الاملاء 2024.

الجيريا الجيريا
أولاً: تمهيد عام:
الكتابة والإملاء كمهارة من مهارات اللغة:

يُعرِّف علماء اللغة الإملاء، على أنه العلم والمعرفة بأصول رسم الحروف في الكلمة أثناء الكتابة، وما دامت المفردات تشكل الجمل والموضوعات التي يدور حولها كل ما يكتبه الإنسان في الحياة، من شؤون خاصة أو عامة، فإن الدقة والصحة في رسم – كتابة – المفردات يترتب عليهما نقل ما يراد نقله مكتوباً إلى الآخرين بطريقة صحيحة تقدرهم على فهمه واستيعابه والتفاعل معه.

ومعلوم أن من يريد أن يتعلم اللغة – أي لغة – لا بد له من أن يتمكن من اكتساب المهارات الأربع الأساسية لتعلمها، من أجل التواصل مع أبناء اللغة ومستخدميها، وهذا التواصل أساسه أمران:
الأول: أن يكون متعلم اللغة قادراً على إفهام من يعيشون معه ما يريد إيصاله لهم من أراء ومشاعر وأفكار وأي أمور أخرى تتعلق بحياته وسط الجماعة.
الثاني: أن يكون قادراً على فهم ما يريد الآخرون نقله له من جانبهم من أمور تتعلق به وبهم أو تتعلق بالفرد الذي يعيش في مجتمع له ثقافته الخاصة في إدارة أفراده وتوجيه سلوكهم في الحياة الوجهة التي يراها مناسبة.

وعند حصر المهارات اللغوية، التي يجب على كل من يتعلم اللغة أن يمتلكها ويتقنها كي يحقق أهداف التعلم الفعال. نجد أن المتعلم لا بد أن يصير قادراً بعد تعلمه اللغة على امتلاك المهارات الأساسية الأربع التالية، مهارة:
1. الاستماع الجيد والفاهم للغة.
2. التحدث بطلاقة بها.
3. قراءة ما يخطر أمامه من مفردات وجمل ونصوص، وفهمها والتفاعل معها.
4. نقل ما يريد نقله للآخرين، من موضوعات وأمور مختلفة عن طريق الكتابة أو المشافهة.

الدقة والصحة والوضوح في رسم أشكال الحروف في الكلمات التي تتكون منها الجمل والموضوعات التي يريد المرء نقلها إلى الآخرين، يترتب عليها جميعها: امتلاك المتعلم لمهارة رسم أشكال الحروف في الكلمات من أجل استخدامها فيما يريد أن ينقله إلى الآخرين في مجال التعبير عن حاجاته وأرائه ومشاعره وما يحتاج إليه من شؤون وأمور ذاتية أو عامة لكي يمكنه ان يوصل ما يريد إيصاله إلى غيره – المتلقي أو الجماعة المتلقية – بطريقة صحيحة بعيدة عن الغموض واللبس، وبالتالي فإن رسالته تصل إليهم ويتم فهمها ومعرفة مضامينها.

إن الأخطاء الكتابية تعرض مستخدم اللغة إلى كثير من مواقف الإحراج والشعور بالتقصير، بالإضافة إلى عدم فهم ما أراد إيصاله إلى الآخرين.

ولعل من الأمور التي ينبغي الانتباه إليها والاهتمام بها في مجال تعليم اللغة العربية، أن اتقان مهارة الكتابة الصحيحة عند صغار التلاميذ أمر ممكن وميسور، وأن معلمي اللغة العربية يجب أن ينتبهوا إلى ما يسمى بأسلوب الوقاية في الكتابة، وهو يعني أن نجنب المتعلم الوقوع ابتداء في الخطأ، ومن ثم تصويبه له، فنكون قد جنبناه الوقوع في الخطأ، ووقيناه من المرور بتجربته، وذلك عن طريق إتاحة الفرص والمجالات العديدة لتدريب التلاميذ منذ الصف الأول الإبتدائي على الكتابة الصحيحة للمفردات التي ترد في كتب تعليم اللغة في هذا الصف والصفوف الثلاثة التي تليه، حيث يعرض المعلم أمامهم مفردات – مما خطر في كتب اللغة – يقرأونها ثم يفهمون مدلولاتها، ويتدربون على رسمها على اللوح أو في دفاترهم او بأي وسيلةٍ أخرى، ومن ثم رصد المفردات التي يتكرر وقوع الأطفال والمبتدئين في الخطأ في كتابتها، وتدريبهم عليها بوسائل مختلفة تتناسب وقدراتهم العقلية ويُركز هنا على التدريب حتى درجة الاتقان. إن التدرج المنطقي في تدريب التلاميذ الصغار على الكتابة الصحيحة، في ظروف يستشعرون من خلالها المتعة والبعد عن الرهبة، والتعزيز الإيجابي لهم والثناء عليهم، سيقودهم إلى اتقان كتابة الكلمات التي تتناسب مع قدراتهم العقلية ومستواهم النمائي، وسيخلصهم من كثير من المشكلات التي يعاني بعضها عدد غير قليل من أقرانهم.

ومن نافلة القول إن اتاحة فرص التدرب على الكتابة الصحيحة في الصفوف الأربعة الأولى،إن روعيت فيه الشروط التربوية والنفسية للمتعلمين سيخلصهم من جل الأخطاء التي نلاحظها عند بعض الطلبة في صفوف المرحلة الثانوية أو ربما فيما يليها من مراحل تعليمية أخرى.

والأمل معقود على همة المعلمين والمعلمات والآباء والأمهات في متابعة تدريب الأبناء على الكتابة الصحيحة لمفردات وجمل اللغة، لأن رقي الأمة يقاس بمقدار احترامها للغتها، وحرصها على أن يتقن أبناؤها استعمالها بطريقة سليمة استماعاً وقراءة وكتابة وحديثاً. وأن من شأن ذلك أن يشعر أبناء الأمة بالثقة في أنفسهم، لامتلاكهم ناصية الاستخدام الأمثل للغة، ويجنبهم المواقف المحرجة التي تنجم عن الاستعمال الخاطئ لها.

الجيريا
ثانياً: مفهوم الإملاء وطرق تدريسه:

هو عملية التدريب على الكتابة الصحيحة لتصبح عادة يعتادها المتعلم، ويتمكن بواسطتها من نقل آرائه وحاجاته وما يُطلب إليه نقله إلى الآخرين بطريقة صحيحة.

أهداف تدريس الإملاء:
1. لعلنا نلمح من تعريف الإملاء أنه وسيلة من وسائل التعبير الكتابي، وأن صحة التعبير، واداءه كما أراد صاحبه يعتمدان على صحة رسم الكلمات التي يؤدي بها، وأن الخطأ في صورة كتابة الكلمات إملائياً يؤدي إلى تشويش في فهم معانيها أو غموضها.
2. يعّود التلميذ على دقة الملاحظة.
3. يعّود التلميذ على الاستماع والانتباه.
4. يعّود التلميذ على النظافة والترتيب فيما يكتب.
5. ينمي حصيلة التلميذ اللغوية، من خلال المفردات الجديدة والأنماط اللغوية المختلفة التي تتضمنها المادة الإملائية.
6. إتقان الإملاء يجنب المرء مواقف الإحراج في حياته المدرسية والعامة ويشعره بشيء من القدرة والثقة.

وسائل التدريب على الكتابة الصحيحة:
نظراً لكون الإملاء عملية يتدرب من خلالها التلاميذ على الكتابة الصحيحة، فإن من واجب المعلم أن يتيح المجال واسعاً أمامهم للتدرب على المادة الإملائية قبل أن يطالبهم بكتابتها على شكل إملاء.
إن من شأن هذا التدريب أن يقود إلى تجنيب المتعلم الوقوع في الخطأ ابتداء ووقايته من عواقبه.
ويرى المربون أنه كلما ازدادت استثارة التدريب لوسائل التذكر لدى التلاميذ فإن درجة إتقانهم للإملاء تكون أكبر. ومن وسائل التذكر التي تساهم في ترسيخ صورة المادة الإملائية في أذهان التلاميذ:
1. التذكر البصري:إذ عندما تتاح لهم رؤية المادة مكتوبة أمامهم فإن ذلك يساعدهم على تذكر صورتها عند الكتابة.
2. التذكر السمعي: وكذلك فإن الاستماع إلى نطق الكلمات التي تضمنتها المادة الإملائية نطقاً يقود إلى تذكر شكلها، والابتعاد عن الخلط بين كتابة الكلمات المتقاربة والمتشابهة في اللفظ.
3. التذكر النطقي: وعندما يتاح للتلاميذ أن يقرأو المادة الإملائية فإن ذلك يساعدهم على تذكر رسمها عند كتابتها.
4. التذكر الحركي: فالتدريب على كتابة المادة الإملائية قبل أن يمليها المعلم من شأنه أن يقود إلى الاتقان والذي هو الهدف الرئيس من الإملاء.

ما يراعى في اختيار موضوعات الإملاء ( صفات المادة الإملائية الجيدة )
أهم الشروط التي يجب أن تتوفر في المادة الإملائية:
1. أن تناسب المستوى اللغوي والعقلي للتلاميذ، بمعنى ان تتدرج موضوعاتها من حيث السهولة والصعوبة والطول والقصر وفق قدرات التلاميذ العقلية واللغوية.
2. أن يكون موضوع القطعة متصلاً بحياة التلاميذ اليومية، مشتملاً على مواد طريفة ومشوقة لهم.
3. أن يكون موضوع القطعة متصلاً بحياة التلاميذ اليومية وأن تكون طبيعية في تأليفها، خالية من مظاهر التكلف التي يسببها ولع المعلم باصطياد الكلمات الغريبة الصعبة.
4. يفضل أن تختار القطع في المرحلة الابتدائية الدنيا وحتى الرابع الابتدائي، من كتب اللغة العربية.
5. يفضل في المرحلة الابتدائية العليا أن تختار القطع أحياناً من الموضوعات الدراسية الأخرى من التاريخ والجغرافيا والعلوم والدين وغيرها.
6. أن يختار لكل حصة إملائية مادة تتناسب مع وقت الحصة الزمني، من حيث التدريب، وتوزيع الدفاتر وتسطيرها وكتابة رقم القطعة وتاريخ الإملاء، ثم كتابة القطعة.
7. أن يركز في كل قطعة على معالجة قضية إملائية معينة أو أكثر وتدريب التلاميذ عليها.

أنواع الإملاء، والمرحلة التي يدرس فيها كل نوع:
الإملاء ثلاثة أنواع: إملاء منقول، وأملاء منظور، وإملاء اختباري أو مسموع.

أولاً: الإملاء المنقول:
ويعني به أن ينقل التلاميذ القطعة من كتابهم أو اللوح، أو عن بطاقة كبيرة كُتبت عليها بعد أن يقرأوها ويفهموا معناها ويتدربوا بواسطة النظر والقراءة على التعرف على بعض مفرداتها – تهجيتها –. وقد يملي المعلم عليهم القطعة جزءاً جزءاً وهم يتابعونه فينظرون إلى ما يمليه عليهم ومن ثم يكتبونه.

وهذا النوع من الإملاء يناسب التلاميذ في نهاية الصف الأول، ويناسب تلاميذ الصفين الثاني والثالث. وقد يلجأ إليه مع بعض الطلبة الضعفاء في صفوف أخرى.
ومن فوائد هذا النوع من الإملاء أنه يدرب التلاميذ على الكتابة الصحيحة عن طريق التقليد، كما انه يعود التلاميذ على تنظيم ما يكتبون.
يضاف إلى ذلك أنه يدربهم على القراءة، والتعبير الشفوي أثناء النقاش.

ثانياً: الإملاء المنظور:
وفيه تُعرض قطعة الإملاء على التلاميذ لقراءتها وفهمها والتدرب على كتابة أشكال كلماتها، ثم تُحجب عنهم ومن ثم تملى عليهم.
وهذ النوع من الإملاء يناسب التلاميذ في الثالث والرابع.

ثالثاً: الإملاء الاختباري وله مستويان:
Ý. إملاء يُطلب إلى التلاميذ إعداده والتدرب عليه في البيت، من الكتاب المدرسي، ومن درس سبق أن قرأه التلاميذ، وفهموا معناه، لكتابته دون تدريب في حصة الإملاء.
ȝ. إملاء يقصد به اختبار قدرة التلاميذ على كتابة مفردات سبق وتدربوا عليها وتشخيص مواطن الضعف لمعالجتها.
يناسب الإملاء الاختباري تلاميذ المرحلة الابتدائية العليا فصاعداً.











طريقة تدريس كل نوع:
أ. الإملاء المنقول:
1. تهيئة التلاميذ بمقدمة مناسبة.
2. قراءة المعلم للموضوع وهو الدرس جميعه، أو فقرة منه.
3. قراءة التلاميذ للموضوع وتذكير التلاميذ بالمعاني التي وردت فيه.
4. تنبيه التلاميذ إلى أشكال الكلمات الصعبة وتدريبهم على قراءتها وهجائها.
5. نقل القطعة في الدفاتر، وأثناء عملية النقل يراقب المعلم أداء التلاميذ ومراعاتهم للدقة والنظافة، ويساعد التلاميذ ويرشدهم ويقوم عملهم مباشرة.

ب. الإملاء المنظور:
1. التمهيد.
2. قراءة المعلم للقطعة قراءة واضحة.
3. قراءة التلاميذ للقطعة، وتفسير المفردات الصعبة، ومناقشة المعاني الجزئية والكلية. ( إذا كانت القطعة جزءاً من درس من الدروس التي قرأها التلاميذ في الصف ونوقشوا في معناها، فلا حاجة إلى مثل هذه الخطوة ).
4. تدريب التلاميذ عملياً على اللوح أو على أوراق إضافية على كتابة الكلمات الصعبة في القطعة تدريباً كافياً.
5. التهيؤ لكتابة القطعة.
6. إملاء القطعة بعد قراءتها، ومحو اللوح.
7. تصحيح الدفاتر بإحدى الوسائل التالية:
الجيريا تصحيح الطالب دفتره.
الجيريا تصحيح الطالب دفتر غيره.
الجيريا تصحيح المعلم.

ج. الإملاء الاختباري:
المستوى الأول ( اختبار التلاميذ في قطعة إملائية من كتاب اللغة، تدربوا عليها في البيت ).
1. لا حاجة إلى التقدمة، ويستبدل بها تهيئة التلاميذ للإملاء، تسطير الدفاتر، كتابة التاريخ ورقم قطعة الإملاء.
2. يبدأ المعلم في إملاء القطعة فقرة فقرة بهدوء.
3. يعيد قراءة القطعة ليتسنى لمن فاته سماع الكلمات التي يكتبها.
4. تجمع الدفاتر، عن طريق تمريرها إلى اليمين ثم إلى الأمام وتصحح.
المستوى الثاني: ( اختبار قدرة التلاميذ في كتابة مفردات تدربوا عليها من قبل ).
1. تهيئة التلاميذ.
2. قراءة القطعة على التلاميذ.
3. اختبار ما فهموه من معنى القطعة بطرح أسئلة عامة على مضمونها.
4. إملاء القطعة بصوت واضح.
5. إعادة القطعة بصوت واضح.
6. جمع الدفاتر وتصحيحها.

طرق تصحيح الأخطاء الإملائية:
هنالك ثلاث طرق لتصحيح الأخطاء الإملائية:
الجيريا الطريقة الأولى: وفيها يصحح التلميذ دفتره بنفسه:
فإذا كانت القطعة موجودة في الكتاب يخرج كتابه، ويقارن بين كتابته وبين ما ورد في الكتاب، ويضع خطاً تحت أخطائه ويدون عددها.
وإذا كانت القطعة من خارج الكتاب، فعلى المعلم أن يكتبها على اللوح أو على لوحة إضافية، ليصحح التلاميذ دفتره بالطريقة السابقة.
ومن حسنات هذه الطريقة أنها تشعر التلميذ بشيء من الثقة بالنفس وتحمل المسؤولية.
وقد يأخذ اليعض عليها أن التلميذ قد لا تقع عينه على خطئه، أو أنه يصحح الأخطاء التي وقع فيها.

الجيريا الطريقة الثانية: أن يصحح التلميذ دفتر غيره من التلاميذ:
ويسير فيها التلاميذ على خطى الطريقة الأولى ذاتها.
ومن مزايا هذه الطريقة أنها تشعر التلميذ بتحمل المسؤولية وأنه موضع ثقة من معلمه.
ويمكن أن يُؤخذ على هذه الطريقة ما أُخذ على الأولى، من حيث عدم قدرة بعض التلاميذ على رؤية الخطأ، أو لجوء بعضهم إلى تخطيء منافس له بزيادة حرف أو إنقاصه، ولكن الفوائد تظل فيها أكثر من المآخذ.

الجيريا الطريقة الثالثة: تصحيح المعلم للدفاتر:
والمعلم مطالب بالمشاركة في تصحيح الدفاتر، كما وأنه لا يعفى من المشاركة في الطريقتين الأوليين إذ يجب أن يطلع على بعض الدفاتر في كل مرة يصحح فيها الطلاب الدفاتر.

علامات الترقيم في الإملاء:
ويقصد به تلك الإشارات التي ترد أثناء الكتابة، وأهم هذه الإشارات: الفاصلة، النقطة، والشرطة ( – ) وعلامتا الاعتراض (- .. -) وإشارة التنصيص " .. " والقوسان ( .. ) وعلامة السؤال ( ؟ ) والتعجب ( ! )، والنقطتان بعد القول أو التفصيل وعلامة الحذف ؟ … إلخ ".
وكذلك الضوابط وهي الحركات الثلاث والتنوين، وهمزتا الوصل والفصل والشدة والسكون.
هذا ويجب أن يتدرج المعلم في تدريب تلاميذه منذ المرحلة الابتدائية الدنيا على استعمال ما يستطيعون استعماله منها أثناء النسخ والإملاء، ثم يدربهم في المرحلة الابتدائية العليا على علامات أخرى بحيث يكون التلاميذ في نهاية المرحلة قادرين على استعمال الضوابط واستعمال النقطة والفاصلة وعلامتي السؤال والتعجب.
وفي المرحلة الإعدادية والثانوية يركز المعلم على استعمال الضوابط والعلامات السابقة بالإضافة إلى إشارة التنصيص، والقول، والشرطة، وإشارتي الجملة المعترضة، وإشارة الحذف وغيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.