هل تتجه المنظومة التربوية إلى ندوة وطنية للتقييم؟
لا تزال المنظومة التربوية تقف على عتبة التطلع لمصير أكثر جدوى وفاعلية من حيث مختلف جوانب العملية التعليمية بما فيها تسيير المؤسسات التربوية الأمر الذي يمثل إشكالية على طريق إرساء ما يعرف بالحكامة أو التسيير الراشد علما أن الدولة لا تتوقف عن تجنيد الموارد المالية وبناء المرافق التعليمية لمختلف المستويات بحثا عن ترقية الأداء والتحصيل حتى لا تكون المدرسة العمومية متأخرة ومنعا لوجود أمر واقع لمدرسة جزائرية بسرعتين واحدة للقطاع الخاص يبدو أنها تتوفر على المقاييس وأخرى عمومية تعاني من معوقات ومشاكل متداخلة يدفع التلاميذ ثمنها ويزيد الطين بلة الخلافات بين أطراف العملية التربوية في غياب تنظيم جيد وشفاف للأولياء يمثلهم تمثيلا صادقا ونزيها.
النهوض بالمنظومة بعد كل هذا الوقت من عمر ما يسمى الإصلاحات يتطلب في الظرف الراهن التوجه إلى تنظيم ندوة وطنية للتقييم وعرض الحصيلة وتشخيصها من الخبراء بعيدا عن أي اعتبارات غير تربوية ودون السقوط في الجدل الإيديولوجي أو صراعات المراجع الفكرية التقليدية ومن ثمة التوقف عند جميع المسائل التي تتطلب إعادة صياغة المضامين والمناهج أو بعبارة أخرى امتلاك الجرأة في القول بان هناك نقائص أو عجز وتقتضي تكفلا بأسلوب أكثر جدية طالما أن المسالة الخاصة بالبرامج ترتبط بأجيال بكاملها.
وباعتبار أي خيار الإصلاح يهدف للبحث عن الفاعلية والتنمية التربوية برمتها وفي ضوء ما تفرزه أي عملية تقييم يعدها خبراء لا انتماء إيديولوجي لديهم ولا يشتغلون لحساب دوائر داخل الوزارة يمكن حينها الحسم في الاستمرار وفقا لورقة طريق محددة ومعلومة الاتجاه أو التوقف ولما لا العودة إثرها إلى النظام التعليمي المطبق قبل كارثة المدرسة الأساسية وما تلاها من بريكولاج انعكس سلبا على التلاميذ الذين يحملون كل يوم أوزانا ثقيلة من الكتب والكراريس إلى درجة تعرض الكثير لآلام في غياب بدائل في شكل خزائن مؤمنة تنهي المعاناة خاصة وان أكثر القائمين على المؤسسات التربوية لا يجتهدون في التكفل بمثل هذا الجانب على أهميته.
لا يعقل أن يستمر البعض في حمل لواء الإصلاحات دون أن يتوقفوا لحظة لمراجعة المشوار بروح هادئة ومسؤولية تاريخية دون تغليط أو مغالطة وفي ضوئها الانتقال إلى انتداب مسؤولين عن القطاع على كافة المستويات بدء بالمدراء الولائيين على أساس معايير بيداغوجية بالدرجة الأولى والاهم.
سعيد بن عياد جريدة الشعب ليوم 17/03/2016