بن بوزيد على موعد مع التاريخ 2024.

يشرع غدا عشرات الآلاف من التلاميذ في إجراء ”امتحان العمر”، بعد 13 سنة من الدراسة، منها 10 سنوات مع البروفيسور بن بوزيد، ليختبروا مؤهلاتهم للتنقل إلى طور آخر يرسمون فيه مسار حياتهم. وقبل ذلك، لا شك أنهم سيدهشون العالم بالنتيجة التي سيحققوها، كما أدهش حزب جبهة التحرير الوطني الجزائريين بالنتيجة التي حققها في التشريعيات السابقة.
لقد حقق زملاؤهم السنة الماضية نسبة نجاح مدهشة بـ 45, 62 في المائة من عدد المشاركين، الذي صار عندنا لا ينزل عن النصف مليون. والتحقت أغلبيتهم الساحقة بالجامعات، ليدعموا رقم 3, 1 مليون طالب وطالبة الذي يتباهى به وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الذي فشل ”ولأسفه” في آخر امتحان خاضه، وهو الفوز برئاسة المجلس الذي يملك فيه حزبه الأغلبية.
سيكون وزير التربية الوطنية، البروفيسور أبو بكر بن بوزيد، غدا على موعد مع التاريخ. ليس التاريخ تاريخ، ولكن تاريخ 10جويلية 2024، موعد نشر نتائج بكالوريا 2024. ولأنه يعلم أن الذين يشتغل لديهم، أو معهم، يحبون الأرقام الضخمة، والنسب المرتفعة، والمراتب ”الأولى في إفريقيا والعالم العربي” وما شابهها، فإنه سيسعدهم، كما أسعدهم السنة الماضية، ويمنحهم رقما كما يحبون بعد الاحتفال بالذكرى الـ50 لاستعادة السيادة الوطنية. ولا شك أنه لن يخيب ظنهم، وهو الذي حقق السنة الماضية 45, 62 بالمائة نسبة نجاح في البكالوريا. وما دامت الجزائر، التي يحتل فيها بن بوزيد منصب وزير منذ 1993 ، منها 12 سنة قضاها في قطاع التربية الوطنية، التي تعدّ المرشحين لشهادة البكالوريا، 10 منها دون انقطاع إلى اليوم، شكّلت الاستثناء عربيا ودوليا، بالإبقاء على النظام الذي جاء به إلى الحكم، لا شيء يمنعه من مواصلة تحقيق الأرقام القياسية. ولا شك أنه سيحقق رقما سيحفظه التاريخ.
أما ما بعد الرقم الذي لن يدهشنا به بن بوزيد، لأن الجزائريين والجزائريات لم تعد تدهشهم إنجازاته، فإن أولئك الطلبة والطالبات، الذين سيعادلون النسبة التي سيبرهن بها الوزير أن إصلاحاته نجحت، فسيستقبلهم أساتذة في الجامعة والمعاهد العليا، السنة المقبلة، وسيجن جنونهم عندما يكتشفون أن كثيرا منهم لا يعرفون صياغة جملة سليمة. ويضطر كثير من أوليائهم إلى الاستمرار في الإنفاق عليهم في الدروس الخصوصية، خاصة الذين يختارون شعبا علمية تدرّس باللغة الأجنبية. وسيتساهل بعض القائمين على المعاهد والجامعات حتى مع الذين لم يفوزوا في البكالوريا، كما تأكد هذه السنة، ويلحقوهم بزملائهم الذين تباهى بهم بن بوزيد. فما الذي يمنع ذلك؟
”التاريخ” عند الناس هو ذلك الذي يحفظ الأسماء وفقا لما تركته كموروث لمواطنيهم أو للإنسانية، يستمر بعدهم إلى الأزل. وسيسجل تاريخ الجزائريين أن أبناءهم وبناتهم لا يجدون صعوبات، كما هو حال بقية تلاميذ المجتمعات التي تقدس العلم وترفعه إلى منزلته الحقيقية، لأن ”الباك” عندنا يوزّع بـ”الشكارة”. ويتحوّل حامله، إذا صار طبيبا إلى ممرض، والأستاذ إلى ممرّن، والمهندس إلى عامل يدوي، إذا عمل في المنظومات التي تحترم العلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.