تخطى إلى المحتوى

مشاريع الأسرة 30 مشروعا نافعا للفرد والأسرة والمجتمع في رمضان 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فقد قال بعض السلف: كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان، ويدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم. وهذا يدل على عظيم اهتمام السلف بهذا الشهر, وتفكرهم فيما يقدمون فيه من طاعات وأعمال بر.

إن الأسرة المسلمة مدعوة اليوم إلى جلسة عاجلة للتشاور فيما بينها حول ما يمكن أن تقدمه من مشاريع الإحسان في رمضان، وقد رأينا أن نقدم للأسرة نماذج من تلك المشاريع الخيرية التي تعود بالنفع على الأسرة وعلى الناس، لتختار الأسرة ما يناسبها من تلك المشاريع، ومن ذلك:

المشروع الأول: إصلاح ذات البين:

لا يمكن للأسرة أن تنجز أي مشروع جماعي دون أن يكون هناك وئام وتآلف بين أفرادها، وهذا يتطلب التسامح والتغافر وإزالة أسباب الخلاف, والفرقة بين أفراد الأسرة، لتستقبل الأسرة هذا الشهر بقلوب يملؤها الحب والمودة والرحمة، قال تعالى: }فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ{ [الأنفال: 1].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة: إصلاح ذات البين»، [الطبراني والبزار وصححه الألباني].

وقال صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟» قالوا: بلى. قال: «إصلاح ذات البين، فإن فساد البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين».

ومضة:

جرى بين الحسن بن عليّ وأخيه الحسين – رضي الله عنهم أجمعين – كلام حتى تهاجرا، فلما أتى على الحسن ثلاثة أيام من هجر أخيه، أقبل إلى الحسين, وهو جالس، فأكبَّ على رأسه فقبَّله، فلما جلس الحسن، قال له الحسين: إن الذي منعني من ابتدائك والقيام إليك، أنك أحقّ بالفضل مني، فكرهت أن أنازعك ما أنت أحق به.

المشروع الثاني: تعزيز الأخلاق الإسلامية:


ينبغي على أفراد الأسرة أن ينفقوا على تطبيق الأخلاق الإسلامية فيما بينهم، وفيما بينهم وبين الناس، وأن يكون هذا ديدنهم طوال الشهر، وأن يستمروا على ذلك بعد رمضان؛ لأن هذا هو روح الإسلام, والمقصد الأسنى من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» [أحمد والحاكم، وصححه الألباني].


وهو أيضا المقصد الأسنى لصيام رمضان وغيره؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس الصيام عن الطعام والشراب، وإنما من اللغو والرفث» [رواه ابن حبان].


وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الصيام جُنّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم, فلا يرفث, ولا يصخب، فإن سبابّه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم» [متفق عليه].


إن الصيام لا بد أن يزكي الأنفس, ويطهرها من الشح والأثرة والكبر والعجب وسائر الدناءات. وإذا كان الصيام لا يردع عن غيبة أو نميمة أو كذب أو حسد أو بغضاء أو سخرية أو استهزاء فما فائدته؟ وما تأثيره على صاحبه؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به والبغي، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» [رواه البخاري].

المشروع الثالث: تحقيق المغفرة:


رمضان فرصة لمغفرة الذنوب والخطايا، وينبغي على الأسرة أن يكون من أهم أهدافها في رمضان ألا ينسلخ هذا الشهر إلا وقد غفرت ذنوب جميع أفرادها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف» قيل: من يا رسول الله؟ قال: «من أدرك رمضان, فلم يغفر له» [مسلم].


ومن أسباب المغفرة في رمضان:


1- صيام رمضان: لقوله صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه].


2- قيام رمضان: لقوله صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه].


3- قيام ليلة القدر: لقوله صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه].


ومما ينبغي التنبيه عليه في ذلك:


1- أن الصائم والقائم لا ينال الأجر والمغفرة إلا إذا كان صيامه ناتجا عن إيمانه بالله عز وجل، وكان مخلصا لله فيه، محتسبا الأجر عند ربه.


2- لا بد من صيام كامل الشهر على الوجه المطلوب.


3- لا بد من قيام كامل الشهر، وأن يصلي الصلاة كاملة، ولا ينصرف حتى ينصرف الإمام.


4- لا بد من الاجتهاد في ليالي العشر الأواخر من رمضان كلها, حتى يضمن إدراك ليلة القدر.

المشروع الرابع: التخطيط لحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم:


وذلك بأداء العمرة في رمضان على الوجه المشروع، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «عمرة في رمضان تعدل حجة –أو قال- حجة معي» [متفق عليه].

المشروع الخامس: الفوز بأجر عبادة ألف شهر:


من أعظم فضائل رمضان اشتماله على ليلة القدر التي باركها الله, وشرفها على غيرها من الليالي، قال تعالى: }إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ{ [القدر: 1-3]، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتحري هذه الليلة في العشر الأواخر من رمضان، فينبغي على من أراد إدراك فضيلة هذه الليلة أن يجتهد في جميع ليالي العشر, حتى يضمن إدراك هذا الأجر الكبير والثواب الجزيل.


ومما يعين على إدراك فضيلة ليلة القدر اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، والتفرغ في هذه الأيام والليالي للعبادة والذكر والصلاة وتلاوة القرآن، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله [متفق عليه].

المشروع السادس: الفوز بالعتق من النار:


على الأسرة أن يكون في تخطيطها لشهر رمضان عتق جميع أفرادها من النار، وذلك بإحسان الصيام والقيام، وحفظ الجوارح عن المعاصي والآثام، والمبالغة في حسن معاملة الأنام؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة» [البزار وصححه الألباني].


وينبغي تعاطي الأسباب التي ورد أن صاحبها يُعتق من النار، ومن ذلك:


1- الذبّ عن عرض المسلم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من ذبَّ عن عرض أخيه بالغيبة، كان حقا على الله أن يعتقه من النار» [أحمد وصححه الألباني].


2- وقوله صلى الله عليه وسلم: «من كان سهلاً هيناً ليناً، حرَّمه الله على النار» [الحاكم وصححه الألباني].

المشروع السابع: ضاعف رصيدك بالقرآن:


على الأسرة أن يكون ضمن مشاريعها الرمضانية تلاوة القرآن وختمه في رمضان عدة مرات، فرمضان شهر القرآن، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدارس جبريل القرآن في رمضان، وليس عسيرا على من فرّغ نفسه لطاعة الله في هذا الشهر أن تكون له ختمة كل ثلاث أو كل خمس، أو كل أسبوع، وهذا يضاعف الرصيد من الحسنات؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من قرأ حرفا من كتاب الله، فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: }الم{ حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» [الترمذي].

المشروع الثامن: الصدقة الرمضانية:


على الأسرة أن تعوّد أفرادها على البذل والعطاء والإنفاق، وبخاصة في هذا الشهر الفضيل، (فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل, فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة) [متفق عليه].


وعلى المسلم أن يبذل جهده في البحث عن أولئك المستحقين الأخفياء الأتقياء الذين لا يسألون الناس، فهؤلاء أحق ممن نراهم يسألون في الطرقات والمساجد والأسواق.


كما أنه من المفيد أن يعوّد الرجل أفراد أسرته على العطاء، وأن يدفعهم إلى ذلك, ويذكرهم بفضائل الصدقة, وبذل المعروف.

المشروع التاسع: تفطير الصائمين:


من المشاهد الجميلة التي نراها:تلك الموائد الرمضانية المنتشرة في كل مكان بقصد تفطير الصائمين من الفقراء, والمشغولين الذين لا وقت لديهم لتجهيز فطورهم، فعلى الأسرة أن تشارك في هذا الخير؛ إما بالمال, وإما بالطعام, وهذا أفضل، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: «من فطّر صائما كان له مثل أجره» [أحمد والترمذي وصححه الألباني].


ومن الصور الرائعة التي نراها هذا الشباب الطيب الذي يقف عند إشارات المرور وقت المغرب لتفطير الصائمين الذين أدركهم وقت الإفطار, وهم في سياراتهم، فجزاهم الله خير الجزاء.

المشروع العاشر: المساهمة في نشر العلم:


فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علما نشره، وولدا تركه، ومصحفا ورّثه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، تلحقه من بعد موته» [البيهقي وحسنه الألباني].


فإذا كان عالما نشر العلم بنفسه عن طريق التعليم والتدريس وإفادة الطلبة، وإن لم يكن عالما ساهم في نشر العلم عن طريق توزيع الكتب والأشرطة والنشرات النافعة. أو عن طريق حث الناس على حضور مجالس أهل العلم، وعمل جدول بمواعيد تلك الدروس, وتوزيعه على الناس.

بارك الله فيك

المشروع الحادي عشر: كفاية طالب العلم:


وهذا أيضا من الإسهام في نشر العلم، فعن أنس رضي الله عنه قال: كان أخَوَان على عهد النبيّ صلى الله عليه وسلم فكان أحدهما يأتي النبيَّ صلى الله عليه وسلم – لحضور حديثه ومجلسه – والآخر يحترف، فشكا المحترف أخاه إلى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن هذا أخي لا يعينني بشيء، فقال صلى الله عليه وسلم: «لعلك تُرزق به» [صحيح سنن الترمذي].

المشروع الثاني عشر: سقي الماء:


الماء شريان الحياة، وقد يكون الماء شحيحا في بعض المناطق، فيكون سقي الماء وتوفيره للناس بعد الإفطار من أعظم الصدقات؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة سقي الماء» [أحمد وأبو داود وحسنه الألباني].

المشروع الثالث عشر: قضاء دين المدين أو التيسير عليه:


الدين همٌّ بالليل وغم بالنهار؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سرورا، أو تقضي عنه دينا، أو تطعمه خبزا» [ابن أبي الدنيا وحسنه الألباني].


وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من نَفَّس عن غريمه، أو محا عنه، كان في ظل العرش يوم القيامة» [أحمد والدارمي].


وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سرّه أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه» [مسلم].


وقال صلى الله عليه وسلم: «كان رجلٌ يداين الناس، فكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسرا, فتجاوز عنه لعل الله يتجاوز عنا، فلقي الله فتجاوز عنه» [مسلم].

المشروع الرابع عشر: قضاء حوائج الناس:


عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل: سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن أعتكف في المسجد شهرا, ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضًا يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل, كما يفسد الخل العسل» [ابن أبي الدنيا وحسنه الألباني].


وقال صلى الله عليه وسلم: «من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه» [مسلم].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.