أنا قمت بالإجابة على موضوع: الدال والمدلول
إن سعي الإنسان لتحقيق التكيف والتأقلم والإتصال مع العالم الخارجي يستند إلى جملة من القدرات لعل من أهمها اللغة وهي عبارة عن جملة من الإشارات والرموز والإيماءات يستخدمها الانسان لتحقيق التواصل مع أفراد مجتمعه مع القدرة على إنشاءها والقصد من استعمالها وهي كما عرفها لالاند:"هي كل ما يعبر به كل قوم عن أغراضهم"، وإن البحث في طرفي أوقع الفلاسفة في جدل حاد إذ هناك من يعتقد أن العلاقة بين الشيء ومعناه هي علاقة ذاتية، وعلى النقيض من ذلك هناك من يعتقد أن العلاقة بين الشيء وما يدل عليه هي علاقة اصطلاحية، وتهذيبا منا لهذا التناقض نطرح المشكلة: هل العلاقة بين الأشياء ومسمياتها علاقة طبيعية أم هي علاقة اصطلاحية تعسفية؟
يعتقد بعض الفلاسفة وعلماء اللسانيات أنصار الموقف الاول منهم أفلاطون في الفلسفة اليونانية القديمة واميل بنفنيست في مجال علم اللسانيات، أن العلاقة بين اللفظ وما يدل عليه هي علاقة طبيعية، وقد حاول الفيلسوف اليوناني أفلاطون من خلال بعض محاوراته ونخص بالذكر محاورة كراطيليوس أن يبين لنا أن العلاقة بين الدال والمدلول هي علاقة ضرورية لا يجوز الفصل فيها بين الشيء وما يدل عليه إذ يقول على لسان سقراط:"إذا يتعين علينا تسمية الأشياء كما أنه من الطبيعي أن نسمي الأشياء بالوسيلة المناسبة وليس كما يحلو لنا، كما أنه ليس في ملك كل إنسان أن يضع أسماء ياهيرموجين إن كراطيليوس على حق في القول أن الأشياء تشتق أسماءها من طبيعتها"، هذا ونجد اميل بنفنيست أيضا يعتقد أن العلاقة بين اللفظ وما يشير إليه هي علاقة ضرورية، فإن العلامة اللسانية لا يمكن أن يستصيرها العقل إلا إذا كان لها تمثلا في الذهن، ويقول في هذا الصدد:"أن العقل لا يحتوي على اشكال خاوية"، ويدافع أبو نصر الفرابي على نفس الفكرة إذ يقول:"إذا ذكرت الأسماء لا نحتاج إلى حضور الأشياء"، هذا ونجد مختلف الدراسات والأبحاث في العلامة اللسانية حول نشأة اللغة كشفت أن كل الالسن (لغات العالم) نشأة عن طريق محاكاة الطبيعة فأسماء الاشياء نتيجة لاحتكاكها بالطبيعة ومثال ذلك زقزقة العصافير، نقيق الصفادع، خرير المياه…، فكلها تحمل خصائص ما تشير إليه، كما أنه يذكر عن طفل أنه كان يلعب على حافة النهر فسمع صوت البطة فناداه بكواك، فامتدت هذه الكلمة لتشمل كل أنواع الطيور، كما أنها أصبحت رمز لنسر نابليون، لكن هذا الموقف بالغ حينما جعل العلاقة بين الدال والمدلول علاقة طبيعية فلو سلمنا مع أصحاب هذا الموقف أن الشيء يأخذ اسمه من خصائصه فكيف نفسر تعدد الأسماء لشيء واحد وهذا ما نلاحظه في تعدد لغات العالم فكلمة أخت هي نفسها كلمة Soeur.
ههذا ويعتقد أنصار الموقف الثاني وعلى النقيض من الموقف الأول -دي سوسير أن العلاقة بين الدال والمدلو هي علاقة اعتباطية تعسفية، فقد حاول الفيلسوف السويسري دي سوسير أن يبين لنا أن العلاقة بين الدال والمدلول هي علاقة اصطلاحية من خلال ذلك التحليل البسيط لطرفي الدلالة إذ يكشف أنه لا وجود لأي ضرورة ذاتية بين اللفظ وما يشير إليه فمثلا كلمة أخت فهي عبارة عن حركات صوتية متكونة من أ خ ت لا تحمل أي خاصية للمعنى الحقيقي للشخص (أخت) فلقد استخلص دي سوسير أن العلاقة هي اصطلاحية لذلك قال "أن الرابط الذي يجمع بين الدال والمدول هو رابط اعتباطي" ومنه فاللغة اصطلح عليها أفراد المجتمع الواحد وتواضعوا عليها لتسهيل الاتصال فيما بينهم، كما أن بعض المؤرخين يذكرون أن في القديم كانت هناك قبائل كانت تعلم لغة سرية للذكور دون الإناث، هذا ونجد مثلا كلمة زهرة تحمل عدة دلالات فممكن أن تكون كوكب أو فتاة أو نبات، إن هذا ليدل أن العلاقة بين الأشياء ومسمياتها هي علاقة اعتباطية، لكن أنصار هذا الموقف بالغوا في جعل العلاقة بين الأشياء ومسمياتها علاقة اعتباطية فإنه لا يمكن أن ننكر أن الإنسان قد يحاكي الطبيعة في وضع أسماء الأشياءلان الإنسان لا يبدع من اللاشيء.
وفي رأيي الشخصي أعتقد أن العلاقة بين الدال والمدلول هي مزيج بين ما هو اصطلاحي وما هو طبيعي، فإن الغرض من الاصطلاح هو أن الجماعة اللغوية أرادت توسيع اللغة، كما أن الإنسان نجده كثيرا يحاكي الطبيعة في اشتقاق أسماء الأشياء.
-بناءا على تحليلنا السابق للموقفين نجد هناك صعوبة في تحديد العلاقة الحقيقية بين الدال والمدلول، وما يمكن قوله فقط أن نشأة اللغة في بدايتها كانت طبيعية ثم توسعت بالإصطلاح لتسهيل التواصل بين أفراد المجتمعات، كما يمكن أن نتجاوز بأن اللغة هي من وحي الله في قوله تعالى:"وعلم آدام الأسماء كلها".
بناءا على ما تقدم وكحل لهذه المشكلة نستنتج أن العلاقة بين الدال والمدلول تارة نجدها طبيعي وتارة أخرى اصطلاحية، فعلماء اللغة اليوم أصبحوا منشغيلين أكثر بتطوير اللغة لتكون قادرة على تحقيق مختلف أغراض الإنسان في التواصل بأفراد مجتمعه.
الجميع يقع في نفس الخطأ ألا وهو الاهتمام بالمقدمة والموقفين الاول والثاني ويختصرون التركيب والخاتمه
مقالاتك صحيحة من حيث المنهجية ومن حيث الكم المعرفي ولكن الاختصار الشديد في نهاية المقال سيكلفك عدة نقاط
اتوقع علامتك تكون بين 12 و 14
موضوع الدال والمدلول في حد ذاته جاف ومقالتك ثرية بالعكس ماشاء الله وعلامتك أدنى حد 14 وأقصى حد 17
100 % قام الأستاذ مولاي منقور والدي بتصحيحها وآسف أختي قوانين المنتدى تمنع وضع أرقام الهاتف وليس لي عدد مشاراكات يسمح لي بإرساله في رسالة خاصة لكن سأجد طريقة وأجهك لمفتش تربية في مادة الفلسفة وتتأكدي من علامتك
المقالة حسنة لكن اين التركيب ؟؟ الراي الشخصي وتبريره يكون بعد التركيب مباشرة وعليه 1.5 نقطة
وضاعت منك 2 نقاط الخاصة بالتركيب …العلامة 12من 20
كان يمكنك توسيع وتحليل الافكار ااكثر وشرح معنى اقوال الفلاسفة الخ . موفقة .
التركيب: -بناءا على تحليلنا السابق للموقفين نجد هناك صعوبة في تحديد العلاقة الحقيقية بين الدال والمدلول، وما يمكن قوله فقط أن نشأة اللغة في بدايتها كانت طبيعية ثم توسعت بالإصطلاح لتسهيل التواصل بين أفراد المجتمعات، كما يمكن أن نتجاوز بأن اللغة هي من وحي الله في قوله تعالى:"وعلم آدام الأسماء كلها".
المقالة حسنة لكن اين التركيب ؟؟ الراي الشخصي وتبريره يكون بعد التركيب مباشرة وعليه 1.5 نقطة
وضاعت منك 2 نقاط الخاصة بالتركيب …العلامة 12من 20 كان يمكنك توسيع وتحليل الافكار ااكثر وشرح معنى اقوال الفلاسفة الخ . موفقة . |
أعيدي قراءة المقالة جيداً التركيب راها مدايراته اما الرأي الشخصي في المقالة الجدلية خاصة الدال والمدلول هوضمن التركيب وعلامتها محفوظة وبصراحة مقالتها أكثر من رائعة وملمة بكل شيئ
شكـــــــــــــــرا عز مولاي منقور