تخطى إلى المحتوى

" سلسلة أمهات المؤمنين 9 "جويرية بنت الحارث المصطلقية 2024.


السلام عليكم و رحمة الله بركاته

جويرية بنت الحارث المصطلقية

هي أم المؤمنين جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن جذيمة الخزاعية المصطلقية ،

كانت تحت ابن عم لها يقال له مسافع بن صفوان المصطلقي ، وقد قُتل في يوم المريسيع ،
ثم غزا النبي صلى الله عليه وسلم قومها بني المصطلق فكانت من جملة السبي ، ووقعت في سهم ثابت بن قيس رضي الله عنه .

و زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم منها وقع في السنة الخامسة للهجرة ، وكان عمرها إذ ذاك عشرين سنة ،
ومن ثمار هذا الزواج المبارك فكاك المسلمين لأسراهم من قومها .

ففي الحديث عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت :

" لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق ، وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس
أو لابن عم له ، وكاتبته على نفسها ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها ، فقالت : يا رسول الله ،
أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار ، وقد أصابني ما لم يخف عليك ، فوقعتُ في السهم لثابت بن قيس بن الشماس
أو لابن عم له ، فكاتبته على نفسي ، فجئتك أستعينك على كتابتي ، فقال لها : فهل لك في خير من ذلك ؟

قالت: وما هو يا رسول الله ؟ قال : أقضي كتابتك وأتزوجك ، قالت : نعم يا رسول الله ، قال: قد فعلت ،

وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج جويرية بنت الحارث ،

فقال الناس : أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأرسلوا ما بأيديهم – أي أعتقوا- من السبي ، فأعتق بتزويجه إياها
مائة أهل بيت من بني المصطلق ، فما أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها " رواه الإمام أحمد في مسنده .

و روى ابن سعد في الطبقات أنه لما وقعت جويرية بنت الحارث في السبي ، جاء أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
إن ابنتي لا يُسبى مثلها ؛ فأنا أكرم من ذاك ، فخل سبيلها ، فقال : " أرأيت إن خيّرناها ، أليس قد أحسنّا ؟ " ،
قال : بلى ، و أدّيت ما عليك . ، فأتاها أبوها فقال : إن هذا الرجل قد خيّرك فلا تفضحينا ،

فقالت : فإنّي قد اخترت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وغيَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها ، فعن ابن عباس قال : " كان اسم جويرية بنت الحارث برة ،
فحوّل النبي صلى الله عليه وسلم اسمها ، فسماها جويرية " رواه الإمام أحمد في مسنده .

و كانت رضي الله عنها ذات صبرٍ و عبادة ، كثيرة الذكر لله عزوجل ،

ولعلّنا نستطيع أن نلمس ذلك من خلال الحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنه :

أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ على جويرية بنت الحارث وهي في مسجد ، ثم مر النبي صلى الله عليه وسلم بها قريباً
من نصف النهار ، فقال لها : ما زلتِ على حالكِ ، فقالت : نعم ، قال ألا أعلمكِ كلماتٍ تقولينها :

" سبحان الله عدد خلقه ، سبحان الله عدد خلقه ، سبحان الله عدد خلقه ، سبحان الله رضا نفسه ، سبحان الله رضا نفسه ،
سبحان الله رضا نفسه ، سبحان الله زنة عرشه ، سبحان الله زنة عرشه ، سبحان الله زنة عرشه ، سبحان الله مداد كلماته ،
سبحان الله مداد كلماته ، سبحان الله مداد كلماته " رواه الترمذي ، وصحّحه الألباني .

و لم تذكر لنا كتب الحديث إلا القليل من مرويّاتها ، و من جملة ذلك ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن جويرية بنت الحارث
رضي الله عنها قالت : " دخل عليّ النبي صلى الله عليه وسلم يوم جمعة وأنا صائمة فقال لي : أصمت أمس ؟ ، قلت : لا ،
قال : تريدين أن تصومي غدا ؟ ، قلت : لا ، قال فأفطري " .

توفيت أم المؤمنين جُويرية في المدينة سنة 50 هـ ، وقيل سنة 57 هـ للهجرة و عمرها 65 سنة .

فرضي الله عنها ، وعن أمهات المؤمنين أجمعين .

شكرا لك على الموضوع المقدم
صلى الله على سيدنا محمد وعاى أله وصحبه

وعليكم السلاام …

اللهم صلّ وباارك على سيدي محمد وعلى آله وصحبه وسلّم …

ورضي الله عنهاا وعن كلّ أمهاات المؤمنين …

شكرا لك اختي الكريمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.