أذاتُ زوج؟؟
إذن هلمّي إلى أبواب الجنة الثمانية !
إذن هلمّي إلى أبواب الجنة الثمانية !
الزوج والزوجة يمضيان في رحلة العُمر
يستظل أحدهما بصاحبه
يستمد ارتفاع معنوياته من صاحبه
بل إن كلاًّ منهما لباس لصاحبه
(هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)
قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير والحسن : يعني هُـنّ سكن لكم ، وأنتم سكن لهنّ .
وقال الربيع بن أنس : هنّ لِحَاف لكم ، وأنتم لحاف لهن .
قال ابن كثير : وحاصله أن الرجل والمرأة كل منهما يخالط الآخر ويماسّه ويضاجعه .
أنتما في رحلة العُمرِ معاً = تبنيان العشّ كالروض الأنيق
فرحلة العُمر عبر الحياة الزوجية هي رحلة تكامل وتعاون ومحبة ،
وليست رحلة خِلاف وشِجار ونُفرة .
إن بعض الأزواج ربما نظر إلى الحياة الزوجية على أنها سُلطة وسيطرة ، وأنه الآمر
الناهي فيها ، وأنه لا يجوز أن يُراجَع في أمر من أمور البيت !
قال عمر رضي الله عنه : والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمراً حتى أنزل الله
فيهن ما أنزل ، وقسم لهن ما قسم . قال : فبينا أنا في أمر أتأمَّـرُه ، إذ قالت امرأتي :
لو صنعتَ كذا وكذا .
قال : فقلت لها : ما لك ولما ها هنا ، فيما تكلُّفك في أمر أريده ؟!
فقالت لي : عجبا لك يا ابن الخطاب ! ما تُريد أن تُراجَع أنت ، وإن ابنتك لتُراجِع رسول
الله صلى الله عليه على آله وسلم حتى يَظلّ يومه غضبان .
فقام عمر ، فأخذ رداءه مكانه حتى دخل على حفصة ، فقال لها :
يا بنية إنك لتراجعين رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم حتى يظل يومه غضبان ؟
فقالت حفصة : والله إنا لنراجعه .
قال عمر : فقلت : تعلمين أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله صلى الله عليه على
آله وسلم . يا بُنية لا تغرنّـك هذه التي أعجبها حسنها وحبّ رسول الله صلى الله
عليه على آله وسلم إياها – يُريد عائشة –
قال : ثم خرجت حتى دخلت على أم سلمة لقرابتي منها ، فكلمتها .
فقالت أم سلمة : عجبا لك يا ابن الخطاب ! دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين
رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم وأزواجه ، فأخذتني والله أخذا كسرتني عن
بعض ما كنت أجد ، فَخَرَجتُ من عندها … الحديث . رواه البخاري ومسلم .
فهذا عمر رضي الله عنه مع شدّته في الحق تردّه امرأة ، وتثنيه عن بعض
ما كان يُريد ، وعن بعض ما كان يجـد .
ولو كانت مراجعة المرأة لزوجها في أمر من أموره لا تجوز لنهى عنها النبي صلى
الله عليه وسلم .
ولا أعني التمرّد على الزوج فإن بين الأمرين بوناً شاسعا لا هذا ولا ذاك
لا مراجعة بجفاء فتُصبح مرادّة وليست مراجعة ولا نفيٌ وانتفاء للرأي
بل وسط بين هذا وذاك مُراجعة مع مراعاة حدود الأدب
فأنتما في رِحلة العُمر معاً
كما أن بعض الزوجات تأخذ الحياة الزوجية على أنها مُغالَبة !
فتتصوّر أن الحياة الزوجية إما غالِب وإما مغلوب !
وكلا طرفي قصد الأمور ذميم .
فإن الحياة الزوجية ليست حَلَبة مُصارَعة ، ولا ميدان مسابقة !
ليست مجال انتصار فريق على آخر
بل هي رحلة تكامل
فكما يُذكّر الرجل بأن للمرأة الحقّ في مراجعة زوجها في حدود الأدب
كذلك تُذكّر المرأة بعِظم حقّ الزوج ، وقد سبقت الإشارة إليه .
إلا أن المرأة تُذكّر أيضا بأن زوجها هو جنتها وهو نارها
فإن هي أطاعته في حدود طاعة الله ، وحفظته في نفسها وماله حفظها الله في الدنيا والآخرة
بل ووقفت إلى جوار أبي بكر الصِّدِّيق السابق إلى كل خير
تقف إلى جواره ، لتنال هذه الخاصِّـيَّة التي نالها أبو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أنفق زوجين في سبيل الله نُودي في الجنة :
يا عبد الله هذا خير ، فمن كان من أهل الصلاة دُعِيَ من باب الصلاة ، ومن كان من
أهل الجهاد دُعِي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دُعِي من باب الصدقة ،
ومن كان من أهل الصيام دُعِي من باب الريان . قال أبو بكر الصِّدِّيق : يا رسول الله
ما على أحدٍ يُدعى من تلك الأبواب من ضرورة ، فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم ، وأرجو أن تكون منهم . رواه البخاري ومسلم .
وقد عـدّ العلماء هذا من خصائص أبي بكر رضي الله عنه
والمرأة الصالحة المطيعة لزوجها تنال هذه الخاصيّة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا صلت المرأة خَمْسَها ، وصَامَتْ شهرها ، وحَفِظَتْ
فرجها ، وأطاعت زوجها ، قيل لها : أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت . رواه الإمام أحمد .
يا لـه من فضل !
ويا لـها من خاصية
أن تُصلي المرأة خمس صلوات في اليوم والليلة ، وتصوم شهر رمضان ، وتُطيع زوجها
فتُنادى بما يُنادى به الصِّدِّيق رضي الله عنه " أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت " .
فأين دُعاة التمرّد والرذيلة حينما يُنادون المرأة لتتمرّد على زوجها ؟!
بل قد دعوها للتمرّد على خالقها ، فلا غرابة من هذه الدعوة !
فأنت أيتها الفاضلة بين خيارين :
1 – أن تُطيعي زوجك فتُنادين : " أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت " .
2 – أو تُطيعي دُعاة الرذيلة ، وتتبعين هوى نفسك فتخسرين هذا الفضل العظيم .
بل إن الزوج هو بوابة الجنة لزوجته ، إذا اتقى الله فيها ، وأمرها بطاعة الله عز وجل .
وربما كان بوابة النار لزوجته ، إن أمرها بمعصية فأطاعته ، أو أمرها بطاعة فعصته
فقد جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة فلما فرغت من حاجتها قال
لها عليه الصلاة والسلام : أذاتُ زوجٍ أنتِ ؟ قالت : نعم . قال : كيف أنت له ؟ قالت :
ما ألوه إلا ما عجزتُ عنه . قال : فانظري أين أنت منه ، فإنما هو جنتك ونارك .
رواه الإمام أحمد وغيره .
فلتنظر المرأة إلى الحياة الزوجية هذه النظرة الثاقبة
ولتحسب عملها في بيتها ، فهي مأجورة عليه
وهو أثمن من كل عمل
وهو سبب لدخول الجنة
وعليها أن لا تتضجّر من عمل البيت
ولا مِن قوامة الرجل
فهذا حُـكُـم الله
واصرخي في وجـه دُعـاة التغريب ، وأوصياء الرذيلة (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا ) ؟
وقولي لهم : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ
الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا ) .
اللهم احفظ على نساء المسلمين دينهنّ وحياءهنّ وعفافهنّ وحشمتهنّ .
اللهم اقمع دُعاة الرذيلة والسفور ، واهتك سِترهم .
الشيخ الفاضل : عبدالرحمن السحيم
باركك الله على منقولك
لك سلامي واحترامي
يسلمووووو و على النصائح وكلامك الرائع
ودي واحترامي