تخطى إلى المحتوى

رؤية شرعية حول أحداث القصير للشيخ أحمد العتيبي 2024.

الجيريا رؤية شرعية حول أحداث القصير
رؤية شرعية حول أحداث القصير
سألني أحد طلابي قبل نحو عام عن مغزى قول الامام الشعبي (ت: 104هـ ) رحمه الله تعالى :" لو كانت الشيعة من البهائم لكانوا حُمُراً ، ولو كانوا من الطير لكانوا رَخَماً" ، فأجبُته بما تيسَّر ، وأن الشيعة أضعف الناس وأقذرهم وأغدرهم ، وأشدُّهم مكراً وعداوةً ، ليس في العادات فحسب ، بل حتى في أُصول الديانات ! .

ومن عنده أدنى ريب فليطالع كتاب : " تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة " للعاملي (ت: 1104هـ ) عامله الله بعدله ، ليقف على ما تشمئزُّ منه نفوس المؤمنين ، من تدليس وتحريف لأحكام الله تعالى .

اليوم تدور رحى معارك ضارية في مدينة القصير السورية بالقرب من الحدود اللبنانية . وقد استنفر العلويون والروافض أتباعهم لحسم هذه المعارك لصالحهم ووأد أهل السنة في تلك المنطقة والثأر لقتلاهم في حمص وغيرها .

إنَّ الاستضعاف والقهر والخذلان الذي حدث لاخواننا في القصير له أسبابه وثماره ، ولا عُذر للمسلمين بعد هذا الهوان . فوالله إنَّ مجازرها لا طاقة لنا لوصفها من هولها ! .
جنَّد حزب عدو الله الرافضي كل طاقاته وإمكانياته لمحاصرة السنة في القصير وما حولها من الأرياف، لاستئصالهم وإبادتهم ولتطبيق مصطلح الأرض المحروقة ! .

لقد شاهد الملايين في وسائل الاعلام تحقق مقولة الامام الشعبي في جبن الرافضة عن سحب جُثث اخوانهم الهلكى ، وجبن أصحابهم الذين فزعوا في لبنان فَرَقا وخوفا من إجبارهم للمشاركة في معركة القصير .

الصفويون يعلمون أنَّ المدَّ الشيعي في الخليج العربي أصبح وهماً وحُلماً يصعب تحقيقه ، فعمدوا إلى تحريك الخلايا النائمة التي تدرَّبت في العراق وإيران وبعض الدول التي تنسج خيوط المكر لأهل السنة عداوةً وحقداً ، لتحقيق بعض المكاسب والمطامع السفلية .

إنَّ استراتيجية الروافض وجيش المهدي وأذنابهم في هذه الأيام العصيبة ، تقوم على عدة محاور :
أ- إشاعة الفوضى والتفرقة بين أهل السنة ،طمعاً في إضعافهم وإذلالهم ،وهدفهم قيام إمبراطورية إسلامية عظمى من أفغانستان إلى الشام ، مع الخليج العربي وشمال الجزيرة العربية والحجاز .
ب- ضرب اللُّحمة الاسلامية بين أهل الحل والعقد والعلماء ، لاحداث فجوة يمكن من خلالها التأثير على العلماء واشغال العامة بهم .
ج- تجنيد المرتزقة من المنافقين من أهل السنة وغيرهم ، والتأثير عليهم لمعرفة الأسرار المهمة في البلاد الاسلامية ، واستقطابهم للقيام بما فيه خذلان السنة ومؤسساتهم ، وغايتهم هدم بنيان أهل السنة ، أو تقليم أظافرهم ! .

أشعلت معارك القصير فتيلة الصراع في لبنان ، بين العلويين في جبل محسن وبين أهل السنة في باب التبانة . وفي الكويت والبحرين وأرض الرافدين ، باتت جذوة التشيع تقوى وتزداد .
إيران قبل أيام جنَّدت مجموعة من الفاسدين في بلاد الحرمين ، لبثِّ الفتنة واضعاف هيبة أهل السنة ، من أجل التجسُّس لأهداف دنيئة لا يمكن تبريرها .
كل ما تقدَّم إنما هو انتقام لانحسار المدِّ الصفوي وفشله في المنطقة ، وهو دليل على أن الروافض يريدون الثأر ممن تسبَّب في إسقاط هيبة كلب الشام الذي بدأ عرشه يتهاوى في دمشق ! .

من فوائد العالم التونسي محمد الطاهر عاشور (ت: 1393هـ ) رحمه الله تعالى، في تفسيره للحكمة ، قوله :" هي معرفة حقائق الأشياء على ما هي عليه ، بما تبلغه الطاقة، أي: بحيث لا تلتبس الحقائق المتشابهة بعضها مع بعض، ولا يغلط في العلل والأسباب ".
وهذا ما أسعى إلى تقريره هنا .

*المأمول من الأفراد في العالم الاسلامي العمل بما يلي :
1- الاعداد الإيماني : ويكون ذلك بتجريد التوحيد الصحيح لله تعالى ، والعمل بالسنة ، والتعرُّف على الله في الرخاء قبل الشدة ، والتلذذ بتلاوة كتابه مع اليقين بوعده ووعيده ، والانسلاخ الفوري عن المعاصي مع صدق التوبة وحسن المقصد ، فكم ضاع من الأموال والأعراض ، بسبب ذنوبنا التي سُلِّطت علينا ؟! . قال الله تعالى : " فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم " ( محمد:21 ) .

2- الاعداد البدني : ويكون ذلك بتقوية البدن على الشدائد وتحمُّل المكاره والعوائق ، ولا يكون ذلك إلا بفطم النفس عن بعض المباحات أحياناً ، وتدريبها على المشاق والصِّعاب ، لكي تألف الصبر عليها عند وقوعها . وعلماء النفس يُفرِّقون بين الِّلياقة البدنية والاعداد البداني ، فلا يصح الخلط بينهما .

3- الحرص على وحدة الصف ولزوم الجماعة : ومما يعين على ذلك الاستئناس برأي العلماء الثقات ، واستشارة أهل البصيرة منهم ، والحذر الحذر من الافتئات على أهل الحل والعقد ، فكم من طامةٍ حدثت في التاريخ بسبب ذلك .

4- الاطلاع على العقائد الشيعية بلا تزييف ، بل من العلماء والباحثين المحقِّقين ، ونشر ما يفيد العامة منها ، والتحذير من كيد الروافض والمندسين بينهم ومكرهم وغدرهم بأهل السنة .

5- التوقِّي من أصحاب الأقلام المسمومة من الليبراليين والعلمانيين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ، فهم كالحية الرقطاء التي تلسع ثم تختفي ، ويبقى سُمُّها يسري في العظام الهشة ! .

وتحرير محل النِّزاع معهم يكون بمناظرتهم وتأديبهم ، لا بمجاملتهم وتسويق أفكارهم ! . قال الله تعالى : " لُأنذركم به ومن بَلغ "( الأنعام: 19) . والراجح عند الأصوليين أن الخطاب لواحد من الأمة خطاب لجميع الأمة .

6- لا يجوز شرعاً ولا عقلاً الثقة بتسامح الروافض وأذنابهم ، فالتقية عقيدة عندهم للتوصل إلى إستغفال أعدائهم ، فإنهم يُقدِّمون أبناءهم وأموالهم فداءاً لأئمتهم، من أجل طحن أهل السنة إن تمكنوا من ذلك . وصدق الشاعر حين قال :
أرى خلل الرماد وميض جمر
يوشك أن يكون له ضرامُ

7- وجوب نشر عقيدة أهل السنة في كل شبرٍ من المعمورة ، لأن عقيدة التوحيد الصحيحة مُغيَّبة عمداً في بعض أرجاء الأرض ، وقد تم كشف بعض حِيل التشيع قريباً ، كالتسامح مع الصوفية القبورية ، ونشر التشيع بينهم ، والتقرب بحُبِّ أهل بيت النبوة عند الفقراء ، ونحوها من الحِيل الخبيثة ،التي يقصد منها طمس عقيدة أهل السنة من قلوب العامة . وكم من قُرى مُحي أثر التوحيد فيها بسبب ذلك ؟! . وإلى الله المشتكى .

ويمكن الآن – ولله الحمد – بضغطة زر ، نشر العقيدة الصحيحة في مواقع التواصل الاجتماعي، لتبلغ أقصى أصقاع الدنيا ، فما عُذرنا عند الله ؟! .

8- تربية النفس وأهل البيت على الثقة بوعد الله ومعيته ، واليقين بنصره لجنده وأوليائه . وقد ثبت في الحديث الصحيح أن أهل الجنة يغبط بعضهم بعضًا، لعلو درجاتهم ، بسبب تفاوت إيمانهم وعباداتهم القلبية والعملية ، ومما يعين على ذلك : التخلية والتحلية ، وهما مفتاح كل خير ، فهل من مشمِّر ؟! .

9- الاسراع في مداواة الأدواء النفسية الذاتية ، كالفتور وقسوة القلب والافراط في النوم ، والتعلق بالماديات والإخلاد الى الأرض ، فقد أهلكت اليومَ أكثر مما أهلكت الأمراض القوية المميتة ! .
والعلاج يطلب بالقرآن وصحبة الصالحين والتعلُّق بالواحد الديَّان .

10- تحطيم الخلافات الشخصية بين أبناء أهل السنة والجماعة ، فالعدو إن تمكَّن لن يفرق بين سلفي واخواني ولا بين شافعي أو حنفي ، ولا غيرها من المذاهب والمدارس الفقهية والفكرية ، فهل من مُتأمِّل ؟! .

قال الامام مجاهد (ت: 102هـ )- رحمه الله تعالى – "من أعزَّ نفسه أذلَّ دينه ، ومن أذلَّ نفسه أعز دينه" . وقصده من ذلك : اصلاح ذات البين ، فهل من مُتَعِظ ؟! .
هذا ما تيسر تحريره ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

أ/أحمد بن مسفر بن معجب العتيبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.