تخطى إلى المحتوى

حكم الأناشيد 2024.

  • بواسطة

حكم الأناشيد

السؤال: كثر الحديث عن الأناشيد الإسلاميَّة وهناكَ مَنْ أفتى بجوازها، وهناكَ مَنْ قال إنَّها بديل للأشرطة الغِنائيَّة؛ فما رأي فضيلتكم؟

الجواب: هذه التَّسمية غير صحيحة؛ وهي تسمية حادثة، فليس هناك ما يسمَّى بالأناشيد الإسلاميَّة في كُتبِ السَّلف ومَنْ يعتدَّ بقولهم مِنْ أهلِ العِلم، والمعروف أنَّ الصُّوفية هم الَّذين يتخذون الأناشيد دينًا لهم وهو ما يسمُّونه بالسَّماع، وفي وقتنا لما كثرت الأحزاب والجماعات، صار لكلِّ حزبٍ أو جماعةٍ أناشيد حماسيَّة، قد يسمُّونها بالأناشيد الإسلاميَّة، هذه التَّسمية لا صحة لها، وعليه فلا يجوز اِتِّخاذها وترويجها بين النَّاس، وباللهِ التَّوفيق.

الشيخ صالح بن فوزان الفوزان

الإجابات المهمة في المشاكل المدلهمة

جمع وإعداد: محمد بن فهد الحصين – ( 1 / 177 )

السؤال: ما حكم الأناشيد ونسبتها إلى الإسلام ؟

الجواب: الأناشيد تسميَّتها إسلاميَّة غير صحيح؛ لأنَّ الأناشيد مِنَ اللَّهو، ومِنَ الأغاني، والأغاني ليست إسلاميَّة، ومضارِّ الأناشيد ملموسة، وهيَ أنَّ مَنْ اِبْتُليَ بها، وبتلحينها، ومتابعتها، أبعدتها عن حفظ القُرآن وقراءة القُرآن، والسُّنَّة النَّبويَّة، وكُتب أهلِ العِلم، وأصبحَ يلتمسُ أماكنَ الأناشيد وأهلها، فيضيَّع وقته فِي الباطل ويترك سبيل الحقِّ، فأنا أُحذِّرُ مِنها، وأُرشدُ إلىٰ أنْ يبذلَ الإنسانُ جهده فِي حفظ القُرآن، وفِي قراءةِ السُّنَّة، وكُتبِ الفقه، وكُتبِ التَّأريخ، لا سيَّما تأريخ الدَّعوة النَّبويَّة الَّتي ثبتت عنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أقوالهِ وأفعاله ، وأفعالِ أصحابهِ . واللهُ أعلمُ.

الشيخ زيد بن محمَّد المدخلي

https://z-salafi.com/v2/action?s_menu=23&idFatwa=2646

تفريغ: فريق لآلئ الدعوة السلفية

منتديات نور اليقين

السؤال: ما رأي فضيلتكم في المراكز الصيفية حيث أنَّها يسجل فيها الشباب ويقام فيها التمثيل والأناشيد والمخالفات الشرعية، بمَ يوُجَّه الشباب في الإجازات الصيفية ؟

الجواب: بالنسبة للمراكز الصيفية فإن الحكم حسب علمي على ما يدور فيها، فإن أعُدّت هذه المراكز لتربية الشباب تربية إسلامية إيْمانية تربطهم بكتاب ربِّهم وسنة نبيهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وبالآداب والأخلاق وبالالتزام بالحقوق لذوي الحقوق, فهي نافعة وصالحة ومفيدة وتعتبر مقرًّا للعلم ومن ثُمَّ لنشره إن شاء الله، أما إذا كانت المراكز الصيفية لا يوجد فيها إلا النكتة المضحكة أو الفكاهات المضللة، أو الأناشيد والإيغال فيها، وربما يكون فيها ما لا يجوز أن يقع ممن ابتلوا بالتنظيم السري وممن ابتلوا بالتعصب للجماعات الأخرى الوافدة، فإنه لا ينبغي أن يقام مركز تجري فيه هذه الأمور الَّتِي لا يخفى ما فيها من الخلل الذي يتعلق بصالح الأمة, والذي يتعلق بحق الدين فهي لا يحكم عليها بصلاح وإصلاح مطلقًا, ولا يحكم عليها بفساد وإفساد مطلقًا، ولكن ينظر في ما يجري فيها, فإن جرى فيها الخير والعلم والتعليم والنشر والأدب فنعِّما هي، ونباركها لأهلها، وإن جرى فيها غير ذلك فهذا لا نقره ولا يجوز أن نقتل الأوقات في النكات المضحكة وفي الفكاهات وفي التمثيل وفي الأناشيد، ولا يجوز أن تقضى الأوقات الغالية في عمل لا ترجى من ورائه فائدة في دين ودنيا.

الشيخ زيد بن محمد المدخلي

العقد المنضد الجديد – باب العقيدة والسلوك

( الفتوىٰ رقم : 69 ) – الشاملة

السؤال: قرأت عن الموسيقى كتاب (الحلال والحرام في الإسلام) للأستاذ يوسف، واتضح لي من قراءتي هذه أن الموسيقى حلال، وسألت أحد المشايخ في منطقتي لأزداد علماً، فقال لي: لا بأس بها إذا استعملت في المناسبات وأناشيد إسلامية، وأيضاً سمعت من أحد الدعاة يحرمها حرماناً قاطعاً، والسؤال هنا: هل حرام إذا استعملها المسلم في أناشيد إسلامية، وذلك في المناسبات فقط، وإذا كان الجواب بنعم فما هو دليل الذين يحللون ذلك، وما هو موقف الإسلام منهم؟

الجواب: الموسيقى وأشباهها من آلات الملاهي لا شك في تحريمها، وأنها من المعازف المحرمة، والدليل على هذا قوله تعالى: ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ) (6 لقمان)، قال أكثر أهل التفسير إنه الغناء، قال جماعة منهم: ويلحق بذلك كل آلة ملهاة من مزمار وعود وغير هذا. والموسيقى من أشد آلات الملاهي إطراباً وإشغالاً ولهواً، فهي فيما نعتقد محرمة لهذه الآية ولما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف " رواه البخاري في الصحيح. فالحر هو الزنا، والحرير المعروف لا يجوز للرجال، والخمر المعروف محرم على الجميع وهو كل مسكر، والمعازف هي آلات اللهو والعزف عليها، وما ذاك إلا لأنها تصد القلوب عن ذكر الله وتمرضها وتجرها إلى أنواع من الباطل، وتشغلها عن ذكر الله وعن تلاوة القرآن، فالذي نعتقده هو القول بتحريمها وسائر آلات اللهو والطرب، ومن قال بحلها فنعتقد أنه قد أخطأ والله يعفو عنه، نسأل الله أن يعفو عنا وعنه وعن جميع المسلمين. والواجب على المسلم هو أن يتحرى الحق فيما يختلف عليه الناس فيه؛ لأن الله سبحانه يقول: ( فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ) (59 النساء)، وإذا رددنا هذا الأمر إلى الكتاب والسنة وجدنا الكتاب يحذر من اللهو وهي من آلات اللهو، ونجد السنة تحذر من المعازف وهي من المعازف، مع أنه ورد في الباب أشياء أخرى تؤيد ذلك، فينبغي للمؤمن أن يحذرها وأن لا يغتر بقول من أحلها. ونسأل الله أن يوفق المسلمين جميعاً وولاة أمرهم في كل ما فيه صلاح دينهم ودنياهم، وأن يوفق علماء المسلمين لإصابة الحق فيما يفتون به، وفيما يأتون ويذرون، وأن يجعلهم هداة مهتدين، وأن يمنحهم وإيانا وسائر إخواننا صلاح النية في القول والعمل.

الشيخ عبدالعزيز بن باز – فتاوى نور على الدرب

https://www.binbaz.org.sa/mat/18175

السؤال: ما حكم الأناشيد الإسلامية؟ وهل يجوز اتخاذها وسيلة للدعوة؟

الجواب: الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد: فتجدر الملاحظة -أولا- إلى أنَّ تقييد الأناشيد المتضمنة للأشعار والأرجاز بكونها "إسلامية" أو "دينية" غير معروف عند خير الناس من القرون المفضلة، ولا من بعدهم، وإنما كانوا يفرقون بين الحسن والقبيح من الشعر والرجز، أو بين المحمود والمذموم، أو بين ما يكره وما يجوز.

أمّا الأناشيد إن كانت عبارة عن أشعار أو أرجاز تُرنَّم لإظهار السرور بها أو قطع المسافات في الأسفار، أو ترويح النفس، وكانت مشتملة على مواعظ وأمثال وحِكَم، وخالية من المعازف وآلات الطرب، باستثناء الدف في العيد والعرس، وكانت سالمة من الفحش والخناء، الذي يثير الشهوة ويدفع إلى الفاحشة، أو يصف محاسن المرأة والخمرة والتشجيع على شربها، أو تضمن الشعر شركًا بالله أو كذبًا على الله ورسوله وأصحابه، فلا مانع منه إن خلا من ذلك ولا محذور فيه، لكن الإكثار منه غير ممدوح بل مرغوب عنه، إذ ليس كل مباح يباح على الإطلاق، وخاصة إذا كان يصرف سامعها عن قراءة القرآن أو عن طلب العلم النافع، أو الدعوة إلى الله تعالى، وقد أقرَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الشعر والرجز والحُداء، وبوَّب البخاري: " باب ما يجوز من الشعر والرَّجز والحُداء وما يكره منه "، وكان البراء بن مالك رضي الله عنه يحدو بالرجال، وكان أنجشة يحدو بالنساء، وكان حسن الصوت، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " يَا أَنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ سَوْقًا بِالقَوَارِيرِ "، والحُداء في الغالب إنما يكون بالرجز وقد يكون بغيره من الشعر وهو ضرب من الغناء، وشبيهه غناء الركبان وغناء النصب، وقد نقل ابن عبد البر جواز هذه الأوجه جميعًا بلا خلاف، إن سلم الشعر من الفحش والخناء.

أمّا الأناشيد المسماة إسلامية تقام على وجه ينشد الشعر بالألحان والتنغيم استجلابًا للتطريب في حلق الذكر وغيرها وقد يصاحبه بعض المعازف وآلات الطرب كالدف والطبل والقضبان وغيرها فهذا أشبه بالتغبير الذي ذمّهُ الشافعي وأحمد وغيرهما من الأئمة المتقدمين، فقد صحَّ عن الشافعي أنه قال:" خلَّفت بالعراق شيئا يسمى التغبير وضعته الزنادقة، يشغلون به الناس عن القرآن" وصحَّ عن أحمد أنه قال عنه: " بدعة محدثة ".

ويكفي أنَّ المذاهب الأربعة اتفقوا على تحريم آلات الطرب تحريمًا كليًّا إلاَّ ما استثناه الدليل وهو الدف في النكاح والعيد، وقد وردت نصوص كثيرة من الكتاب والسنة تذم آلة الطرب وتمنعها، منها قوله صلى الله عليه وآله وسلم:" صَوْتَانِ مَلْعُونَانِ، صَوْتُ مِزْمَارٍ عِنْدَ نِعْمَةٍ، وَصَوْتُ وَيْلٍ عِنْدَ مُصِيبَةٍ "، ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم:" لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ وَالخَمْرَ وَالمعَازِفَ " وغيرها من الأدلة الشرعية.

هذا، وأما اتخاذ اللهو والغناء وسيلة للدعوة إلى الله فلا يخفى على عاقل عدم مشروعيته، لأنَّ ممارسة العمل الدعوي ومباشرته دون معرفة حكمه، والاستناد إلى دليله الشرعي تَحَكُّم، واتّباع للهوى، وهو مردود على صاحبه، إذ لا يجوز الخروج عن الحكم الشرعي في المناهج والمقاصد والوسائل لقوله تعالى: ( ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) [الجاثية: 18]

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ( مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ )، فوسائل الدعوة إلى الله ينبغي موافقتها للنصوص الشرعية العامة أو الخاصة، أو قواعد الشرع الكلية، وإذا كان وسيلة الغناء تابعة لمقاصد طائفية أو تخدم أغراضا حزبية أو جهوية، فتمنع بحكم تبعيتها، لأنَّ طرق المناهي والمكروهات تابعة لها،والنهي عن الشيء نهي عمّا لا يتم اجتنابه إلاَّ به، وإذا كانت وسيلة الغناء تمثل شعارًا خاصًّا لجماعة معينة ذات منحى عقائدي تدعو إليه أو طائفي أو حزبي تسير على هديه فإنَّ الوسيلة تمنع لتعلّق وصف منهي بها، فلذلك سيَّب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسيلة النفخ في البوق للدعوة إلى الصلاة لكونه شعار اليهود، وتخلى عن الضرب بالناقوس لكونه شعار النصارى، وترك إيقاد النار لكونه شعار المجوس. والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.

الشيخ محمد علي فركوس

https://www.ferkous.com/rep/Bb10.php

السؤال: ما هو حكم سماع الأناشيد الدينية ؟

الجواب: بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه وبعد، إذا أنت تنشد بينك وبين نفسك بعض المتون والأشعار لحفظها كما هو معروف مثل ما يسمى الحداء ليعين الإنسان نفسه على الأعمال الشاقة والسفر ويكون أحيانا ولا يتخذ ديدنا فهذا جائز، أما إذا قصدت ما اشتهر في هذه الأيام من الإيقاعات وفي بعض الأحيان يكون معها استعمال الآلات الموسيقية، وكما يحصل الآن من المسابقات الدولية في الإنشاد، حتى أنهم لا يختلف لحنهم وإنشادهم بين الوعد والوعيد، فهذه لاشك أنها من الغناء المحرم، ولا ينبغي أبدا أن يضاف إلى الدين، فلا يقال أناشيد إسلامية ولا يقال أناشيد دينية، وهذا التغبير أو الإنشاد قديم حيث حذر منه الإمام الشافعي المتوفى سنة 204 هـ، حيث رأى هذا الشيء حيث يجتمع الناس ويذكرون الله تبارك وتعالى بألحان واحدة وجماعية، فكانوا ينشدون ثم يزعمون أن هذا يعينهم على الاستمرار والمداومة أكثر على ذكر الله وطاعته، ومعروف ما قال فيهم الشافعي، فعندما ذهب إلى مصر وسأله أهلها عن بغداد، فقال مما ذكر أنه رأى فيها أناس يفعلون شيئا يقال له التغبير، ثم قال هؤلاء هم الزنادقة، فلا شك أن ما يسمى الإنشاد يفتح باب شر عظيم، وهذا كله من الإحداث في دين الله عز وجل، وتركها هو الأصل، نسأل الله أن يعافينا وإياكم.

الشيخ فلاح بن إسماعيل مندكار

السلام عليكم

بارك الله فيكم يا أختي ، هذه هي البدعة التي حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.

إتبعوا و لا تبتدعوا.

جزاكم الله خيرا

بارك الله فيكم اختي الفاضلة………..وجعل الله تذكيركم في ميزان حسناتكم

بارك الله فيك اختي
كما قال الشيخ الالباني رحمه الله:
اصبح اليوم كل شيء يُلصقونه بالاسلام، اناشيد اسلامية، العاب اسلامية، بنوك اسلامية، الخ
يعني باش يجعلونها حلالا، يُظيفوا كلمة اسلامية، و الاسلام بريء منها.

نيست، انا كنت قد وضعت موضوع، سميته قصايد و اناشيد
لكنها كلها ما شاء الله انا احيانا استمع اليها، ليست فيها اي محظور، كلام عادي بدون زيادة او نقصان في اللحن، قصائد في الزهد و وعظ و في العقيدة و ايضا واحدة ترث الاندلس المفقود

سيدتي الكريمة … لدي طلب بسيط:
هل ممكن تزويدنا بقائمة المسموحات بدلا من المحظورات حتى أعلقها بالبيت … أكيد أستفيد منها وأفيد بها … ؟ فقد ضيق الحلال إلى حدود يضيق معه التنفس، في حين الحلال أكثر اتساعا في ديننا … لماذا التقنين بهذا الشكل فديننا الحنيف ليس "علوما دقيقة" بـ"مفهوم التخصص الجامعي" لا يدخل عبابه إلى الشاطر في الرياضيات والفيزياء … بل هو دين يسر بداية من العوام حيث لا علم لهم إلى المتبحر النابغة في العلم.
أتعجب من هذا الباب المسدود في وجه أي شيء جديد قديم بطبعه … ماذا نفعل مع أننا في 2024 حيث أصبحت الأمم في عالم غير العالم الذي نحن فيه … وصلت عنان السماء بالعلم والتطوير بينما نحن مازلنا نعارك خطوات المراوحة … لقد قاد النبي صلى الله عليه وسلم الأمة في ثلاث وعشرين سنة ليصنع لها امتدادا إلى مستقبل دليله أننا نعيشه الآن بعد أربعة عشر قرنا …
أحترم قناعات الكثير ممن يسمون أنفسهم "سلفيون" .. ولو أني أحبذ مصطلح "محاكوا السلفيين" فالذين جاءوا بعد الصحابة سموا بالتابعين بينما نحن الآن نسمي أنفسنا باسم من هم قبل التابعين …. كيف ذلك؟ ألم يكن من الأولى أن نسمي أنفسنا "تابعي ………. تابعي … التابعين"؟
معلم القيادة الجيد يبصر الناس على سعة الطريق وما فيها من مزايا فيتعلم الآخذ عليها راحة القيادة، وبطبعه تتكشف له الموانع والمسموحات بالتدريج حتى الشرطي حين يضبطه أول مرة مخطئا يكفي أن يقول له: أنا مبتدئ فيبصره بنصيحة أو اثنتين ثم يطلق صراحه، حتى ليطلب منه أن يعلق في الخلف علامة "80" …
سيدتي الكريمة … إن الإسلام دين فطرة لا يتعارض وحقيقة النفس البشرية، فالعزيز خلقها وأودع فيها مستقبلات تشريعه العظيم فلا يمكن أبدا بأي حال من الأحوال أن يقع تعارض بينهما، لكن قد تتمرد بقدر تطبيعها الخاطئ المنفر … والسلام عليكم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
شكرا أختي على التنبيه، والله كيما قالوا اخواني، عاد الي ينوض يزيد كلمة اسلام، باش يحللو
وأنا راي من راي الأخت شولاك، ماذا بيا تفيدينا.
أنا حابة نبذل كل شيء في حياتي، حابا نبعد على كل شيء محرم، أفيديني جزاك الله الف خير، هكا باش نعلكوا في بيتي.
واقبل مانخرج من البيت نعرف الأمر المسموح والمحلل من المحرم
افيدينى

السلام عليكم
شكرا على الافادة بارك الله فيك

لكني يا اختي استمع للاناشيد
خاصة صباحا اثناء الاعمال المنزلية ابدا يومي بالقران ثم اسمع بعضا من الاناشيد واحيانا البردة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شولاك الجيريا

سيدتي الكريمة … لدي طلب بسيط:
هل ممكن تزويدنا بقائمة المسموحات بدلا من المحظورات حتى أعلقها بالبيت … أكيد أستفيد منها وأفيد بها … ؟ فقد ضيق الحلال إلى حدود يضيق معه التنفس، في حين الحلال أكثر اتساعا في ديننا … لماذا التقنين بهذا الشكل فديننا الحنيف ليس "علوما دقيقة" بـ"مفهوم التخصص الجامعي" لا يدخل عبابه إلى الشاطر في الرياضيات والفيزياء … بل هو دين يسر بداية من العوام حيث لا علم لهم إلى المتبحر النابغة في العلم.
أتعجب من هذا الباب المسدود في وجه أي شيء جديد قديم بطبعه … ماذا نفعل مع أننا في 2024 حيث أصبحت الأمم في عالم غير العالم الذي نحن فيه … وصلت عنان السماء بالعلم والتطوير بينما نحن مازلنا نعارك خطوات المراوحة … لقد قاد النبي صلى الله عليه وسلم الأمة في ثلاث وعشرين سنة ليصنع لها امتدادا إلى مستقبل دليله أننا نعيشه الآن بعد أربعة عشر قرنا …
أحترم قناعات الكثير ممن يسمون أنفسهم "سلفيون" .. ولو أني أحبذ مصطلح "محاكوا السلفيين" فالذين جاءوا بعد الصحابة سموا بالتابعين بينما نحن الآن نسمي أنفسنا باسم من هم قبل التابعين …. كيف ذلك؟ ألم يكن من الأولى أن نسمي أنفسنا "تابعي ………. تابعي … التابعين"؟
معلم القيادة الجيد يبصر الناس على سعة الطريق وما فيها من مزايا فيتعلم الآخذ عليها راحة القيادة، وبطبعه تتكشف له الموانع والمسموحات بالتدريج حتى الشرطي حين يضبطه أول مرة مخطئا يكفي أن يقول له: أنا مبتدئ فيبصره بنصيحة أو اثنتين ثم يطلق صراحه، حتى ليطلب منه أن يعلق في الخلف علامة "80" …
سيدتي الكريمة … إن الإسلام دين فطرة لا يتعارض وحقيقة النفس البشرية، فالعزيز خلقها وأودع فيها مستقبلات تشريعه العظيم فلا يمكن أبدا بأي حال من الأحوال أن يقع تعارض بينهما، لكن قد تتمرد بقدر تطبيعها الخاطئ المنفر … والسلام عليكم

السلام عليكم
شكرا على صراحتك
اختى الكريمة، اعلمي ان صاحبة الموضوع، لم تظف و لا حرف من عندها فلا تظلميهاـ هي قدمت فقط كلام للعلماء، و انت لا يجب ان تتذمري من كلام العلماء الذين هم ورثة الانبياء، الذين بذهابهم يذهب الدين و يتحرف، العلماء من المفروض نبجلهم و نحترمهم، و كلامهم هو من كلام الله و كلام رسوله، انتِ لما تريدين ان تسألي عن امر من امور دينك، الى من تذهبين لتسألي؟ او تفتين لنفسك؟ اكيد تذهبين الى العلماء المعروفين بالعلم و الورع، لهذا لا يجب ان نذمهم، و يكفي هؤلاء العلماء انهم سخروا كل حياتهم و انشاغلاتهم للعلم، و ليس للدنيا. يعني ضحوا بهذه الدنيا من اجل تبصير الناس و لا يرجون من ذلك اجرا. انتِ لما تذهبي الى الطبيب لتسأليه عن حالتك الصحية، يأخذ منك مال، لكن العالم لما تسأليه لا يأخذ شيء منك، و انما جزاءه عند الله. حبيت نقول، يجب ان نحترم هؤلاء العلماء، و لا نقول هم سبب تخلفنا، سبب تخلفنا ليس الدين، بالعكس ديننا يدعوا الى الرقي و التطور و الحضار بشرط لا تكون فيها مخالفات، اما قولك الناس راهم في عالم اخر و حنا مزالنا مع لست ادري، كلامك ليس في محله، كان عليك ان توجهي كلامك الى العصاة الذين يخالفون امر الله و رسوله ثم العلماء، لماذا نحن متخلفون حضاريا و تكنولوجيا، السبب واضح، نحن امة منهاج، تكون لنا الحضارة و العزة لما نكون مطيعين و متبعين لله و لرسوله و للعلماء، يعني لما ينتشر التبرج و الزنا و العياذ بالله و السرقة و الرشوة و الربا و الخ كل هذه الاشياء تجعل هذه الامة متخلفة، يعني نحن اصبحنا متخلفون حضاريا و تكنولوجيا، بسبب ابتعادنا عن الدين، و انتِ ايضا اختي غفرك الله لك ابتعدت عن الدين في مشاركتك، فقد قلت كلام غير لائق حول العلماء، كأنهم بإعتقادك هم سبب التخلف، و هذا خطأ منك غفر الله لك.
لما نرجع الى الدين و نأخذ كلام العلماء، هنالك نصبح متطورين و لنا سمعة و لنا عزة امام الكفار،

ثم لو قرأتِ كلام العلماء جيدا، تفهمي ما يقصدون
انا الخص كلامهم:
كلمة: اناشيد اسلامية، لا تصلح، يعني هذه التسمية لا تصلح، لانها لم تُعرف عند رسول الله، فكيف ننسب شيء الى الاسلام و لم يأتي به رسوله، لهذا لا يصح ان نقول اناشيد اسلامية،
قولي ما شئت، قصائد، اناشيد، اي شيء، لكن ان تنسبيها الى الاسلام، فقد حكمت على انها من الاسلام و هي ليست من الاسلام، حتى و ان كانت عادية، ليست فيها مخالفة شرعية، لا يجوز ان نقول انها اسلامية،
مثلا كلمة "خبز" هي كلمة عادية، لكن هل نقول "خبز اسلامي" لا يصح ان نظيف كلمة اسلام لشيء لم يأتي به رسوله.
ثم هؤلاء الناس الذين ينسبون كلمة "اسلامية" يلبسون بها على الناس، حتى يعتقد الناس انها حلال، و هي في الغالب بها موسيقى، فلا يجب ان نطلق على شيء حرام كلمة الاسلامية، مثلا "الخمر" هو حرام، هل يجوز ان نقول "خمر اسلامي"، الذي يسمع بهذه الكلمة يقول ربما هو حلال، يعني هم يلبسون على الناس.

ثم النبي صلى الله عليه و سلم قاد اصحابه و اسس دولة، ثم هذه الدولة اتسعت الى مشارق الارض و مغاربها، و دخلها الناس افواجا، و كان الرقي و الحضارة انذاك، و من العلوم الذين سرقها الاوربويون ما الله بأعلم بها و هي الان مخفية عندهم، لكن السؤال لماذا نجحت الدولة الاسلامية انذاك و ازدهرت و تطورت، ونحن تخلفنا و سلط الله علينا الذل و الهوان، الجواب سهل جدا، و هو في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم لما قال في ما معناه "اذا تبايعتم بالعينة و اخذتم اذناب البقر و رضيتم بالزرع و تركتم الجهاد في سبيل الله، سلط الله عليكم ذُلاً، لن يرفعه عنكم حتى ترجعوا الى دينكم"، و قال ايضا في حديث "يوشك ان تتداعى عليكم الاُمم كما تتداعى الآكلة على قصعتها، قلنا أمن قلةٍ بنا يومئذ؟ قال يومئذ كثير، و لكنكم غثاء كغثاء السيل، تنزع المهابة من قلوب عدوكم، و يجعل في قلوبكم الوهن، قالوا و ما الوهن؟ قال حب الحياة و كراهة الموت"، سبحان الله كأن الرسول راهو عايش معانا، الاعداء من الكفار ياكلو في الامة الاسلامية (مع انها قريب 2 مليار، لكن = لا شيء)، هذي العراق، هذي فلسطين، هذي افغنستان، هذي ليبيا، هذي سوريا ووو والخ،
و زيد، و الله صدق رسول الله، الان، هل نحن مسلمون نتاع الصح، قولولي يا ناس، هل يوجد الخير؟، الكذب، النفاق، الرشوة ، ربا، احتيال، نهب اموال الشعب، خديعة، نميمة، غيبة، و كل المعاملات مخالفة، سب الدين، بنات تبرج، اولاد يتبعو في البنات، سراويلهم طايحة، و الاباء ميحكمو في والو، كلش فيه مخالفات
(يعني رانا بعاد عن الدين بزاف، و نقدرو نقولوا نحن مسلمين غير بالاسم، يعني مراناش مؤمنين صح، لوكان جينا مسلمين نتاع الصح، لوكان راهي الحجرة تنطق و تقول يا مسلم تعال يهودي ورائي تعال فاقتله، لكن حنا مزالنا بعاد عن الدين الصحيح، في كلش كيما قلتُ،)، و الاخت هذي تقول خليونا متحررين اكثر، لا تتكلموا عن الدين وتضيقوه، لا تحرموا الحلال، يا اختي اتق الله، كلش شيئ رجعتوه حلال بهذه الطريقة، واش تحبي اكثر؟؟؟؟؟
الغناء حرام، و النساء يسمعون الغناء، هل تريدين ان نقول الغناء حلال، سبحان الله، هذا حكم الله، لا نغيره، و انت ستحاسبين على كلامك الخطير هذا.

اما اسم السلفية فهو كبير عليك، اسمحيلي منقدرش نفهمولك، الا بزوج كلمات
السلفية، جاءت من كلمة سلف الصالح، يعني اتباع الرسول صلى الله عليه و سلم و اصحابة رضوان الله عليهم.
يعني لما نشوف واحد يدير سنة الرسول، من المفروض نفرح، و منقولش العكس كما فعلتِ انتِ، كأنك مستاءة من الذين يتبعون سنن الرسول صلى الله عليه و سلم,
معليش منلومكش، الله يغفر لنا و لك، و يهدينا و يهديك.

و السلام عليكم و رحمة الله

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زينب الجيريا
السلام عليكم
شكرا على الافادة بارك الله فيك

لكني يا اختي استمع للاناشيد
خاصة صباحا اثناء الاعمال المنزلية ابدا يومي بالقران ثم اسمع بعضا من الاناشيد واحيانا البردة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته…

أختي قصيدة البردة فيها مخالفات شرعية بينها العلماء …

الغلو والشرك في قصيدة البردة

جاءت النصوص مبينة أمرين مهمين في حق النبي صلى الله عليه وسلم:
الأول: بشريته، وكونه خلقا من خلق الله تعالى، من ولد آدم، ولد وعاش ومات كغيره من بني آدم.
الثاني: أنه أفضل البشر، وأحسنهم، وأعلاهم، وأقربهم إلى الله تعالى .
فمن النصوص في المعنى الأول قوله تعالى:
{ قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون }.
{ قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا * قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشد * قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا }..
{ قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحي إلي وما أنا إلا نذير مبين }.
{ ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين }..
{ وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفئن مت فهم الخالدون }..
والآيات في المعنى كثيرة، أما الأحاديث فمنها:
ما رواه الإمام البخاري بسنده عن عمر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
( لا تُطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مرين، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله ) .
وما رواه الإمام أحمد بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم:
ما شاء الله وشئت! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
( أجعلتني والله عدلا؟!بل ما شاء الله وحده ) .
وما رواه الإمام أحمد بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا قال:
يا محمد! يا سيدنا، وابن سيدنا، وخيرنا، وابن خيرنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( يا أيها الناس! عليكم بتقواكم، لا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد بن عبد الله، عبد الله ورسوله، والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله ) .
وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تربية أصحابه رضوان الله عليهم على هذا المعنى، وهو أن النبي – مهما بلغ – فلن يبلغ أن يكون إلهاً وربا مسؤولا، فكان حرصهم رضوان الله عليهم على طلب مرضاة الله تعالى وسؤاله والرغبة إليه فوق كل شيء، ولم يكن في قلوبهم الرغبة إلى المخلوق أو طلب الحسْب منه مهما كان شأنه، ومن أمثلة ذلك:
ما رواه الإمام البخاري في حادثة الإفك بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت:
" فلما سُري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُري عنه وهو يضحك، فكانت أول كلمة تكلم بها:
( يا عائشة! أما الله عز وجل فقد برأك )
فقالت لي أمي: قومي إليه، قالت: فقلت: والله لا أقوم إليه، فإني لا أحمد إلا الله تعالى" .
وما رواه الإمام البخاري – أيضا – بسنده عن كعب بن مالك رضي الله عنه في قصة توبته قال:
فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك)
قال: قلت: أمن عندك يا رسول الله، أم من عند الله؟، فقال:
( لا، بل من عند الله ) .
و لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قام أبو بكر رضي الله فقال كما روى الإمام البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما:" أما بعد:
فمن كان منكم يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، قال الله:
{ وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين }" .
ذلك فيما يتعلق بالأمر الأول، وهو بشريته صلى الله عليه وسلم.
أما فيما يتعلق بالأمر الثاني، وهو أفضليته صلى الله عليه وسلم على سائر الخلق، فاصطفاؤه بالرسالة الكاملة الخاتمة الشاملة، وتقديمه على الخواص من الأنبياء والرسل، واتخاذه خليلا، وجعله سيد ولد آدم، واختصاصه بأنواع من الشفاعة، روى الإمام مسلم بسنده عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لو كنت متخذا خليلا، لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكنه أخي وصاحبي، وقد اتخذ الله صاحبكم خليلا ) .
وروى مسلم – أيضا – بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع ) .
وروى الإمام أحمد بسنده عن عبد المطلب بن ربيعة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، ألا إن الله خلق خلقه، فجعلني من خير خلقه، ثم فرقهم فرقتين فجعلني من خير الفرقتين، ثم جعلهم قبائل فجعلني من خيرهم قبيلة، ثم جعلهم بيوتا، فجعلني من خيرهم بيتا، وأنا خيركم بيتا وخيركم نفسا) .
ويكفي من ذلك كله أن الله تعالى شهد له بالعبودية الكاملة، ووصفه بها في أشرف المواطن، في الإسراء والمعراج في أول سورة الإسراء، وفي مقام التحدي في سورة البقرة، وفي مقام الدعوة في سورة الجن.
فقد وصف بالعبودية في هذه المواطن الشريفة، مما يدل على أن هذا الوصف هو وصف تشريف وتكريم، وليس انتقاصا كما قد يظن من يظن.
فالنبي صلى الله عليه وسلم عبد رسول، كما وصف هو نفسه بذلك في قوله الذي رواه الإمام البخاري بسنده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
( إنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله) .
وفي هذا رد على طائفتين غاليتين:
الأولى: مفْرِطة، رفعته فوق منزلته، فجعلته فوق مرتبة العبودية، في مرتبة الربوبية والألوهية، حتى صار عندها إلها وربا مسؤولا.
الثانية: مفَرِّطة، لم تعرف منزلته ولا قدره ولا حقوقه، فعاملته كسائر البشر، فلم ترفع بهديه رأسا.
فوصفه بالعبودية رد على الطائفة الأولى، ووصفه بالرسالة رد على الطائفة الثانية، وهذا هو التوسط، وهو خير الأمور، وبذلك نعطي النبي حقه ومنزلته، دون غلو أو إجحاف.
فمن كلام الغالين في حق النبي صلى الله عليه وسلم ما قاله البوصيري في البردة التي يرددها ملايين الصوفية في العالم، في كل آن، خاصة في الموالد النبوية في شهر ربيع:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به……….سواك عند حلول الحادث العمم
ولن يضيق رسول الله جاهك بي………..إذا الكريم تجلى باسم منتقم
فإن من جودك الدنيا وضرتها…………ومن علومك علوم اللوح والقلم
فهذا هو الغلو بعينه ، بل هو الشرك والكفر الأكبر، حيث استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى، فقد استغاث به وهو ميت، والميت لا يستغاث به، فهو لا يقدر على شيء..
ثم إنهم زعموا أن هذه الاستغاثة إنما تكون يوم القيامة..
ولو فرضنا الأمر كما قالوا، فكيف لهم أن يتقدموا بهذه الاستغاثة في الدنيا قبل حلول الآخرة؟..
إنهم استغاثوا به حال موته ، وهذا هو المحرم.
ثم الزعم أن الدنيا والآخرة إنما هما من جود النبي صلى الله عليه وسلم:
فهل هما من جود النبي؟..
هل أوجدهما النبي؟..
أم وجدا لأجل النبي؟…
أما الأول فباطل لا ريب، فلا خالق إلا الله..
أما الثاني فهو الغلو بعينه، ومن أين لهم أن الدنيا والآخرة ما وجدتا إلا لأجل النبي صلى الله عليه وسلم؟، بل عندنا أن الله ما خلق الخلق إلا لعبادته، قال تعالى:
{ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }.
ثم القول بأن من علوم النبي علم اللوح والقلم، فذلك معناه أن علم النبي زيادة على ما في اللوح والقلم، إذن هو يعلم ما كان وما لم يكن، وزيادة، وهذا باطل، فالنبي لا يعلم ما في غد، إلا شيئا علمه الله، والله تعالى لم يعلمه كل شيء، وقد قال الله تعالى:
{ قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون }.
أما هؤلاء فيزعمون أن النبي يعلم كل شيء في اللوح وزيادة، ويدعون أن الله علمه، وذلك باطل، ولم يكن، ولو كان لما أخبر النبي عن نفسه أنه لا يعلم الغيب، ولما مسه السوء..
وهؤلاء بلاياهم وغلوهم كبير في النبي، فهذا ابن عربي يقول:
" بدء الخلق الهباء، وأول موجود فيه الحقيقة المحمدية الرحمانية" الفتوحات المكية 1/118
ويقول الحلاج:
" أنوار النبوة من نوره برزت، وأنوارهم من نوره ظهرت، وليس في الأنوار نور أنور وأظهر وأقدم سوى نور صاحب الكرم… همته سبقت الهمم، ووجوده سبق العدم، واسمه سبق القلم، لأنه كان قبل الأمم… العلوم كلها قطرة من بحره.. والأزمان ساعة من دهره" الطواسين 13
وقال ابن الدباغ:
" اعلم أن أنوار المكونات كلها من عرش وفرش وسموات وأرضين وجنات وحجب وما فوقها وما تحتها إذا جمعت كلها وجدت بعضا من نور محمد، وأن مجموع نوره لو وضع على العرش لذاب، ولو وضع على الحجب السبعين التي فوق العرش لتهافتت، ولو جمعت المخلوقات كلها ووضع ذلك النور العظيم عليه لتهافتت وتساقطت" هذه هي الصوفية ص87 نقلا عن محبة الرسول ص203
فمثل هذا هو الغلو، وهو رفع للنبي فوق منزلته، والله لا يرضى بذلك، ولا النبي صلى الله عليه وسلم..

———-
ماذا تعرف عن قصيدة البردة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
هذه القصيدة للشاعر البوصيري مشهورة بين الناس ولا سيما بين الصوفيين.
ولو تدبرنا معناها لرأينا فيها مخالفات للقرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم !
يقول في قصيدته:
1- يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
يستغيث الشاعر بالرسول صلى الله عليه وسلم ويقول له: لا أجد من ألتجئ إليه عند نزول الشدائد العامة إلا أنت، وهذا من الشرك الأكبر الذي يُخلد صاحبه في النار إن لم يتب منه، لقوله تعالى:
{ ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين } [ يونس: 106].
( أي المشركين ) لأن الشرك ظلم عظيم.
وقوله صلى الله عليه وسلم:
{ من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار } رواه البخاري.
( الند: المثيل ).
2- فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
وهذا تكذيب للقرآن الذي يقول الله فيه:
{ وإن لنا للآخرة والأولى }
فالدنيا والآخرة هي من الله ومن خلْقِهِ، وليست من جود الرسول صلى الله عليه وسلم وخلقه، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم ما في اللوح المحفوظ، إذ لا يعلم ما فيه إلا الله وحده، وهذا إطراء ومبالغة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم حتى جعل الدنيا والآخرة من جود الرسول وأنه يعلم الغيب الذي في اللوح المحفوظ بل إن ما في اللوح من علمه وقد نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإطراء فقال:
{ لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله } رواه البخاري.
3- ما سامني الدهر ضيماً واستجرت به إلا ونلت جواراً منه لم يُضَم
يقول: ما أصابني مرض أو همٌّ وطلبت منه الشفاء أو تفريج الهم إلا شفاني وفرَّج همي.
والقرآن يحكي عن إبراهيم عليه السلام قوله عن الله عز وجل:
{ وإذا مرضتُ فهو يشفين } [الشعراء: 80].
والله تعالى يقول:
{ وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو } [الأنعام: 17].
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
{ إذا سألت فأسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله } رواه الترمذي وقال حسن صحيح.
4- فإن لي منه ذمة بتسميتي محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم
يقول الشاعر: إن لي عهداً عند الرسول أن يدخلني الجنة، لأن اسمي محمداً، ومن أين له هذا العهد ؟
ونحن نعلم أن كثيراً من الفاسقين والشيوعيين من المسلمين اسمه محمد، فهل التسمية بمحمد مُبرر لدخولهم الجنة ؟ والرسول صلى الله عليه وسلم قال لبنته فاطمة رضي الله عنها:
{ سليني من مالي ما شِئْتِ، لا أُغني عنك من الله شيئاً } رواه البخاري.
5- لعل رحمة ربي حين يقسمها تأتي على حسب العصيان في القسم
وهذا غير صحيح، فلو كانت الرحمة تأتي قسمتها على قدر المعاصي كما قال الشاعر لكان على المسلم أن يزيد في المعاصي حتى يأخذ من الرحمة أكثر، وهذا لا يقوله مسلم
ولا عاقل ولأنه مخالف قول الله تعالى:
{ إن رحمت الله قريب من المحسنين } [الأعراف:56] .
والله تعالى يقول:
{ ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون } [الأعراف: 156].
6- وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من لولاه لم تخرج الدنيا من العدم
الشاعر يقول لولا محمد صلى الله عليه وسلم لما خُلقت الدنيا، والله يكذبه ويقول:
{ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } [الذاريات: 56].
وحتى محمد صلى الله عليه وسلم خُلق للعبادة وللدعوة إليها يقول الله تعالى:
{ وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين } [الحجر: 99].
7- أقسمت بالقمر المنشق إن له من قلبه نسبة مبرورة القسم
الشاعر يقسم ويحلف بالقمر والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
{ من حلف بغير الله فقد أشرك } حديث صحيح رواه أحمد.
ثم يقول الشاعر يخاطب الرسول قائلاً:
8- لو ناسبتْ قدرَه آياتُه عِظَماَ أحيا اسمه حين يُدعى دَارِسَ الرِمَمِ
ومعناه: لو ناسبتْ معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم قدره في العِظَم، لكان الميت الذي أصبح بالياً يحيا وينهض بذكر اسم الرسول صلى الله عليه وسلم، وبما أنه لم يحدث هذا فالله لم يُعط الرسول صلى الله عليه وسلم حقه من المعجزات، فكأنه اعتراض على الله حيث لم يعط رسول الله صلى الله عليه وسلم حقه!!
وهذا كذب وافتراء على الله، فالله تعالى أعطى كل نبي المعجزات المناسبة له، فمثلاً أعطى عيسى عليه السلام معجزة إبراء الأعمى والأبرص وإحياء الموت، وأعطى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم معجزة القرآن الكريم، وتكثير الماء والطعام وانشِقاق القمر وغيرها.
ومن العجيب أن بعض الناس يقولون: إن هذه القصيدة تسمى بالبردة وبالبُرأة، لأن صاحبها كما يزعمون مرض فرأى الرسول صلى الله عليه وسلم، فأعطاه جبته فلبسها فبرىء من مرضه
– وهذا كذب وافتراء– حتى يرفعوا من شأن هذه القصيدة، إذ كيف يرضى الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام المخالف للقرآن ولهديه صلى الله عليه وسلم وفيه شرك صريح .
علماً بأن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له:
ما شاء الله وشِئْتَ، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم :
{ أجعلتني لله نداً ؟ قل ما شاء الله وحده } رواه النسائي بسند جيد.
والند: المثل والشريك.
فاحذر يا أخي المسلم من قراءة هذه القصيدة وأمثالها المخالفة للقرآن، وهدي الرسول عليه الصلاة والسلام، والعجيب أن في بعض بلاد المسلمين من يُشَيع بها موتاهم إلى القبور، فيضمون إلى هذه الضلالات بدعة أخرى حيث أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصمت عند تشييع الجنائز ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
———–
نقلاً من كتاب"معلومات مهمة عن الدين" للشيخ محمد جميل زينوا
المصدر

——–
قول العلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين في البردة

قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين في كتابه الرد على البردة :
قوله :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي فضلاً وإلا فقل : يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
مقتضى هذه الأبيات إثبات علم الغيب للنبي صلى الله عليه وسلم وأن الدنيا والآخرة من جوده وتضمنت الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم من أعظم الشدائد ورجاءه لكشفها وهو الأخذ بيده في الآخرة وإنقاذه من عذاب الله
، وهذه الأمور من خصائص الربوبية والألوهية التي ادعتها النصارى في المسيح عليه السلام وإن لم يقل هؤلاء إن محمداً هو الله أو ابن الله ولكن حصلت المشابهة للنصارى في الغلو الذي نهى عنه صلى الله عليه وسلم بقوله :
" لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله "
والإطراء هو المبالغة في المدح حتى يؤول " الأمر إلى " أن يجعل المدح شيء من خصائص الربوبية والألوهية .
وهذه الألفاظ صريحة في الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم كقوله :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك . . أي وإلا فأنا هالك
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه :
" لا ملجأ منك إلا إليك " . . .

——–
قول الشيخ ابن عثيمين في البردة

فإننا نسمع أنه يلقى في هذه الاحتفالات من القصائد ما يخرج عن الملة قطعاً كما يرددون قول البوصيري :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم
إن لم تكن آخذاً يوم المعاد يدي صفحاً وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
مثل هذه الأوصاف لا تصح إلا لله عز وجل ، وأنا أعجب لمن يتكلم بهذا الكلام إن كان يعقل معناه كيف يسوغ لنفسه أن يقول مخاطباً النبي عليه الصلاة والسلام : ( فإن من جودك الدنيا وضرتها ) ومن للتبعيض والدنيا هي الدنيا وضرتها هي الآخرة ، فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول عليه الصلاة والسلام ، وليس كل جوده ، فما الذي بقي لله عز وجل ، ما بقي لله عز وجل ، ما بقي له شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة .
وكذلك قوله : ( ومن علومك علم اللوح والقلم ) ومن : هذه للتبعيض ولا أدري ماذا يبقى لله تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب .
ورويدك يا أخي المسلم .. إن كنت تتقي الله عز وجل فأنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلته التي أنزله الله .. أنه عبد الله ورسوله فقل هو عبدالله ورسوله ، واعتقد فيه ما أمره ربه أن يبلغه إلى الناس عامة :
( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لك إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي ) ( الأنعام : 50 )
وما أمره الله به في قوله :
( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً ) ( الجن : 21 )
وزيادة على ذلك :
( قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً ) ( الجن : 22 )
حتى النبي عليه الصلاة والسلام لو أراد الله به شيئاً لا أحد يجيره من الله سبحانه وتعالى .

——-
حكم دعاء غير الله تعالى
هل يجوز أن نقول " يا رسول الله " ؟

الإجابة:
الحمد لله..
لا يجوز دعاء غير الله لا في الرخاء ولا عند الشدة مهما عظم شأن المدعو ، ولو كان نبياً مقرباً ، أو ملكاً من ملائكة الله ؛ لأن الدعاء عبادة .
عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" الدعاء هو العبادة " ، ثم قرأ :
{ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } رواه الترمذي ( 2895 ) وابن ماجه ( 3818 ) . وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2370) .
والعبادة حق خالص لله تعالى ، فلا يجوز أن تصرف لغيره ، ولذلك أجمع المسلمون على أن من دعا غير الله تعالى فهو مشرك .
فال شيخ الإسلام ابن تيمية :
فمن جعل الملائكة والأنبياء وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار مثل أن يسألهم غفران الذنب وهداية القلوب وتفريج الكروب وسد الفاقات فهو كافر بإجماع المسلمين . " مجموع الفتاوى " ( 1 / 124 ) .
وقال ابن القيم رحمه الله :
ومِن أنواعه – يعني الشرك – طلب الحوائج من الموتى والاستغاثة بهم والتوجه إليهم وهذا أصل الشرك . " فتح المجيد " ( ص 145 ) .
ولذلك وصف الله تعالى من دعا غيره بأنه لا أحد أضل منه ، قال الله تعالى :
{ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ } [ الأحقاف: 5-6 ]
وكيف يُدعَى غير الله ، والله تعالى قد أخبر عن عجزهم بقوله :
{ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [ فاطر: 13-14 ] .
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ :
يخبر تعالى عن حال المدعوين من دونه من الملائكة والأنبياء والأصنام وغيرها بما يدل على عجزهم وضعفهم وأنهم قد انتفت عنهم الأسباب التي تكون في المدعو ، وهي الملك وسماع الدعاء والقدرة على استجابته اهـ . " فتح المجيد " ( ص 158 ) .
وكيف يُدعَى الرسول صلى الله عليه وسلم ، والله تعالى أمره أن يقول :
{ قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا } [الجن: 21].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ " .
رواه الترمذي (2516) . وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2043) .
ولذلك فإنه لا شك في خطأ من مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ، بقوله :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
وخطَّأه في ذلك كبار العلماء :
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في تعليقه على كتاب "فتح المجيد" بشأن "بردة البوصيري" والتي فيها هذا الكلام :
وحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم : " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فأنا عبد الله ورسوله " وإنما تعظيمه وحبه باتباع سنته وإقامة ملته ودفع كل ما يلصقه الجاهلون بها من الخرافات ، فقد ترك أكثر الناس هذا ، وشغلوا بهذا الغلو والإطراء الذي أوقعهم في هذا الشرك العظيم . " فتح المجيد " ( ص 155 ) .
هذا ، ولم يُعلم أن صحابيّاً واحداً كان يستغيث بالرسول أو يدعو الرسول ولا نُقِلَ ذلك عن عالمٍ من العلماء المعتبرين ، إلا ما كان مِن خرافات المنحرفين .
فإذا حزبك أمرٌ فقل : يا الله ، فهو الذي يستجيب الدعاء ، ويفرج الكروب ، ويصرف الأمور .
والله أعلم.
—————
الإسلام سؤال وجواب
{منقــــول}

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة boub2017 الجيريا
بارك الله فيك اختي
كما قال الشيخ الالباني رحمه الله:
اصبح اليوم كل شيء يُلصقونه بالاسلام، اناشيد اسلامية، العاب اسلامية، بنوك اسلامية، الخ
يعني باش يجعلونها حلالا، يُظيفوا كلمة اسلامية، و الاسلام بريء منها.
مع احترامي لكلام الشيخ الألباني رحمه الله عزوجل ،هذا لا ينفي وجود أناشيد فعلا إسلامية
و لا ينفي وجود بنوك إسلامية غير ربوية و إن كانت غير موجودة في بلادنا
يا أخي الكلام حسنه حسن و قبيحه قبيح

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محبة الحبيب الجيريا
مع احترامي لكلام الشيخ الألباني رحمه الله عزوجل ،هذا لا ينفي وجود أناشيد فعلا إسلامية
و لا ينفي وجود بنوك إسلامية غير ربوية و إن كانت غير موجودة في بلادنا
يا أخي الكلام حسنه حسن و قبيحه قبيح

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالك اخيتي محبة الحبيب، ان شاء الله تكونين بأحسن حال
نعم كلامك صحيح، هناك بنوك اسلامية غير ربوية و الكلام حسنه حسن و قبيحه قبيح،
لكن يا اختي الفاضلة، الذي يُنكره المشايخ هو في التسمية، يعني اظافة كلمة "اسلامية"، فكلمة اسلامية تطلق فقط على الاشياء التي جاء بها الاسلام.
اما الاشياء المباحة مثل القصائد (ان لم تكن فيها مخالفات)، فلا ينبغي نسبها للاسلام، لانها لم يأتي بها الاسلام، و انما هي من المباحات.
و الله اعلى و اعلم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السلفية الجزااائرية الجيريا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته…

أختي قصيدة البردة فيها مخالفات شرعية بينها العلماء …

الغلو والشرك في قصيدة البردة

جاءت النصوص مبينة أمرين مهمين في حق النبي صلى الله عليه وسلم:
الأول: بشريته، وكونه خلقا من خلق الله تعالى، من ولد آدم، ولد وعاش ومات كغيره من بني آدم.
الثاني: أنه أفضل البشر، وأحسنهم، وأعلاهم، وأقربهم إلى الله تعالى .
فمن النصوص في المعنى الأول قوله تعالى:
{ قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون }.
{ قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا * قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشد * قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا }..
{ قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحي إلي وما أنا إلا نذير مبين }.
{ ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين }..
{ وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفئن مت فهم الخالدون }..
والآيات في المعنى كثيرة، أما الأحاديث فمنها:
ما رواه الإمام البخاري بسنده عن عمر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
( لا تُطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مرين، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله ) .
وما رواه الإمام أحمد بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم:
ما شاء الله وشئت! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
( أجعلتني والله عدلا؟!بل ما شاء الله وحده ) .
وما رواه الإمام أحمد بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا قال:
يا محمد! يا سيدنا، وابن سيدنا، وخيرنا، وابن خيرنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( يا أيها الناس! عليكم بتقواكم، لا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد بن عبد الله، عبد الله ورسوله، والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله ) .
وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تربية أصحابه رضوان الله عليهم على هذا المعنى، وهو أن النبي – مهما بلغ – فلن يبلغ أن يكون إلهاً وربا مسؤولا، فكان حرصهم رضوان الله عليهم على طلب مرضاة الله تعالى وسؤاله والرغبة إليه فوق كل شيء، ولم يكن في قلوبهم الرغبة إلى المخلوق أو طلب الحسْب منه مهما كان شأنه، ومن أمثلة ذلك:
ما رواه الإمام البخاري في حادثة الإفك بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت:
" فلما سُري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُري عنه وهو يضحك، فكانت أول كلمة تكلم بها:
( يا عائشة! أما الله عز وجل فقد برأك )
فقالت لي أمي: قومي إليه، قالت: فقلت: والله لا أقوم إليه، فإني لا أحمد إلا الله تعالى" .
وما رواه الإمام البخاري – أيضا – بسنده عن كعب بن مالك رضي الله عنه في قصة توبته قال:
فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك)
قال: قلت: أمن عندك يا رسول الله، أم من عند الله؟، فقال:
( لا، بل من عند الله ) .
و لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قام أبو بكر رضي الله فقال كما روى الإمام البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما:" أما بعد:
فمن كان منكم يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، قال الله:
{ وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين }" .
ذلك فيما يتعلق بالأمر الأول، وهو بشريته صلى الله عليه وسلم.
أما فيما يتعلق بالأمر الثاني، وهو أفضليته صلى الله عليه وسلم على سائر الخلق، فاصطفاؤه بالرسالة الكاملة الخاتمة الشاملة، وتقديمه على الخواص من الأنبياء والرسل، واتخاذه خليلا، وجعله سيد ولد آدم، واختصاصه بأنواع من الشفاعة، روى الإمام مسلم بسنده عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لو كنت متخذا خليلا، لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكنه أخي وصاحبي، وقد اتخذ الله صاحبكم خليلا ) .
وروى مسلم – أيضا – بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع ) .
وروى الإمام أحمد بسنده عن عبد المطلب بن ربيعة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، ألا إن الله خلق خلقه، فجعلني من خير خلقه، ثم فرقهم فرقتين فجعلني من خير الفرقتين، ثم جعلهم قبائل فجعلني من خيرهم قبيلة، ثم جعلهم بيوتا، فجعلني من خيرهم بيتا، وأنا خيركم بيتا وخيركم نفسا) .
ويكفي من ذلك كله أن الله تعالى شهد له بالعبودية الكاملة، ووصفه بها في أشرف المواطن، في الإسراء والمعراج في أول سورة الإسراء، وفي مقام التحدي في سورة البقرة، وفي مقام الدعوة في سورة الجن.
فقد وصف بالعبودية في هذه المواطن الشريفة، مما يدل على أن هذا الوصف هو وصف تشريف وتكريم، وليس انتقاصا كما قد يظن من يظن.
فالنبي صلى الله عليه وسلم عبد رسول، كما وصف هو نفسه بذلك في قوله الذي رواه الإمام البخاري بسنده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
( إنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله) .
وفي هذا رد على طائفتين غاليتين:
الأولى: مفْرِطة، رفعته فوق منزلته، فجعلته فوق مرتبة العبودية، في مرتبة الربوبية والألوهية، حتى صار عندها إلها وربا مسؤولا.
الثانية: مفَرِّطة، لم تعرف منزلته ولا قدره ولا حقوقه، فعاملته كسائر البشر، فلم ترفع بهديه رأسا.
فوصفه بالعبودية رد على الطائفة الأولى، ووصفه بالرسالة رد على الطائفة الثانية، وهذا هو التوسط، وهو خير الأمور، وبذلك نعطي النبي حقه ومنزلته، دون غلو أو إجحاف.
فمن كلام الغالين في حق النبي صلى الله عليه وسلم ما قاله البوصيري في البردة التي يرددها ملايين الصوفية في العالم، في كل آن، خاصة في الموالد النبوية في شهر ربيع:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به……….سواك عند حلول الحادث العمم
ولن يضيق رسول الله جاهك بي………..إذا الكريم تجلى باسم منتقم
فإن من جودك الدنيا وضرتها…………ومن علومك علوم اللوح والقلم
فهذا هو الغلو بعينه ، بل هو الشرك والكفر الأكبر، حيث استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى، فقد استغاث به وهو ميت، والميت لا يستغاث به، فهو لا يقدر على شيء..
ثم إنهم زعموا أن هذه الاستغاثة إنما تكون يوم القيامة..
ولو فرضنا الأمر كما قالوا، فكيف لهم أن يتقدموا بهذه الاستغاثة في الدنيا قبل حلول الآخرة؟..
إنهم استغاثوا به حال موته ، وهذا هو المحرم.
ثم الزعم أن الدنيا والآخرة إنما هما من جود النبي صلى الله عليه وسلم:
فهل هما من جود النبي؟..
هل أوجدهما النبي؟..
أم وجدا لأجل النبي؟…
أما الأول فباطل لا ريب، فلا خالق إلا الله..
أما الثاني فهو الغلو بعينه، ومن أين لهم أن الدنيا والآخرة ما وجدتا إلا لأجل النبي صلى الله عليه وسلم؟، بل عندنا أن الله ما خلق الخلق إلا لعبادته، قال تعالى:
{ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }.
ثم القول بأن من علوم النبي علم اللوح والقلم، فذلك معناه أن علم النبي زيادة على ما في اللوح والقلم، إذن هو يعلم ما كان وما لم يكن، وزيادة، وهذا باطل، فالنبي لا يعلم ما في غد، إلا شيئا علمه الله، والله تعالى لم يعلمه كل شيء، وقد قال الله تعالى:
{ قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون }.
أما هؤلاء فيزعمون أن النبي يعلم كل شيء في اللوح وزيادة، ويدعون أن الله علمه، وذلك باطل، ولم يكن، ولو كان لما أخبر النبي عن نفسه أنه لا يعلم الغيب، ولما مسه السوء..
وهؤلاء بلاياهم وغلوهم كبير في النبي، فهذا ابن عربي يقول:
" بدء الخلق الهباء، وأول موجود فيه الحقيقة المحمدية الرحمانية" الفتوحات المكية 1/118
ويقول الحلاج:
" أنوار النبوة من نوره برزت، وأنوارهم من نوره ظهرت، وليس في الأنوار نور أنور وأظهر وأقدم سوى نور صاحب الكرم… همته سبقت الهمم، ووجوده سبق العدم، واسمه سبق القلم، لأنه كان قبل الأمم… العلوم كلها قطرة من بحره.. والأزمان ساعة من دهره" الطواسين 13
وقال ابن الدباغ:
" اعلم أن أنوار المكونات كلها من عرش وفرش وسموات وأرضين وجنات وحجب وما فوقها وما تحتها إذا جمعت كلها وجدت بعضا من نور محمد، وأن مجموع نوره لو وضع على العرش لذاب، ولو وضع على الحجب السبعين التي فوق العرش لتهافتت، ولو جمعت المخلوقات كلها ووضع ذلك النور العظيم عليه لتهافتت وتساقطت" هذه هي الصوفية ص87 نقلا عن محبة الرسول ص203
فمثل هذا هو الغلو، وهو رفع للنبي فوق منزلته، والله لا يرضى بذلك، ولا النبي صلى الله عليه وسلم..

———-
ماذا تعرف عن قصيدة البردة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
هذه القصيدة للشاعر البوصيري مشهورة بين الناس ولا سيما بين الصوفيين.
ولو تدبرنا معناها لرأينا فيها مخالفات للقرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم !
يقول في قصيدته:
1- يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
يستغيث الشاعر بالرسول صلى الله عليه وسلم ويقول له: لا أجد من ألتجئ إليه عند نزول الشدائد العامة إلا أنت، وهذا من الشرك الأكبر الذي يُخلد صاحبه في النار إن لم يتب منه، لقوله تعالى:
{ ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين } [ يونس: 106].
( أي المشركين ) لأن الشرك ظلم عظيم.
وقوله صلى الله عليه وسلم:
{ من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار } رواه البخاري.
( الند: المثيل ).
2- فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
وهذا تكذيب للقرآن الذي يقول الله فيه:
{ وإن لنا للآخرة والأولى }
فالدنيا والآخرة هي من الله ومن خلْقِهِ، وليست من جود الرسول صلى الله عليه وسلم وخلقه، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم ما في اللوح المحفوظ، إذ لا يعلم ما فيه إلا الله وحده، وهذا إطراء ومبالغة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم حتى جعل الدنيا والآخرة من جود الرسول وأنه يعلم الغيب الذي في اللوح المحفوظ بل إن ما في اللوح من علمه وقد نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإطراء فقال:
{ لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله } رواه البخاري.
3- ما سامني الدهر ضيماً واستجرت به إلا ونلت جواراً منه لم يُضَم
يقول: ما أصابني مرض أو همٌّ وطلبت منه الشفاء أو تفريج الهم إلا شفاني وفرَّج همي.
والقرآن يحكي عن إبراهيم عليه السلام قوله عن الله عز وجل:
{ وإذا مرضتُ فهو يشفين } [الشعراء: 80].
والله تعالى يقول:
{ وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو } [الأنعام: 17].
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
{ إذا سألت فأسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله } رواه الترمذي وقال حسن صحيح.
4- فإن لي منه ذمة بتسميتي محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم
يقول الشاعر: إن لي عهداً عند الرسول أن يدخلني الجنة، لأن اسمي محمداً، ومن أين له هذا العهد ؟
ونحن نعلم أن كثيراً من الفاسقين والشيوعيين من المسلمين اسمه محمد، فهل التسمية بمحمد مُبرر لدخولهم الجنة ؟ والرسول صلى الله عليه وسلم قال لبنته فاطمة رضي الله عنها:
{ سليني من مالي ما شِئْتِ، لا أُغني عنك من الله شيئاً } رواه البخاري.
5- لعل رحمة ربي حين يقسمها تأتي على حسب العصيان في القسم
وهذا غير صحيح، فلو كانت الرحمة تأتي قسمتها على قدر المعاصي كما قال الشاعر لكان على المسلم أن يزيد في المعاصي حتى يأخذ من الرحمة أكثر، وهذا لا يقوله مسلم
ولا عاقل ولأنه مخالف قول الله تعالى:
{ إن رحمت الله قريب من المحسنين } [الأعراف:56] .
والله تعالى يقول:
{ ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون } [الأعراف: 156].
6- وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من لولاه لم تخرج الدنيا من العدم
الشاعر يقول لولا محمد صلى الله عليه وسلم لما خُلقت الدنيا، والله يكذبه ويقول:
{ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } [الذاريات: 56].
وحتى محمد صلى الله عليه وسلم خُلق للعبادة وللدعوة إليها يقول الله تعالى:
{ وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين } [الحجر: 99].
7- أقسمت بالقمر المنشق إن له من قلبه نسبة مبرورة القسم
الشاعر يقسم ويحلف بالقمر والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
{ من حلف بغير الله فقد أشرك } حديث صحيح رواه أحمد.
ثم يقول الشاعر يخاطب الرسول قائلاً:
8- لو ناسبتْ قدرَه آياتُه عِظَماَ أحيا اسمه حين يُدعى دَارِسَ الرِمَمِ
ومعناه: لو ناسبتْ معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم قدره في العِظَم، لكان الميت الذي أصبح بالياً يحيا وينهض بذكر اسم الرسول صلى الله عليه وسلم، وبما أنه لم يحدث هذا فالله لم يُعط الرسول صلى الله عليه وسلم حقه من المعجزات، فكأنه اعتراض على الله حيث لم يعط رسول الله صلى الله عليه وسلم حقه!!
وهذا كذب وافتراء على الله، فالله تعالى أعطى كل نبي المعجزات المناسبة له، فمثلاً أعطى عيسى عليه السلام معجزة إبراء الأعمى والأبرص وإحياء الموت، وأعطى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم معجزة القرآن الكريم، وتكثير الماء والطعام وانشِقاق القمر وغيرها.
ومن العجيب أن بعض الناس يقولون: إن هذه القصيدة تسمى بالبردة وبالبُرأة، لأن صاحبها كما يزعمون مرض فرأى الرسول صلى الله عليه وسلم، فأعطاه جبته فلبسها فبرىء من مرضه
– وهذا كذب وافتراء– حتى يرفعوا من شأن هذه القصيدة، إذ كيف يرضى الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام المخالف للقرآن ولهديه صلى الله عليه وسلم وفيه شرك صريح .
علماً بأن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له:
ما شاء الله وشِئْتَ، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم :
{ أجعلتني لله نداً ؟ قل ما شاء الله وحده } رواه النسائي بسند جيد.
والند: المثل والشريك.
فاحذر يا أخي المسلم من قراءة هذه القصيدة وأمثالها المخالفة للقرآن، وهدي الرسول عليه الصلاة والسلام، والعجيب أن في بعض بلاد المسلمين من يُشَيع بها موتاهم إلى القبور، فيضمون إلى هذه الضلالات بدعة أخرى حيث أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصمت عند تشييع الجنائز ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
———–
نقلاً من كتاب"معلومات مهمة عن الدين" للشيخ محمد جميل زينوا
المصدر

——–
قول العلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين في البردة

قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين في كتابه الرد على البردة :
قوله :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي فضلاً وإلا فقل : يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
مقتضى هذه الأبيات إثبات علم الغيب للنبي صلى الله عليه وسلم وأن الدنيا والآخرة من جوده وتضمنت الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم من أعظم الشدائد ورجاءه لكشفها وهو الأخذ بيده في الآخرة وإنقاذه من عذاب الله
، وهذه الأمور من خصائص الربوبية والألوهية التي ادعتها النصارى في المسيح عليه السلام وإن لم يقل هؤلاء إن محمداً هو الله أو ابن الله ولكن حصلت المشابهة للنصارى في الغلو الذي نهى عنه صلى الله عليه وسلم بقوله :
" لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله "
والإطراء هو المبالغة في المدح حتى يؤول " الأمر إلى " أن يجعل المدح شيء من خصائص الربوبية والألوهية .
وهذه الألفاظ صريحة في الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم كقوله :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك . . أي وإلا فأنا هالك
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه :
" لا ملجأ منك إلا إليك " . . .

——–
قول الشيخ ابن عثيمين في البردة

فإننا نسمع أنه يلقى في هذه الاحتفالات من القصائد ما يخرج عن الملة قطعاً كما يرددون قول البوصيري :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم
إن لم تكن آخذاً يوم المعاد يدي صفحاً وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
مثل هذه الأوصاف لا تصح إلا لله عز وجل ، وأنا أعجب لمن يتكلم بهذا الكلام إن كان يعقل معناه كيف يسوغ لنفسه أن يقول مخاطباً النبي عليه الصلاة والسلام : ( فإن من جودك الدنيا وضرتها ) ومن للتبعيض والدنيا هي الدنيا وضرتها هي الآخرة ، فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول عليه الصلاة والسلام ، وليس كل جوده ، فما الذي بقي لله عز وجل ، ما بقي لله عز وجل ، ما بقي له شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة .
وكذلك قوله : ( ومن علومك علم اللوح والقلم ) ومن : هذه للتبعيض ولا أدري ماذا يبقى لله تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب .
ورويدك يا أخي المسلم .. إن كنت تتقي الله عز وجل فأنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلته التي أنزله الله .. أنه عبد الله ورسوله فقل هو عبدالله ورسوله ، واعتقد فيه ما أمره ربه أن يبلغه إلى الناس عامة :
( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لك إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي ) ( الأنعام : 50 )
وما أمره الله به في قوله :
( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً ) ( الجن : 21 )
وزيادة على ذلك :
( قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً ) ( الجن : 22 )
حتى النبي عليه الصلاة والسلام لو أراد الله به شيئاً لا أحد يجيره من الله سبحانه وتعالى .

——-
حكم دعاء غير الله تعالى
هل يجوز أن نقول " يا رسول الله " ؟

الإجابة:
الحمد لله..
لا يجوز دعاء غير الله لا في الرخاء ولا عند الشدة مهما عظم شأن المدعو ، ولو كان نبياً مقرباً ، أو ملكاً من ملائكة الله ؛ لأن الدعاء عبادة .
عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" الدعاء هو العبادة " ، ثم قرأ :
{ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } رواه الترمذي ( 2895 ) وابن ماجه ( 3818 ) . وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2370) .
والعبادة حق خالص لله تعالى ، فلا يجوز أن تصرف لغيره ، ولذلك أجمع المسلمون على أن من دعا غير الله تعالى فهو مشرك .
فال شيخ الإسلام ابن تيمية :
فمن جعل الملائكة والأنبياء وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار مثل أن يسألهم غفران الذنب وهداية القلوب وتفريج الكروب وسد الفاقات فهو كافر بإجماع المسلمين . " مجموع الفتاوى " ( 1 / 124 ) .
وقال ابن القيم رحمه الله :
ومِن أنواعه – يعني الشرك – طلب الحوائج من الموتى والاستغاثة بهم والتوجه إليهم وهذا أصل الشرك . " فتح المجيد " ( ص 145 ) .
ولذلك وصف الله تعالى من دعا غيره بأنه لا أحد أضل منه ، قال الله تعالى :
{ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ } [ الأحقاف: 5-6 ]
وكيف يُدعَى غير الله ، والله تعالى قد أخبر عن عجزهم بقوله :
{ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [ فاطر: 13-14 ] .
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ :
يخبر تعالى عن حال المدعوين من دونه من الملائكة والأنبياء والأصنام وغيرها بما يدل على عجزهم وضعفهم وأنهم قد انتفت عنهم الأسباب التي تكون في المدعو ، وهي الملك وسماع الدعاء والقدرة على استجابته اهـ . " فتح المجيد " ( ص 158 ) .
وكيف يُدعَى الرسول صلى الله عليه وسلم ، والله تعالى أمره أن يقول :
{ قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا } [الجن: 21].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ " .
رواه الترمذي (2516) . وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2043) .
ولذلك فإنه لا شك في خطأ من مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ، بقوله :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
وخطَّأه في ذلك كبار العلماء :
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في تعليقه على كتاب "فتح المجيد" بشأن "بردة البوصيري" والتي فيها هذا الكلام :
وحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم : " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فأنا عبد الله ورسوله " وإنما تعظيمه وحبه باتباع سنته وإقامة ملته ودفع كل ما يلصقه الجاهلون بها من الخرافات ، فقد ترك أكثر الناس هذا ، وشغلوا بهذا الغلو والإطراء الذي أوقعهم في هذا الشرك العظيم . " فتح المجيد " ( ص 155 ) .
هذا ، ولم يُعلم أن صحابيّاً واحداً كان يستغيث بالرسول أو يدعو الرسول ولا نُقِلَ ذلك عن عالمٍ من العلماء المعتبرين ، إلا ما كان مِن خرافات المنحرفين .
فإذا حزبك أمرٌ فقل : يا الله ، فهو الذي يستجيب الدعاء ، ويفرج الكروب ، ويصرف الأمور .
والله أعلم.
—————
الإسلام سؤال وجواب
{منقــــول}

بارك الله فيك اخيتي على الفائدة القيمة، الان عرفت معنى البردة.
جزاك الله خيرا على النصيحة، حتى و ان كانت موجهة للاخت زينب، الا اني انا كذلك استفدت، و ان شاء الله يستفيد منها الكل.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة boub2017 الجيريا
بارك الله فيك اخيتي على الفائدة القيمة، الان عرفت معنى البردة.
جزاك الله خيرا على النصيحة، حتى و ان كانت موجهة للاخت زينب، الا اني انا كذلك استفدت، و ان شاء الله يستفيد منها الكل.

وفيكم بارك الله أخي الفاضل ….

نسأل الله الاخلاص والقبول …
شكرا لمرورك الكريم…..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة boub2017 الجيريا
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالك اخيتي محبة الحبيب، ان شاء الله تكونين بأحسن حال
نعم كلامك صحيح، هناك بنوك اسلامية غير ربوية و الكلام حسنه حسن و قبيحه قبيح،
لكن يا اختي الفاضلة، الذي يُنكره المشايخ هو في التسمية، يعني اظافة كلمة "اسلامية"، فكلمة اسلامية تطلق فقط على الاشياء التي جاء بها الاسلام.
اما الاشياء المباحة مثل القصائد (ان لم تكن فيها مخالفات)، فلا ينبغي نسبها للاسلام، لانها لم يأتي بها الاسلام، و انما هي من المباحات.
و الله اعلى و اعلم
عليكم السلام و رحمة اله و بركاته أيها الفاضل و نحن بحمد الله في نعم الله نتقلب

الموضوع عن حكم الأناشيد أو القصائد سمها بما شئت الظاهر من الموضوع أن سماع القصائد كما تسميها و أناشيد كما أسميها حرام ،على الأقل هذا فهمي ،فهل هذا الحكم الذي فهمته مجمع عليه أو غير ذلك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.