كلّنا صيادون لكنّ الشباك تختلف
جاء رجل من الصوفية إلى بجكم وهو بواسط ـ وكان بجكم أمير الأمراء الترك المتحكمين في خلفاء بني العباس بعد ضعف دولتهم وقبل دخول البويهيين ـ فوعظه، وتكلم عليه بالفارسية والعربية حتى أبكاه بكاء شديداً. فلما ولى من بين يديه خارجاً، قال بجكم لبعض من بحضرته: احمل ألف درهم، وادفعها إليه. قال: فحملت، فأقبل بجكم على من بين يديه، فقال: ما أظنه يقبلها وهذا محترق بالعبادة، أيش يعمل بالدراهم? قال: فما كان بأسرع من أن رجع رسوله الذي كان أنفذه بالدراهم، فارغ اليد. فقال له بجكم: أي شيء عملت? قال: أخذت إليه الدراهم، وأعطيته إياها. قال بجكم: فأخذها? قال: نعم. فعضّ بجكم على شفتيه، وقال: إنا لله، حيلة تمت عليّ، كلّنا صيادون لكنّ الشباك تختلف.
دعني اضيف جملة بعد جملة الرواية – كلّنا صيادون لكنّ الشباك تختلف – حقا كلنا صيادون ولكن صيدنا يختلف فمنا من يصيد للدنيا ومنا من يصيد للاخرة، فليسأل احدنا نفسه: اين رميت شباكي اليوم، وماذا كان صيدي؟
نسأل الله حسن الختام وحسن الصيد.
█║▌│▌║║█│║▌║║▌│▌
كلنا صيادون لكن ماذا نصيد الفرص التي تقربنا لله تعالى كصوم عاشوراء
شكرا لك
– حقا كلنا صيادون
امـا ترين المنايا كـيف تلقطـنا .. لقطــاً وتلحـــق اخرنا بأولانــا