بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الاولى
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وما توفيقي، ولا اعتصامي، ولا توكُّلي إلا على الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أنَّ سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلَّم رسول الله سيِّد الخلق والبشر، ما اتصلت عينٌ بنظرٍ أو سمعت أذنٌ بخبر، اللهمَّ صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه، وعلى ذريَّته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة المؤمنون… لا زلنا في شهر مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كانت موضوع الخطبتين السابقتين حول عبادته صلى الله عليه وسلم، وحول علاقاته الاجتماعية التي بَيَّنت لكم من خلال الخُطبة السابقة الأخلاق الرفيعة التي كان يتمتع بها صلى الله عليه وسلم.
واليوم: أيها الإخوة الأكارم يقول الإمام عليٌ كرم الله وجهه:
((يا علي لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من الدنيا وما فيها))
((خيرٌ لك مما طلعت عليه الشمس))
( من كنز العمال )
((خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَم))
( من الأذكار النووية: عن " علي " )
أيها الإخوة الكرام… ما من منكم واحدٌ إلا وله أتباع، أولاده أتباعه، إن كان صاحب متجرٍ فالموظفون الذي في معيَّته أتابعه، وإن كان صاحب معملٍ فالعُمال الذي عنده أتابعه، ما منكم واحدٌ إلا وله أتباع، هكذا رَتَّبَ الله الخلق، وجعل بعضكم فوق بعض.
أيها الإخوة الكرام… نستعرض في هذه الخطبة كيف تعامل النبي عليه الصلاة والسلام مع أتباعه ؟ كيف تعامل مع أصحابه ؟ كيف تعامل مع من يلوذ به ؟ كيف بناهم بناءً إيمانياً صحيحاً ؟ كيف رسَّخ فيهم قيَم الخير والحق والعدل ؟ كيف فجَّر طاقاتهم ؟ كيف دفعهم إلى البطولات ؟ هذا كله من رعايته صلى الله عليه وسلم، ومن عنايته، ومن بطولته في بناء نفوس أصحابه.
أيها الإخوة الكرام… بادئ ذي بدء النبي عليه الصلاة والسلام يتمتَّع بكل صفات العظمة الإنسانية، يتمتَّع بكل صفات الكمال، جمع المَجْدَ من كل أطرافه، ومع ذلك هذا التفوّق الأخلاقي، هذا التفوق البُطولي، ما جعله يغفل عن أصحابه، ولا عن إمكاناتهم، ولا عن تضحياتهم، ولا عن المَجالات التي يمكن أن يبدعوا فيها.
لذلك من صفات النبي عليه الصلاة والسلام أنه عرف قدر أصحابه، وأعطى كلاً منهم ما يستحق، وصف كلاً منهم الصفة اللائقة به، وعرف المجال الذي يبدعُ فيه، وأناطه بالعمل الذي يعبِّر به عن ذاته، هذه بطولةٌ وأيّما بطولة، أن يكون البطل بطلاً، وأن يعرف من حوله من الأبطال، أن يكون الزعيم زعيماً ويعرف من حوله من المتفوِّقين.
أيها الإخوة الكرام… من صفات بناء النبي لنفوس أتابعه الوضوح، وقد قال عليه الصلاة والسلام:
((قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك))
( من الجامع لأحكام القرآن )
أهل مكة الذين أرسل إليهم، والذين كلف أن يبلغهم، ظنوا به الظنون، فقال قولته الشهيرة:
((يا قوم ما جئتكم بهذا الأمر أطلب أموالكم، ولا الشرف فيكم، ولا المُلك عليكم، ولكن الله بعثني إليكم رسولاً، وأنزل إلي كتابه، وأمرني أن أكون بشيراً ونذيراً، فبلغتكم رسالات ربي فإن تقبلوا فهو حظُّكم من الدنيا والآخرة، وإن تردوا فإن علي أن أصبر حتى يحكم الله بيننا))
هل يمكنك مساعدتي في j’ecris page 76
merci
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الاولى
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وما توفيقي، ولا اعتصامي، ولا توكُّلي إلا على الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أنَّ سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلَّم رسول الله سيِّد الخلق والبشر، ما اتصلت عينٌ بنظرٍ أو سمعت أذنٌ بخبر، اللهمَّ صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه، وعلى ذريَّته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة المؤمنون… لا زلنا في شهر مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كانت موضوع الخطبتين السابقتين حول عبادته صلى الله عليه وسلم، وحول علاقاته الاجتماعية التي بَيَّنت لكم من خلال الخُطبة السابقة الأخلاق الرفيعة التي كان يتمتع بها صلى الله عليه وسلم.
واليوم: أيها الإخوة الأكارم يقول الإمام عليٌ كرم الله وجهه:
((يا علي لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من الدنيا وما فيها))
((خيرٌ لك مما طلعت عليه الشمس))
( من كنز العمال )
((خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَم))
( من الأذكار النووية: عن " علي " )
أيها الإخوة الكرام… ما من منكم واحدٌ إلا وله أتباع، أولاده أتباعه، إن كان صاحب متجرٍ فالموظفون الذي في معيَّته أتابعه، وإن كان صاحب معملٍ فالعُمال الذي عنده أتابعه، ما منكم واحدٌ إلا وله أتباع، هكذا رَتَّبَ الله الخلق، وجعل بعضكم فوق بعض.
أيها الإخوة الكرام… نستعرض في هذه الخطبة كيف تعامل النبي عليه الصلاة والسلام مع أتباعه ؟ كيف تعامل مع أصحابه ؟ كيف تعامل مع من يلوذ به ؟ كيف بناهم بناءً إيمانياً صحيحاً ؟ كيف رسَّخ فيهم قيَم الخير والحق والعدل ؟ كيف فجَّر طاقاتهم ؟ كيف دفعهم إلى البطولات ؟ هذا كله من رعايته صلى الله عليه وسلم، ومن عنايته، ومن بطولته في بناء نفوس أصحابه.
أيها الإخوة الكرام… بادئ ذي بدء النبي عليه الصلاة والسلام يتمتَّع بكل صفات العظمة الإنسانية، يتمتَّع بكل صفات الكمال، جمع المَجْدَ من كل أطرافه، ومع ذلك هذا التفوّق الأخلاقي، هذا التفوق البُطولي، ما جعله يغفل عن أصحابه، ولا عن إمكاناتهم، ولا عن تضحياتهم، ولا عن المَجالات التي يمكن أن يبدعوا فيها.
لذلك من صفات النبي عليه الصلاة والسلام أنه عرف قدر أصحابه، وأعطى كلاً منهم ما يستحق، وصف كلاً منهم الصفة اللائقة به، وعرف المجال الذي يبدعُ فيه، وأناطه بالعمل الذي يعبِّر به عن ذاته، هذه بطولةٌ وأيّما بطولة، أن يكون البطل بطلاً، وأن يعرف من حوله من الأبطال، أن يكون الزعيم زعيماً ويعرف من حوله من المتفوِّقين.
أيها الإخوة الكرام… من صفات بناء النبي لنفوس أتابعه الوضوح، وقد قال عليه الصلاة والسلام:
((قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك))
( من الجامع لأحكام القرآن )
أهل مكة الذين أرسل إليهم، والذين كلف أن يبلغهم، ظنوا به الظنون، فقال قولته الشهيرة:
((يا قوم ما جئتكم بهذا الأمر أطلب أموالكم، ولا الشرف فيكم، ولا المُلك عليكم، ولكن الله بعثني إليكم رسولاً، وأنزل إلي كتابه، وأمرني أن أكون بشيراً ونذيراً، فبلغتكم رسالات ربي فإن تقبلوا فهو حظُّكم من الدنيا والآخرة، وإن تردوا فإن علي أن أصبر حتى يحكم الله بيننا))
merci