تخطى إلى المحتوى

حروب الجاهلية تعود إلى أحيائنا الشعبية في رمضان 2024.

معارك بالسيوف والسواطير تحت صيحات التكبير والزغاريد
قد لا يصدق البعض منا عندما يسمع بتحول بعض الخلافات التافهة إلى شجارات جماعية بين عائلات أو بين أحياء، تستعمل فيها مختلف الأسلحة البيضاء، وحتى أسلحة نارية، تخلف في الكثير من الأحيان قتلى وجرحى. وقد لا يصدق البعض أيضا عندما يسمع بأن هذه الأحداث تحدث في شهر رمضان الكريم، وتتم تحت صيحات التكبير وزغاريد النسوة، وكأن هؤلاء يخوضون معركة من معارك حرب التحرير ضد الكفار، ولعل أحداث حيي 1680 مسكن ببئر توتة وسيدي يوسف ببني مسوس التي جرت بداية هذا الأسبوع خير مثال على ذلك.
من الظواهر الجديدة التي بدأت تتجذر في مجتمعنا أكثر هي ظاهرة عودة حروب الجاهلية إلى أحيائنا الشعبية، وبشكل أخص في أحياء العاصمة، بحيث لم تعد قضية العنف تقتصر على مجرد أحداث منعزلة تشهدها شوارع وأحياء المدن والقرى بشكل معزول بين الأفراد لأسباب تكون في غالبها تافهة، وإنما تطورت أكثر في الآونة الأخيرة، حيث أصبحت تتخذ سلوكا جماعيا تستعمل فيها مختلف أنواع السكاكين والسيوف والسواطير، وأحيانا تستعمل فيها الأسلحة النارية كما حدث ليلة السبت الفارط في الحي القصديري بسيدي يوسف ببلدية بني مسوس بالعاصمة.
ونفس الشيء أيضا حدث ليلتي السبت والأحد بحي 1680 مسكن ببئر توتة، حيث اندلع شجار جماعي بين سكان نفس الحي الذين تم ترحيلهم إليه منذ أسابيع قليلة فقط من حيي كوريفة بالحراش وفونتان فراش بواد قريش، بسبب خلاف بين الأطفال حول أرجوحة موجودة داخل الحي، ليتحول إلى شجار جماعي أسفر عن مقتل شاب بطعنات خنجر، وإصابة ثلاثة أشخاص وتحطيم العديد من السيارات. والغريب في الأمر، حسب ما أكده لنا سكان هذا الأخير، أن الاشتباك الذي تم بالعصي والسيوف والحجارة والزجاجات الحارقة وقع تحت صيحات ”الله أكبر” وزغاريد النسوة وكأن هؤلاء يجاهدون في سبيل الله، ولا يعلمون أنهم يقاتلون إخوانهم وجيرانهم رغم أن الجار مهما كان قد وصى عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
ونفس هذه الأحداث الدموية والمؤلمة شهدتها العديد من الأحياء الجديدة التي رحل إليها سكان الأحياء القصديرية، وعلى سبيل الذكر لا الحصر؛ المواجهات الدامية التي حدثت بين سكان جنان سفاري ببئر خادم والمرحّلين من حي ديار الشمس مؤخرا، والتي لم تهدأ إلا بعد تدخل قوات الأمن.
وقبلها أيضا حدث اشتباكا مماثلا بين حيي باب الوادي والكاريار بالعاصمة، حيث كان الحيين مسرحا لصدامات دامية بين السكان، بالإضافة إلى العديد من هذه المواجهات التي عرفتها أحياء بالكاليتوس ورغاية والبليدة ووهران. فبغض النظر عن الأسباب التي كانت وراء اندلاع تلك الاشتباكات، فإن اللافت هو أن أسلوب القصاص بطريقة جماعية يؤكد خطورة الوضع، خصوصا وأن مثل هذه الظواهر أضحت تتكرر في العديد من أحيائنا وتحدث بشكل أكبر في هذا الشهر الفضيل. وعن هذه الظاهرة، يقول نصر الدين جابي، الباحث في علم الاجتماع ”أن غياب مؤسسات التنشئة الاجتماعية وغياب الجمعيات التي تتكفل بعملية الانتقال السريعة في حياة المواطنين الذين يتم ترحيلهم من أحيائهم القصديرية إلى أحياء جديدة يدفع بهم إلى الاحتكاك وممارسة العنف من أجل التكيف مع الوضع الجديد”، وهذا النوع من السلوك كما يضيف ”هو تصرّف حيواني”، فعقلية الجزائري بطبيعته يبني علاقاته العادية عن طريق العنف.
كما أن النظرة السلبية والاحتقارية لسكان الأحياء القصديرية وإحساسهم بأنهم منبوذين كثيرا ما يدفعهم إلى ممارسة العنف مع السكان الأصليين.

اشكرك على الموضوع فبالفعل هي ظاهرة خطيرة جدا يجب النظر فيها بجدية لانها جاوزت حدود الجاهلية ربما السبب هو الفراغ الروحي الذي صرنا نعيشه وابتعادنا عن الله عزوجل واحكام ديننا الحنيف الذي يوصينا بالاخلاق الفاضلة مع غيرنا فما بالك مع جيراننا الله يهدينا جميعا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.