تخطى إلى المحتوى

لا تمسح وجهك بعد الدعاء 2024.

ولا تمسح وجهك بعد الدعاء فذلك لم يثبت عن رسول الله ، بل قال العز بن عبدالسلام: ( لا يفعلها إلا جاهل ) [صحيح الأذكار من كلام خير الأبرار].

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة baitiche الجيريا
ولا تمسح وجهك بعد الدعاء فذلك لم يثبت عن رسول الله ، بل قال العز بن عبدالسلام: ( لا يفعلها إلا جاهل ) [صحيح الأذكار من كلام خير الأبرار].

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الدعاء مِن أعظم ما يزِيد الإيمان، ويُقوِّي حلاوته في القلب، وهو مِن أفضل العبادات؛ فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة"، ثم قرأ: {وَقَالَ رَبُّكُـمْ ٱدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ} [غافر:60] ([1]). ).

وقد أمر الله تعالى بالدعاء وحثَّ عليه؛ فقال تعالى: {وَاسْأَلُوا ٱللهَ مِن فَضْلِهِ} [النساء:32]، وقال: {فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَـافِرُونَ} [غافر:14]، وقال: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} إلى قوله تعالى: {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا} [الأعراف:55-56]،

والله عز وجل لا يَرُدّ عبده إذا رفع العبد يديه بِذُلٍّ وإلحاح وتضرع دون أن يقضي له حاجته، ولقد بارك الله لرجل في حاجة أكثر الدعاء فيها، أعطيها أو منعها؛ يقول النبي عليه أفضل الصلاة والسلام: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو اللهَ بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاثٍ: إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلهَا" ([3])).

وقد نص الأئمة والفقهاء على استحباب مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء؛ قيل: وكأن المناسبة أنه تعالى لما كان لا يردهما صِفْرًا فكأن الرحمة أصابتهما فناسب إفاضة ذلك على الوجه الذي هو أشرف الأعضاء وأحقها بالتكريم ([4]).).

جاء في حاشية الشرنبلالي على درر الحكام من كتب الحنفية في باب "صفة الصلاة" في ذكر الأدعية والأوراد التي وردت السنة بها بعد الصلاة لكل مصلٍّ، ويستحب للمصلي الإتيان بها: "ثم يختم بقوله تعالى {سُبْحَانَ رَبِّكَ} الآية؛ لقول عليٍّ رضي الله عنه: "مَن أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة فليكن آخر كلامه إذا قام مِن مجلسه {سُبْحَانَ رَبِّكَ} الآية"، ويمسح يديه ووجهه في آخره؛ لقول ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إِذَا دَعَوتَ اللهَ فَادْعُ بِبَاطِنِ كَفَّيْكَ وَلَا تَدْعُ بِظُهُورِهِمَا فَإِذَا فَرَغْتَ فَامْسَحْ بِهِمَا وَجْهَكَ} رواه ابن ماجه كما في البرهان" ([5])).

وقال النفراوي في الفواكه الدواني من كتب المالكية: "ويُسْتَحَب أن يَمْسَحَ وجهه بيديه عقبه -أي: الدعاء- كما كان يفعله عليه الصلاة والسلام" ([6])).

وقد ذكر الإمام النووي من الشافعية من جملة آداب الدعاء مسح الوجه بعد الدعاء في باب الأذكار المستحبة في كتابه المجموع فقال: "ومن آداب الدعاء كونه في الأوقات والأماكن والأحوال الشريفة واستقبال القبلة ورفع يديه ومسح وجهه بعد فراغه وخفض الصوت بين الجهر والمخافتة" ([7])).

وجَزَمَ الإمام النووي في التحقيق أنه مندوب كما نقله عنه الشيخ زكريا الأنصاري، والشيخ الخطيب الشربيني ([8]).).

وقال البهوتي من الحنابلة: "(ثُمَّ يَمْسَحُ وَجْهَهُ بِيَدَيهِ هُنَا) أي: عقب القنوت (وَخَارَجَ الصَّلَاةِ) إِذَا دَعَا" ([9]).).

والدليل على ذلك ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يمسح وجهه بيديه بعد الدعاء؛ فعن عمر رضي الله تعالى عنه قال: {كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَدَّ يَدَيهِ فِي الدُّعَاءِ لَمْ يَرُدَهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ} ([10]). ).

قال الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام: "أخرجه الترمذي، له شواهد منها حديث ابن عباس عند أبي داود, وغيره, ومجموعها يقضي بأنه حديث حسن" ([11]).).

قال الصنعاني في سبل السلام: "فيه دليل على مشروعية مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَسْتُرُوا الجُدُرَ، مَنْ نَظَرَ فِي كِتَابِ أَخِيهِ بِغَيرِ إِذْنِهِ فَإِنَّمَا يَنْظُرُ فِي النَّارِ، سَلُوا اللهَ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ وَلا تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِهَا، فَإِذَا فَرَغْتُمْ فَامْسَحُوا بِهَا وُجُوهَكُمْ".

قال أبو داود: "رُوِي هذا الحديث من غير وجه عن محمَّد بن كعب كلها واهية، وهذا الطريق أمثلها، وهو ضعيف أيضًا" ([12]).).

ونَقَلَ السيوطيُّ عن أبي الفضل ابن حجر في أماليه قوله في الحديث: هذا حديث حسن ([13])).

وعن يزيد بن سعيد بن ثمامة أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَعَا فَرَفَعَ يَدَيهِ مَسَحَ وَجْهَهُ بِيَدَيهِ ([14]).).

ومما روي عن الصحابة رضي الله عنهم في مسح الوجه باليدين بعد رفعهما للدعاء ما أخرجه البخاري في الأدب المفرد في باب "رفع الأيدي في الدعاء" من فعل ابن عمر وابن الزبير في مسح الوجه باليدين بعد الدعاء فقال: " حدَّثنا إبرَاهيمُ بن المنذِر قال حدَّثنا محمَّدُ بن فُلَيح قال أخبرني أبِى عن أبى نُعَيم وهو وَهْب قال : "رَأَيتُ ابنَ عُمَرَ وابنَ الزُّبَيرِ يَدْعُوانِ يُدِيرَانِ بِالرَّاحَتَينِ عَلَى الوَجْهِ" ([15])).

ومحمَّد بن فليح وأبوه فليح بن سليمان قد أخرج لهما البخاري في صحيحه واحتج بهما.

وقد نقل السيوطي في "فض الوعاء" عن الحسن البصري فعله لمسح الوجه باليدين بعد الدعاء: "قال الفريابي: حدثنا إسحق بن راهويه أخبرنا المعتمر بن سليمان قال: رأيت أبا كعب -صاحب الحرير -يدعو رافعا يديه، فإذا فرغ مسح بهما وجهه. فقلت له: مَن رأيتَ يفعل هذا؟ قال: الحسن بن أبي الحسن. إسناده حسن" ([16])).

وعليه فما يصدر من بعض المتسرعين في الإنكار على من يمسح وجهه بعد الدعاء من الناس لا وجه له؛ ومن المقرر شرعًا أنه إنما يُنكر المتفق عليه ولا يُنكر المختلف فيه، ومَن أبى ذلك تقليدًا لمن أنكر ذلك فلا حرج عليه بشرط عدم الإنكار على مَن فعلها؛ لأنه لا إنكار في مسائل الخلاف. والله أعلم.

________________________________________

هذا ملحق به تخريج الاحاديث

([1]) أخرجه أحمد في مسنده (4/267)، أبو داود في كتاب «سجود القرآن» باب «الدعاء» حديث (1479)، والترمذي في كتاب «تفسير القرآن» باب «سورة البقرة» حديث (2969) وقال: "حسن صحيح"، وابن ماجه في كتاب «الدعاء» باب «فضل الدعاء» حديث (3828)، وابن حبان في كتاب «الرقائق» باب «الأدعية» حديث (890)، والحاكم (2/142) حديث (1802) وصححه، ووافقه الذهبي.

([3]) أخرجه أحمد في مسنده (3/18)، والحاكم (1/493) وصححه ووافقه الذهبى.

([4]) سبل السلام (2/709).

([5]) (1/80).

([6]) (2/335).

([7]) (4/487).

([8]) انظر: أسنى المطالب (1/160)، ومغني المحتاج (1/370).

([9]) شرح منتهى الإرادات (1/241)، وانظر: الإنصاف (2/173)، وكشاف القناع (1/420).

([10]) أخرجه الترمذي في كتاب «الدعوات» باب «رفع الأيدي في الدعاء» حديث (3386)، وأخرجه الحاكم في مستدركه (1/719) في كتاب «الدعاء» حديث (1967).

([11]) انظر: سبل السلام شرح بلوغ المرام (2/709).

([12]) أخرجه أبو داود في «سجود القرآن» في باب «الدعاء» حديث (1485) واللفظ له، وأخرجه أيضا ابن ماجه في كتاب «الدعاء» في باب «رفع اليدين في الدعاء» حديث (3866)، والحاكم في مستدركه في كتاب «الدعاء» (1/719) حديث (1968)، والبيهقي في «السنن الكبرى» في كتاب «الصلاة» في باب «رفع اليدين في القنوت» حديث (3276).

([13]) فض الوعاء ص (74).

([14]) أخرجه أحمد في مسنده (4/221) حديث (17972), وأبو داود في كتاب «سجود القرآن» في باب «الدعاء» حديث (1492).

([15]) ص (214).

([16]) ص (101).

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ibnsina1 الجيريا

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الدعاء مِن أعظم ما يزِيد الإيمان، ويُقوِّي حلاوته في القلب، وهو مِن أفضل العبادات؛ فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة"، ثم قرأ: {وَقَالَ رَبُّكُـمْ ٱدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ} [غافر:60] ([1]). ).

وقد أمر الله تعالى بالدعاء وحثَّ عليه؛ فقال تعالى: {وَاسْأَلُوا ٱللهَ مِن فَضْلِهِ} [النساء:32]، وقال: {فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَـافِرُونَ} [غافر:14]، وقال: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} إلى قوله تعالى: {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا} [الأعراف:55-56]،

والله عز وجل لا يَرُدّ عبده إذا رفع العبد يديه بِذُلٍّ وإلحاح وتضرع دون أن يقضي له حاجته، ولقد بارك الله لرجل في حاجة أكثر الدعاء فيها، أعطيها أو منعها؛ يقول النبي عليه أفضل الصلاة والسلام: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو اللهَ بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاثٍ: إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلهَا" ([3])).

وقد نص الأئمة والفقهاء على استحباب مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء؛ قيل: وكأن المناسبة أنه تعالى لما كان لا يردهما صِفْرًا فكأن الرحمة أصابتهما فناسب إفاضة ذلك على الوجه الذي هو أشرف الأعضاء وأحقها بالتكريم ([4]).).

جاء في حاشية الشرنبلالي على درر الحكام من كتب الحنفية في باب "صفة الصلاة" في ذكر الأدعية والأوراد التي وردت السنة بها بعد الصلاة لكل مصلٍّ، ويستحب للمصلي الإتيان بها: "ثم يختم بقوله تعالى {سُبْحَانَ رَبِّكَ} الآية؛ لقول عليٍّ رضي الله عنه: "مَن أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة فليكن آخر كلامه إذا قام مِن مجلسه {سُبْحَانَ رَبِّكَ} الآية"، ويمسح يديه ووجهه في آخره؛ لقول ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إِذَا دَعَوتَ اللهَ فَادْعُ بِبَاطِنِ كَفَّيْكَ وَلَا تَدْعُ بِظُهُورِهِمَا فَإِذَا فَرَغْتَ فَامْسَحْ بِهِمَا وَجْهَكَ} رواه ابن ماجه كما في البرهان" ([5])).

وقال النفراوي في الفواكه الدواني من كتب المالكية: "ويُسْتَحَب أن يَمْسَحَ وجهه بيديه عقبه -أي: الدعاء- كما كان يفعله عليه الصلاة والسلام" ([6])).

وقد ذكر الإمام النووي من الشافعية من جملة آداب الدعاء مسح الوجه بعد الدعاء في باب الأذكار المستحبة في كتابه المجموع فقال: "ومن آداب الدعاء كونه في الأوقات والأماكن والأحوال الشريفة واستقبال القبلة ورفع يديه ومسح وجهه بعد فراغه وخفض الصوت بين الجهر والمخافتة" ([7])).

وجَزَمَ الإمام النووي في التحقيق أنه مندوب كما نقله عنه الشيخ زكريا الأنصاري، والشيخ الخطيب الشربيني ([8]).).

وقال البهوتي من الحنابلة: "(ثُمَّ يَمْسَحُ وَجْهَهُ بِيَدَيهِ هُنَا) أي: عقب القنوت (وَخَارَجَ الصَّلَاةِ) إِذَا دَعَا" ([9]).).

والدليل على ذلك ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يمسح وجهه بيديه بعد الدعاء؛ فعن عمر رضي الله تعالى عنه قال: {كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَدَّ يَدَيهِ فِي الدُّعَاءِ لَمْ يَرُدَهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ} ([10]). ).

قال الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام: "أخرجه الترمذي، له شواهد منها حديث ابن عباس عند أبي داود, وغيره, ومجموعها يقضي بأنه حديث حسن" ([11]).).

قال الصنعاني في سبل السلام: "فيه دليل على مشروعية مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَسْتُرُوا الجُدُرَ، مَنْ نَظَرَ فِي كِتَابِ أَخِيهِ بِغَيرِ إِذْنِهِ فَإِنَّمَا يَنْظُرُ فِي النَّارِ، سَلُوا اللهَ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ وَلا تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِهَا، فَإِذَا فَرَغْتُمْ فَامْسَحُوا بِهَا وُجُوهَكُمْ".

قال أبو داود: "رُوِي هذا الحديث من غير وجه عن محمَّد بن كعب كلها واهية، وهذا الطريق أمثلها، وهو ضعيف أيضًا" ([12]).).

ونَقَلَ السيوطيُّ عن أبي الفضل ابن حجر في أماليه قوله في الحديث: هذا حديث حسن ([13])).

وعن يزيد بن سعيد بن ثمامة أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَعَا فَرَفَعَ يَدَيهِ مَسَحَ وَجْهَهُ بِيَدَيهِ ([14]).).

ومما روي عن الصحابة رضي الله عنهم في مسح الوجه باليدين بعد رفعهما للدعاء ما أخرجه البخاري في الأدب المفرد في باب "رفع الأيدي في الدعاء" من فعل ابن عمر وابن الزبير في مسح الوجه باليدين بعد الدعاء فقال: " حدَّثنا إبرَاهيمُ بن المنذِر قال حدَّثنا محمَّدُ بن فُلَيح قال أخبرني أبِى عن أبى نُعَيم وهو وَهْب قال : "رَأَيتُ ابنَ عُمَرَ وابنَ الزُّبَيرِ يَدْعُوانِ يُدِيرَانِ بِالرَّاحَتَينِ عَلَى الوَجْهِ" ([15])).

ومحمَّد بن فليح وأبوه فليح بن سليمان قد أخرج لهما البخاري في صحيحه واحتج بهما.

وقد نقل السيوطي في "فض الوعاء" عن الحسن البصري فعله لمسح الوجه باليدين بعد الدعاء: "قال الفريابي: حدثنا إسحق بن راهويه أخبرنا المعتمر بن سليمان قال: رأيت أبا كعب -صاحب الحرير -يدعو رافعا يديه، فإذا فرغ مسح بهما وجهه. فقلت له: مَن رأيتَ يفعل هذا؟ قال: الحسن بن أبي الحسن. إسناده حسن" ([16])).

وعليه فما يصدر من بعض المتسرعين في الإنكار على من يمسح وجهه بعد الدعاء من الناس لا وجه له؛ ومن المقرر شرعًا أنه إنما يُنكر المتفق عليه ولا يُنكر المختلف فيه، ومَن أبى ذلك تقليدًا لمن أنكر ذلك فلا حرج عليه بشرط عدم الإنكار على مَن فعلها؛ لأنه لا إنكار في مسائل الخلاف. والله أعلم.

________________________________________

هذا ملحق به تخريج الاحاديث

([1]) أخرجه أحمد في مسنده (4/267)، أبو داود في كتاب «سجود القرآن» باب «الدعاء» حديث (1479)، والترمذي في كتاب «تفسير القرآن» باب «سورة البقرة» حديث (2969) وقال: "حسن صحيح"، وابن ماجه في كتاب «الدعاء» باب «فضل الدعاء» حديث (3828)، وابن حبان في كتاب «الرقائق» باب «الأدعية» حديث (890)، والحاكم (2/142) حديث (1802) وصححه، ووافقه الذهبي.

([3]) أخرجه أحمد في مسنده (3/18)، والحاكم (1/493) وصححه ووافقه الذهبى.

([4]) سبل السلام (2/709).

([5]) (1/80).

([6]) (2/335).

([7]) (4/487).

([8]) انظر: أسنى المطالب (1/160)، ومغني المحتاج (1/370).

([9]) شرح منتهى الإرادات (1/241)، وانظر: الإنصاف (2/173)، وكشاف القناع (1/420).

([10]) أخرجه الترمذي في كتاب «الدعوات» باب «رفع الأيدي في الدعاء» حديث (3386)، وأخرجه الحاكم في مستدركه (1/719) في كتاب «الدعاء» حديث (1967).

([11]) انظر: سبل السلام شرح بلوغ المرام (2/709).

([12]) أخرجه أبو داود في «سجود القرآن» في باب «الدعاء» حديث (1485) واللفظ له، وأخرجه أيضا ابن ماجه في كتاب «الدعاء» في باب «رفع اليدين في الدعاء» حديث (3866)، والحاكم في مستدركه في كتاب «الدعاء» (1/719) حديث (1968)، والبيهقي في «السنن الكبرى» في كتاب «الصلاة» في باب «رفع اليدين في القنوت» حديث (3276).

([13]) فض الوعاء ص (74).

([14]) أخرجه أحمد في مسنده (4/221) حديث (17972), وأبو داود في كتاب «سجود القرآن» في باب «الدعاء» حديث (1492).

([15]) ص (214).

([16]) ص (101).

بارك الله فيك وأحسن الله إليك، لكن يا أخي لم يثبت في السنة مسح اليدين ، وقد إستدل من قال بالمسح بأحاديث غير صحيحة ، يقول شيخ الإسلام إبن تيمية : وأما رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه في الدعاء : فقد جاء فيه أحاديث كثيرة صحيحة ، وأما مسحه وجهه بيديه فليس عنه فيه إلا حديث أو حديثان ، لا تقوم بهما حُجة .
وسئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى : عن حكم مسح الوجه باليدين بعد الدعاء ؟

فأجاب :

" مسح الوجه باليدين بعد الدعاء الأقرب أنه غير مشروع ؛ لأن الأحاديث الواردة في ذلك ضعيفة حتى قال شيخ الإسلام رحمه الله : إنها لا تقوم بها الحجة ، وإذا لم نتأكد أو يغلب على ظننا أن هذا الشيء مشروع فإن الأولى تركه ؛ لأن الشرع لا يثبت بمجرد الظن إلا إذا كان الظن غالباً .

فالذي أرى في مسح الوجه باليدين بعد الدعاء أنه ليس بسنة ، والنبي صلى الله عليه وسلم كما هو معروف دعا في خطبة الجمعة بالاستسقاء ورفع يديه ، ولم يرد أنه مسح بهما وجهه ، وكذلك في عدة أحاديث جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا ورفع يديه ولم يثبت أنه مسح وجهه " انتهى . "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (14/ السؤال 781) .

هل انت متاكد من نقلك يا اخي
جزاك الله خيرا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة baitiche الجيريا
بارك الله فيك وأحسن الله إليك، لكن يا أخي لم يثبت في السنة مسح اليدين ، وقد إستدل من قال بالمسح بأحاديث غير صحيحة ، يقول شيخ الإسلام إبن تيمية : وأما رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه في الدعاء : فقد جاء فيه أحاديث كثيرة صحيحة ، وأما مسحه وجهه بيديه فليس عنه فيه إلا حديث أو حديثان ، لا تقوم بهما حُجة .
وسئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى : عن حكم مسح الوجه باليدين بعد الدعاء ؟

فأجاب :

" مسح الوجه باليدين بعد الدعاء الأقرب أنه غير مشروع ؛ لأن الأحاديث الواردة في ذلك ضعيفة حتى قال شيخ الإسلام رحمه الله : إنها لا تقوم بها الحجة ، وإذا لم نتأكد أو يغلب على ظننا أن هذا الشيء مشروع فإن الأولى تركه ؛ لأن الشرع لا يثبت بمجرد الظن إلا إذا كان الظن غالباً .

فالذي أرى في مسح الوجه باليدين بعد الدعاء أنه ليس بسنة ، والنبي صلى الله عليه وسلم كما هو معروف دعا في خطبة الجمعة بالاستسقاء ورفع يديه ، ولم يرد أنه مسح بهما وجهه ، وكذلك في عدة أحاديث جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا ورفع يديه ولم يثبت أنه مسح وجهه " انتهى . "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (14/ السؤال 781) .

ومن المقرر شرعًا أنه إنما يُنكر المتفق عليه ولا يُنكر المختلف فيه، ومَن أبى ذلك تقليدًا لمن أنكر ذلك فلا حرج عليه بشرط عدم الإنكار على مَن فعلها؛ لأنه لا إنكار في مسائل الخلاف. والله أعلم.
هل قرات تخريج الاحاديث جيدا
اتقول عن الصحيح والحسن ضعيف ؟؟؟

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ibnsina1 الجيريا

ومن المقرر شرعًا أنه إنما يُنكر المتفق عليه ولا يُنكر المختلف فيه، ومَن أبى ذلك تقليدًا لمن أنكر ذلك فلا حرج عليه بشرط عدم الإنكار على مَن فعلها؛ لأنه لا إنكار في مسائل الخلاف. والله أعلم.
هل قرات تخريج الاحاديث جيدا
اتقول عن الصحيح والحسن ضعيف ؟؟؟

شكرا أخي الحديث عن عمر بن الخطاب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مدَّ يديه في الدعاء لا يردهما حتى يمسح بهما وجهه

قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد بن عيسى ، وهو قليل الحديث ، وقد حدَّث عنه الناس

وقال الطبراني :لا يُروى هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد ، تفرد به حماد بن عيسى
قلتُ : وهو ضعيفٌ ، ضعفه أحمد وأبو حاتم والدارقطني وغيرهما ، وقال ابن حبان والحاكم : ( يروي أحاديث موضوعة عن ابن جريج وغيره ) ، ولذلك قال الذهبي في ( سير النبلاء ) ( 16 / 67 ) : ( أخرجه الحاكم في ( مستدركه ) ، فلم يُصب ، وحماد ضعيف ) ، وقال العراقي في ( المغني ) ( 1/ 305 ) : سكت عليه الحاكم وهو ضعيفٌ )

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ibnsina1 الجيريا

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الدعاء مِن أعظم ما يزِيد الإيمان، ويُقوِّي حلاوته في القلب، وهو مِن أفضل العبادات؛ فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة"، ثم قرأ: {وَقَالَ رَبُّكُـمْ ٱدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ} [غافر:60] ([1]). ).

وقد أمر الله تعالى بالدعاء وحثَّ عليه؛ فقال تعالى: {وَاسْأَلُوا ٱللهَ مِن فَضْلِهِ} [النساء:32]، وقال: {فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَـافِرُونَ} [غافر:14]، وقال: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} إلى قوله تعالى: {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا} [الأعراف:55-56]،

والله عز وجل لا يَرُدّ عبده إذا رفع العبد يديه بِذُلٍّ وإلحاح وتضرع دون أن يقضي له حاجته، ولقد بارك الله لرجل في حاجة أكثر الدعاء فيها، أعطيها أو منعها؛ يقول النبي عليه أفضل الصلاة والسلام: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو اللهَ بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاثٍ: إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلهَا" ([3])).

وقد نص الأئمة والفقهاء على استحباب مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء؛ قيل: وكأن المناسبة أنه تعالى لما كان لا يردهما صِفْرًا فكأن الرحمة أصابتهما فناسب إفاضة ذلك على الوجه الذي هو أشرف الأعضاء وأحقها بالتكريم ([4]).).

جاء في حاشية الشرنبلالي على درر الحكام من كتب الحنفية في باب "صفة الصلاة" في ذكر الأدعية والأوراد التي وردت السنة بها بعد الصلاة لكل مصلٍّ، ويستحب للمصلي الإتيان بها: "ثم يختم بقوله تعالى {سُبْحَانَ رَبِّكَ} الآية؛ لقول عليٍّ رضي الله عنه: "مَن أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة فليكن آخر كلامه إذا قام مِن مجلسه {سُبْحَانَ رَبِّكَ} الآية"، ويمسح يديه ووجهه في آخره؛ لقول ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إِذَا دَعَوتَ اللهَ فَادْعُ بِبَاطِنِ كَفَّيْكَ وَلَا تَدْعُ بِظُهُورِهِمَا فَإِذَا فَرَغْتَ فَامْسَحْ بِهِمَا وَجْهَكَ} رواه ابن ماجه كما في البرهان" ([5])).

وقال النفراوي في الفواكه الدواني من كتب المالكية: "ويُسْتَحَب أن يَمْسَحَ وجهه بيديه عقبه -أي: الدعاء- كما كان يفعله عليه الصلاة والسلام" ([6])).

وقد ذكر الإمام النووي من الشافعية من جملة آداب الدعاء مسح الوجه بعد الدعاء في باب الأذكار المستحبة في كتابه المجموع فقال: "ومن آداب الدعاء كونه في الأوقات والأماكن والأحوال الشريفة واستقبال القبلة ورفع يديه ومسح وجهه بعد فراغه وخفض الصوت بين الجهر والمخافتة" ([7])).

وجَزَمَ الإمام النووي في التحقيق أنه مندوب كما نقله عنه الشيخ زكريا الأنصاري، والشيخ الخطيب الشربيني ([8]).).

وقال البهوتي من الحنابلة: "(ثُمَّ يَمْسَحُ وَجْهَهُ بِيَدَيهِ هُنَا) أي: عقب القنوت (وَخَارَجَ الصَّلَاةِ) إِذَا دَعَا" ([9]).).

والدليل على ذلك ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يمسح وجهه بيديه بعد الدعاء؛ فعن عمر رضي الله تعالى عنه قال: {كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَدَّ يَدَيهِ فِي الدُّعَاءِ لَمْ يَرُدَهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ} ([10]). ).

قال الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام: "أخرجه الترمذي، له شواهد منها حديث ابن عباس عند أبي داود, وغيره, ومجموعها يقضي بأنه حديث حسن" ([11]).).

قال الصنعاني في سبل السلام: "فيه دليل على مشروعية مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَسْتُرُوا الجُدُرَ، مَنْ نَظَرَ فِي كِتَابِ أَخِيهِ بِغَيرِ إِذْنِهِ فَإِنَّمَا يَنْظُرُ فِي النَّارِ، سَلُوا اللهَ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ وَلا تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِهَا، فَإِذَا فَرَغْتُمْ فَامْسَحُوا بِهَا وُجُوهَكُمْ".

قال أبو داود: "رُوِي هذا الحديث من غير وجه عن محمَّد بن كعب كلها واهية، وهذا الطريق أمثلها، وهو ضعيف أيضًا" ([12]).).

ونَقَلَ السيوطيُّ عن أبي الفضل ابن حجر في أماليه قوله في الحديث: هذا حديث حسن ([13])).

وعن يزيد بن سعيد بن ثمامة أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَعَا فَرَفَعَ يَدَيهِ مَسَحَ وَجْهَهُ بِيَدَيهِ ([14]).).

ومما روي عن الصحابة رضي الله عنهم في مسح الوجه باليدين بعد رفعهما للدعاء ما أخرجه البخاري في الأدب المفرد في باب "رفع الأيدي في الدعاء" من فعل ابن عمر وابن الزبير في مسح الوجه باليدين بعد الدعاء فقال: " حدَّثنا إبرَاهيمُ بن المنذِر قال حدَّثنا محمَّدُ بن فُلَيح قال أخبرني أبِى عن أبى نُعَيم وهو وَهْب قال : "رَأَيتُ ابنَ عُمَرَ وابنَ الزُّبَيرِ يَدْعُوانِ يُدِيرَانِ بِالرَّاحَتَينِ عَلَى الوَجْهِ" ([15])).

ومحمَّد بن فليح وأبوه فليح بن سليمان قد أخرج لهما البخاري في صحيحه واحتج بهما.

وقد نقل السيوطي في "فض الوعاء" عن الحسن البصري فعله لمسح الوجه باليدين بعد الدعاء: "قال الفريابي: حدثنا إسحق بن راهويه أخبرنا المعتمر بن سليمان قال: رأيت أبا كعب -صاحب الحرير -يدعو رافعا يديه، فإذا فرغ مسح بهما وجهه. فقلت له: مَن رأيتَ يفعل هذا؟ قال: الحسن بن أبي الحسن. إسناده حسن" ([16])).

وعليه فما يصدر من بعض المتسرعين في الإنكار على من يمسح وجهه بعد الدعاء من الناس لا وجه له؛ ومن المقرر شرعًا أنه إنما يُنكر المتفق عليه ولا يُنكر المختلف فيه، ومَن أبى ذلك تقليدًا لمن أنكر ذلك فلا حرج عليه بشرط عدم الإنكار على مَن فعلها؛ لأنه لا إنكار في مسائل الخلاف. والله أعلم.

________________________________________

هذا ملحق به تخريج الاحاديث

([1]) أخرجه أحمد في مسنده (4/267)، أبو داود في كتاب «سجود القرآن» باب «الدعاء» حديث (1479)، والترمذي في كتاب «تفسير القرآن» باب «سورة البقرة» حديث (2969) وقال: "حسن صحيح"، وابن ماجه في كتاب «الدعاء» باب «فضل الدعاء» حديث (3828)، وابن حبان في كتاب «الرقائق» باب «الأدعية» حديث (890)، والحاكم (2/142) حديث (1802) وصححه، ووافقه الذهبي.

([3]) أخرجه أحمد في مسنده (3/18)، والحاكم (1/493) وصححه ووافقه الذهبى.

([4]) سبل السلام (2/709).

([5]) (1/80).

([6]) (2/335).

([7]) (4/487).

([8]) انظر: أسنى المطالب (1/160)، ومغني المحتاج (1/370).

([9]) شرح منتهى الإرادات (1/241)، وانظر: الإنصاف (2/173)، وكشاف القناع (1/420).

([10]) أخرجه الترمذي في كتاب «الدعوات» باب «رفع الأيدي في الدعاء» حديث (3386)، وأخرجه الحاكم في مستدركه (1/719) في كتاب «الدعاء» حديث (1967).

([11]) انظر: سبل السلام شرح بلوغ المرام (2/709).

([12]) أخرجه أبو داود في «سجود القرآن» في باب «الدعاء» حديث (1485) واللفظ له، وأخرجه أيضا ابن ماجه في كتاب «الدعاء» في باب «رفع اليدين في الدعاء» حديث (3866)، والحاكم في مستدركه في كتاب «الدعاء» (1/719) حديث (1968)، والبيهقي في «السنن الكبرى» في كتاب «الصلاة» في باب «رفع اليدين في القنوت» حديث (3276).

([13]) فض الوعاء ص (74).

([14]) أخرجه أحمد في مسنده (4/221) حديث (17972), وأبو داود في كتاب «سجود القرآن» في باب «الدعاء» حديث (1492).

([15]) ص (214).

([16]) ص (101).

زد على هذا يا أخي حديث:عن ابن عباس مرفوعًا : ( إذا دعوت الله فادع بباطن كفيك ، ولا تدعو بظهورهما ، فإذا فرغت فامسح بهما وجهك ) ، وهذا سندٌ ضعيفٌ جدًّا ، وصالح بن حسان قال البخاري : ( منكر الحديث ) ، ولخص الحافظ حاله فقال في التقريب ) : ( متروك ) ؛ لذلك سُئل أبو حاتم الرازي عن هذا الحديث فقال – كما في ( علل الحديث ) ( 2/ 351 ) – : هذا حديث منكرٌ

عليك يا أخي أن تنقل الحديث الصحيح الذي صح عن النبي صلى الله عليه وسلم
فالحديث لالذي أستشهدت به (حديث مرفوع) وَسئل أبو زرعة عَنْ حديث رَوَاهُ أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى الْجُهَنِيِّ ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ أَبِيهِ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا مَدَّ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ لَمْ يَرُدَّهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ : هُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ ، أَخَافُ أَنْ لا يَكُونَ لَهُ أَصْلٌ .

حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد الملك بن محمد بن أيمن عن عبد الله بن يعقوب بن إسحق عمن حدثه عن محمد بن كعب القرظي حدثني عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تستروا الجدر من نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فإنما ينظر في النار سلوا الله ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم قال أبو داود روي هذا الحديث من غير وجه عن محمد بن كعب كلها واهية وهذا الطريق أمثلها وهو ضعيف أيضا

أخي لا يمكن أنْ نُثبتَ سُنَّة بحديث ضعيف، وهذا ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية؛ لأن فيه أحاديث كثيرة في «الصحيحين» وغيرهما تثبت أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو ويرفع يديه ولا يمسحُ بهما وجهه، ومثل هذه السُّنَّة التي تَرِدُ كثيراً؛ وتتوافر الدَّواعي على نَقْلِها إذا لم تكن معلومةً في مثل هذه المؤلَّفات المعتبرة كالصحيحين وغيرهما، فإن ذلك يَدلُّ على أنها لا أصل لها.
وعلى هذا؛ فالأفضل أنْ لا يمسح، ولكن لا نُنكرُ على مَن مَسَحَ اعتماداً على تحسين الأحاديثِ الواردة في ذلك؛ لأنَّ هذا مما يختلف فيه النَّاسُ

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة baitiche الجيريا
شكرا أخي الحديث عن عمر بن الخطاب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مدَّ يديه في الدعاء لا يردهما حتى يمسح بهما وجهه

قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد بن عيسى ، وهو قليل الحديث ، وقد حدَّث عنه الناس

وقال الطبراني :لا يُروى هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد ، تفرد به حماد بن عيسى
قلتُ : وهو ضعيفٌ ، ضعفه أحمد وأبو حاتم والدارقطني وغيرهما ، وقال ابن حبان والحاكم : ( يروي أحاديث موضوعة عن ابن جريج وغيره ) ، ولذلك قال الذهبي في ( سير النبلاء ) ( 16 / 67 ) : ( أخرجه الحاكم في ( مستدركه ) ، فلم يُصب ، وحماد ضعيف ) ، وقال العراقي في ( المغني ) ( 1/ 305 ) : سكت عليه الحاكم وهو ضعيفٌ )

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

فهذا بحث موجز في حكم مسح الوجه باليدين بعد الدعاء ذكرنا فيه أقوال أهل العلم من المذاهب الأربعة ومستندهم في ذلك فنقول وبالله التوفيق :

اتفقت المذاهب الأربعة على استحباب مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء بل إن الحنابلة وغيرهم يرون مشروعية المسح بعد القنوت في الصلاة بخلاف الشافعية

واختار العز بن عبد السلام من الشافعية والشيخ تقي الدين ابن تيمية من الحنابلة عدم مشروعية ذلك وهو قول ضعيف في مذهب الحنفية.

وإليك بعض أقوال أهل العلم في ذلك :

من أقوال الحنفية
في شرح الحصكفي 1/507 و ) أما ( عند الصفا والمروة وعرفات ) ف ( يرفعهما كالدعاء ) والرفع فيه , وفي الاستسقاء مستحب ( فيبسط يديه ) حذاء صدره ( نحو السماء ) لأنها قبلة الدعاء ويكون بينهما فرجة والإشارة بمسبحته لعذر كبرد يكفي والمسح بعده على وجهه سنة في الأصح شرنبلالية . ) اهـ

وفي الفتاوى الهندية 5/318 : ( مسح الوجه باليدين إذا فرغ من الدعاء قيل : ليس بشيء , وكثير من مشايخنا – رحمهم الله تعالى – اعتبروا ذلك وهو الصحيح وبه ورد الخبر , كذا في الغياثية .) اهـ

من أقوال المالكية
في الفواكه الدواني 2/330 : ( واختلف هل يرفع يديه عند الدعاء أو لا ؟
وعلى الرفع فهل يمسح وجهه بهما عقبه أم لا ؟ والذي في الترمذي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : { أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه } . فيفيد أنه كان يرفعهما ويمسح بهما وجهه .) اهـ

وفي الفواكه الدواني أيضا 2/335 : ( واختلف في بسط اليد ولا بأس منه لانه أمارة الذل والسكينة ويستحب أن يمسح وجهه بيديه عقبه كما كان يفعله عليه الصلاة والسلام ) اهـ

وفي الفواكه الدواني أيضا 1/281 : ( ويرفع يديه في حال الدعاء وبطونهما إلى الأرض وقيل إلى السماء وورد أنه بعد الدعاء يضع يديه على وجهه ويمسحه بهما لكن من غير تقبيل ) اهـ

من أقوال الشافعية
فتاوى ابن حجر 1/137 : ( وسئل ) رضي الله عنه – وحشرني في زمرته – عن تقبيل اليدين بعد كل دعاء خارج الصلاة هل له أصل كمسح الوجه بهما أم لا ؟ وإذا كان له أصل فهل هو صحيح , أو خبره ضعيف
( فأجاب ) – فسح الله في مدته – : بأني لم أر له أصلا صحيحا ولا ضعيفا بعد مزيد البحثوالتفتيش ; فلا ينبغي فعله .) اهـ

وفي مغني المحتاج 1/370 : ( وأما مسح غير الوجه كالصدر فلا يسن مسحه قطعا بل نص جماعة على كراهته . وأما مسح الوجه عقب الدعاء خارج الصلاة , فقال ابن عبد السلام بعد نهيه عنه لا يفعله إلا جاهل ا هـ .
وقد ورد في المسح بهما أخبار بعضها غريب وبعضها ضعيف , ومع هذا جزم في التحقيق باستحبابه .) اهـ

وفي حاشية البجيرمي على شرح المنهج 1/208 : ( قوله : ( لا مسح ) أي : في الصلاة أي : لا يندب فالأولى تركه ح ل ويسن خارجها م ر أي : يسن أن يمسح وجهه بيديه بعده لما ورد أن كل شعرة مسحها بيده بعد الدعاء تشهد له ويغفر له بعددها ح ف وما تفعله العامة من تقبيل اليد بعد الدعاء لا أصل له كما في شرح م ر و ع ش . ) اهـ

من أقوال الحنابلة

في المغني لابن قدامة 1/449 : ( ولنا , قول النبي صلى الله عليه وسلم : { إذا دعوت الله فادع ببطون كفيك , ولا تدع بظهورهما , فإذا فرغت فامسح بهما وجهك } . رواه أبو داود , وابن ماجه . ولأنه فعل من سمينا من الصحابة . وإذا فرغ من القنوت فهل يمسح وجهه بيده ؟ فيه روايتان :

إحداهما: لا يفعل ; لأنه روي عن أحمد أنه قال : لم أسمع فيه بشيء . ولأنه دعاء في الصلاة , فلم يستحب مسح وجهه فيه , كسائر دعائها .
الثانية : يستحب ; للخبر الذي رويناه . وروى السائب بن يزيد , { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا رفع يديه , ومسح وجهه بيديه } . ولأنه دعاء يرفع يديه فيه , فيمسح بهما وجهه , كما لو كان خارجا عن الصلاة ) اهـ

وفي غذاء الألباب 2/516 : ( وأن يسأل ما يصلح , ويمسح وجهه بيديه بعد فراغه ) اهـ

وفي الفتاوى الكبرى لابن تيمية 2/219 : ( وأما رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه في الدعاء : فقد جاء فيه أحاديث كثيرة صحيحة , وأما مسحه وجهه بيديه فليس عنه فيه إلا حديث , أو حديثان , لا يقوم بهما حجة , والله أعلم .) اهـ

الأدلة


استدل الجماهير على مشروعية المسح بالأحاديث الواردة في مشروعية المسح وهي وإن كانت ضعيفة فتتقوى بمجموعها فقد جاءت من وجوه : عن عمر وابن عباس وعن السائب بن يزيد عن أبيه , وعن الزهري مرسلا وبالآثار الواردة في ذلك :

1-2-حديث عمر وابن عباس رضي الله عنهما:

قال الحافظ في بلوغ المرام : ( عن عمر رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مد يديه في الدعاء لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه . أخرجه الترمذي .
وله شواهد منها عند أبي داود من حديث ابن عباس وغيره ومجموعها يقضي بأنه حديث حسن ) اهـ
وحديث عمر صححه الترمذي 5/131 فقال : صحيح غريب
قال الصنعاني في سبل السلام 4/427 : وفيه دليل على مشروعية مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء . قيل وكأن المناسبة أنه تعالى لما كان لا يردهما صفرا فكأن الرحمة أصابتهما فناسب إفاضة ذلك على الوجه الذي هو أشرف الأعضاء وأحقها بالتكريم .) اهـ

3-

حديث السائب بن يزيد عن أبيه

:
وفي سنن أبي دواد 2/79 : ( حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا بن لهيعة عن حفص بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن السائب بن يزيد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا فرفع يديه مسح وجهه بيديه ) اهـ

4-

حديث ابن عمر رضي الله عنه

:
روى الطبراني 12/323 : عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن ربكم حي كريم يستحي أن يرفع العبد يديه فيردهما صفرا ، لا خير فيهما ، فإذا رفع أحدكم يديه فليقل : يا حي يا قيوم ، لا إله إلا أنت ، يا أرحم الراحمين – ثلاث مرات – ثم ذا رد يديه فليفرغ الخير على وجهه " . )اهـ
قال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/263 : وفيه الجارود بن يزيد وهو متروك .

5-مرسل الزهري :

وفي مصنف عبد الرزاق 2/247 : ( عن معمر عن الزهري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه عند صدره في الدعاء ثم يمسح بهما وجهه , قال عبد الرزاق : وربما رأيت معمرا يفعله وأنا أفعله ) اهـ
وهذا مرسل صحيح والمرسل حجة عند الجمهور وغير حجة عند الشافعي وبعض أهل الحديث إلا أن يعتضد به ما يقويه وهو هنا كذلك
ثم لو فرض أن الوارد في ذلك حديث واحد فقط وهو ضعيف فإن الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال كما هو مقرر

آثار الصحابة والأئمة:

روى البخاري في الأدب المفرد ص 214 : ( حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا محمد بن فليح قال أخبرني أبى عن أبى نعيم وهو وهب قال رأيت بن عمر وبن الزبير يدعوان يديران بالراحتين على الوجه ) اهـ
وفي مصنف عبد الرزاق 2/252 : ( باب مسح الرجل وجهه بيده إذا دعا : عن بن جريج عن يحيى بن سعيد : أن بن عمر كان يبسط يديه مع العاص , وذكروا أن من مضى كانوا يدعون ثم يردون أيديهم على وجوههم ليردوا الدعاء والبركة
قال عبد الرزاق : رأيت أنا معمرا يدعو بيديه عند صدره ثم يرد يديه فيمسح وجهه ) اهـ

[quote=ibnsina1;1054449802][color="blue"][size="5"]

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

فهذا بحث موجز في حكم مسح الوجه باليدين بعد الدعاء ذكرنا فيه أقوال أهل العلم من المذاهب الأربعة ومستندهم في ذلك فنقول وبالله التوفيق :

اتفقت المذاهب الأربعة على استحباب مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء بل إن الحنابلة وغيرهم يرون مشروعية المسح بعد القنوت في الصلاة بخلاف الشافعية

واختار العز بن عبد السلام من الشافعية والشيخ تقي الدين ابن تيمية من الحنابلة عدم مشروعية ذلك وهو قول ضعيف في مذهب الحنفية.

وإليك بعض أقوال أهل العلم في ذلك :

من أقوال الحنفية
في شرح الحصكفي 1/507 و ) أما ( عند الصفا والمروة وعرفات ) ف ( يرفعهما كالدعاء ) والرفع فيه , وفي الاستسقاء مستحب ( فيبسط يديه ) حذاء صدره ( نحو السماء ) لأنها قبلة الدعاء ويكون بينهما فرجة والإشارة بمسبحته لعذر كبرد يكفي والمسح بعده على وجهه سنة في الأصح شرنبلالية . ) اهـ

وفي الفتاوى الهندية 5/318 : ( مسح الوجه باليدين إذا فرغ من الدعاء قيل : ليس بشيء , وكثير من مشايخنا – رحمهم الله تعالى – اعتبروا ذلك وهو الصحيح وبه ورد الخبر , كذا في الغياثية .) اهـ

من أقوال المالكية
في الفواكه الدواني 2/330 : ( واختلف هل يرفع يديه عند الدعاء أو لا ؟
وعلى الرفع فهل يمسح وجهه بهما عقبه أم لا ؟ والذي في الترمذي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : { أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه } . فيفيد أنه كان يرفعهما ويمسح بهما وجهه .) اهـ

وفي الفواكه الدواني أيضا 2/335 : ( واختلف في بسط اليد ولا بأس منه لانه أمارة الذل والسكينة ويستحب أن يمسح وجهه بيديه عقبه كما كان يفعله عليه الصلاة والسلام ) اهـ

وفي الفواكه الدواني أيضا 1/281 : ( ويرفع يديه في حال الدعاء وبطونهما إلى الأرض وقيل إلى السماء وورد أنه بعد الدعاء يضع يديه على وجهه ويمسحه بهما لكن من غير تقبيل ) اهـ

من أقوال الشافعية
فتاوى ابن حجر 1/137 : ( وسئل ) رضي الله عنه – وحشرني في زمرته – عن تقبيل اليدين بعد كل دعاء خارج الصلاة هل له أصل كمسح الوجه بهما أم لا ؟ وإذا كان له أصل فهل هو صحيح , أو خبره ضعيف
( فأجاب ) – فسح الله في مدته – : بأني لم أر له أصلا صحيحا ولا ضعيفا بعد مزيد البحثوالتفتيش ; فلا ينبغي فعله .) اهـ

وفي مغني المحتاج 1/370 : ( وأما مسح غير الوجه كالصدر فلا يسن مسحه قطعا بل نص جماعة على كراهته . وأما مسح الوجه عقب الدعاء خارج الصلاة , فقال ابن عبد السلام بعد نهيه عنه لا يفعله إلا جاهل ا هـ .
وقد ورد في المسح بهما أخبار بعضها غريب وبعضها ضعيف , ومع هذا جزم في التحقيق باستحبابه .) اهـ

وفي حاشية البجيرمي على شرح المنهج 1/208 : ( قوله : ( لا مسح ) أي : في الصلاة أي : لا يندب فالأولى تركه ح ل ويسن خارجها م ر أي : يسن أن يمسح وجهه بيديه بعده لما ورد أن كل شعرة مسحها بيده بعد الدعاء تشهد له ويغفر له بعددها ح ف وما تفعله العامة من تقبيل اليد بعد الدعاء لا أصل له كما في شرح م ر و ع ش . ) اهـ

من أقوال الحنابلة

في المغني لابن قدامة 1/449 : ( ولنا , قول النبي صلى الله عليه وسلم : { إذا دعوت الله فادع ببطون كفيك , ولا تدع بظهورهما , فإذا فرغت فامسح بهما وجهك } . رواه أبو داود , وابن ماجه . ولأنه فعل من سمينا من الصحابة . وإذا فرغ من القنوت فهل يمسح وجهه بيده ؟ فيه روايتان :

إحداهما: لا يفعل ; لأنه روي عن أحمد أنه قال : لم أسمع فيه بشيء . ولأنه دعاء في الصلاة , فلم يستحب مسح وجهه فيه , كسائر دعائها .
الثانية : يستحب ; للخبر الذي رويناه . وروى السائب بن يزيد , { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا رفع يديه , ومسح وجهه بيديه } . ولأنه دعاء يرفع يديه فيه , فيمسح بهما وجهه , كما لو كان خارجا عن الصلاة ) اهـ

وفي غذاء الألباب 2/516 : ( وأن يسأل ما يصلح , ويمسح وجهه بيديه بعد فراغه ) اهـ

وفي الفتاوى الكبرى لابن تيمية 2/219 : ( وأما رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه في الدعاء : فقد جاء فيه أحاديث كثيرة صحيحة , وأما مسحه وجهه بيديه فليس عنه فيه إلا حديث , أو حديثان , لا يقوم بهما حجة , والله أعلم .) اهـ

الأدلة


استدل الجماهير على مشروعية المسح بالأحاديث الواردة في مشروعية المسح وهي وإن كانت ضعيفة فتتقوى بمجموعها فقد جاءت من وجوه : عن عمر وابن عباس وعن السائب بن يزيد عن أبيه , وعن الزهري مرسلا وبالآثار الواردة في ذلك :

1-2-حديث عمر وابن عباس رضي الله عنهما:

قال الحافظ في بلوغ المرام : ( عن عمر رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مد يديه في الدعاء لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه . أخرجه الترمذي .
وله شواهد منها عند أبي داود من حديث ابن عباس وغيره ومجموعها يقضي بأنه حديث حسن ) اهـ
وحديث عمر صححه الترمذي 5/131 فقال : صحيح غريب
قال الصنعاني في سبل السلام 4/427 : وفيه دليل على مشروعية مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء . قيل وكأن المناسبة أنه تعالى لما كان لا يردهما صفرا فكأن الرحمة أصابتهما فناسب إفاضة ذلك على الوجه الذي هو أشرف الأعضاء وأحقها بالتكريم .) اهـ

3-

حديث السائب بن يزيد عن أبيه

:
وفي سنن أبي دواد 2/79 : ( حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا بن لهيعة عن حفص بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن السائب بن يزيد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا فرفع يديه مسح وجهه بيديه ) اهـ

4-

حديث ابن عمر رضي الله عنه

:
روى الطبراني 12/323 : عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن ربكم حي كريم يستحي أن يرفع العبد يديه فيردهما صفرا ، لا خير فيهما ، فإذا رفع أحدكم يديه فليقل : يا حي يا قيوم ، لا إله إلا أنت ، يا أرحم الراحمين – ثلاث مرات – ثم ذا رد يديه فليفرغ الخير على وجهه " . )اهـ
قال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/263 : وفيه الجارود بن يزيد وهو متروك .

5-مرسل الزهري :

وفي مصنف عبد الرزاق 2/247 : ( عن معمر عن الزهري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه عند صدره في الدعاء ثم يمسح بهما وجهه , قال عبد الرزاق : وربما رأيت معمرا يفعله وأنا أفعله ) اهـ
وهذا مرسل صحيح والمرسل حجة عند الجمهور وغير حجة عند الشافعي وبعض أهل الحديث إلا أن يعتضد به ما يقويه وهو هنا كذلك
ثم لو فرض أن الوارد في ذلك حديث واحد فقط وهو ضعيف فإن الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال كما هو مقرر

آثار الصحابة والأئمة:

روى البخاري في الأدب المفرد ص 214 : ( حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا محمد بن فليح قال أخبرني أبى عن أبى نعيم وهو وهب قال رأيت بن عمر وبن الزبير يدعوان يديران بالراحتين على الوجه ) اهـ
وفي مصنف عبد الرزاق 2/252 : ( باب مسح الرجل وجهه بيده إذا دعا : عن بن جريج عن يحيى بن سعيد : أن بن عمر كان يبسط يديه مع العاص , وذكروا أن من مضى كانوا يدعون ثم يردون أيديهم على وجوههم ليردوا الدعاء والبركة
قال عبد الرزاق : رأيت أنا معمرا يدعو بيديه عند صدره ثم يرد يديه فيمسح وجهه ) اهـ

قد إستدللت أخي بالأحاديث الضعيفة ، والحديث الضعيف يفيد الظن المرجوح ، والله عز وجل قد ذم الظن ، قال تعالى : إن يتبعون إلا الظن . وقول الرسول صلى الله عليه وسلم " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث " أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي.

كما أن في الأحاديث الصحيحة ما يغني المسلم عن الضعيف.
يا أخي أنا لا أمسح وجهي بعد الدعاء، وأردتفي هذا الموضوع تبيين الكلام الصحيح من الحدديث وأستشهدت بأهل العلم الثقاة مثل الشيخ إبن عثيمين رحمه الله تعالى
وأستندت كذلك بصحيح الحديث وأعيدها واكررها أن في الأحاديث الصحيحة ما يغني المسلم عن الضعيف
وأقول لك إذا أردت مسح وجهك فأمسسح ، لاشأنى لي بك
هداك الله ووفقك وعفا عنك وفقهك في دينك
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

؟ كل الشيوخ يمسحون الوجه فلماذا لا نمسح الوجه

كل مرة تجيبو خرافة جديدة

قد إستدللت أخي بالأحاديث الضعيفة ، والحديث الضعيف يفيد الظن المرجوح ، والله عز وجل قد ذم الظن ، قال تعالى : إن يتبعون إلا الظن . وقول الرسول صلى الله عليه وسلم " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث " أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي.

كما أن في الأحاديث الصحيحة ما يغني المسلم عن الضعيف.
يا أخي أنا لا أمسح وجهي بعد الدعاء، وأردتفي هذا الموضوع تبيين الكلام الصحيح من الحدديث وأستشهدت بأهل العلم الثقاة مثل الشيخ إبن عثيمين رحمه الله تعالى
وأستندت كذلك بصحيح الحديث وأعيدها واكررها أن في الأحاديث الصحيحة ما يغني المسلم عن الضعيف
وأقول لك إذا أردت مسح وجهك فأمسسح ، لاشأنى لي بك
هداك الله ووفقك وعفا عنك وفقهك في دينك
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فارسة الاسلام15 الجيريا
؟ كل الشيوخ يمسحون الوجه فلماذا لا نمسح الوجه

كل مرة تجيبو خرافة جديدة

إذا أتركيها خرافة ، وأقتدي بشيوخك

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.