قال شيخنا الغزالي رحمة الله عليه :
سألني سائل :هل الانسان مسير أم مخير ؟فنظرت اليه في ضيق شديد ، وقررت أن ألتوي معه في الاجابة ،كما هو مع فطرته في هذا التساؤل وقلت له : الانسان نوعان :نوع يعيش في الشرق ،ونوع يعيش في الغرب ،والأول مسير والآخر مخير ! ففغر الرجل فاه عن ابتسامة هي بالضبط نصف تثاؤب الكسالى والعجزة والثرثارين الذين ينتشرون في بلادنا .
ثم قال :ماهذا الكلام ؟انني أسألك :هل للانسان ارادة حرة وقدرة مستقلة يفعل بهما مايفعل ويترك ما يترك أم هو مجبور ؟
فقلت له :قد أجبتك ،الانسان في الغرب مستقل وفي الشرق مستعمر .
هناك له ارادة وقدرة ،وهنا لاشيء له !!
فضحك أحد الظرفاء وقال : هذه اجابة سياسية .فقلت له :وانها لدينية كذلك ..
يا رجل ان القوم في الغرب شعروا بأن لهم عقولا ففكروا بها حتى كشفوا المساتير من بدائع الكون .وشعروا بأن لهم ارادة حرة فصمموا بها ،حتى التقت في أيديهم مصائر الأمم وأزمة السياسات .وشعروا أن لهم قدرة فجابوا المشارق والمغارب ،وصنعوا الروائع والعجائب .
أما نحن فهذا رجل من ألوف الألوف التي تزحم البلاد يأتي ليستفتي في هذه المعضلة التي غاب عنه حلها .
أله حقا عقل حر يستطيع أن يفكر به ؟!
أله ارادة يستطيع أن يعزم بها ؟
أله قوة يستطيع أن يتحرك بها ؟
والى أن نثبت له نحن ذلك .سوف يبدأ فيفكر ثم يعزم ثم يعمل .أما الآن فهو فعلا مسير من ذلك الرجل المخير في الغرب .
ما أبعد البون بين الشخصين !
كل انسان اذا بلغ سن التكليف الشرعي هو مسؤول عن اعماله……………اما من يقول انه مدفوع دفعا اليها تحت تاثير عوامل نفسية واجتماعية فهو محظ بهتان وافتراء ونظريات غربية هدامة