المشكلة ليست مشكلتي إنها استشارة نفسية ومعها الجواب
وضعت للفائدة فقط ولمن يبحث عن حل لمشكلة من هذا النوع
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أشكركم جزيل الشكر على مجهودكم، وأسال الله العليَّ القدير أن يجزيكم خير الجزاء على ما تُقَدِّمونه للمسلمين.
مشكلتي – يا إخواني – هي أنني متردِّد – ولأول مرة في حياتي – تردُّدًا أثَّر على نفسيتي، بل وعلى صِحَّتي.
أنهيتُ خِطْبتي الأولى بعد أن اكتشفتُ – والحمد لله – المِزَاج العصبي لمخطوبتي، وقلة درايتها بأمور الدِّين، والأهم من ذلك عدم رغبتها في التغيير للأفضل، معتمدة على جمالها!
بعدها قام صديقٌ لي باقتراح أختِه، فوافقتُ على رؤيتها، وبدأت المشكلةُ مِن هنا؛ حيث لم أكنْ مُقتنعًا بجمالها تمام الاقتِناع، ولم أتجرَّأ على أن أواجه أخاها فأجرحه، وازداد الأمرُ حين عَلِمتُ كِبَر سنِّها!
استخرتُ الله، وقلتُ: أكمل المشوار؛ لعل الله أن ييسرَ ويجعلَ فيها الخير، ثم علمتُ أنها ذات دينٍ وخُلُق، وما رأيتُ في حياتي مثلها!
وازداد الأمرُ سوءًا حينما علمتُ تعلُّقها بي، لم أتوقفْ عن الاستخارة، فصارحتُها بقلة ميلي العاطفي تجاهها؛ فطلبتْ مني الانفِصال، فطلبتُ منها أن تُسامِحَني.
ساءت الأمور بعد ذلك، حتى أصبحتُ – لا شعوريًّا – أنظر إلى الفتيات في الشارع وأتحسَّر، وهذا لم يحدثْ لي قط مع خطيبتي الأولى.
اقترحتُ عليها الاستخارة مرة أخرى، وقلتُ: سأخبركِ بقراري بعدها، فاستجمعتُ شجاعتي وأعلنتُ انفصالنا.
أحسستُ بألمٍ رهيبٍ طيلة اليوم، ولم أستطعْ إيقاف دموعي، ثم اتصلتُ مطالبًا إيَّاها أن تسامحني؛ فتعلقتْ بي أكثر مِن ذي قبلُ.
أنا متحيرٌ وخائفٌ أكثر مِن أي وقت مضى، ولا أعرف ماذا أفعل؟ فأنا الآن ليس لديَّ أيُّ حماسٍ ولا رغبة في هذا الزواج، رغم خُلُق ودين البنت، فهل أكمل المشوار، رغم ما تخلله مِن أشياء أخاف أن نندمَ عليها فيما بعدُ؟ أو أترك هذ الأمر؟
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هناك مشاعرُ يصعب تحديدُها بدقة، وخاصة حينما تختلط مع تراكُم قديم لمشاعر مشابهة، وتحصل مُقارنة بينهما!
أنصحكَ أن تعطي نفسكَ وإيَّاها فترة تَجرِبةٍ، تبتعد فيها عنها قليلًا، وتلاحظ نفسكَ، هل ستفتقدُها وتتألم لبُعدها أو لا؟
وإن كنتُ أنصحكَ أن تستمرَّ، فدموعُكَ وألمُكَ عليها، كل ذلك يدلُّ على شكل من أشكال الحب، ولو لم تَعِهِ!
أما الشكل فبعد الارتباط ستكتشف أنه ليس هو الأساس، وستعتاد شكلها، بل ربما تحبه، الأهم أن يكونَ بينكما توافُق في علاقتكما، وأن تساعدها على ذلك.
احتسِب خطوتكَ هذه عند الله، واستخرِه في أمركَ، ولو قرَّرت البقاء فابقَ وأنت راضٍ، وثِقْ أن مَن ترَك شيئًا لله عوَّضه الله خيرًا منه، وقد تركتَ خطيبتكَ الأولى للهِ، فعوَّضك الله – بحكمته – بهذه، صاحبة دين، لكنها تفتقد مقومات الجمال التي تريدها!
كفَّ عينَكَ عن الحرام، ولا تجعلْه مُبررًا لك لتتجاوز الحدود، واحرص على العفَّة، وأكثِر من الدعاء: ((اللهم أَغْنِني بحلالك عن حرامك))، وركِّز على الإيجابيات التي بها عاملها كما لو كانتْ ملكة، وانظر كيف سيختلف الوضع معها!
هل مرَّتْ عليك يومًا قصةٌ تراثية عن فتاةٍ زَهَد فيها أهلُ قريتها، وكانتْ ضعيفةَ الثقة بنفسها منطويةً، حتى جاءها خاطبٌ من قرية أخرى، وعَرَض عليها مهرًا كبيرًا، وأظهر لوالدها حرصَه عليها، وأهداها الكثيرَ من الهدايا، عاملها كملكة فعلًا؛ فصارتْ كذلك، وحينما زاره يومًا أحدُ أقاربها، فوجئ بامرأةٍ باهرةِ الجمال تشعُّ منها الثقة والرقةُ، فقال له: هل تزوجتَ أخرى غير تلك التي كانتْ في قريتنا؟ قال له: بل هذه هي، لكنكم أغفلتم جوهرها، ولم تُحسنوا رؤيته؛ فلم يظهرْ لكم، وأنا قدَّرتُه وحَرَصتُ عليه فأشع وتوهج.
اعكس وجرِّب، عاملْها كما لو كنتَ تحبها حقيقة، وانظر إلى مكامِن الجمال فيها، وثِق أنها مع الوقتِ ستبرزها لك، وستكتشف من روحها جمالًا يُغْنِيكَ عن مظهرها.
المشاعرُ في بدايتها حينما تتبعها صدمة سابقة لا تكون منصفة دومًا، فأعطِ نفسكَ فُرصةً، وَاسْعَ لكسْبِ هذه الإنسانة، لتكسب روحًا تقية وامرأة صالحة تُعِينك على مسيرة حياتك.
في نهاية الأمر القرار لكَ، ولست ملومًا في كلتا الحالتين، لكن لا تفرط فيها دون أن تعطيها وتعطي نفسك فرصةً؛ فكثيرٌ من القيم الكبيرة في حياتنا قد لا نُدركها إلا بعد فَقْدِها، فانتبه ألا يكون تفريطك فيها تفريطًا في قيمٍ طالما أردتَها وبحثتَ عنها؛ فقط لأن الشكلَ لم يعبِّر عنها!
وفقكَ الله، ويسر لكَ أمركَ، وأسعدكما
الألوكة
بارك الله فيك
no comment
سبحان الله نفس حالتي !!!
ربي يجزيك أختي
شكرا للمرور والتعليق
ويسر الله امرك أخي الجزائري
أتمنى ان تكون الإستشارة قد أفادتك
بارك الله فيك
جمال الوجه سيزول والله
اما جمال الاخلاق نعمة الجمال
شكرا لمرورك أختي ذات النطاقين
وأختي بسمة تحدي
على مرورك وتعليقك
إذا أذن الله بالتقاء الأرواح
فلن يكون هناك مجال لكثير من الاعتبارات
والشروط التي كان يضعها كل طرف