تخطى إلى المحتوى

حينما تُفقد الأخلاق 2024.

حينما تُفقد الأخلاق

——————————————————————————–

حينما تُفقد الأخلاق

فالأمم لا تتقدَّم بحشو المعلومات .. إنما تتقدَّم بتربية تعمل على غرس القيم وبناء المبادئ .. لتجعل منها واقعاً عملياً .. لا بمحفوظات تلوكها الأفواه ثم تفرّغ في قاعات الامتحان .. دون أن يكون لها رصيد من الواقع .. وأثر يُتحلَّى بها في السلوك …
ما قيمة العلم إذا كان صاحبه كذوبا خؤونًا .. يتمرّغ في الرذيلة .. وينقض مبادئَ التربية عروةً عروة بسلوكه وأخلاقه؟! ما قيمة التعليم إذا لم يظهر أثره على طالب العلم في أدبه مع العلم .. وفي أدبه مع أساتذته .. وفي أدبه مع إخوانه وكتبه ؟! وفوق ذلك نشره للأخلاق والعلم في مجتمعه ..
ولأهمية هذا الجانب في العلم .. فقد نص عليه القرآن .. يقول تعالى : " هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ" .
وتأمل في قوله تعالى : " ويزكيهم " .. إذ أن الزكاة في الأخلاق والحياء من الله ونشر الخير ومحاربة الشر هي من أهم آثار العلم ّ!!
تقول أمّ سفيان الثوريّ الذي غدا في عصره علَمًا وبين أقرانه نجمًا ساطِعًا: "يا بنيّ، خذ هذه عشرة دراهم، وتعلّم عشرةَ أحاديث، فإذا وجدتها تُغيِّر في جلستِك ومِشيتك وكلامك مع الناس فأقبِل عليه، وأنا أعينُك بمِغزلي هذا، وإلاّ فاتركه، فإني أخشَى أن يكونَ وبالاً عليك يومَ القيامة" !!
إذاً هذه الغاية الحقيقة من العلم .. وهي الأخلاق .. والتربية على الخوف من الله ..
قال ابن القيم رحمه الله :
الدين كله خلق
فمن زاد عليك بالخلق
زاد عليك بالدين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.