تخطى إلى المحتوى

عندما يفقد الإضراب معناه في الجزائر 2024.

عندما يفقد الإضراب معناه في الجزائر

بقلم: سعد بوعقبة
الإضرابات في الجزائر لم يعد لها أي معنى! يضرب العمال في التربية ويلحقون الأضرار الفادحة بالتلاميذ فلا تتضرر الحكومة أو الوزارة الوصية بل يتضرر التلاميذ فقط! والتلاميذ عندما يرسبون تنجح الوزارة الوصية!
ويضرب عمال الصحة عن العمل•• وتتضرر مؤسسات الاستشفاء الصحي•• ويموت المواطنون جراء هذا الإضراب•• لكن الوزارة المعنية لا تتضرر•• بل تزداد قوة ونجاحا••! لأن نجاح أية وزارة عندنا لا يقيّم بمدى ما تقوم به نحو المواطن، بل يقاس فقط بمستوى ما تقوم به في إفشال الاحتجاجات!اليوم يضرب 20 ألف عامل في المنطقة الصناعية للرويبة عن العمل•• وإضرابهم غير مهم أيضا! لأن المهم هو أن لا يخرجوا للشارع ويعكرون صفو الأمن العام! أما التوقف عن العمل فمسألة ثانوية! لأن الخسائر يمكن أن تعوض من خزينة الدولة عندما ينتهي الإضراب•• وتسجل القضية ضد مجهول!وتحدث مثل هذه الأمور أيضا في البلديات والولايات، حيث يقوم بعهضم بتجاوز القوانين في توزيع السكن أو توزيع حتى قفة رمضان! أو الاستفادة من تعاونية الدولة المفتوحة على مدار العام••! ويقوم السكان بغلق الطرق وحرق العجلات•• وعندما تحل المشكلة تسجل القضية أيضا ضد مجهول! ويبقى المتسبب فيها في مكانه! وربما يرقى إلى مستوى أعلى في المسؤولية!الاحتجاج والإضراب في بلدان أخرى يؤدي إلى تصحيح وضع أو رفع مظلمة•• لكن الإضراب عندنا يؤدي دائما إلى ارتكاب مظالم ضد خزينة الدولة•• أو يسجل الإضراب على أنه إضراب العمال ضد العمال!؟ هل يمكن أن نفهم أو نتفهم لماذا يضرب عمال الرويبة عن العمل والاتحاد العام للعمال لا يوافق على هذا الإضراب؟!شيء واحد يمكن أن نفهم به هذا الإضراب وهو أنه إضراب من تنظيم الحكومة ضد اتحاد العمال•• أو على الأقل إضراب من تنظيم العمال والحكومة ضد الاتحاد السياسي للعمال!؟ وفي أحسن التفسيرات هو إضراب قام به عمال ضد اتحاد عمال الحكومة!كل هذا يدل على أن ”الخالوطة” الموجودة في النقابة لا تقل خطورة عن الخالوطة الموجودة في البرلمان والحكومة! ولا أتحدث عن ”خالوطة” الأحزاب السياسية التي لا تعنيها السياسة إلا في الانتخابات!

لا نامت عين الجبناء
أطلقت جناحي لرياح إبائي ،
أنطقت بأرض الإسكات سمائي ،
فمشى الموت أمامي، ومشى الموت ورائي ،
لكن قامت بين الموت وبين الموت حياة إبائي ،
وتمشيت برغم الموت على أشلائي ،
أشدو، وفمي جرح ، والكلمات دمائي ،
(لا نامت عين الجبناء)
ورأيت مئات الشعراء ،
مئات الشعراء ،
تحت حذائي ،
قامات أطولها يحبو،
تحت حذائي ،
ووجوه يسكنها الخزي على استحياء ،
وشفاه كثغور بغايا، تتدلى في كل إناء ،
وقلوب كبيوت بغاء، تتباهى بعفاف العهر،
وتكتب أنساب اللقطاء ،
وتقيء على ألف المد ،
وتمسح سوءتها بالياء ،
في زمن الأحياء الموتى ، تنقلب الأكفان دفاتر ،
والأكباد محابر ،
والشعر يسد الأبواب ،
فلا شعراء سوى الشهداء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.