المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
صلَّ اللهم و سلّم على محمد و على آل مُحمد و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء
و المُرسلين و من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ..
و أمّا بعد :
يقول الرجل بكُل السُبُل و طرقتُ جميعَ الأبواب لكي أحصُلَ على الذُريّة لكن لم يشأ العزيز
الحكيم ، يقولُ بعدَ 15 سنة كُنتُ أُسجّل عقدًا مع أحدِ التُجّار فجآءَ جاء ولدُ ذلكَ التاجر و أخذَ
يُداعبه يقولُ وصاحبي لا يعلمُ أنني عقيم فقالَ لي مُمازحًا : "تستطيع تأتي بمثل
هذا الولد؟"يقولُ نزلت عليّ كلمَتُهُ كـالصاعقة ، يقولُ أجّلتُ كِتابة العقد و خرجت
و مشيتُ في مكانٍ لا أعرفه يقولُ سقطتُ على الأرضِ و أخذتُ أبكي و أبكي و أبكي
يقولُ تذكرتُ بابًا لا يُمكنُ أن يُغلق و هو بابُ أرحمِ الراحمين سُبحانه
يقولُ رفعتُ رأسي إلى السماء و أخذتُ أبكي و أحسستُ بدرجة الإحسان
التي هي ان تعبُدَ الله و كأنّكَ تراه فإن لم تكن تراه فنّه يراك
يقولُ بكيتُ كالطِفل ثُمّ قُلت يا رب : "لا أُريد إبنًا واحدًا ، أُريدُ إبنًا و بِنتًا"
يقولُ كررتُها كثيرًا ببراءة العُبوديّة التي كانت تغمُرني
يقولُ و الله مامكثتُ 9 أشهر إلّا و يأتيني إبنٌ و بنت
الدعاء
أحبتي ما من أحدٍ منا إلا و قد ملأت الحاجات ذهنه من حوائج الدُنيا و ملذاتها
هُناكَ عِبادةٌ عظيمة يفتح الله سُبحانه بها الأبوابَ المُغلقة و يُفرّج بِها الهُموم
و يكشفُ بِها الغموم ووعدَ سُبحانه أنّه لن يُخيّب عِبادهُ بها ، يقولُ سُبحانه
: "أُدْعُوْنِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"
نقف معها وقفات يسيرة بإذن الرحمن
الدعاء عبادة
غيرُ الله كائنًا من كان لا ملكًا مُقربَا و لا نبيًا مُرسلا و من دعا غيرَ الله فقد وقعَ في الشِرك
و قد كفّر الله سُبحانه من دعا غيره في كتابه الكريم قال تعالى :
"وَالّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ *
إِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُواْ دُعَآءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُواْ مَا اسْتَجَابُواْ
لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِـكُمْ وَلاَ يُنَبّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ " فاطر
قال رسول الله :"ما منكم من أحدٍ يدعو بغيرِ إثمٍ أو قاطعة رحم إلاّ أعطاهُ الله بِها إحدا ثلاث :
إمّا أن يُعجّل لهُ دعوته أو يصرف عنه من السوء مِثلها او يدّخرها لهُ حسناتٍ يومَ القِيامة"
1-أن يستجيب دعوته .
2- مثلاً .. كان أخوك مريضاً ، و قد قدّر الله أن أجله قريب ، فتدعو الله سبحانه بالشفاء له ، فتردُّ الدعوة
القضاء بالموت .
3-يجعلها لك حسنات يوم القيامة ، فيجد العبد حسناتٍ أمثالَ الجِبال فيقول يا رب من أينَ لي
هذا ؟ فيقول الواحد الأحد : هذا دُعاؤك لم أستجبه لك فيقول العبد ليتك لم تستجب لي دُعاءً قط .
اسباب اجابة الدعاء
يُؤتي المُلكَ لمن يشاء ، و ينزع المُلكَ ممن يشاء و يُعّزُ من يشاء و يُذّل من يشاء
بيدِهِ الخيرُ و هو على كُلّ شيءٍ قدير ، الذي ندعوهُ و نلجأُ إليه إذا حصلت مُشكلةٌ
في الشمس أو في القمر يكشفُها عنّا سُبحانه بالدُعاء
قال :"فصلّو و أدعو"
الذي ندعوهُ و نلجأُ إليهِ ، يُخرجَ اللبن من بينِ الفرث و الدّم
فلم تُؤثّر فيهِ رائحة الفرث و لم يُؤثر في صفائه لون الدم
قادرٌ بعّزته و حكمته أن يُخرج من أيّ مأزقٍ يعرضُ لك
"لله في الآفاق آياتٌ لعلّ أقلّها ما إليهِ هداك و لعّل ما في الكون
من آياتهِ عجبٌ عُجاب لو ترى عيناكَ و الكونُ مشحومٌ بأسرارٍ
إذا حاولتَ تفسيرًا لها أعياكَ قُل للطبيب تخطفته يدُ الردا
من يا طبيبُ بطبّه أرضاكَ ، قُل للمريض نجى و عوفية بعدما
عجزت فنون الطب من عافاك ،قل للبصير و كان يحفر حُفرةً
فهوى بِها من ذا الذي أهواك ، بل سائل الأعمى خطى بينَ
الزِحام بلا إصطدام من يقودُ خُطاك ، و إذا ترى الجبلَ الأشّدَ
مُناطحًا قِمم السحاب فسأله من أرساك ، و إذا ترى الثُعبان
يمكث سُمّه فإسأله من ذا بالسُموم حشاكَ و إسأله كيفَ
تعيش يا ثُعبان أو تحيى و هذا السُمّ يملأ باكَ"
إنّها قُدرة الواحد الأحد عز و جّل
2) أن تُعلّق قلبكَ بالله سُبحانه لا بالمخلوق مهما رأيتَ من الأسباب لديهم
إبراهيم عليه السلام لمّا أُلقيَ في النار التي جُمعَ حطبُها شهرًا كاملا
جائه جبريل و هو في السماء فقال له : يا إبراهيم ألكَ حاجة ؟
قال أمّا منكَ فلا و أمّا من الله فنَعم
3) ان تثقَ بوعد الله ، قال كما عندَ الترمذي :"أُدعو الله و أنتُم موقنون بالإجابة"
خُذ درسًا من كِتابِ الله لموسى عليه و السلام و لـِ والدته لمّا أرسله الله
إلى فرعون قال ربّي إنّي أخاف أن يُكذبون و يضيق صدري و لا ينطلق لساني
فأرسل إلى هارون و لهم عليّ ذنبٌ فأخاف أن يقتلون ، قال كلا
حرفُ نفيٍ واحد ، مضت أكثر من 40 سنة و لازال هذا الحرفُ العظيم
في صدرِ موسى لأنّه من الواحد الأحد ، فلما لحقه فرعون و قومه
و صار البحر من أمامهم و فرعون من خلفهم كمّا قصّ علينا سُبحانه في القُرآن :
"فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا " طه
هي كلاّ التي قالها الله له لأنّ رب العالمين قال كلاّ كلاّ
أمّا والدته قال سُبحانه :" أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي اليَمِّ
وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِينَ " القصص
موسى لا يحبو و لا يَمشي ، كيف سيرجع إلى أُمّه ؟ سيرجع لأنّ الله قالَ سيُرّد سيُرد
أمرَ الله خلاياهُ الحسيّة ألاّ تستسيغَ حليبًا إلآّ حليبَ والدتِهِ
" وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم
وهم له ناصحون فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن
ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون " القصص
كي تقّر عينها و لا تحزن و لكي تعلمَ أنّ وعدَ الله حق و لكنّ أكثرهم لا يعلمون
"هَلْ مِنْ سَائِلٍ فأُعْطِيَهْ ، هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأسْتَجِيبَ لَه ، هَلْ مِن مُسْتَغْفرٍ فَأغْفِرَ لَه"
يقول : أقرب ما يكون الرب من عبده في جوف الليل الآخر فإن إستطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فإفعل
و في الحديث الآخر يقول : أقرب ما يكون العبد من ربّه و هو ساجد فأكثرو فيه من الدُعاء
فما بالكم لو سجدتَ في ثلث الليل الآخر ؟
إذا إقترب الرب و إقترب الرب فما بالك بثمرة ذلك اللقاء العظيم
من أعظم الأوقات بين الآذان و الإقامة
يقول صلى الله عليه وسلم : الدُعاء لا يُرّد بينَ الآذان و الإقامة – كما في المُسند
أعضمُها مانعان : الإستعجال في الإجابة
مُوسى على السلام لمّا دعا على فِرعون قال ربّ العالمين بعدها قد أُجيبت دعوتكما يعني
هو و هارون ، لكن متى إستُجيبت الدعوة ؟ بعدَ 40 سنة و لم يستعجل عليه الصلاة و السلام
يقول : يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، قالو كيف يعجل يا رسول الله
قال يقول : دعوتُ فلم يُستجب لي فيتركُ الدُعاء
المانع الثاني : أكل الحرام
رأى موسى عليه الصلاة و السلام رجُلاً يبكي و يتبرع لله
فقال موسى يارب ألا تستجيب لعبدك
يا موسى : إنّ في جوفه حرام
أعاذنا الله و إيّاكم من أكل الحرام
الدعاء في القيامة
قال صلى الله عليه وسلم كما في مُسلم :"يُأمر برجلٍ إلى جهنم (عافانا الله مِنها) و هو في الطريقِ
إليها يرفع رأسه إلى السماء فيقول يا رب قد قشبني ريحُها و أحرقني بكائها
فلا يزال يدعو يتبرع لخالقه ، فيقول الواحد الأحد : لعلّك إن أعطيتك هذا
أن تسألني غيره فيقول العبد : لا يا ربي و عزّتكً لا أسألك غيره
فيصرفه الله عن جهّنم ، ثُمّ يقول العبد : يا رب قربني من الجنة
فيقول سُبحانه : ويلكَ يا إبن آدمَ ما أغدرك ألم تقل أنّك لن تسألني غيره؟
فلا يزال يدعو و يدعو و يدعو حتّى يُقرّبه الله من الجنّة ، ثم يقول العبد
حينَ يرى شجرةً قريبةً من باب الجنة : يا رب قربني من باب الجنّة
فيقول رب العالمين : ويلكَ يا إبنَ آدم ما اغدرك ألم تقل أنّك لن تسأني غيره؟
فيقول العبد : يا ربي و عزّتكَ لا أسألكَ غيره ، ثُمّ يُقرّبه الله من باب الجنّة
فإذا رأى ما فيها من النعيم و السرور المُقيم مكثَ ما شاء الله أن يمكث
ثمّ قالَ : يا ربي أدخلني الجنّة فيقول رب العالمين : ويلكَ يا إبنَ آدمن ما أغدرك
ألم تقل أنّك لن تسألني غيره ؟ فلا يزال يدعو و يدعو و يدعو حتى يضحك ربنا و لن نعدم غيرًا
من ربٍ يضحك ، ثمّ يقول ربنا : أُدخل الجنّة و لكَ مثل ملكٍ من ملُوكِ الدُنيا و 10 أمثاله"
أُنضر لتحويل الدُعاء لهذا الرجل كان مأمورًا به لجهنم فعُدل به لجنات النعيم
اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبًا إلا غفرته
و لا همًا إلاّ فرجته ، و لا دُعاءً إلا إستجبته
و لا كربًا إلا نفّسته ، و لا دينًا إلا قضيته
و لامريضًا إلا شفيته ، و لا عقيمًا إلا بالذُريّة الصالحة رزقته
اللهم أعزّ الإسلام و المُسلمين و أذلّ الشِركَ و المُشركين
اللهم من أرادَ بِنا أو ببلادنا أو بالمُسلمين سوءًا اللهم أشغله بنفسه
اللهم من أرادَ بنِساءنا تبرجاً و سفوراً اللهم أشغله بنفسه و إجعل كيده
في نحره و إجعل دائرة السوء عليه ، اللهم إقضي حاجتنا و أصلح نياتنا
و ذُرياتنا يا سميعُ يا مُجيبَ الدعاء
شكرا جزيلا على الموضوع الطيب
اللهم وتقبل دعائنا يا سميع يا مجيب
بانتظار جديدك فلا تحرمينا منه
موفقة بإذن الله
تحياتي
السلام عليكم
شكرا جزيلا على الموضوع الطيب اللهم وتقبل دعائنا يا سميع يا مجيب بانتظار جديدك فلا تحرمينا منه موفقة بإذن الله تحياتي |
شكرا
بارك الله فيك أخي
السلام عليكم…شكرا على هذا الموضوع
إخوتي في الله…إن الله عند ظن عبده به فأحسنوا الظن بالله …وادعوه باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب و إذا سئل به أعطى…وادعوه بصالح الأعمال…وأكثروا من الذكر و الاستغفار و التهليل…وإن شاء الله لن تخيبوا شيئا…