تخطى إلى المحتوى

انتبهوا أيها القراء زاد الشيء عن حده في قراءة القرآن بالألحان وهي بدعة خطيرة استحدثها البعض منا 2024.

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، وبعد:
قراءة القرآن بالألحان
قال الإمام المصلح والعالم الناصح أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كما في "جامع المسائل لابن تيمية"
الناسُ مأمورون أن يقرأوا القرآن على الوجه المشروع، كما كان يقرأه السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فإن القراءةَ سنةٌ يأخذُها الآخر عن الأول.

وقد تنازع الناسُ في قراءةِ الألحانِ، منهم مَن كرهَها مطلقاً بل حَرَّمها، ومنهم من رخصَ فيها، وأعدلُ الأقوالِ فيها أنها إن كانت موافقةً لقراءة السَّلفِ كانت مشروعةً، وإن كانت من البدع المذمومة نُهِيَ عنها. والسلفُ كانوا يحسِّنون القرآنَ بأصواتِهم من غيرِ أن يتكلفوا أوزانَ الغِناء، مثلَ ما كان أبو موسى الأشعري يَفعلُ، فقد ثبت في الصحيح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: (( لقد أُوتِيَ هذا مِزْمازاً من مَزاميرِ آلِ داودَ )) وقال لأبي موسى الأشعري: (( مررتُ بك البارحةَ وأنتَ تقرأ، فجعلتُ أستمعُ لقراءتِك، فقال: لو علمتُ أنك تسمعُ لَحبَّرتُه لكَ تحبيرًا )) أي: لحسَّنْتُه لك تحسيناً.

وكان عمر يقول لأبي موسى الأشعري: (( يا أبا موسى ذَكِّرْنا ربَّنَا، فيقرأ أبو موسى وهم يستمعون لقراءته )).

وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( زَيِّنُوا القرآنَ بأصواتِكم )) وقال: (( لَلّهُ أَشَدُّ أَذَناً إلى الرجلِ الحسنِ الصوتِ بالقرآنِ من صاحبِ القَيْنَةِ إلى قَيْنَتِه )) وقال: (( ليس منَّا من لم يَتَغَن بالقرآن )).

وتفسيرُه عند الأكثرين كالشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما هو تَحْسِيْن الصوتِ به.

وقد فَسَّره ابن عيينة ووكيع وأبو عبيد على الاستغناء به.

فإذا حَسَّنَ الرجلُ صوتَه بالقرآن كما كان السلف يفعلونه، مثل أبي موسى الأشعري وغيره، فهذا حسن،

وأما ما أُحدِثَ بعدَهم من تكفُفِ القراءةِ على ألحانِ الغناءِ، فهذا يُنْهَى عنه عند جمهور العلماء، لأنه بدعة، ولأن ذلك فيه تشبيه القرآن بالغناء، ولأن ذلك يُورِثُ أن يَبقَى قلبُ القارئ مصروفاً إلى وزنِ اللفظ بميزان الغناءِ، لا يَتدبَّرهُ ولا يَعقِله، وأن يَبقَى المستمعون يُصغُون إليه لأجل الصوتِ الملحّن كما يُصْغَى إلى الغناء، لا لأجلِ استماعِ القرآن وفهمِه وتدبُّرِه والانتفاع به، والله سبحانه أعلم.اهـ

وقال أيضاً

وأما قراءة القرآن بقصد التلحين ، كما نصّ على ذلك مالك وأحمد بن حنبل والشافعي وغيرهم من الأئمة.

بصفة التلحين الذي يشبه تلحين الغناء مكروه مبتدع…اهـ

وعليه أقول أيها الأحبة الكرام إن مما لا يختلف فيه اثنان هو أن الله لم يجعل لأي رجل من قلبين في جوفه .فإن صرف العبد قلبه في إقامة اللفظ كان ذلك على حساب التدبر والذي من أجله أنزل القرآن قال تعالى ({كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} وأتحدى أي أحد يستطيع أن يتدبر إذا أراد التلحين والتطريب والتموج كما يفعل البعض من القراء نسأل الله لنا ولهم الهداية
ومما لاشك فيه أيضا أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يقرؤون القرآن على طبيعتهم دون لحن ودون تكليف كما سمعنا ه أيضا من علمائنا الراسخين في العلم وتواترت عليه أمة محمد جيلا بعد جيل
ونضرا لانتشارها بكثرة في مساجدنا وبعض القنوات أيضا .حتى أصبح الأمر مخيفا وآل الأمر إلى التطريب والتلحين والتشبه بالمغنيين والمغنيات في ألحانهم واتخذوا آيات الله هزءا وأصبحوا يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنواح .وفتن بهم الكثير منا
ونضرا لما آل إليه الوضع ارتأيت أن أنبه لهذه البدعة المستحدثة كما أرجو من كل من له دراية ومعرفة بالقرآن وضوابطه أن ينصح ويكتب على هذه الظاهرة أللتي استفحلت
وإليكم إخواني أخواتي الحالات الممنوعة في تلاوة القرآن
1التطريب.وهو الإتيان بالترتيل على الألحان الموسيقية
2التحزين. وهو ترك القارئ عادته وطبعه ويأتي بوجه آخر كأنه يريد أن يبكي ويقصد الرياء والسمعة
3الترجيع وهو الإتيان بأكثر من وجه للقراءات في نفس واحد
4الترعيد.وهو أن يأتي القارئ بصوت وكأنه يرتعد من شدة البرد ألم به
5التمويج.وهو رفع الصوت ثم خفضه وإعادة الرفع والخفض مرة أخرى
وإلى لقاء آخر إن شاء الله

اللهم ارزقنا القرآن والعمل به

اللهم أمين باراك الله فيك أخي

الهم أرزقنا تلاوة القرأن على التمام والكمال

جزاكم الله خيرا
وبارك فيكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.