ايها المسلمون والمسلمات اننا في كل مكان وزمان نرى ان جميع الناس قد قضى عليها مرض يدعى النميمة فما رأيكم بمعالجته ولنبدأ بانفسنا ومن ثم الذين حولنا.
النميمة هي:
إنّ من أمراض النفوس التي انتشرت في
المجتمع المسلم مرض النميمة.. وهو داء خبيث يسري على الألسن فيهدم الأُسر، ويفرق الأحبة، ويُقطع الأرحام. حكم الله فيها :
ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلاّ كلاما تظهر المصلحة فيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت»
ففي هذا الحديث نص صريح في أنّه لا ينبغي أن يتكلم الشخص إلاّ إذا كان الكلام للخير أنّ النميمة نقل كلام النّاس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد وكشف السر وهتك الستر. والبهتان على البريء أثقل من السموات وويلٌ لمن سعى بوشاية بريء عند صاحب سلطان ونحوه، فصدقه، فربما جنى على بريء بأمر يسوءه وهو منه براء.
ويقال: "عمل النمام أضر من عمل الشيطان، لأن الشيطان، بالخيال والوسوسة وعمل النمام بالمواجهة والمعاينة".
حكم النميمة:
النميمة من أقبح القبائح وكثر انتشارها بين النّاس حتى ما يسلم منها إلا القليل. والنميمة محرمة بإجماع المسلمين وقد تظاهرت على تحريمها الدلائل الصريحة من الكتب والسنة وإجماع الأمة. وقد حُرمت النميمة لما فيها من إيقاع العداوة والبغضاء بين المسلمين.
ادلة تحريم النميمة:
قال الله تعالى: {"هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ"
وقال تعالى"{حَمَّالَةَ الْحَطَبِ" قيل: كانت نمامة حمالة للحديث إفسادا بين النّاس، وسميت حطبا لأنّها تنشر العداوة والبغضاء بين وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لا يدخل الجنة نمام» وقال صلى الله عليه وسلم:
«ألا أخبركم بشراركم؟» قالوا: بلى.
قال: «المشاؤن بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون للبراء العيب». هذا جزاؤه يوم القيامة وقبل ذلك عذاب القبر.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال: «إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، بلى إنه كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله». ويقال: "أنّ ثلث عذاب القبر من النميمة".
إنّ ممّا يدفع الإنسان إلى النميمة بين النّاس بواعث خفية منها:
جهل البعض بحرمة النميمة وأنّها من كبائر الذنوب، تؤدي إلى شر مستطير، وتفريق أحبة، وتهديم بيوت التشفي والتنفيس عما في النفس من غلٍ وحسد. مسايرة الجلساء ومجاملتهم والتقرب إليهم بخبر جديد وأمر يستمعون إليه إرادة إيقاع السوء للمحكي عنه كنقل الكلام إلى من بيده سلطة أو قوةا: إظهار الحب والتقريب للمحكى له وكأنّه أصبح من أعوانه وأحبابه فلا يرضى بما قال عنه فلان من الناس، بل ينقل إليه كل ذلك وربما يزيد رغبة في زيادة محبة المنقول إليه. ويهتك ستر فلان. ماذا تفعل مع النمام؟
1)أن لا يصدقه لأنّ النمام فاسق وهو مردود الشهادة. قال الله تعالى
2) أن ينهاه عن ذلك وينصح له ويقبح عليه فعله. قال الله تعالى:
3) أن يبغضه في الله فإنّه بغيضٌ عند الله تعالى ويجب بغض من يبغضه الله تعالى.
4) أن لا تظن بأخيك الغائب السوء
5) أن لا يحملك ما حكي لك على التجسس والبحث والتحقق
6) أن لا ترضى لنفسك ما نهيت النمام عنه، ولا تحكي نميمته فتقول فلان قد حكى لي كذا وكذا، فتكون به نماما ومغتابا وقد تكون قد أتيت ما عنه نهيت. وقال صلى الله عليه وسلم: «إنّ من شرار النّاس من اتقاه
النّاس لشره» والنمام منهم. وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة قاطع» قيل: وما القاطع؟ قال: «قاطع بين النّاس» وهو النمام وقيل: قاطع الرحم. من صفات النمام قال الله تعالى:
{هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ
مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ
عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} [سورة القلم:
11-13]. ووصف القرآن الكريم النمام بتسع صفات كلها ذميمة:
الأولى: أنّه حلاف.. كثير الحلف
الثانية: أنّه مهين.. لا يحترم نفسه ولا يحترم النّاس
الثالثة: أنّه همَّاز..
يهمز النّاس ويعيبهم بالقول والإشارة في حضورهم أو في غيبتهم على حدٍ سواء.
الرابعة: أنّه مشاء بنميم.. يمشي بين النّاس بما يفسد قلوبهم ويقطع صلاتهم ويذهب بمودتهم .
الخامسة: أنّه مناع للخير.. يمنع الخير عن نفسه وعن غيره.
السادسة: أنّه معتدٍ.. متجاوز للحق والعدل إطلاقا.
السابعة: أنّه أثيم.. يتناول المحرمات ويرتكب المعاصي
الثامنة: أنّه عتل.. وهي صفة تجمع خصال القسوة والفضاضة فهو ذا شخصية كريهة غير مقبولة.
التاسعة: أنّه زنيم.. وهذه خاتمة صفاته. ادعوا لي بالخشوع أثناء الصلاة. حفظ الله لسانك وسمعك وبصرك.