تخطى إلى المحتوى

[طفلي والأخطاء الإملائية ] 2024.

[طفلي والأخطاء الإملائية ]

الأخطاء الإملائية والخط السيئ مشكلتان عند بعض التلامذة خصوصاً في المراحل المدرسية الأولى. ويؤدي تكرار الأخطاء ومحاسبة الأهل إلى أن يكره التلميذ الإملاء والقواعد جملة وتفصيلاً.
فلماذا يرتكب التلميذ الأخطاء الإملائية؟ وكيف يمكن الأم تعليم طفلها تجنبها؟ وما هي الوسائل المثلى لتشجيع الطفل على الكتابة وتحسين أدائه؟ وكيف يجب تحسين خط التلميذ ليصبح مقروءاً؟
أسئلة تطرحها الأمّهات والإختصاصيون يجيبون.

]لماذا يرتكب الطفل أخطاء إملائية عندما يبدأ الكتابة؟

]تسبق الطلاقة، الدقّة أو الشكل وحين يصبح الطفل ماهرًا في كتابة الأحرف والكلمات يكتب ما يسمعه أي يكتب كلمة تشبه السمع.
مثلاً يكتب كرس بدل كرسي، وهذا مسموح لأنه لم يتعلم بعد القواعد الإملائية، وإذا تعلّمها لن يفهمها لأن عقله ليس مستعدًا بعد لفهم الأمور المجردة.
المهم في هذه المرحلة، تحفيز الطفل على الكتابة. فمثلاً إذا كتب كلمة مهى «مها» أو «مه» هذا أمر جيد وطبيعي ولا يجوز محاسبته أو انتقاده، كالقول له «أخطأت ولا تعرف الكتابة».

فاللغة العربية تتضمن الكثير من الأفخاخ اللغوية وقواعدها ليست سهلة. وإذا كانت المعلّمة أو الأم تضع إشارة الخطأ في كل مرة يخطئ فيها الطفل، فهذا يحبطه ولا يحفّزه على الكتابة، وتصبح الكتابة بالنسبة إليه عقاباً.

]لماذا يقع الطفل في إلتباس أثناء كتابة بعض الأحرف؟

]توقع مخارج الحروف الطفل في التباس مثل «ض» و«د»، فهناك حروف متشابهة بالصوت وأخرى متشابهة في الشكل مثل «ذ» و«د».
ويمكن الأم أن تساعد طفلها على تمييز الحروف المتشابهة من خلال تأليف قصة طريفة عن هذه الحروف كأن تقول له مثلاً: «الضاد أخت الدال، ولكنها كانت تأكل كثيرًا ولا تمارس الرياضة فأصبحت سمينة». فبهذه القصة الطريفة يثبت في ذهنه الفرق بينها.

هل من الصواب الإمساك بيد الطفل أثناء الكتابة؟

]لا يجوز إمساك يد الطفل أثناء الكتابة بل سندها وإرشاده على الطريقة التي عليه تحريك يده، شرط ألا تعتمدها الأم على أساس أنها الطريقة الوحيدة، بل عليها تجربة طرق أخرى.
فمثلاً إذا كان عند الطفل صعوبة في كتابة حرف «الضاد» تساعده في حل هذه المشكلة بالتدرج. مثلاً تطلب منه تجسيم الحرف بالمعجون، ثم ترسم له الحرف في شكل منقّط وتطلب منه رسمه.
ومن المفروض أن يجد الطريقة التي يكتب فيها الحرف، وإذا لم يتمكن من ذلك، فهذا مؤشر لوجود مشكلة في الذاكرة العضلية عنده. فالطفل يمكن أن يكون ذكياً جداً ويعرف جميع الحروف ويميّز بينها لكنه لا يستطيع كتابتها.

["]هل الخط الجميل ضروري مع وجود الكمبيوتر؟

]يظن البعض أن مسألة جمال الخط لم تعد ضرورية نظرًا إلى وجود الكمبيوتر الذي يقوم عن التلميذ بمهمة الكتابة. ويتذرّع البعض أيضًا بأنه مع وجود الكمبيوتر لا ضرورة لأن نشدّد على الأخطاء الإملائية التي قد يرتكبها الطفل، فالكمبيوتر مبرمج على تصحيحها. في حين أنه من المستحيل الاستغناء عن القلم والورق، ولا يمكن ادعاء غير ذلك.
إذ أننا لم نصل بعد إلى مرحلة يستعمل فيها التلميذ الكمبيوتر خلال الإمتحان المدرسي. قد تغض معلمة الصف الطرف عن قبح الخط أو الأخطاء لأنها تعرف قدرات تلميذها، ولكن المشكلة تظهر في شكل واضح حين يفاجئ التلميذ برسوبه في الامتحانات الرسمية، خصوصًا إذا كان متأكدًا من صحة أجوبته.
ويكون السبب أحيانًا الخط السيئ، فالمصحّح لن يضيّع وقته في محاولة فهم ما كتبه التلميذ، خصوصًا أن أعداد التلامذة في الامتحانات الرسمية تكون كبيرة جداً. لذا من الضروري أن يتنبّه الأهل إلى هذا الأمر قبل فوات الأوان.

"]في أي سن يجب تعليم التلميذ الكتابة بخط جميل؟

تعليم الطفل الكتابة بخط جميل ليس ضرورياً في المرحلة الأولى أي في صفوف الروضة، إذ لا تكون لديه القدرة في السيطرة على تجميل خطّه، المهم أن يكتب مفردات صحيحة.
ويبدأ التمرين على الخط الجميل في الصف الأول ابتدائي ويثبت الشكل النهائي لخط التلميذ في الصف الثالث ابتدائي، وإذا لم تعط أهمية لجمال الخط يصبح هناك صعوبة في تحسينه.

[ما هي الطريقة المثلى لتحسين خط التلميذ؟

هناك طرق عدة لتحسين الخط يمكن الأم اتباعها. مثلاً، حين تطلب من طفلها نسخ كلمة «حمار» لا تضع له أرقام السطور1-2-3-4- من أعلى إلى أسفل بل العكس، لأن الطفل حين يبدأ بنسخ الكلمة ينظر من فوق إلى تحت وغالباً ما يقلّد السطر السابق وليس الكلمة الرئيسية.
كما يمكن أن تطلب الأم من طفلها أن يضع دائرة حول الكلمة التي يجدها الأجمل حتى يقوّم بنفسه جمال خطه، وعليها أن تتفادى نقده في شكل قاس كأن تقول له مثلا: «ياي خطك شو بشع» فهذه الجملة تحبطه وتفقده ثقته بنفسه.
فالأم يمكن أن تخضع نفسها للتجربة كأن ترتدي قفازًا سميكًا كالذي يرتديه لاعبي التزلج وتحاول الكتابة، لا بد أنها ستشعر بصعوبة وستعرف ما يشعر به طفلها أثناء محاولته الكتابة. لذا لا يجوز توبيخ الطفل على خطه السيئ في هذه المرحلة.

]ماذا عن القراءة هل تعزّز قدرات الطفل الكتابية؟
[
بالتأكيد فالقراءة تُغني ذاكرة الطفل وتعزز عنده قدرات الكتابة والاستماع والحوار. فحين يرى الكلمات والحروف ويلاحظ تركيب المفردات في شكل مستمر يصبح من السهل عليه الكتابة في شكل صحيح.
والطفل الذي لا يقرأ ليس في إمكانه الكتابة في شكل جيد. ومن المعروف أن النصوص الكتابية، في الصفوف الابتدائية الأخيرة تصبح أكثر تعقيدًا وترتكز على القواعد، ويمكن تسهيل الأمر على الطفل عن طريق توظيف القواعد في نصوص.
كأن تقرأ الأم لطفلها نصاً وتشير إلى الأفعال وكيف تغيّرت حسب موقعها في الجملة أو الأدوات التي سبقتها وتشرح له القاعدة.
كما يمكنها أن تطلب منه أن يضع خطاً تحت الفعل الذي تغيّرت صيغته ويضع دائرة حول أدوات الجزم أو النصب وتقول له مثلاً تعال نعد كم فعل أمر في هذا النص. فهذه الأمور تساعد التلميذ على فهم القواعد عن طريق اللعب والتسلية.

من المعروف أن التلميذ في المرحلة الابتدائية يحضّر الإملاء في المنزل ولكن رغم ذلك يرتكب الأخطاء لماذا؟
السبب يعود إلى أن تحضيره للإملاء يكون دفعة واحدة، أي أنه ينسخ الفقرة مرات عدة، وهذه طريقة غير صحيحة لأنه سوف يركّز على بعض الكلمات دون غيرها. لذا على الأم أن تطلب منه أن يتمّرن على كتابتها بالتقسيط.
فتمرين الإملاء المحضّرة يعطى قبل فترة ثلاثة أيام على تطبيقه في الصف، وعلى الأم أن تطلب من طفلها نسخ جملة واحدة كل يوم. تساعد هذه الطريقة في ترسيخ المفردات في ذهنه، فيصبح قادرًا على كتابة فقرة كاملة مؤلفة من خمس جملٍ من دون أخطاء.

لمطالعة تساهم في تعزيز قدرات الطفل الإملائية

تساهم المطالعة في تعزير قدرات الطفل الإملائية، وتغني لغته بالمفردات، فهو عندما تقرأ له والدته أو يشاركها في قراءة قصة يتنبه إلى شكل الكلمة وكيفية لفظ الأحرف وتغني أسلوبه في التعبير الكتابي.
وهذه هي الإرشادات التي يمكن الأم اتباعها لتحفيز طفلها على المطالعة:

jgاصطحاب الطفل إلى المكتبة العامة في شكل دوري.
القراءة معا بصوت عالٍ خصوصاً الأشعار الجميلة، وجعل هذا الأمر تقليداً عائلياً يقومان به على مدار السنة.
أن يكون الوالدان المثال الذي يحتذي به الأولاد، بجعل الكتب في متناول اليد وبأن يلاحظوا تمتع والديهما بالمطالعة.
جعل المطالعة أمراً شخصياً يعني الطفل وحده كأن يحصل على اشتراك في مجلة أطفال.
· الطلب من الطفل التحدث عن القصص أو الكتب التي قرأها.
قراءة الكتاب نفسه الذي قرأه الطفل ومناقشة موضوعه كي تعزز قدرته على التفكير والتحليل والمناقشة.
إعطاء الأبناء الأكبر سناً حرية اختيار الكتب التي تتضمن مواضيع تشغل اهتمامهم.
شراء قصص مسجلة على أشرطة أثناء السفر في السيارة. وإذا لاحظت الأم ملل أبنائها من أشرطة التسجيل يمكن اللعب بلعبة الكلمات وقراءة الإشارات الموجودة على الطرق.
السماح للطفل بتمثيل القصة التي قرأها فمثلاً إذا أراد أن يؤدي دور بطل القصة يمكن أن تعرض عليه ارتداء ملابس البطل وتمثيل القصة مع أصدقائه. وإذا كان لدى الأم أكثر من ولد يمكنها أن تشجعهم على أداء أدوار شخصيات القصة. فهي بذلك تساعد طفلها في تطوير لغته وتحسين لفظه للكلمات وتمنحه الثقة بنفسه.
تشجيع الطفل على إرسال بطاقات بريدية إلى أصدقائه أو إلى أقاربه يكتب عليها عبارات جميلة يختارها هو.
إختيار الكتب التي تناسب عمر الطفل، خصوصاً إذا كان هناك أكثر من طفل في المنزل إذ لا يمكن أن نفرض على الإبن الأكبر سناً أن يقرأ كتاباً أقل من مستوى قدراته والعكس بالنسبة إلى الإبن الأصغر.
حيازة كتب سهلة الأسلوب ولغتها بسيطة يستطيع الطفل فهمها إضافة إلى ضرورة أن تكون هذه الكتب حافلة بالصور الملونة الجذابة

منقوووووول للافادة

بارك الله فيك

شكرا لك على هذه المعلومات المفيدة والتي تعلمنا منها الكثير

شكرا لك بارك الله فيك

الكثير من الأبناء يعانون الإملاء والشبب هو المعلم الفاضل لم يهتم كثيرا بهذه المادة

بوركت على هذه الافادة وجعلها الله في ميزان الحسنات

شكرا …………….

شكرا وبارك الله فيك

السلام عليكم ..
عند قراءة الموضوع لاحظت أن دور "الأم" في نشاط الإملاء يطغى على دور "المعلم(ة)" رغم كون هذين الأخيرين منوطين بدور التعليم والتوجيه للتعلم.
بخصوص نشاط الإملاء الذي يهتم برسم الكلمة في اللغة العربية، وهو جزء يظهر في الشق الكتابي لا النطقي. فكثير من المتعلمين متكلمون جيدون غير أنهم لا يحسنون رسم الكلمات أثناء الكتابة، بالنظر لوجود صعوبات في نشاط الإملاء، وللاستزادة هناك بعض الملاحظات الهامة أود المشاركة بها:
1- في المراحل التعليمية التعلمية الأولى لابد من تجنب تعليم نشاط الإملاء انطلاقا من قواعد تحفظ ومحاولة تطبيقها، فهذا يليق بأطوار تعليمية أعلى كالمتوسط والثانوي أما الابتدائي فهي سبيل أثبت فشله في إيصال المتعلم للهدف المنشود في هذا النشاط الهام.
2- التركيز كثيرا على المادة الخام الأولى للتعبير في شكلية الشفهي والكتابي وهي نشاط القراءة الهام جدا، فكلما أتيحت فرص القراءة بكثافة كلما انعكس الأمر بالإيجاب على نشاط الإملاء.
3- نشاط الإملاء لا يرقى إلى الوظيفية خصوصا في التناول، فمازال بطرق بدائية يقدم للمتعلم في شكل وضعية غير باعثة على التعلم، بينما هو نشاط مدمج في كثير من الأنشطة والمواد ولا يحسن الالتفات إليه فيها.
4- الاستمثار الجيد لحصص القراءة الموجهة، وتكليف المتعلمين بكتابة الكلمات الجديدة المتعلمة على الوسيلة الفردية وكذا تقييد العناوين المقروءة، وهذه الممارسة جد هامة في ترسيخ رسم الكلمات في ذهن المتعلم.
5- لابد من إعطاء الحرية الكاملة للمتعلم في اختيار الكلمات التي يريد أن يكتبها بمفرده انطلاقا من استغلال الإملاء المنظور.
مثال:
بعد قراءة النص يطلب المربي من متعلميه تسطير الكلمات الجديدة وغير المألوفة بالنسبة لهم ثم كتابتها بخط واضح ولا بأس في إعادة كتابتها مرة ومرتين … على الأقل تكرر العملية مرتين أو ثلاث خلال الأسبوع، فتصوروا الرصيد من الكلمات بمعناها وبرسمها التي ستعلق بذهن المتعلم.
6- إبداع طرائق تناول مبدعة لنشاط الإملاء والابتداع عن الطريقة العقابية التي مازالت مستعملة؛ كرفع الأقلام إلى الأعلى والصمت المطبق على القسم كلية بينما المعلم يملي الكلمات والجمل في صوت غير اعتيادي نطقا وحضورا، وهذا كله في جو من الصرامة وعند الانتهاء الأمر بوضع الأقلام على البلاط وهذا تصريح ولو ضمنيا لعدم وجود الثقة المتبادلة بين المعلم والمتعلم، واستعمال قلم الرصاص لتصحيح الأخطاء، لتأتي مرحلة التقييم التعسفية ….

بالتوفيق

شكرا اخي بارك الله فيك على المجهود القييم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.