تخطى إلى المحتوى

المقالة السّابعة من : إيقاظ الوَسنان من زلاّت اللّسان 2024.

الشّاطر : قال ابنُ الأثير في المثل السّائر (1/ 188) تعليقا على قول أبي نوّاس:
ومُلِحَّةٍ بالعَذلِ تَحسَبُ أنّني * بالجهلِ أتركُ صُحبةَ الشُّطّارِ
( وقد استعمل لفظة الشّاطِر،والشّاطِرَة،والشُّطّار كثيرا،وهي من الألفاظ [الّتي] ابتذلَها العامّةُ حتّى سَئِمت من اِبتِذالِها )
يعني أنّهم أنزلوها غير منزلتها،واستعملوها في غير دلالتها الّتي وَضَعَتها لها العربُ،قال في اللّسان (4/ 408 شطر): (وشَطَرَ عن أهلِهِ … أَعياهُمْ خُبْثًا،والشّاطِرُ مأخوذٌ منه،وأُراه مُولّدًا.وقد شَطَرَ شُطورًا،وشَطارَةً وهو الّذي أَعيا أهلَه ومُؤَدِّبَه خُبثًا … قال أبو إسحاق:قولُ النّاس:فلانٌ شاطِرٌ معناه:أنّه أخَذَ في نحوٍ غير الاستواءِ؛ولذلك قيل له:شاطرٌ؛لأنّه تباعَدَ عن الاستواءِ ) .
وجاء في الصِّحاح (2/ 599)،ومعجم المقاييس (ص525)،والعين (6/ 234)،والمغرب (1/ 267) أنّ الشّاطِرَ هو الّذي أَعْيا أهلَهُ خُبثًا،ووردَ نحوه في القاموس المحيط (1/ 533)،وتاج العروس (3 /299)،وفي مفردات الرّاغب (ص261 شطر/تح:كيلاني):( والشّاطر أيضا لمَن يتباعدُ عن الحقِّ ).
قال أصحاب الفضيلة في المعجم الوسيط (ص482): ( الشّاطِرُ:الخبيثُ الفاجرُ …)،وفي تصحيح القاموس المحيط (ص12): ( الشّاطرُ هو الماكِرُ الخبيثُ الفاتِكُ ).
وقد خطّأ هذا الاستعمالَ المولَّدَ الّذي دَرَجَ عليه العامّةُ قديما،وحديثا العدنانيُّ في معجم الأخطاء الشّائعة (ص130 – 131) قال: ( ماهِرٌ لا شاطِرٌ:ويقولون هذا شابٌّ شاطِرٌ،والصّوابُ:هذا شابٌّ ماهِرٌ أو بارعٌ أو حاذقٌ …).
استطراد:للصُّوفيّين اصطلاحٌ خاصٌّ يتداولونه،ففي تفسير القرطبي (2/ 159): ( وسُئِلَ بعضُهم عن الشّاطرِ؛فقال:هو مَن أخذَ في البُعدِ عمّا نهى اللّه عنه ).وجاء في طبقات الصّوفيّة (1/ 149): ( وسُئِلَ رُوَيْم عن الشّاطر؛فقال:مَن شَطَرَتْ نفسُه عن الباطلِ )،وفي المعجم الوسيط (ص482): ( … وعند الصّوفية:السّابقُ المسرِعُ إلى اللّهِ ).
قال العلاّمة بكر بن عبد اللّه أبو زيد في معجم المناهي اللّفظيّة (ص314): ( الشّاطِرُ:هو بمعنى قاطع الطّريق،وبمعنى الخبيث الفاجر.وإطلاقُ المدرِّسين له على المُتفَوِّق في الدّرس خطأٌ؛فليُتنبَّه.
نعم:" الشّاطِرُ " في اصطلاح الصّوفيّة هو:" السّابقُ المُسْرِعُ إلى اللّه "،فانظر كيف سرى هذا الاصطلاح الصّوفي إلى تلقينه للطلاّب ) .
ولمزيد بيان ينظر:
1- العين (1 /118).
2- المصباح المنير (ص188 شطر).
3- النّهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 65).
4- تهذيب الأسماء واللّغات (3/ 92).
5- غريب الحديث للهروي (2/ 567).
6- غريب الحديث لابن قتيبة (2/ 239).
7- أساس البلاغة (ص235).
8- لسان العرب (8/ 77).
9- مختار الصّحاح (ص337 ش ط ر).
10- فتح الباري (6/ 613).
11- مفردات الرّاغب (ص260 – 261 كتاب الشّين/شطر).
يتبع / وكتب : محمد تبركان

جعلها الله في ميزان حسناتك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.