تخطى إلى المحتوى

مزايا الشريعة الإسلامية ومواصفاتها 2024.

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّـه مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّـهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ. وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّـهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ
خلق الله عز وجل أنواع شتى من الخلائق ووضع لكل نوع من هذه الأنواع قانون يسير عليه حتى تنضم جميع شؤونه العامة والخاصة.
والإنسان أحد هذه المخلوقات التي خلق الله وكرمه على كثير ممن خلق ويكفيه فضلا وفخرا أن صنعه الله بيده ونفخ فيه من روحه وتكرم عليه وأنعم عليه بنعمة الدين التي هي من أعظم النعم وأجلها إذ ارتضاه له خالقه وشرفه به
وتوعده بالعقوبة المؤجلة في حياته قبل الآخرة وهي العيش الضنك إن زاغ عنه ولم يمتثل ولم يتبع هذا الدين الذي شرعه له.
حيث حذره ونبهه بأن سعادته وشقاءه مرتبط بهذا الدين الذي سنه له وأن فوزه وفلاحه متوقف على مدى تمسكه به أو إعراضه عنه
قال تعالى((قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ))
ومعلوم أن هذا الدين الذي جاء به محمد صلوات ربي وسلامه عليه لم يسننه الله عز وجل لنوع خاص من البشر على غيرهم بل أرسل للناس كافة فكل الناس لهم حق فيه
وما دام على هذا النحو من العمومية فلا بد أن تتوفر فيه مواصفات .
كأن يكون شاملا كاملا لكل جوانب الحيات ومتطلباتها
ولأن متطلبات الحيات تقتضي التنظيم في كل شيء فمن مزايا شريعة الإسلام أنها جاءت لتنظم حياة البشر تنظيما دقيقا عادلا أذهل كل المفكرين والمثقفين بترتيبه وتنظيمه وإعطاء كل ذي حق حقه وإليكم لمحة قصيرة مختصرة عن هذا التنظيم البديع
أولا علاقة الإنسان مع خالقه
فالإسلام يبدأ بتنظيم علاقة الإنسان مع خالقه بتوحيده وعبادته وحده لا شريك له وأن لا يطلب ولا يتضرع لأحد غيره في جميع الأمور وأن يخاف منه ويتوكل عليه ويتذلل له وأن يحبه ويحرص على التقرب إليه ويتجنب النجاة من سخطه وأن يستعين به في كل أموره ويطلب مرضاته ويحذر عقابه وغضبه ثم بعد ذلك في المرتبة الثانية
علاقة الإنسان مع الرسول صلى الله عليه وسلم
إذ ينظم علاقة الإنسان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن لا يتعبد إلا بما جاء به وأن يقتدي به ويحبه ويطيعه ويتبع سنته وأن يصدق بما جاء به ثم في الدرجة الثالثة تأتي
علاقة الإنسان بمن حوله
حيث يضع لهذا الإنسان تنظيما مع من يحيط به مثل والديه وأولاده ومع زوجته وإخوانه ومع جيرانه وأقاربه ومع الحاكم والمحكوم ومع المسلم والكافر كل من هؤلاء ماله وما لهم عليهم من حقوق وغير ذلك
رابعا حياة الإنسان الأسرية
كما ينظم الإسلام حيات الإنسان الأسرية مع الزوجة وأولاده بتربيتهم وتجنيبهم الفساد كما ينظم حال الزوج وزوجته في السراء والضراء وفي حال الفقر والغنى والصحة والمرض وما إلى ذلك
خامسا حياة الإنسان في اكتساب الرزق
ثم ينظم حالته من اكتساب الرزق بأن يكون من حلال وأن يتجنب الحرام ما ظهر منه وما بطن وأن يتجنب الغش والربا والسرقة والخداع وأن يتحرى الصدق في البيع والشراء ويتجنب الكذب والتطفيف في الميزان وأن يكون سمحا في البيع وبين له كيفية توزيع الصدقات بالترتيب وتقسيم الميراث وتوزيعه توزيعا عادلا وغير ذلك
سادسا علاقة الإنسان مع غيره
ثم يربط سائر العلاقات الإنسانية الأخرى بروابط متينة كالحب في الله والبغض في الله ويدعوه ويحببه في مكارم الأخلاق وجميع الصفات الحميدة كالحياء والجود والصدق والبر والعدل والإحسان والشفقة والرحمة وما إلى ذلك
سابعا الإنسان والأخلاق
كما ينهاه عن الشرك والظلم والطغيان والفساد والقتل بغير حق والنفاق والكذب والسرقة والغيبة والنميمة والزنا والجور والتكبر وينهاه عن أكل أموال الناس بالباطل والزنا والسحر
ثامنا ربط الإنسان بما بعد الموت
ثم يربطه بما بعد الموت بدايتا من البرزخ حتى مقره الأخير إما النعيم وإما الهاوية
وكليهما متعلق ومبني على ما اكتسبه في الحيات الدنيا من عبادة وإيمان وأعمال صالحة
فمن ثقلت موازينه سعد برؤية ربه سبحانه وتعالى ودخل الجنة وتمتع بما فيه مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر ببال بشر خالدا مخلدا فيها أبدا
ومن خفت موازينه وجاء بالكفر والمعاصي فجزاؤه جهنم خالدا فيها أبدا يعذب فيها بقدر ما اقترفه من ذنوب ومعاصي
قال تعالى { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا }
وقال أيضا { قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }
وقال أيضا {تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
وإلى لقاء آخر إن شاء الله

برك الله فيك ووفقكم ان شاء الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.