تخطى إلى المحتوى

نصــــــــــيحــة إلـى الشيخ الـ(حَ-طّ)ـبـيب والله المرجو أن يجيب ويستجيب 2024.

نصــــــــــيحــة
إلـى
الشيخ الـ(حَ-طّ)ـبـيب
والله المرجو
أن يجيب ويستجيب



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الذي زكى نبيه وأدبه ، وصفى خُلُقه وهذبه، وصانه عن بذاء القول وفاحشه، وأبعده عن قبيحه ومستهجنه ،وصلّ اللهم علي ذلكم النبي العظيم ،الذي ربى صحبه فصفت ألسنتهم، وطاب كلامهم ،وعذب منطقهم ،وجمل حديثهم
وبعد :
فهذه رسالة محب لحبيبه وهدية ناصح لعزيز عليه وقريب إليه نفعه الله والقارئين بها وجمعني وإياه وإياهم في جنته بصحبة خير خليقته :

* أيها الحبيب وقبل كل شئ (ليس السباب من العلم في شئ) :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ــ رحمه الله ــ في (الرد على الخنائي)-وقد سبه- : (والجواب أن يقال: ما في هذا الكلام من السبّ والشتم ليس هو علما يستحق الجواب عليه، ويمكن الإنسان أن يقابله بأضعاف ذلك ويكون صادقا لا يكون كاذبا مثله…..) اهـ.
فدع عنك اللسان الطعان وعليك بالحجة والبرهان (بحلم) و(إحسان) ….
قال الإمام عبد العزيز بن باز : (يكون (يعني: الرد) بأحسن عبارة وألطف إشارة دون تهجم أو تجريح أو شطط في القول يدعو إلى رد الحق أو الإعراض عنه ودون تعرض للأشخاص أو اتهام للنيات أو زيادة في الكلام لا مسوغ لها ) انتهى من مجموع الفتاوى له رحمه الله .

* أيها الحبيب : سباب المسلم (فسوق) و(خذلان)… و(جاهلية) يمقتها الرحمن :
عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ : «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر».متفق عليه.
قال الإمام النووي ـــ رحمه الله ـــ : (السب في اللغة الشتم والتكلم في عرض الإنسان بما يعيبه)اهـ.
وقال ــ رحمة الله عليه ـــ : (اعلم أن سباب المسلم بغير حق حرام كما قال صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق )، وقال : (سب المسلم بغير حق حرام بإجماع الأمة وفاعله فاسق كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم)اهـ.
قال ابن بطال : (سباب المسلم فسوق؛ لأن عرضه حرام كتحريم دمه وماله، والفسوق فى لسان العرب: الخروج من الطاعة، فينبغى بالمؤمن ألا يكون سبابا ولا لعّانا للمؤمنين ويقتدى فى ذلك بالنبى عليه السلام لأن السب سبب الفرقة والبغضة، وقد من الله على المؤمنين بما جمعهم عليه من ألفة الإسلام فقال: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فالف بين قلوبكم) الآية، وقال: (إنما المؤمنون إخوة) فكما لا ينبغى سب أخيه فى النسب كذلك لاينبغى سب أخيه فى الإسلام ولا ملاحاتة. اهـ .
قال العلامة ابن عثيمين في (شرح رياض الصالحين) : (إذا سب المسلم أخاه صار هذا الساب فاسقا لا تقبل شهادته ولا يجعل له ولاية ولا على بنته لا يزوج ولا ابنته لأنه صار فاسقا ولا يصح أن يكون إماما للمسلمين، ولا يصح أن يكون مؤذنا هكذا قال كثير من العلماء رحمهم الله وفي بعض المسائل هذه خلاف لكن المهم أن من سب أخاه فإنه يفسق)اهـ.
عن أبي ذر – رضي الله عنه – قال: كان بينى وبين رجل كلام، وكانت أمه أعجمية فنلت منها، فذكرنى إلى النبى عليه السلام فقال لى: (أساببت فلانا) ؟ قلت: نعم، قال: (إنك امرؤ فيك جاهلية) ..
قال العيني في (عمدة القاري) : (فلا يجوز لأحد تعيير أحد بشيء من المكروه يعرفه في آبائه، وخاصة نفسه).
قوله (فيك جاهلية) :
قال ابن بطال : (هذا غاية فى ذم السب وتقبيحه؛ لأن أمور الجاهلية حرام منسوخة بالإسلام، فوجب على كل مسلم هجرانها واجتنباها…)اهـ
وقال النووي في شرح مسلم : قوله صلى الله عليه وسلم: (فيك جاهلية )؛ أي: هذا التعيير من أخلاق الجاهلية، ففيك خلق من أخلاقهم ،وينبغي للمسلم أن لا يكون فيه شيء من أخلاقهم،ففيه النهي عن التعيير وتنقيص الآباء والأمهات وأنه من أخلاق الجاهلية…) اهـ.

لقد أقحمت نفسك بين وصفين ..
وأكرهتها أن تبوء بأحد الأمرّين ..
وكلاهما لا ترضاه ولا نرضاه لك ..
ولن يرضاه لك إلا من أعماه حبه لك عن ملاحظة ما يقع من بني آدم بل قد يعدون ذلك من مفاخرك ويحسبونه في مآثرك ..
وعين الرضا عن كل عيب كليلة …….
(واللبيب من صان نفسه عن تعرضها لما يعد فيه : ناقصا وبتعاطيه:ظالما وبإصراره عليه : فاسقا) (المعلم بآداب العالم والمتعلم) لشيخنا ــ حفظه الله ــ .

* أيها الحبيب : ليس الطِعان من وسم أهل الإيمان :
فمالي أراك قد غرقت فيه !! بل كيف على المنبر تلقيه؟!!
عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن بالطعان، ولا باللعان، ولا الفاحش، ولا البذي».
قال الصنعاني في السبل : (الطعن السب يقال طعن في عرضه أي سبه. واللعان اسم فاعل للمبالغة بزنة فعال أي كثير اللعن، ومفهوم الزيادة غير مراد، فإن اللعن محرم قليله وكثيره.
والحديث إخبار بأنه ليس من صفات المؤمن الكامل الإيمان السب واللعن إلا أنه يستثنى من ذلك لعن الكافر وشارب الخمر، ومن لعنه الله ورسوله.) اهـ.
وكيف يكون من وصفهم؟!حاشاهم..!! لا يكون ذاك وصفهم بحال. وإنما هو خلق الأرذال والأنذال والفساق ومن ليس لهم خلاق .

* أيها الحبيب : إياك وتلبيس إبليس!! لا يشغلنك بصنعة المفاليس!!
قال ابن الجوزي ــ رحمه الله ــ : (ومن تلبيس إبليس على أصحاب الحديث قدح بعضهم في بعض طلبا للتشفي ويخرجون ذلك مخرج الجرح والتعديل الذي استعمله قدماء هذه الأمة للذب عن الشرع والله أعلم بالمقاصد…)اهـ.
فلا يلبسن عليك الشيطان ولا يستغوينك على ولوج تلك الأبواب كل (خوان) (فتان).

* أيها الشيخ : تسُبُّ فتُسَبّ بـ(غير مين) وتبوء بـ(الإثمين) :
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : (المستبان ما قالا فعلى البادئ مالم يعتد المظلوم) ,
قال النووي في (شرح مسلم) : (معناه أن إثم السباب الواقع من اثنين مختص بالبادئ منهما كله إلا أن يتجاوز الثاني قدر الانتصار فيقول للبادئ أكثر مما قال له) اهـ
قال الصنعاني في (السبل) : (لأنه المتسبب لكل ما قاله المجيب)اهـ.
وما أظنك إلا عاقلا حريصا على حسناته ، أتاه الشيطان كما يأتي ابن آدم في غفلاته.. وظننا بك أن تكون سريع الأوبة والإنابة بلا تردد ولا خوف ملامة ..

* يا حامل القرآن ..! إنّ فيه (لو) تدبرت لأوضح البيان..
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) .
قال ابن كثير ــ رحمه الله ـــ : ( ينهى ــ تعالى ــ عن السخرية بالناس وهو احتقارهم والاستهزاء بهم، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ أنه قال: «الكبر بطر الحق وغمص الناس ــ ويروى ــ وغمط الناس» والمراد من ذلك احتقارهم واستصغارهم، وهذا حرام فإنه قد يكون المحتقر أعظم قدرا عند الله تعالى، وأحب إليه من الساخر منه المحتقر له، ولهذا قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم، ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن فنص على نهي الرجال، وعطف نهي النساء)اهـ.
قال ابن جرير ــ رحمه الله ــ : (واختلف أهل التأويل في السخرية التي نهى الله عنها المؤمنين في هذه الآية …. والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله عم بنهيه المؤمنين عن أن يسخر بعضهم من بعض جميع معاني السخرية، فلا يحل لمؤمن أن يسخر من مؤمن لا لفقره، ولا لذنب ركبه، ولا لغير ذلك)اهـ.
وقوله : ( ولا تلمزوا أنفسكم ) قال ابن كثير : (قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة ومقاتل بن حيان ولا تلمزوا أنفسكم أي لا يطعن بعضكم على بعض ، وقوله تعالى: ولا تنابزوا بالألقاب أي لا تتداعوا بالألقاب، وهي التي يسوء الشخص سماعها).
قال ابن جرير : قوله (ولا تنابزوا بالألقاب) يقول: ولا تداعوا بالألقاب…… واختلف أهل التأويل في الألقاب التي نهى الله عن التنابز بها في هذه الآية، فقال بعضهم: عنى بها الألقاب التي يكره النبزَ بها الملقبُ ……. والذي هو أولى الأقوال في تأويل ذلك عندي بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره نهى المؤمنين أن يتنابزوا بالألقاب؛ والتنابز بالألقاب: هو دعاء المرء صاحبه بما يكرهه من اسم أو صفة، وعم الله بنهية ذلك، ولم يخصص به بعض الألقاب دون بعض، فغير جائز لأحد من المسلمين أن ينبز أخاه باسم يكرهه، أو صفة يكرهها.
وقوله (بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان) :قال ابن جرير : (يقول تعالى ذكره: ومن فعل ما نهينا عنه، وتقدم على معصيتنا بعد إيمانه، فسخر من المؤمنين، ولمز أخاه المؤمن، ونبزه بالألقاب، فهو فاسق ) .
وقوله : (ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون): قال ابن جرير : (يقول تعالى ذكره: ومن لم يتب من نبزه أخاه بما نهى الله عن نبزه به من الألقاب، أو لمزه إياه، أو سخريته منه، فأولئك هم الذين ظلموا أنفسهم، فأكسبوها عقاب الله بركوبهم ما نهاهم عنه)اهـ .

* أيها الحبيب : مالك ولخلقة الآدميين ؟! أجبني برب العالمين !!
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قلت للنبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ : «حسبك من صفية كذا وكذا. قال بعض الرواة: تعني قصيرة، فقال: «لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته» ! قالت: وحكيت له إنسانا فقال: «ما أحب أني حكيت إنسانا وإن لي كذا وكذا».
تلك (كلمة) فما بالك بـ(كلمات) !! بل و(عبارات) عن الحجة والبرهان والدليل خاليات!!
قوله (فقال: لقد قلت كلمة) : قال صاحب (مرقاة المفاتيح) : ( أي: طويلة عريضة ومرة نتنة عند أرباب الحواس الكاملة (لو مزج) : بصيغة المجهول أي: لو خلط (بها) أي: على فرض تجسيدها وتقدير كونها مائعا (البحر) أي: ماؤه (لمزجته) . أي: غلبته وغيرته ) اهـ.
إن في هذا لأبلغ زاجر!
وأعظم رادع لكل مغامر..
فأقصر أقصر ولا تتمادى وتخاطر..
قال الامام النووي في (الأذكار) : ( وهذا الحديث من أعظم الزواجر عن الغيبة أو أعظمها، وما أعلم شيئاً من الأحاديث يبلغُ في الذمّ لها هذا المبلغ (وَمَا يَنْطقُ عَنِ الهَوَى إنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) نسألُ اللَّه الكريم لطفه والعافية مِنْ كُلّ مَكْرُوهٍ) اهـ.
قال صاحب (مرقاة المفاتيح) معلقا على الحديث السابق : ( في الحديث الشريف إشارة لطيفة إلى أن هذه الكلمة منك ولو كانت صغيرة وقليلة عندك، فهي عند الله كبيرة وكثيرة ; بحيث لو مزج بها البحر بأجناسها وأصنافها وأنواعها ووسعها من طولها وعرضها وعمقها لغلبته، وهذا من البلاغة غاية مبلغها، وفي البليغ من الزجر نهاية حدها ومنتهاها)اهـ.

* أيها الحبيب : ان انتصر الـ(مظلوم)بـ(بإذن) الشرع فما الغريب؟! ولم التثريب؟!!
أولم تقل يوما ما قال العباس بن عتبة :
لا تطمعوا أن تهينونا ونكرمكم …وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا
قال شيخ الإسلام ــ رحمه الله ــ : (فإن تمكين البشر من استيفاء حقه ــ مِمن بغى عليه ــ من جملة مصالح الإنسان ولولا ذلك لماتت النفوس غمّا ثم إليه الخيرة في العفو والانتقام فقد تترجح عنده مصلحة الانتقام فيكون فاعلا لأمر مباح وحظ جائز) نقلا من كتاب شيخنا (منهج السلف).
وقال الإمام النووي : (لا خلاف في جوازه وقد تظاهرت عليه دلائل الكتاب والسنة قال الله تعالى (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل) وقال تعالى : (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون) ومع هذا فالصبر والعفو أفضل قال الله تعالى: (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الامور) وللحديث المذكور بعد هذا مازاد الله عبدا بعفو إلا عزا…. ولا يجوز للمسبوب أن ينتصر إلا بمثل ما سبه مالم يكن (كذبا) أو( قذفا) أو (سبّا) لأسلافه فمن صور المباح أن ينتصر بـ(يا ظالم) (يا أحمق) أو (جافي) أو نحو ذلك لأنه لا يكاد أحد ينفك من هذه الأوصاف…..)اهـ.
منقول

نصــــــــــيحــة
إلـى
الشيخ الـ(حَ-طّ)ـبـيب
والله المرجو
أن يجيب ويستجيب
(2)

بسم الله الرحمن الرحيم

* أيها الـحـبيب : إن الدين الـ(نصيحة) وليس الـ(تأنيب) والسب والرمي بكل قبيحة!! :

فكن كما يريدك من يحبونك بـ(حق) ويتمنون لك الخير بـ(صدق) من الناصحين ولا تكن من المعيرين المنتقمين ..
قال العلامة ابن القيم ــ رحمه الله ــ : (والفرق بين النصيحة والتأنيب أن النصيحة إحسان إلى من تنصحه بصورة الرحمة له والشفقة عليه والغيرة له وعليه فهو إحسان محض يصدر عن رحمة ورقة ومراد الناصح بها وجه الله ورضاه والإحسان إلى خلقه فيتلطف في بذلها غاية التلطف ويحتمل أذى المنصوح ولائمته ويعامله معاملة الطبيب العالم المشفق المريض المشبع مرضا وهو يحتمل سوء خلقه وشراسته ونفرته ويتلطف في وصول الدواء إليه بكل ممكن فهذا شأن الناصح.
وأما المؤنب فهو رجل قصده التعيير والإهانة وذم من أنبه وشتمه في صورة النصح فهو يقول له يا فاعل كذا وكذا يا مستحقا الذم والإهانة في صورة ناصح مشفق!
ومن الفروق بين الناصح والمؤنب أن الناصح لا يعاديك إذا لم تقبل نصيحته وقال قد وقع أجرى على الله قبلت أو لم تقبل ويدعو لك بظهر الغيب ولا يذكر عيوبك ولا يبينها في الناس والمؤنب بضد ذلك)اهـ.
فإن خرجت عن النصيحة إلى مجرد الشتم والسب والتعيير والتشهير ـــ وعلم الله أنا لا نحب ذلك لك ــ فلا تلم من استعديتهم إن قابلوك بمثل صنيعك .واعلم أن الأمر كما قيل: (من سلّ سيف البغي قطع به يده ……ومن سفه على الناس شتم …ومن صارع أهل الحق صرع )اهـ.

* أيها الحبيب : (إياك )!!! وطبائع السباع والفئران والخنازير…!!

ولم أقصد بهذا انتقاصك لا من قريب ولا بعيد ولا أن أسلك معك ما سلكت مع شيخنا ورواد المنتدى الكرام فلله الحمد والمنة قد عرفنا أخلاق السلف والتزمناها ولن أسمح لأحد أن يدفعني عنها أو يخرجني منها.
قال العلامة ابن القيم : (ومنهم ــ أي الناس ــ من نفسه سبعية غضبية همته العدوان على الناس وقهرهم بما وصلت إليه قدرته، طبيعته تتقاضى ذلك كتقاضي طبيعة السبع لما يصدر منه.
ومنهم من نفسه فأرية فاسق بطبعه مفسد لما جاوره، تسبيحه بلسان الحال: سبحان من خلقه للفساد… ومن الناس من طبعه طبع خنزير يمر بالطيبات فلا يلوي عليها، فإذا قام الإنسان عن رجيعه قمه، وهكذا كثير من الناس يسمع منك ويرى من المحاسن أضعاف أضعاف المساوئ فلا يحفظها ولا ينقلها ولا تناسبه، فإذا رأى سقطة أو كلمة عوراء وجد بغيته وما يناسبها فجعلها فاكهته ونقله)اهـ.
فمن طبائع الخنازير أنها لا تقع إلا على المستقذر ولا تصيب إلا كل مستخبث فمالي أراك تعرض عن طيب الكلام ولا تقع إلا على سيئه وخبيثه ومستهجنه… إني أعيذك أن تتشبه بطباع أخس الحيوانات وأوضع المخلوقات .

* أيها الحبيب : لقد خشيتُ على قلبك ..لما رأيت سوء ما تلفظه بلسانك :

عن أنس مرفوعا : ( لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه) . حسنه الألباني .
ولقد رأيت في لسانك ميلا شديدا لم أستطع معه أن أكمل نصف (عجالتك) أو ربع (طليعتك) فخشيت ــ والله عليم ــ أن يكون ما في لسانك في قلبك أسأل الله أن يسلمك من كل سوء.
قال العلامة ابن القيم : (وإذا أردت أن تستدل على ما في القلب، فاستدل عليه بحركة اللسان، فإنه يطلعك على ما في القلب، شاء صاحبه أم أبى. قال يحيى بن معاذ: القلوب كالقدور تغلي بما فيها، وألسنتها مغارفها، فانظر إلى الرجل حين يتكلم فإن لسانه يغترف لك بما في قلبه، حلو وحامض، وعذب وأجاج، وغير ذلك، ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه، أي كما تطعم بلسانك طعم ما في القدور من الطعام فتدرك العلم بحقيقته، كذلك تطعم ما في قلب الرجل من لسانه، فتذوق ما في قلبه من لسانه، كما تذوق ما في القدر بلسانك…… ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنى والسرقة وشرب الخمر، ومن النظر المحرم وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتى ترى الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالا، ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد مما بين المشرق والمغرب، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم، ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات، ولا يبالي ما يقول)اهـ.

* أيها الشيخ الحبيب : اتق الله في من طلابك !

فهم لك منصتون ومنك متعلمون !! فإن تكن سبّابا فكيف سيكونون ؟!
إنك لا شك حاصد ما زرعت فلا تزرع جيلا سبّابا تحصد عاقبة أمره عقابا
ومن (سن في الإسلام سنة…..)
فكن على طريقة السلف يتعلم منهم طلابهم الأدب وحسن السمت والهدي الصالح
قال العلامة ابن مفلح : (قال أبو عبيد القاسم بن سلام في الإمام أحمد في أثناء كلام له : فبارك الله فيما أعطاه من الحلم والعلم والفهم وإنه لكما قال مطريه:
يرينك إمـــا غاب عنك فإن دنــا … رأيت لـــــه وجــــها يـــسرك مـقبلا
يعلم هذا الخلق ما شذ عنهم … من الأدب المجهول كهفا ومعقلا
….. وقال الحسين بن إسماعيل سمعت أبي يقول كان يجتمع في مجلس أحمد زهاء على خمسة آلاف، أو يزيدون، أقل من خمسمائة يكتبون، والباقي يتعلمون منه حسن الأدب وحسن السمت)اهـ.

* أيها الشيخ الحبيب : إن الحسن يبقى وينفع.. والقبيح يلقى فيدفع ويرفع :

إنك مفارق دنياك لا محالة! فلا تفارقها على تلك الحالة، ولا يكن تراثك الذي تورثه، وعلمك الذي تتركه ،مجلدات من السب والتهويل، والشتم والتشهير تدفن بدفنك وتُنسَى إذا وضعت في رمسك ..

* اتق الله اتق الله في بيوت الله ..

فإن المساجد تصان عن الألفاظ الفاحشة وتنزه عن التعبيرات الماجنة فإن كنت ولا بد فاعلا فليكن خارج المساجد التي لم تبن إلا لكل ذاكر لله وساجد .
قال ابن المسيب ــ رحمه الله ــ كما في (تفسير القرطبي) : (من جلس في مسجد فإنما يجالس ربه، فما حقه أن يقول إلا خيرا) اهـ.
[center]
وكتبه
أبو عبيد النواوي المصري
بمدينة النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ

جزاك الله خيرا……………………

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال 2024 الجيريا
جزاك الله خيرا……………………

بارك الله فيك

للرفع…………………………..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.