تخطى إلى المحتوى

هل هذا صحيح ؟ 2024.

توجد فى كتب الصحاح روايات كثيرة منسوبة إلى النبى صلى الله عليه و سلم، تحكى بإسهاب عن علامات و ظواهر محددة ستحدث فى المستقبل – الذى لا يعلمه سوى الله – لتكون دالة على قيام الساعة، أو اقتراب موعدها، بالرغم من تعارض تلك الروايات مع نصوص القرآن الصريحة، الأمر الذى يثير كثيرا من الجدل حول مدى مصداقية تلك الصحاح فيما ترويه عن النبى، و مما يزيد الأمر سوءا أن تستمد تفاسير القرآن تأويلاتها لآياته الكريمة من تلك الروايات؛ موضع الجدل.

و لإن قلت لبعض هؤلاء المؤمنين بعلامات الساعة أن الله عز وجل هو وحده الذى ينفرد بعلم أى شئ عنها بثبوت القرآن، و من ثم لا يمكن قبول أو ادعاء أى علامات لها؛ فسيأتيك رد غريب؛ أن تلك العلامات هى سابقة لقيام الساعة بفترة غير معلومة، و أن الساعة قد تحدث فى أى وقت أثناء تلك الفترة، فإن صبرت على هذا الخبل و عدت لتسألهم: إذن فما جدوى تلك العلامات إن كانت لا تشير لشئ له ميقات معلوم أو متوقع أو مرجح أو وشيك أو حتى ظنى طالما أن أمر الساعة سيبقى مجهولا فى النهاية .. هى علامات على ماذا إذن؟ فسيردون: أن تلك العلامات تستمد شرعيتها من روايات للنبى إعتمد عليها السلف و المفسرون لكتاب الله تعالى حتى نالت إجماعا، و بالتالى نحن على هديهم نسير! فإن سألت: وهل تلك الروايات عن النبى و عن السلف مقطوع بصحتها رغم تعارضها مع كتاب الله و مع المنطق السليم؟ فلن يأتيك رد سوىٌّ يحترم عقلك سوى: و هل هناك شك فى مصداقية أحاديث الرسول! و سرعان ما تُتَّهم بإنكار السنه!!

و قد يظن أحد أن الموضوع غير ذى أهمية؛ إذ ماذا يغير فى الأمر إن كانت هناك علامات للساعة أم لا طالما أننا جميعا مطالبون بالاستعداد لها و هو الأهم، بيد أننى أرى أهميته من زوايا أخرى تكمن فى كيفية تناولنا للنصوص على أساس غير ممنهج لا يحتكم للعقل، و مدى ابتعادنا عن تدبر القرآن و اعتمادنا الكلى على الرواية التاريخية و على نقلة لما كتبه السلف نسميهم "علماء" و العلم منهم براء، فإن استوعبنا خطورة الأمر فربما يصحح ذلك من أسلوب تناولنا للدين كله، ولقد لعبت الروايات عن النبى دورا رئيسيا فى تناول مسألة علامات الساعة فروجت لها كتب الصحاح ثم سار على هديها مفسرو القرآن فصارت محل إجماع لا يجوز الخروج عنه، و سنكتفى ببعض ما ورد من أحاديث فى شأن علامات الساعة، و ليرى القارئ الكريم مقدار ما بها من تعارض مع القرآن و مع العقل:

– عَنْ أَنَسٍ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَقِلَّ الْعِلْمُ ، وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا، وَتَكْثُرَ النِّسَاءُ وَيَقِلَّ الرِّجَالُ ، حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِدُ) البخارى 81.
– عن أَبَى هُرَيْرَةَ أن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ) البخارى 2476.
– عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ) البخارى 3517.
– عنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أنَّ النَّبِىَّ ص قَالَ: (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا خُوزًا وَكَرْمَانَ مِنَ الأَعَاجِمِ، حُمْرَ الْوُجُوه، فُطْسَ الأُنُوفِ، صِغَارَ الأَعْيُنِ، وُجُوهُهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ، نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ) البخارى 3590.
– عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ ص قَالَ: (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ، وَحَتَّى تُقَاتِلُوا التُّرْكَ، صِغَارَ الأَعْيُنِ، حُمْرَ الْوُجُوهِ، ذُلْفَ الأُنُوفِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ) البخارى رقم 3587.
– عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ ص قَالَ: (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَقْتَتِلَ فِئَتَانِ، فَيَكُونَ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، دَعْوَاهُمَا وَاحِدَةٌ، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبًا مِنْ ثَلاَثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ) البخارى 3609.
– عنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أنَّ النَّبِىَّ ص قَالَ: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا، فَذَاكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا، لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ) البخارى: 4635.
– عَنْأَبِي هُرَيْرَةَأَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ: (خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَآدَمُوَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَاوَلَا تَقُومُ السَّاعَةُإِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ) مسلم 855.
– عَنْ عبد الله بن مَسْعُودٍ قَالَالجيريالَيُسْرَيَنَّ عَلَى الْقُرْآنِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَلا يُتْرَكُ آيَةٌ فِي مُصْحَفٍ وَلا فِي قَلْبِ أَحَدٍ إِلا رُفِعَتْ) أخرجه الدارمي بسند صحيح !
– وأخرج الدارمى بإسناد حسن لغيره:عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ: (أَكْثِرُوا تِلاوَةَ الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ) قَالُوا: هَذِهِ الْمَصَاحِفُ تُرْفَعُ! فَكَيْفَ بِمَا فِي صُدُورِ الرِّجَالِ؟ قَالَ : (يُسْرَى عَلَيْهِ لَيْلا فَيُصْبِحُونَ مِنْهُ فُقَرَاءَ، وَيَنْسَوْنَ قَوْلَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَيَقَعُونَ فِي قَوْلِ الْجَاهِلِيَّةِ وَأَشْعَارِهِمْ، وَذَلِكَ حِينَ يَقَعُ عَلَيْهِمْ الْقَوْلُ) !
– روى الطبراني في المعجم الكبير: عن ابن مسعود قال: (لَيُنْتَزَعَنَّ هذا القرآن من بين أظهركم، قيل له: يا أبا عبد الرحمن: كيف يُنتزع وقد أثبتناه في قلوبنا وأثبتناه في مصاحفنا ؟ قال: يُسْرَى عليه في ليلة فلا يبقى في قلب عبد ولا مصحف منه شيء، ويصبح الناس كالبهائم ، ثم قرأ قول الله تعالى: (ولئن شئنا لَنَذْهَبَنَّ بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا)! قال ابن حجر في فتح الباري: سنده صحيح ولكنه موقوف. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رجاله رجال الصحيح، غير شداد بن معقل وهو ثقة، وصححه الألباني !!
– روى ابن ماجة فى السنن: عن حذيفة أن رسول الله (ص) قال الجيريايدرس الإسلام "أى يمحى و يزول" كما يدرس وشيء الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة ويشرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها)!!

و هناك العشرات من الروايات الأخرى المنسوبة للنبى تحكى عن أحداث أخرى متعددة تسير على نفس وتيرة التنبؤ بما سيحدث من وقائع تفصيلية تدل على قيام الساعة.

و نقول:
1. كيف يكون من أشراط الساعة أن يقل العلم بينما نرى عشرات الاختراعات و الاكتشافات و التقنيات و الابتكارات التى تتوالى يوميا بسبب التقدم العلمى؛ مما يدل على أن العلم فى ازدياد و ليس فى نقصان كما تدعى الروايات؟ ثم كيف ينقص العلم و هو من أهم أدوات معرفة الله و شرط العمارة فى الأرض؟!
2. كيف يكون من أشراط الساعة ظهور الزنا و هو لم ينقطع منذ بداية العالم؟!
3. كيف يكون من أشراط الساعة أن يكون لكل خمسين امرأة قيم واحد؟ هل يقبل العقل و الشرع أن يتزوج أو يعاشر كل رجل خمسين أمرأة؟!
4. كيف يكون من أشراط الساعة طلوع الشمس من المغرب؟ ثم يأتى من يدعى أن ذلك سيحدث لأجل غير مسمى، الأمر الذى يطرح سؤالا: هل من المعقول أن تظل الشمس تطلع من مغربها حتى وقوع الساعة؟!
5. كيف يكون للساعة أى نوع من المقدمات و هى تأتى بغتة بثبوت القرآن، ألا تنفى تلك العلامات المزعومة صفة المباغتة الصريحة فى النص القرآنى؟ أيعقل أن تعطى تحذيرا أو علامة لمن تريد مباغتته؟!
قال تعالى:
– (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ) الأنعام 32.
– (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) الأعراف 187.
– (أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ) يوسف 107.
– (وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) الحج 55.
– (هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) الزخرف 66.
6. ميعاد الساعة غيب؛ أى مستقبل لا يعلمه أحد إلا الله، و تأتى كلمح البصر أو أقرب، و يأتى ذكرها فى القرآن فى سياق غيبيات أخرى توكيدا لكونها هى الأخرى من الغيبيات، فكيف يتنبأ النبى الكريم بحدوث وقائع محددة فى المستقبل، و هى أيضا غيب لا يكون إلا لله؟!
قال تعالى:
– (وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) النحل 77.
– (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) لقمان 34.
– (إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ) فصلت 47.
– (وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) الزخرف 85.
– (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ * قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) الأعراف 188:187.
– (يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا) الأحزاب 63.
– (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا) النازعات 42:45.
– (قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ) الأنعام 50.
– (ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ) آل عمران 44؛ أخبار وقعت فى الماضى يوحيها الله إلى النبى؛ أى يقصها عليه لأنه لا يعرفها و لا يستطيع التنبؤ بها من نفسه بدليل: (وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ) فالفعل ماض و الشهادة شرطها الحضور، و النبى لم يكن حاضرا، و لا يمكنه الاطلاع على الغيب؛ لذا كان تكرار قوله تعالى: (وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ) مرتين.
7. هذه الأحاديث تتعارض مع أحاديث أخرى فى نفس كتب الصحاح، و منها ما ذكره البخارى في صفحة 274 من المجلد الرابعان السيدة عائشة قالت: (من حدثكم ان محمدا رأى ربه فقد كذب، لان الله لا تدركه الأبصار، ومن حدثكم انه يعلم الغيب فقد كذب ، لأنه لا يعلم الغيب الا الله). إذا فكيف يتنبأ الرسول بأن العلم سيقل و أن النساء ستكثر و أن سيكون لكل رجل خمسون امرأة و أن المسيح سينزل و يكسر الصليب و أن رجلا من قحطان سيخرج سائقا الناس بعصاة و أن الساعة ستقوم يوم جمعة … إلخ؟!
8. كيف لعاقل أن يتصور زوال القرآن من الصدور بل و أن الله سيرفعه فى آخر الزمان؟ ألم يضمن الله حفظه فى آية صريحة: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر 9؟ ألم يزداد انتشارا بعد تقدم وسائل الاتصال و اختراع الطباعة و الإنترنت و زيادة أعداد الداخلين فى الإسلام؟ و كيف يكون القرآن حجة على الناس ثم يزيله الله، فيأتيه يوم القيامة من يحتج بزواله قائلا لربه: أنت من أزلته فكيف تحاسبنى فيه؟!
و قد يدعى أحد أن القرآن نفسه قد نبأنا عن علامات الساعة فى آيات كثيرة نعقب عليها فيما يلى:
1. قوله تعالى: (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ *خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ *إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا *وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا *فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثًّا) الواقعة 1:6، (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ * وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ * وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) التكوير 1:7، و غيرها، و كلها وصف لحال الكون وقت قيام الساعة و ليس قبلها و لا إيذانا بقدومها، لأنها أولا: تأتى بغتة كما ذكر القرآن نفسه، و ثانيا: أنها تأتى كلها مرة واحدة لمجرد حدوث أول لمحة خلل فى النظام الكونى تستغرق أقل من اللحظة مثل ابتعاد القمر عن مداره جزء من الملليمتر، أو اختلال طفيف فى قوى الجاذبية و الطرد المركزى، أو اختلال فى الموجات الكهروماغناطيسية الصادرة من مركز الأرض لينتهى كل شئ فى أقل من لمح البصر حسب وصف القرآن، و ما أثبته العلم من الدمار الشامل الذى يحدثه ذلك الخلل الطفيف فى النظام الكونى فتتخبط الكواكب و تتحطم السماء بمجراتها و ينشق القمر: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ) القمر 1، (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ) الانفطار 1:3، و لن نستطيع رؤية هذه الظواهر لأننا سنكون أمواتا فور النفخة الأولى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ) الزمر 68.
2. (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ) النمل 82، الآية الكريمة لا تذكر شيئا عن علامات الساعة، و لا يمكن تأويل خروج تلك الدابة أنه علامة من علامات الساعة، ببساطة لأن:
– النص القرآنى لا يقول ذلك صراحة بل و لا يلمح به من قريب أو بعيد.
– الساعة ليس لها موعد و لا إنذار و لا أمارة لأنها تأتى فجأة بدون مقدمات كما أثبتنا ذلكبالقرآن.
– ماذا يفيد خروج دابة تكلم الناس كعلامة من علامات الساعة؟ أيريد الله بهذه الآية (المعجزة) أن يعطى الناس فرصة أخرى للتوبة و العمل الصالح والساعة وشيكة الوقوع بظهور علاماتها المزعومة؟! طبعا لا، لأنه لم يعط نفس الفرصة – و هو العادل – لمن حضره الموت و أراد التوبة؛ قال تعالى: (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) النساء 18، و قال: (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ) الأنعام 158 ؛ إذا فما علاقة خروج الدابة المتكلمة بموضوع قيام الساعة يا أصحاب العقول؟
– ألا يمكن أن يكون خروج تلك الدابة؛ حيث لا أنبياء و لا رسل؛ إنذارا للناس حينما يسود الكفر و الفساد فى الأرض فى زمن ما بتذكيرهم بالله و بمنهجه الذى أتى به محمد ليعطيهم فرصة العودة للحق من جديد بهذه المعجزة، ثم تستمر الحياة بعدها؟ أهذا أوقع أم تحميل القرآن ما لم يأت به صراحة؟!
3. (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا) النساء 159، الآية الكريمة تتحدث عن بعض أهل الكتاب الذين سيكون المسيح شهيدا عليهم يوم القيامة، ومن القرآن نعلم أن المسيح لن يشهد إلا على اولئك الذين عايشهم فى حياته عندما كان حيا بينهم شأن مفهوم الشهادة التى تعنى الحضور والرؤية بالعين والسماع بالأذن، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ .إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)المائدة 116، أى كان شهيدا عليهم ما دام حيا بينهم فلما مات وتوفاه الله تعالى انقطعت صلته بهم، وعليه فان قوله تعالى: (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا) يقصد فقط أولئك الذين سيكون المسيح عليهم شهيدا أى اولئك الذين عاشوا معه فقط ، وليس لذلك أدنى علاقة بالمستقبل وعلامات الساعة وآخر الزمان.
4. (فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ) محمد 18، و أشراطها ليست مقدماتها أو أى مظاهر بعينها ترتبط بالتمهيد أو التقديم لها كما تدعى الروايات و إلا انتفت عنها صفة المباغتة المثبتة فى نفس الآية و آيات أخرى كما قدمنا، و المباغتة هى المفاجأة دون مقدمات؛ و أشراطها فى الآية تعنى علاماتها التى عبر عنها القرآن بصيغة الماضى (جاء) لكونها من المسلمات واجبة التصديق و التى تشمل الكون و الخلق كله بما فيه من دلائل وجود خالقه الذى خلق أيضا الخير و الشر و الصلاح و الفساد و العدل و الظلم و نهاية العالم التى صورها القرآن فى الاضطراب المفاجئ للكون لحظة نهايته كما قدمنا، و الرسل و المعجزات و القرآن و كلها علامات و دلالات مستمرة منذ بداية العالم حتى نهايته فى لمحة خاطفة (الساعة) يتبعه لقاء حتمى فاصل (يوم الفصل)، هكذا يمكن فهم (أشراطها) على ضوء تدبر كتاب الله و إدراك الغرض من الخلق و الكون و الحياة و من ثم التوقع الدائم للحدوث المفاجئ المباغت للساعة فى أى لحظة مما يستوجب على الناس الاستعداد لها، و فى ذلك ترهيب من المعاصى و ترغيب فى الطاعات، كقوله تعالى: (هذَا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الْأُولَى* أَزِفَتْ الْآزِفَةُ *) النجم 56:57، وقوله تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ) القمر 1، وقوله تعالى: (أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) النحل 1، وقوله تعالى: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُون) الأنبياء 1.
5. قوله تعالى: (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ) الأنعام 158، فسره جميع المفسرين على أن الـ "آيات" هنا هى علامات الساعة، و نعلق فنقول:
– لم يشر القرآن تحديدا إلى أن هذه الـ "آيات" هى "علامات الساعة" صراحة.
– إن لآيات الله تعالى أكثر من معنى لم يرد منها فى القرآن كله معنى "علامات الساعة" صراحة. فنرى أن الآية قد تكون معجزة: (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) البقرة 73، و نص فى كتاب الله: (تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ) البقرة 252، و عبرة: (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) يونس 92، و برهان أو دليل: (ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ) يوسف 35، و علامات أو دلالات على شئ واضح و محدد: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ) الأعراف 133؛ و هى علامات ودلالات على صحة نبوة موسى.
هذا ما وفقنى الله إليه، و لا أبغى به سوى الحق الذى لا يريدون، و لا يهمنى أن كثيرين لن يرضوا عن هذا الطرح رغم ما فيه من إعمال للفكر و تدبر للقرآن، فليكن؛ فهو ليس لهم.
لقد انتهى زمن الدروشة و الانقياد الأعمى، و لم يعد مدخلا للإيمان سوى الأخذ بالمنهج العلمى وحده كما أرساه الله و أمرنا باتباعه؛ فحث على التدبر و التفكر و طلب البرهان للتصديق فى عشرات الآيات ذات مقاطع: (أفلا يعقلون)، (أفلا يتدبرون)، (لعلهم يفقهون)، (أفلا ينظرون)، (أفلا يسمعون)، (قل هاتوا برهانكم)، و كلها أدوات المنهج العلمى فى البحث بهدف الوصول للحقيقة، و لن ينفع المسلمين جلباب قصير و لحية كثة و تشرذم بين شيعة و سنة و أصولية و جهادية و صوفية و أحمدية و إخوانية و سلفية .. إلخ، كل منها يحمل إسلاما يختلف عن الآخر و قد يكفر أحدهم الآخر، و هذا الانشقاق قد حذر منه القرآن: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) الأنعام 153، و من أهم أسباب تلك الفرقة هو الاعتماد على التراث المنقول و قولبة الفكر داخل هذا التراث.

اختي لا اعلم هل قرأتي ما نقلتي ام انكي نقلتي دون ان تقرأي وهل تأكدتي من الموقع الذي نقلتي منه هذا الكلام الخطير فهو تشكيك صريح في احاديث صحيحة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم

اختي هي احاديث وليست تنبؤات كما ذكر في هذا الهرج و كلامه صلى الله عليه وسلم وحي منزل قال تعالى
{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى} (3) {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (4) سورة النجم

سأحاول ان اجيبك عن بعض ما استشكل في هذا الحديث بما اعرفه رغم بساطته

اولا
. كيف يكون من أشراط الساعة أن يقل العلم بينما نرى عشرات الاختراعات و الاكتشافات و التقنيات و الابتكارات التى تتوالى يوميا بسبب التقدم العلمى؛ مما يدل على أن العلم فى ازدياد و ليس فى نقصان كما تدعى الروايات؟ ثم كيف ينقص العلم و هو من أهم أدوات معرفة الله و شرط العمارة فى الأرض؟!

المقصود هنا ليس العلم الدنيوي المقصود العلم الديني و رفع العلم هنا يكون بموت العلماء الاجلاء دون ان يوجد من يخلفهم ويحمل عنهم المشعل وبالتالي ينتشر الجهل بأمور الدين نظرا لغياب من يرشد الناس الى الطريق الصحيح

. كيف يكون من أشراط الساعة ظهور الزنا و هو لم ينقطع منذ بداية العالم؟!

الزنا موجود منذ القدم وهذا لا يخالفه احد و لكن المقصود ان الزناة لا يستترون عند فعلهم هذا الاثم فهم يقومون به امام الناس و ربما يتباهون به و بهذا يكون قد ظهر فهو يقول ظهر و ظهر يعني بان والله اعلم

. كيف يكون من أشراط الساعة أن يكون لكل خمسين امرأة قيم واحد؟ هل يقبل العقل و الشرع أن يتزوج أو يعاشر كل رجل خمسين أمرأة؟!

معناه كثرة النساء وقلة الرجال لعدة اسباب منها قلة انجاب الذكور وموت الرجال بسبب كثرة الحروب والقتل و ليس بالضرورة ان يكون القيم زوجا فقط فربما يكون ابا و اخا و زوجا اليس والدك قيما عليكي؟؟؟

. كيف يكون من أشراط الساعة طلوع الشمس من المغرب؟ ثم يأتى من يدعى أن ذلك سيحدث لأجل غير مسمى، الأمر الذى يطرح سؤالا: هل من المعقول أن تظل الشمس تطلع من مغربها حتى وقوع الساعة؟!

الجواب هو ان الذي اوحى الى الشمس بان تشرق لملايين السنين من الشرق هو من سيوحي اليها بان تشرق من الغرب و هو من يوحي اليها ان تظل تشرق من هناك لما هذا الاستغراب ؟؟؟؟ اليس الله بقادر على ان يقول للشيء كن فيكون ؟؟؟

. كيف يكون للساعة أى نوع من المقدمات و هى تأتى بغتة بثبوت القرآن، ألا تنفى تلك العلامات المزعومة صفة المباغتة الصريحة فى النص القرآنى؟ أيعقل أن تعطى تحذيرا أو علامة لمن تريد مباغتته؟!

اما هذا فجوابه آية من القرآن يبدو ان من كتب المقال نساها او اختار من الكتاب ما يناسب فكرته و ترك ما دون ذلك
قال تعالى
((فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ)) محمد 18

فمعنى كلمة اشراطها هو امارتها

و هنا تجدين تفسير الاية : https://www.islamweb.net/newlibrary/d…_no=48&ID=2689

هذا والله اعلم فأن اخطأت فمن نفسي و ان اصبت فمن الله
و السلام عليكم ورحمة الله

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..أما بعد..أخيتي في الله أولا: أسألك سؤال هل هذا الكلام هو لك أم أنه منقول من مصدر ما?? و الذي أراه و الله أعلم أنه منقول..لذلك نرد على هذا الكلام بقاعدة مفيدة جداً [كل الأمور الغيبية لا نقل فيها: كيف! لأن الأمر أوسع من أن تدركه عقولنا أو حواسنا].والواجب هو السكوت و التسليم للمسائل الغيبية مثال ذلك أحوال اليوم الآخر و الساعة و القبر..الخ..أخيتي لما جاء رجل إلى الإمام مالك رحمه الله قال: يا أبا عبد الله.. الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] كيف استوى؟ ماذا قال الإمام مالك؟ أطرق برأسه لعظم هذا الامر ..سبحان الله..تعلمين أخيتي أن هذا الكلام هو عبارة عن سم في عسل و فيه تشكيك واضح في السنة النبوية و طعن في كتب أهل الحديث و اتهامات باطلة و تشكيك واضح و تلبيس صارخ..أخية يكفيك هذا الحديث لصرف كل الشبه و الشكوك التي قد تعتري تفكيرك في مسائل غيبية يجد لك الشيطان منها مدخلا ليوقعك في الشك و العياذ بالله.. عن عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ جلوس عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الْإِسْلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا قَالَ صَدَقْتَ قَالَ فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ قَالَ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ قَالَ صَدَقْتَ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِحْسَانِ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ قَالَ مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا قَالَ أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِِِِِعَاءَ الشَّاءِ ِيَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ قَالَ ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِِـِثْتُ مَلِيًّا ثُمَّ قَالَ لِي يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ . رواه مسلم.
و الله أ على و أعلم.

.

أُصِبتُ بالغثيان – والله – لمـَّا قرأتُ هُراء هذا ( أو هذه ) النكرة الذي تمجٌّهُ الأسماع

فهذا غَوْصٌ في بحارِ العقلانيَّة وتجرد عن التحقيقاتِ الشرعيةِ, والمسألةُ دينٌ, وغدًا سؤالٌ
أين الجماعةُ ومحبَّتُها حين قرَّر مذهبَ المعتزلة العقلانيين الشذذ ومن فلَّ فَلْوَهم في ردِّ الحديث النبوي

هذه ونظائِرُها تهويلاتٌ لا وَزْنَ لها, ولا يخفاكَ سوءُ مَنْبَتِها, وقُبْحُ لفظِها, وبشاعةُ اعتِراضِها على أحاديث صحيحة
عن النبي المصطفى والرسول المجتبى-صلى الله عليه وسلم

ولكنه هُراءٌ و مٍراءٌ ، و ظنونٌ و أوهامٌ ، وافتراءاتٌ جِسام
كلامٌ تشمئز منه النفوس العفيفة ، و تنبذه القلوب الطاهرة ، و تلفضه الألسن الشريفة ، و تتصدي له الأقلام الساهرة .
أفلا يتقون الله ، و يعلمون أنهم مسؤولون عما يقولون .
قال الله تعالى :(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)
هلا تعلموا قبل أن يتكلموا ؛ حتى لا يندموا ؛ فإن
(من دعا إلى ضلالة ، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا)

و ما من كاتبٍ إلا سيفنى … و يَبقى الدهرَ ما كتبَت يداه
فلا تكتب بيدك غير خطٍ … يسُّرك في القيامة أن تراه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:
((سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق
ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين،وينطق فيها الرويبضة ))

قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ .. قال: (( الرجل التافه يتكلم في أمر العامة))

صحيح الجامع (3650) السلسلة الصحيحة (1887)

——————–
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- :
" إِيَّاكُمْ وَالرَّأْيَ ؛ فَإِنَّ أَصْحَابَ الرَّأْيِ أَعْدَاءُ السُّنَنِ ، أَعْيَتْهُمُ الأَحَادِيثُ أَنْ يَعُوهَا ،
وَتَفَلَّتَتْ مِنْهُمْ أَنْ يَحْفَظُوهَا ، فَقَالُوا فِي الدِّينِ بِرَأْيِهِمْ ".

رواه اللالكائي في شرح "أصول اعتقاد أهل السنة" والهروي في "ذم الكلام" وذكره السيوطي
في "مفتاح الجنة بالاحتجاج بالسنة" وعزاه –أيضا- للبيهقي ابن حجر في "فتح الباري".

قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَوَادَ : أَهْلُ الرَّأْيِ هُمْ أَهْلُ الْبِدَعِ

وَهُوَ الْقَائِلُ فِي قَصِيدَتِهِ :

وَدَعِ عَنْكَ آرَاءَ الرِّجَالِ وَقَوْلَهُمْ * فَقَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ أَزْكَى وَأَشْرَحُ

.
تَسَمَّوا بالقرآنيين ظلما وزورا

فَهُم وربِّ الكعبة كفار بالقرآن قبل كفرهم بالسنَّة
كفرهم مثل كفر اليهود والنصارى

تبًّا لهم
‘ سُوسٌ يَنْخَرُ فِي عَضُدِ الأُمَّة ‘

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صحرانور الجيريا
السلام عليكم
كلام جميل ,لكن المصيبة تكمن في غياب الاقلام الساهرة .ولكل داء دواء فالينا بالدواء .لكن يجب تشخيص الحالة اولا .

وعليكم السلام.ورحمة.الله وبركاته

أُخيتي "صحر انور"

جزاكِ الله خيراً على غيرتك
ولكن لا أظن أن هذا الهراء الذي يتقاطر جهلا مركبا بل مركزاً يحتاج إلى رد
هذا الميت لا يحتاج كل هذا العزاء

لو كل كلبٍ عوى ألقمته حجراً
لأصبح الصخر مثقالاً بدينار


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو الحارث مهدي الجيريا
.
تَسَمَّوا بالقرآنيين ظلما وزورا

فَهُم وربِّ الكعبة كفار بالقرآن قبل كفرهم بالسنَّة
كفرهم مثل كفر اليهود والنصارى

تبًّا لهم
‘ سُوسٌ يَنْخَرُ فِي عَضُدِ الأُمَّة ‘

الجيريا

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.