النصيحة والتنبيه إلى حفظ الإسلام في الجزائر من التشويه
https://www.abusaid.net/index.php/mak…akalat/77.html
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فإن الله تعالى يقول (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110) ) [البقرة 109-110 ] وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال"لا يُلدغ المؤمن من جُحر واحد مرتين" رواه البخاري ومسلم.
أيها المسلمون إن الإسلام في الجزائر وغير الجزائر قد تعرض للتشويه من أعدائه لكن في كثير من الأحيان بأيدي بعض أهل الإسلام، حيث توجد منظّمات خفيّة تعمل على بث الأفكار المخالفة للإسلام كما تقوم بالتحريش بين المسلمين حكاما ومحكومين،
وتعتمد هذه المنظمات على نشر آيات من القرآن وأحاديث نبوية وفتاوى لبعض العلماء بين أوساط الشباب خاصة، إلا أنها تفسّر تلك النصوص والفتاوى تفسيرا منحرفا عن الحق، مُغَلَّفًا بالشبهات والآراء الشاذّة، مما يُحدِثُ البلبلة في أوساط المسلمين، ويَزُجُّ بهم وبشبابهم في ظلمات من الأفكار الخطيرة، حيث يسمع الناس عن مناقشات في أحكام التكفير و الخروج على الحكام بالسلاح، وهجر المساجد، وترك صلاة الجمعة خلف الأئمة المعيّنين من أولائك الحكام، والتقليل من فتاوى العلماء الربّانيين المخلصين، والذي يثير الدهشة أن هذه المناقشات وإصدار الأحكام تكون من أناس غير متخصصين في علوم الشريعة الإسلامية، فتجد الطبيب، والمهندس، والطالب في الثانوية أو في الجامعة، والسمكري، والميكانيكي (مصلح السيارات)، والخبّاز، ومدرّس الفلسفة أو الرياضيات ونحوهم ممن يجهلون العلم الشرعي، أو ممن عندهم معلومات من هنا وهناك عن الشريعة الإسلامية. هؤلاء يقعون فريسة سهلة لشبهات تلك المنظمات التي تريد إشغال المسلمين بعضهم ببعض، لتتم السيطرة على المسلمين ونهب ثرواتهم.
فعلينا أيها المسلمون، -وخاصة أنتم أيها الشباب- أن نحمد الله تعالى ونشكره على نعمة الأمن والعافية فهي نعمة عظيمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" سلوا الله العفو والعافية، فإن أحدا لم يُعْطَ بعد اليقين، خيرا من العافية" رواه أحمد والترمذي، وهو حديث صحيح كما في صحيح الجامع الصغير برقم(3632). والشكر لا يكون باللسان فقط، بل يكون بالقلب بالاعتراف بأن الله هو المُنعِمْ، ويكون باللسان بكثرة الشكر والحمد لله تعالى، ويكون بالعمل الصالح، واستعمال تلك النعمة فيما يحبه الله سبحانه، قال تعالى ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )[إبراهيم 07 ] ، ومن الدين بذل الشكر لمن كان السبب في الخير فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"لا يشكر الله، من لا يشكر الناس" رواه أحمد وأبو داود والترمذي وهو في صحيح الجامع (7719)، لذلك فإني أقدم النصائح الآتية:
1- الحذر من تصديق كل خبر، والحذر من الانسياق خلف الدعايات. إ
2- عدم أخذ الفتاوى من كل من هبّ ودبّ، بل تؤخذ من العلماء الراسخين الحكماء الذين يدورون مع الحق حيث دار، ومن طلاب العلم الذين يسيرون على نهج أولائك العلماء ممن يتصفون بالرزانة والنظر البعيد. اه
3- على الشباب الحذر من أن يكون شيخهم مثلهم في السن ولو كان لديه معلومات في الدين، فإن من علامات الساعة أخذ العلم من الأصاغر كما جاء في الحديث الصحيح.
4- على المسلمين الحذر من تلقي الأوامر والإرشادات في الدين من أناس مجهولين، أو من نشرات مُرِيبة، وخاصة ما يتعلق بالجهاد، والدماء، وتكفير المسلمين.
5- على المسلمين أن يكونوا اجتماعيّين، ولا ينعزلوا عن الناس، بل يتعاونوا معهم على البرّ والتقوى، ولا يتعاونوا على الإثم والعدوان.
6- المحافظة على التوحيد الخالص وعلى الصلاة، وعلى الأخلاق الحسنة، وكثرة الدعاء بالخير والاستغفار، والابتعاد عن الشرك والخرافات والبدع في الدين. فالذنوب والمعاصي سبب الكوارث والفتن، قال تعالى (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) [الشورى 30 ]، وقال تعالى ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )[الأنفال 25 ].
7- إشغال النفس بواجب الوقت، والابتعاد عن تضييع الوقت فيما لا يفيد أو فيما لا يُستطاع فالواجبات قسمان: واجبات نستطيع فعلها فنقوم بها، وواجبات لا نستطيع القيام بها فنؤخرها.
8- ملأ الفراغ بعلم نافع خاصة علم الشريعة، وعمل مثمر (أيّ عمل المهم أن يكون حلالا)، فإن البطالة والفقر مصيدة خطيرة تَصطاد بها تلك المنظمات المشبوهة العاطلين عن العمل والمحتاجين.
9- اختيار الرفقة الصالحة التي تعين على الخير، وتُبعد عن الشر.
10- طاعة ولاة الأمور في غير معصية الله- ولو كان هناك استئثار منهم بالخيرات- واحترام التعليمات التي تخدم الصالح العام ما دامت لا تخالف الشريعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" سَيَلِي أمورَكم من بعدي رجال يعرّفونكم ما تنكرون، وينكرون عليكم ما تعرفون ، فمن أدرك ذلك منكم فلا طاعة لمن عصى الله عز وجل" رواه الطبراني والحاكم وهو في صحيح الجامع، ومعنى فلا طاعة لمن عصى الله عز وجل: أي لا نطيعه في المعصية التي يأمرنا بها، وليس معناه أن لا نطيعه في المعروف بسبب أنه يأمرنا أحيانا بالمعصية. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا" لا طاعة لأحد في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف" رواه البخاري ومسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم"لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"رواه الإمام أحمد والحاكم وهو في صحيح الجامع(7520)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" ألا من وَلِيَ عليه وال، فرآه يأتي شيئا من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدًا من طاعة" رواه مسلم(1855). ولكي نعرف هل فيما يفعله الحكام مخالفة للدّين أم لا؟ علينا بالرجوع إلى العلماء والحكماء الراسخين في العلم، قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) [النساء 59 ]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إنها ستكون بعدي أثرةٌ وأمور تنكرونها" قالوا" يا رسول الله كيف تأمر من أدرك منا ذلك؟ قال" تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم" رواه البخاري(3603-7056) ومسلم(1843) ومعنى أثرة: استئثار الأمراء بأموال بيت المال.
11- يجب على أهل العلم مناصحة الحكام، وولاة الأمور، وقول الحق لهم بالطرق التي لا تثير الفتن، ولا تنشر القلاقل، ولا تبث الشحناء.
أيها المسلمون إن في هذا المنهج التغيير الهادئ الفعال، والذي يحفظ المسلمين بإذن الله، ويفوّت الفرصة على من يمكرون بالإسلام والمسلمين، قال تعالى ( إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ )[آل عمران 120 ].
أسأل الله تعالى أن يحفظ المسلمين وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، قال تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) [الرعد 11 ].
كتبه أبو سعيد بلعيد بن أحمد
شكرااااا جزيلاااا على ما قدمت
شكرااااا جزيلاااا على ما قدمت
أخي
على الموضوع القيم
جعله الله لك في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل إلا ظله
وعمر الله قلبك بالإيمان
بارك الله فيك وزادك علما
السلام عليكم
بارك الله فيك على الموعظة
ما احوجنا الى هكذا كلام فيه نصح وتذكير
الســلام عليكم
بوركتم على الموضوع المميز
و عليكم السلام و رحمة الله اخولني أخواتي.
ربي يحفظكم و أسأل الله أن يجزيكم و يجزي الشيخ أبو سعيد خير الجزاء.