تخطى إلى المحتوى

زكاة الفطر وحكمة مشروعيتها 2024.

زكاة الفطر واجبة على المسلمين بعد صوم شهر رمضان، وهي واجبة على كلّ مسلم قادر عليها. وأضيفت الزكاة إلى الفطر لأنّها سبب وجوبها، وتمتاز عن الزّكوات الأخرى بأنّها مفروضة على الأشخاص لا على الأموال، بمعنى أنّها فُرضَت لتطهير نفوس الصّائمين وليس لتطهير الأموال كما في زكاة المال.
وهي عبادة من العبادات وقُربَة من القربات العظيمات، لارتباطها بالصّوم الّذي أضافه الله إلى نفسه إضافة تشريف
وتعظيم: ”إلاّ الصّوم فإنّه لي وأنا أُجْزي به”. والعبادات توقيفية لا يجوز الزيادة فيها ولا النقصان، بل يجب أن تؤدَّى كما أدّاها حبيب الرّحمن، وصحبه الكرام، والسّلف العظام. ولهذا، يجب على المسلمين معرفة أحكام هذه العبادة، وينبغي لأهل العلم وطلابه أن يبصروهم بما يصلح هذه العبادة ويفسدها، وعلى العامة سؤال الخاصة.
عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: ”فرض رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، زكاة الفطر طُهرة للصّائم من اللّغو والرّفث، وطُعمَة للمساكين”.
إنّ حكمة تشريع زكاة الفطر مركبة من ثلاثة أمور:
الأوّل: يتعلّق بالصّائمين في شهر رمضان. وما عسى أن يكون قد شاب صيامهم من لغو القول ورفث الكلام. فكما جعل الشارع السنن الرواتب مع الصّلوات الخمس جَبْراً لما قد يعتريها من غفلةٍ أو خلل أو سهو، فكذلك زكاة الفطر لشهر رمضان جعلت كسجدة السّهو للصّلاة، تجبر نقصان الصّوم كما يجبر السجود نقصان الصّلاة.
الثاني: يتعلّق بالمجتمع وإشاعة المحبّة والمسرة في جميع أنحائه، خاصةً المساكين وأهل الحاجة. فالعيد يوم فرح وسرور عام، فينبغي تعميم السرور على كلّ أبناء المجتمع المسلم. ولن يفرح المسكين ويسرّه إذا رأى الموسرين والقادرين يأكلون ما لذّ وطاب وهو لا يجد قوت يومه في عيد المسلمين، فاقتضت حكمة الشّارع أن يفرض له في هذا اليوم ما يغنيه عن الحاجة وذلّ السؤال، ويشعره بأنّ المجتمع لم يهمل أمره، ولم ينسه في أيّام سروره وبهجته.
الثالث: زكاة للنّفوس والأبدان، حيث تُعدّ صدقة الفطر زكاة عن الأبدان والنّفوس وقُربة لله عزّ وجلّ عن نفس المسلم، أو زكاة لبدنه، وبعبارة أخرى تعبّر عن شُكر العبد لله عزّ وجلّ على نعمة الحياة والصحّة الّتي أنعم الله عزّ وجلّ بها على عبده المسلم، لذلك شرِعت على الكلّ، بمن فيهم الصغير والعبد والصّائم والمفطر، سواء أكان مفطراً بسبب شرعي أم غير شرعي.
وتجب زكاة الفطر بغروب الشمس من آخر يوم من شهر رمضان، والسُنّة إخراجها يوم عيد الفطر قبل صلاة العيد، ويجوز تعجيل إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين. وقد أقرّ بعض الصّحابة إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، كما كان الصّحابة يفعلون. فعن نافع، مولى ابن عمر رضي الله عنهما، أنّه قال في صدقة التطوع: ”وكانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين” أخرجه البخاري، وعند أبي داود بسند صحيح أنّه قال: ”فكان ابن عمر يؤدّيها قبل ذلك باليوم واليومين”. وآخر وقت إخراجها قبل صلاة العيد

بارك الله فيك اخي الكريم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.