* المقامة الأستاذيّــــــة
بقلم: بشير بوكثير
إهداء : إلى زملائي المعلمين والأساتذة بمناسبة الدّخول المدرسي الجديد.
أيّها الملوك على عروش العلم والعرفــان، ويا قياصرة الفكر والبيـان، ويا جهابذة الفصاحة والتّبيــان، ويا دهاقنة الدُّررِ الحِسان، ويا قياصرة الجواهر الثِّمان ، في كلّ عصرٍ وآن…
إليكم كلاما صَيّبا طيّبا فاسمعوه وعُـوه:
إنّ العلم أساس كلّ حضارة ، ووهج كلّ منارة، وعمود كلّ تمدّن، وركن كلّ رقيّ، ومنبع كلّ نور وضَيّ، به يسمو العقل الذكيّ، ويتضوّع الوردُ الشّذيّ، فيبلغ مابلغَ الضّوءُ السَّنِيّ، في الكوكب الدّريّ.
فما خابت بلا د مجَّدتِ العلم ونشرتْ أفنانـه، وما اندرستْ ولاهانتْ حواضرُ تنشّقتْ عبَقه وقوّمتْ أغصانه، وما ماتتْ حضاراتٌ أقامتْ صُروحَه ووطّدتْ بنيانه وأركانه .
ولنا في تاريخنا الإسلامي صور رائعـات مُشْرِقات ،ومواقف خالداتٌ مُشرِّفات ،ومشاهدُ ناصعات، على علوّ كعبنا، وسُموّ أمّتِنا وشعبنا ، على التنافس في مضمار العلم والعرفـــان، في كلّ مناحي الحياة.
فقرطبة، وغرناطة، ودمشق، وبغداد… حواضر العلم وأحسن رائد ، وأفضل قائد ، وخير شاهد، على نبوغ سلفنا -لا تَلَفِنا-، وعبقرية أجدادنا، في الطلب والتحصيل، والدّرس الطويل.
لقد صار "ابنُ سينا " الشيخَ الرئيس – لا العجوز الدّردبيس- ، بعدما نبغ في علوم سابقيه وبــــــــــزّ مُعاصريه، فكان موسوعة علمية وأدبية وفلسفية لاتُضاهى في الثراء الفكري والمعرفي والطبيّ على الخصوص.
والشيء نفسُه يقال عن "الفارابي " و"ابن رشد"، و "ابن الطفيل" و"ابن عربي"، و"الغزالي"،و"الزهراوي"، و"ابن البيطار"، و"ثابت بن قرّة"،و "الخوارزمي"، و "الإدريسي"،وهلمّ جرّا وكرّا – لا فَــرّا-…!
إنّهم كانوا أساتذة جهابذة يُشار إليهم بالبنان، يذْوي أمامهم كلّ عييّ اللسان،كما يذوي الزّعفران، بل الرّعديد الجبان ، خامل الهِمّة الكسلان .
لقد كان لقب الأستاذ والمعلم لا يطلق على الشخص إلاّ إذا نبغ في شتى ضروب العلوم والمعارف من : فقه، ولغة وتاريخ، وطبّ ، وفلك ، وكيمياء،و غيرها من العلوم.
إنّ مهنة التعليم من أشرف وأسمى وأنبل المهن على الإطلاق ، أيّها الرّفاق . أوَ ليستْ نفحةً من النُّبوّة المُحمّديّة، وفوحةً من خميلة الرسالة السَّنيّة ؟
ولأمرٍ ما قال نبي البشرية :" إنّما بعثت معلّما".
ولأمرٍ ما قال أيضا أمير الشعراء بيته الرائع الماتع :
قم للمعلم وفّـه التبجيــلا***كاد المعلّم أن يكون رسولا .
نعم زملا ئي في الطبشور والسطور، وفي الهمّ والغمّ …
إنّ مهنتكم مهنة الأصفياء، الأتقياء ، الأنقياء ، وإنّ رسالتكم رسالة الأنبياء، لا يتحمّل أعباءها ويؤدها تمام الأداء، إلاّ من مَلكَ ناصيّةَ لغةَ الضاد، وزمامَ علوم التربيّة وعلم النّفس وهمّة الأجداد، وجُبِلَ على قوّةَ الشكيمة ، ونفاذ البصيرة ، وحَصافةَ وسداد الرّأي، وسلامة الذوق و خِفّة الرّوح، واعتدال المزاج، وبراءة الطّفولة ، والجَلَد والصّبر، والحِلم والتحفيز والشّكر .
إنّي أتمثـّلك أيها المعلّم الضّرْغام، والأستاذ القَمقام، كما تمثّلْتُ الطالبَ الجزائريّ الهُمام:
"خليلا فراهيديا "في العروض، و"سيبويهيا" في النحو، و"جرجانيا في البلاغة"، و"مُتنبيّا " في القوافي ،و"عنتريّا" في الفيافي، و"عميدا" في الكتابة،و"أرسطيّا" في المنطق وحسن التّعليل والإجابة، و"خلدونيا" في الاجتماع، و"إبراهيميّا" في البلاغة والإمتاع، و"إدريسيّا" في الجغرافيا والرّحلات ،و"جابريّا" في الكيمياء وعلم الكونيات، و"هيثميّا" في البصريات ، وخوارزميا في الرياضيات.
فكُنْ مُربيّا حليما ، ومُعلّما حكيما، وأستاذا رحيما ، تنلْ أجرا عظيما.
والله المستعان ، وعليه التُّكلان.
المقامة الأستاذيّــــــة
بقلم: بشير بوكثير
إهداء : إلى زملائي المعلمين والأساتذة بمناسبة الدّخول المدرسي الجديد.
أيّها الملوك على عروش العلم والعرفــان، ويا قياصرة الفكر والبيـان، ويا جهابذة الفصاحة والتّبيــان، ويا دهاقنة الدُّررِ الحِسان، ويا قياصرة الجواهر الثِّمان ، في كلّ عصرٍ وآن…
إليكم كلاما صَيّبا طيّبا فاسمعوه وعُـوه:
إنّ العلم أساس كلّ حضارة ، ووهج كلّ منارة، وعمود كلّ تمدّن، وركن كلّ رقيّ، ومنبع كلّ نور وضَيّ، به يسمو العقل الذكيّ، ويتضوّع الوردُ الشّذيّ، فيبلغ مابلغَ الضّوءُ السَّنِيّ، في الكوكب الدّريّ.
فما خابت بلا د مجَّدتِ العلم ونشرتْ أفنانـه، وما اندرستْ ولاهانتْ حواضرُ تنشّقتْ عبَقه وقوّمتْ أغصانه، وما ماتتْ حضاراتٌ أقامتْ صُروحَه ووطّدتْ بنيانه وأركانه .
يشرفني أن أكون أول من يرد على هذه المشاركة
ما شاء الله تبارك قلم فياض
تأسرني هذه العبارات الجميلة و الأجمل منها أن تكون من فيض قلم معلم مبدع.
أخي بشيرللتميز أناس يقدرون معناه ، و للإبداع أناس يمتطون حرفه. و أنت منهم.
تعثرت أناملي و أحجمت على رفس لوحة المفاتيح لأسطر كلمات شكر ترتقي لزخات مقامتك ، ناشدت الأنامل أن تمتطي صهوة حرفي لأبث لك ها هنا عبارت تقدير و ثناء.
فمن نثر حبرك نسجت احرف ردي ، ومن روض قلبي زينتها بورود التقدير و الاحترام.
فلك كل التقدير و الإحترام
معذرة فلستُ ضليعا في هذا الفن .
دمت متميزا.
لقد أبدعتَ وبرعت والله في هذا التعقيب المضمّخ بالحبّ وبفتنة لغة الضاد.
قلمك ماتع رائع يا أستاذي يوسف زكي.
محبتي الخالصة.
أصارحك أخي الحبيب بشير وأنت حديث عهد بهذا المنتدى
همسة بيني و بينك سجلت قبلك بأربع سنوات
-ابتسامة –
و الله لقد اقتحمتَ بقلمك سواد متصفحي و انتشلته من أدران بعض الردود التي أنهكت كاهله ، و أرسلت نورا ليخترق جدار العبث بمهنة شرفنا بها المولى عز وجل ، فزرعت بسمة الأمل على محيياي ، تبدد الهم و تلاشت معالمه.فكانت مقامتك بلسما ضمدت الجراح.
الحمد لله المدرسة لا تزال بخير.ما دام فيها أبو العربي و التواتي و محمود وندى و كريم السجايا المشرف البشير و غيرهم ..
وغيرهم ممن سكبوا في هذا المنتدى دررا و لا يزالون ….
فاللهم احفظهم بحفظك يا رب العالمين….
جعلتْني أمشي على استحياء أيّها الشاعر الصافي ، والأديب اللبيب الوافي ، والسلسبيل القَراح الصّافي، والفتى الشامخ شموخَ النّخل في الفيافي .
أنتَ خامة إبداعيّة، وقامةٌ إعلاميّة، وهامة إنسانيّة ، وشامة جزائريّة ، سيتردّد ذكرُك في الوجود، ويخترق وميضُك كلّ الحدود، وينطقُ باسمك الجلمود ، حين تقود الوفود، نحو الهدف المنشود.
لاتستسلمْ للعراقيل والسّدود، وازرع السّوسنَ والجوريَّ والورود ، في دروب كلّ محزونٍ مكدود ، وكنْ شبلا للأسود، فحتما ستحقّق المُنى وتسود ، ياأملَ الجزائر الموعود .
ليلتك سعيدة يا فارس المفاوز والفيافي ، ولكَ من مُحبّك البشير الوُدّ والورد أيّها المبدعُ النقيّ الصافي.