الحركى الجدد 2024.

الحركى هو مصطلح جزائري بامتياز، أطلق أثناء الثورة الجزائرية كتعريف بالخونة الذين قاموا بتسريب معلومات للمستعمر، وقادت هذا الأخير أن يضر بمصالح العباد والبلاد، وها نحن إلى اليوم لا نزال نعيش تداعيات تلك الحرب القذرة. وأصبح مصطلح الحركى علامة مُسجّلة تُطلق فيما بعد على كل خائن، بل استعارته منّا دول أخرى وأصبح يتداول بعد التحقيق في كلّ الخيانات. الحركى قد يكونوا صادقين في الإدلاء بمعلوماتهم ولكن الغريب، هو أنّهم يعطونها إلى العدو، والقيام بهذه الخيانة المكشوفة أو المتسترة قد يكون لدفع ضرر أو للحصول على امتياز أو بدافع الخوف والجبن المسيطران على هذا الصنف من الناس. الحركى الجدد الذين أعنيهم هم خونة من نوع جديد. هؤلاء الحركى يدلون بمعلومات خاطئة وكاذبة عكس الحركى الذين سبق تعريفهم، فالحركى القدامى كانوا يقومون بإفشاء معلومات حقيقية ولا زال عرقهم دسّاس إلى اليوم. هذه المعلومات تدُلّ العدو على مكان تواجد شخص أو جماعة، أو على موعد اجتماع أو زيارة قريب، أو التحضير لعملية استشهادية أو، أو… قد تؤدي في النهاية إلى التخلص من المُوشَى بهم، مُقابل أن ينجو الواشي، فأطلق هذا التعريف الذي دخل التاريخ وأصبح ملازما لكل خائن. والحركى الجدد، يقومون بتشويه صورة بني جلدتهم بالكذب تارة وبإلصاق تهمة الإرهاب والقاعدة تارة أخرى قصد التقرب لسلطات بلد معين ولتشويه صورة الإسلام… وتارة يتهمون امرأة عفيفة ومُحصنة بالفسق وبالعهر للإساءة إليها أو لعائلتها، وتارة أخرى بالتجني على أناس قصد التشهير بهم بالزور وبالبهتان، وأصبح هؤلاء الحركى يتهمون كل مصلي وكل متحجبة بل كل طاهر وكل حرّ، حتى وصل الأمر لطعن مسلم أو رميه في واد نتيجة الإسلاموفوبيا التي صنعوها. هؤلاء الحركى الجدد فاقوا بخيانتهم الحركى الذين كانوا أثناء الثورة، لأن الحركى القدامى كانوا في خوف وفي هلع وتحت نيران المستعمر، من صواريخ وقنابل وقاذفات وطائرات… أما هؤلاء الحركى المجرمون الجدد، فإنهم يتمتعون بالأمن وبالرخاء والعيش الكريم، ومنهم من يعمل في صحيفة أو في إدارة أو في قناة فضائية ويقومون بهذه الأفعال للحصول على ترقية أو للإطاحة بإنسان يخالفهم الرأي، أو للتقرب من زيد أو عمر على حساب الذين يوشون بهم، بل وصل الأمر في بعض الأحيان لاتهام شعب كامل. لقد ساهم هؤلاء الحركى في تدمير نسيج المجتمع، من خلال نشر الأحقاد بالكذب والزور وعكّروا الأجواء وعفنوها بخبثهم وحبهم للدنيا التي أعمت بصيرتهم وجعلتهم كالحيوانات المفترسة، لقد قسّموا عائلات بأكملها وأصبحوا كالسّوس الذي ينخر جسم المجتمع، فهم مثل الأعشاب السامة التي تضرّ الثمار. ما يجمع الحركى القدامى والجدد هي الخيانة وقبح الأفعال التي يتأذى منها حتى الحيوان وينفر منها الإنسان بفطرته، وما يجمعهم أيضا هي بعض الممارسات وبعض الأعراض، فتجد حرْكيا في السابق يقوم بالتحدث وهو واضع على رأسه كيسا حتى يخفي وجهه الذي لا يستحي أو يتحدث من وراء جدار، وتجد اليوم من يكتب باسم مستعار أو يتخفى من وراء ستار، وتجد من كان يتحدث في وضح النهار واليوم على شاشة مخاطبا كل الأمصار. لكن في اعتقادي أن الحركى الجدد هم أكثر خيانة وأكثر إجراما من سابقيهم، فهم مصابون بانفصام الشخصية وأمراض نفسية لا علاج لها، فهم سرطان ابتليت به الأمة، وستبقى الأمة في تخلف مستمر إذا لم تتخلص من هته الفيروسات، وعلى من بيدهم الأمر وضع هؤلاء الحركى في إسطبلات مع بعض الحيوانات الأليفة، ليتعلموا منها، فهي أحكم وأرحم من هؤلاء الحركى الجدد. الجزائر تايمز / نور الدين خبابة

الحركى هم الڨُوميّة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.