تخطى إلى المحتوى

خطبة جمعة:يوم العلم في الجزائر 2024.

الحمد لله الذي أعلى مراتب العلماء وجعلهم ورثة الانبياء واشهد ان لا اله الا الله رب الارض والسماء وهو العليم الخبير واشهد ان محمد عبده ورسو له خير من علمه ربه وخاطبه بقوله:" وقل ربي زدنى علما."1 فاللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين.
اما بعد معاشر المسلمين.لقد اهتم الاسلام بالعلم اهتماما بالغا لانه السبيل الى معرفة الله وتوحيده وعبوديته.بل انه اساس نهضة الامم وتقدمها وحضراتها .وهو السبيل الى تحقيق السعادة للفرد والمجتمع .لاجل ذالك ليس غريبا ان تنزل اول اية من ايات الله تدعوا الى العلم وتنوه بقيمة القراءة التى هي من اعظم وسائل اكتساب العلم.قال تعالى:"اقرا باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرا وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ملم يعلم".2
ولهذا يرغبنا المصطفي صلى الله عليه وسلم بان نسير في طريق العلم لانه الموصل الى الجنات.فقال"….ومن سلك طرقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنة " 3.فهنيئا لاهل العلم بهذه الوراثةوبهذا الكنز العظيم الذي حظوا به .ويكفي ان الله رفعهم بالعلم منازل ودرجات قال تعالى:يرفع الله الذينءا منوا منكم والذين اوتوا العلم درجات"4 وقال تعالى :"قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولوا الالباب" 5.وصدق المصطفي صلى الله عليه وسلم حين قال :"ان الله وملائكته واهل السموات واهل الارض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير".6 اذا ابشر يا طالب العلم بالنور التام في حياتك وبعد مماتك وانت تطلب العلم خالصا لوجهه الكريم.وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية اوعلم ينتفع به او ولد صالح يدعوا له".7
اذا فالعلم والعلماء هم نبراس الامة وضياءها وبفقد العلماء تصبح الامة في اكبر فاجعة لها واعظم مصيبة .ولنا ايها الاحبة في السادس عشرة من أبريل ذكرى غالية ومؤثرة في آن معا وهي تذكرنا بفقدان عالم من علماءنا وبطل من ابطالنا بل امام من ائمتنا ذالكم هو العلامة المصلح الشيخ عبد الحميد بن عبد الرحمن بن باديس الصنهاجي .ولد شيخنا بشرق الجزائر اي بمدينة قسنطينة عام سبعة وثلاثمئة للهجرة الموافق ل الخامس من ديسمبر عام تسعة وثمانون وتمانمئة والف ميلادى.نشاء شيخنا في بيئة علمية محافظة وقد حفظ القران وهو ابن العشر سنوات وتتلمذ على العديد من شيوخ الاسلام وعلى رأسهم الشيخ الونيسي رحمه الله الذي يرجع له كل الفضل في توجيه ابن باديس هذه الوجهة الصحيحة هو منهج الدعوة لله عز وجل والاصلاح.وفعلا كان ابن باديس شمعة مضيئة في ظلام دامس قد تركه الاستدمار الفرنسي فقبل مجيئه كانت بلاد الجزائر تتخبط في وحل الجهل والخرفات والبدع التى غرسها الاحتلال في ابناءنا.الى ان جاء شيخنا بعد تخرجه من جامع الزيتونة عام اثنا عشر وتسعمائة والف ميلادى وبعد اداءه لفريضة الحج فهناك التقى بمشياخ عدة وبرفيق دربه الشيخ البشير الابراهيمي رحمه الله حيث كان هذا اللقاء من انعم اللقاءات وقد تشاورا جميعا في امر الجزائر وصمما على المضي قدما لتطهيرها من ذالك الجهل الذي هي عليه .وجاء شيخنا وكله حما سة ونشاط وراى ان اول خطوة ينبغي القيام بها وهى جانب الاضلاح وغرس العقيدة الصحيحة في ابناء شعبه.فبدا بالتعليم لانه لا يمكن لشعب غارق في وحل الاحتلال ان يفهم معنى التحرر الا بتعليمه فأنشا مدارس لمحو الامية للرجال واخرى للنساء .وايضا قام بالقاء الدروس في كثير من مساجد الوطن .
ولم يكتفي بهذا فحسب بل كتب في العديد من الجرائد والصحف العربية كانت او الاجنبية للتعبير عن مطالب الشعب الجزائره ونظرته للاحتلال الفرنسي.وارتقي بمشواره الدعوي الى ان اسس اعظم جمعية.انداك وهي جمعية العلماء المسلمين في احدى وثلاثين وتسعمائة والف ميلادي وعين كرئيسا لها لجدارته ونشاطه وحيث ركز على اهداف سامية لها ومنها غرس المبادئ والمقومات التى حاول المحتل الفرنسي ان يمحوها من ادهان ابناءنا وهي العروبة والاسلام.فأنشد في ذالك ابيات رائعة يقول فيها:
شعب الجزائر مسلم والى العروبة ينتسب من قال حاد عن اصله او قال مات فقد كذب.
وضل شيخنا يناضل من اجل دينه ووطنه الى ان شاء قدر الله فيبتلى بمرض عضال يلزمه الفراش الى ان فاضت روحه الى بارئها وكان هذا في السادس عشرة من أبريل سنةاربعون وتسعمائة والف ميلادي .مات شيخنا عن عمر يناهز الخمسين سنة فرحمة الله عليك يا شيخنا مت عالما وشهيدا فنحسبك عند الله مع الذين قال فيهم ربنا عز وجل :"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون"8.بارك الله لي ولكم في القران العظيم.

الخطبة الثانية.بعد الحمدلة
اما بعد:كثير منا الان ساء فهمهم لهذه المناسبة ولهذا التاريخ العريق حتى اصبحنا نلمس ألسنة.تطلق على هذا اليوم بأنه عيد للعلم واي عيد هذا ونحن قد تعلمنا من مدرسة الحبيب المصطفي انه لا عيد لهذه الامة الا عيدين اثنين عيد الفطر وعيد الاضحى اما هذه المسميات بغض النظر عن مشروعيتها او عدم مشروعيتها.كعيد المراة او عيد الام او عيد العمال او مشابه ذالك فكلها مسميات دخيلة على الاسلام اي ليست من الاسلام في شىء انما هي جاءتنا كالسيل الجارف من نوافد الغرب فينبغي ان نتفطن لها وندرك حيقتها.
ومن جهة اخرى منا الان من يريد ان يجعل هذا التاريخ يلمع بالمظاهر والشكليات كأن تقام هناك.حفلات.و اغانى ورقصات ويستدعى فنا نين وفننات بمنا سبة عيد العلم كما يزعمون .
انظروا اذا كيف اعطينا هذه المناسبة طابعا شكليا محضا ونسينا جوهرها ومعانيها وهي كما ذكرنا.تشعرنا بفقدان عالم من علمائنا وامام من ائمتنا.
لهذا نقول لهؤلاءقبل ان تتسابقوا الى هذه الشكليات عرفوا ابناءكم اولا بقيمة العلم والعلماء واشيدوا بجهود علماءنا وما بدلوه من تضحيات جسام من اجل ان تستنير الامة بنور العلم .اما انكم تتمسكون بالقشور وتتركون ما هو اسمى واعظم فهذا لا يقول به عقل ولا دين .
اسال الله ان ينفعنا واياكم بما علمنا
1_سورة طه 114
2_سورة العلق
3رواه مسلم
4سورة المجادلة11
5_الزمر9
6_رواه الترمدى وقال
حديث حسن
7_رواه مسلم
معلوماتي ومن مواضيعي

بارك الله لك و فيك و جزاك الله كل الخير

بارك الله لك و فيك و جزاك الله كل الخير

بارك الله لك و فيك و جزاك الله حنة الفردوس ونعيمها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.