة جعلت أكثر هؤلاء يهاجرون منها إلى أرض الله الواسعة فمنهم من هاجر إلى ليبيا وتونس ، ومنهم من هاجر إلى شرق البلاد وغربها ،كما أن سكان قوق الحاليين ينتمون في نسبتهم إلى العرب،أو تزاوجوا واختلطوا بالعرب،فصفاتهم صفات العرب كالفراسة ومعرفة آثار الأقدام وحبهم للحكم والأمثال والشعروحفظ كتاب الله والكرم،والشجاعة والقوة والجلد والصبر وحب الشهوات،فكان الرجل- القوقي- في السابق يتزوج بزوجتين أو ثلاثة حتى أربعة،وإلى اليوم لكن قل العدد إلى زوجة أو زوجتين على الأكثر، كما يتميزون بحبهم للزواج في سن المبكر ويميلون إلى اختيار البنات العربيات على غيرهم من بنات وادي ريغ كبنات الحجيرة ووادي سوف والبعض منهم من تقرت وجامعة و البعض يتزوجون من تماسين وبلدة عمر وورقلة كذلك من شرق البلاد وغربها ، كما كانت تعد منطقة قوق في العهد الإستعماري معلما سياحيا هاما، نظرا لصحرائها الخلابة بمناظر الكثبان الرملية وبحيرتها المعروفة عند السياح الفرنسيين بـ la lac de goug أي جزيرة قوق ، وكانت هذه البحيرة التي هي منبع من منابع وادي ريغ الذي يجري تحت الأرض محط ترحال الطيور المهاجرة وتقصدها الإبل والغزلان والأرانب لشرب الماء، فكانت تجلب إليها السواح الأجانب كالفرنسيين والأمريكيين غير أن ظروف الوطن في التسعينات، جعلت من السياحة تتراجع وتتوقف ، هذا ما لدي الآن فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن الشيطان ومن نفسي والسلام عليكم ورحمة الله .
: شب كة وادي ريغ
L
شكرا اخي ……
