السؤال: المستمع أيضاً من إثيوبيا يقول تقسيم العلماء الكبار للبدعة إلى خمسة أقسام والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ما رأيكم في هذا يا فضيلة الشيخ
[FONT="Book Antiqua" الجواب
الشيخ: لا قول لأحد بعد قول الرسول صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بدين الله وأنصح الخلق لعباد الله وأفصح الخلق فيما يقول وإذا ثبتت هذه الأمور الثلاثة التي مقتضاها أن يكون كلامه هو حق الذي لا يمكن أن يعارضه شيء من كلام الناس فإننا نقول كل هذه التقاسيم التي قسمها بعض أهل العلم مخالفة للنص يجب أن تكون مطرحة وأن يؤخذ بما دل عليه النص وكل من قال عن البدعة إنها حسنة فإنها إما ألا تكون بدعة لكنه لم يعلم أنها بدعة وأما أن لا تكون حسنة لكنه ظنها حسنة أما أن تكون بدعة حقيقة وحسنة فإن هذا لا يمكن أبداً لأن هذا يقتضي تكذيب خبر النبي صلى الله عليه وسلم حين قال كل بدعة ضلالة ومن المعلوم أن الضلالة ليست فيها حسن أبداً بل كله سوء وكله جهل فمن ظن أن بدعة من البدع حسنة فإنه لا يخلو من إحدى الحالين اللتين ذكرناهما آنفاً وهما إما ألا تكون بدعة وإما ألا تكون حسنة وإلا فكل بدعة سيئة وضلالة وليست بحسنة فإن قلت ما الجواب عن قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين جمع الناس في قيام رمضان على أبي بن كعب وعلى تميم الداري وأمرهما أن يصلوا بالناس إحدى عشرة ركعة ثم خرج والناس يصلون فقال نعمت البدعة هذه فسماها عمر بدعة وأثنى عليها بقوله نعمة البدعة فالجواب أن عمر لم يسميها بدعة لأنها بدعة محدثة في دين الله ولكنها مجددة فسماها بدعة باعتبار تجديدها فقط وألا فإنها ثابتة بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم فإنه قد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في الناس ثلاث ليالي في رمضان ثم تأخر عليه الصلاة والسلام في الليلة الرابعة وقال إني خشيت أن تفرض عليكم ومقتضى هذا أنها سنة لكن تأخر النبي صلى الله عليه وسلم عن ملازمتها لئلا تفرض على الناس فيلتزموا بها وبهذا يتبين أن قيام الناس في رمضان جماعة في المساجد من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ومن سنته وليس من بدع عمر بن الخطاب كما يظنه من لا يفهم الخطأ.][/FONT]
https://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_902.shtml
الشيخ محمد بن صالح العثيمين