تخطى إلى المحتوى

المعلم بين المدح والذم 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته … عطلة سعيدة للجميع وعودة ميمونة هادئة ومباركة لكافة اعضاء منتدانا الغالي مدونة الجيريا المصون.
المعلم او المدرس المشتغل بمهنة التدريس كان محور وموضوع عديد الشعراء فهناك الناقد المتهكم وهناك المادح الممتن وبينهما شعر وشعراء خاضوا شتى المذاهب والأبحر واحببت ان تكون عودتي للمنتدى ان اجمع مقتطفات متنوعة وباقة شعرية متميزة لقصائد شعرية قيلت في المعلم, علها تكون تسلية لنا بعد ان لاحظت ان المنتدى تحول لساحة اخبارية لنشر اخبار الاجور والمرتبات في الولايات وطغى الجانب المادي وان كان حقا مشروعا على الجوانب التربوية والبيداغوجية و الاهم تراجع الهم النقابي وهو امر محمود وجيد يجعلنا نرتاح قليلا من اخبار النقابات وبياناتها التي لا تكاد تتوقف.
قال أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته المشهورة في المعــــــلم :
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجــــــــــــــــــــيـلا ***** كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجــــــــلَّ من الذي ***** يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـــــــــــــــــــلّمٍ ***** علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى
أخرجـتَ هذا العقلَ من ظلمـــــــــــاتهِ ***** وهديتَهُ النـورَ المبينَ سـبيلا
وطبعتَـهُ بِيَدِ المعلـــــــــــــــــّـمِ ، تـارةً ***** صديء الحديدِ ، وتارةً مصقولا
أرسلتَ بالتـوراةِ موسى مُرشـــــــــــداً ***** وابنَ البتـولِ فعلَّمَ الإنجيـلا
وفجـرتَ ينبـوعَ البيانِ محمـــــــــــــّداً ***** فسقى الحديثَ وناولَ التنزيلا
علَّمْـتَ يوناناً ومصر فزالــــــــــــــــتا ***** عن كلّ شـمسٍ ما تريد أفولا
واليوم أصبحنـا بحــــــــــــــالِ طفولـةٍ ***** في العِلْمِ تلتمسانه تطفيـلا
من مشرقِ الأرضِ الشموسُ تظاهرتْ ***** ما بالُ مغربها عليه أُدِيـلا
ذهبَ الذينَ حموا حقيقـــــــــــةَ عِلمهم ***** واستعذبوا فيها العذاب وبيلا
في عالَـمٍ صحبَ الحـــــــــــــيـاةَ مُقيّداً ***** بالفردِ ، مخزوماً بـه ، مغلولا
سقراط أعطى الكـــــــــأس وهي منيّةٌ **** شفتي مُحِبٍّ يشتهي التقبيـلا
عرضوا الحيـاةَ عليه وهي غــــــباوة ***** فأبى وآثَرَ أن يَمُوتَ نبيـلا
إنَّ الشجاعةَ في القلــــــــــوبِ كثيرةٌ ***** ووجدتُ شجعانَ العقولِ قليلا
إنَّ الذي خلـقَ الحقيقـةَ علقـــــــــــماً ***** لم يُخـلِ من أهلِ الحقيقةِ جيلا
ولربّما قتلَ الغـرامُ رجـــــــــــــالَـها ***** قُتِلَ الغرامُ ، كم استباحَ قتيلا

ويرد إبراهيم طوقان (وكان معلم لغة عربية)على شوقي بهذه القصيدة :
شوقي يقول وما درى بمصيبتي ***** قم للمعلم وفــــــــــــه التبجيلا
اقعد فديتك هل يكون مبجـــــــلا ***** من كان للنشء الصغار خليلا
ويكاد يقلقني الأمــــــــــير بقوله ***** كاد المعلم أن يكون رســـــولا
لو جرب التدريس شوقي ساعة ***** لقضى الحياة شقاوة وخـــمولا
حسب المعــــــــــلم غمة وكآبة ***** مرأى الدفاتر بكرة وأصــــيلا
مائة على مائة إذا هي صـلحت ***** وجد العمى نحو العيون سبيلا
ولو أن في التصليح نفعا يرتجى ***** وأبيك لم أك بالعيون بخــــيلا
لكن أصلح غلطة نحـــــــــوية ***** مثلا واتخذ الكتاب دلــــــــيلا
مستشهدا بالغر مــــــــــن آياته ***** أو بالحديث مفصلا تفصــــيلا
وأغوص في الشعر القديم فانتقي ***** ما ليس ملتبسا ولا مـــــــبذولا
وأكاد ابعث سيبويه من البـــلى ***** وذويه من أهل القرون الأولى
فأرى حمارا بعد ذلك كـــــــله ***** رفع المضاف إليه والمفعــولا
لا تعجبوا إن صحت يوما صيحة ***** ووقعت مابين البنوك قتيـــلا
يا من يريد الانتحــــــار وجدته ***** إن المعلم لا يعيش طـــــويل

وأكمل غيره:
وأكون منشغلاً بشرحي غارقاً * * * بالدرس لا أبغي سواه بديلا..
مستخدماً طرق الحوار وتارة * * * أجد السؤال يفيد والتعليلا..
فأسائل الطلاب عن مضمونه * * * وأقول قد يشفي الجواب غليلا..
وإذا بطفل يستطيل بصوته..* * * "يرِد الفرات زئيره والنيلا"
أستاذ أستاذي ويرفع إصبعاً * * * ويقيم أخرى ترفض التنزيلا..
وأكاد أقفز من مكاني فرحة * * * هيا بنيّ أجب أراك نبيلا
فيقول يا أستاذ إني محصر * * * هب لي إلى الحمام منك سبيلا..
وأكاد أصعق منه إلا أنني..* * * أجد التصبر نافعاً وجميلا..
وإذا بآخر في الجواب يغيضني* * * يشكو زميلاً مؤذياً وكسولا..
أو يمتطي جنح الخيال محلقاً* * * فيفوق" هوميروس"أو"فيرجيلا"
أو قد يقول مباهياً ومفاخراً * * * إني رأيتك تحمل الزنبيلا..
أو قد رأيتك قائماً أو قاعداً * * * أو في الحديقة جالساً مفتولا..
حتى كأني قد فعلت جريمة * * * أو قد قتلت من الأنام قتيلا
وأقول في الفسحات ألقى راحتي* * * وأزيل هماً جاثماً وثقيلاً
بكؤوس شاي أو برشفة قهوة* * * أو بالهواء مطيباً وعليلا..
وإذا بناظرنا يهرول مسرعاً* * * أستاذ صرت مناوباً مشغولا
اخرج مع الطلاب طابوراً ولا* * * تدع النظام ولا تندَّ قليلا..
واجعل نشاطك في الصحافة والإذا* * * عــة والريادة بيناً مقبولا..
وإذا كتبت محضراً في دفتري* * * أهداف تعليمي وجئت عجولا..
ووضعت فيه مواهبي ومذاهبي* * * ومعارفي منذ القرون الأولى..
جاء الوكيل وقال عدّل يا فتى* * * اشطب وسجّل غيره مقبولا..
هدف يقاس وآخرٌ لا ينبني* * * فيه القياس وذا يعمّ قبيلا..
حصّص ومثّل للنشاطات التي * * * أعطيتها واجعل لديك دليلا..
قد صار في التحضير عندي عقدة* * * فأراه في الحلم الطويل طويلا..
أهذي به وقت الطعام وتارة * * * أهذي به إذْ مــا رأيت خليلا..
لا تعجبوا إن صحت يوماً صيحة * * * ووقعت ما بين الفصول قتيلا..
"
يا من يريد الإنتحار وجدته * * * إن المعلم لا يعيش طويلاً"..
(القصيدة من كتاب "قصائد ضاحكة" للدكتور ناصر الزهراني)
ويقول أحدهم :
تصدر للتدريس كل مهوس * بليد تسمى بالفقيه المدرس
فحق لأهل العلم أن يتمثلوا * ببيت قديم شاع في كل مجلس
لقد هزلت حتى بدا من هزالها * كُلاها وحتى سامها كل مفلس
قال الأستاذ عبد الله بن سليم الرُّشَيد :
أروح وأغدو بالدفاتر مثقلًا … ويا بؤس من يمسي قرينَ الدفاترِ
أريق عليها أعيني كلَّ ليلةٍ … بهمة وقَّادٍ وعزمة صابر
وكم وقفةٍ بين التلاميذ قُمتُها …بلهجة حَضَّاضٍ على الحرب هادر
أمزِّق ساعاتي لترقيع وقتهم … وأهدر عمري بين جد وذاكر
وأحسب أني بالتلاميذ مُبدِلٌ … شيوخًا كبحر باللآلئ زاخرِ
فألقاهمُ من بعد شرِّ عصابةٍوإذ بصياحي كان صفقةَ خاسرِ
زواملُ للأشعار لا علم عندهم … بجيِّدها إلا كعلم الأباعر
قال أحد الشعراء :
أخطأت شوقي حينَ قُلتَ عجولا ** "كاد المُعلم أن يكونَ رسـولا" ..!
ما هكـذا كان النبي محمـدًا ** أو كان مُوسى في القرون الأولى ..!!
قد قلت (كاد) مشابها ومقاربًا ** ومقامهم ما قاربوه وصـولا ..
شتان بين المرسلين لقومهـم ** كالبدر كانوا مطلعًا وأفــولا ..
ومعلم اليوم الذي في جهلـه ** يبقيك من سو الفعال خجولا ..!
عـذرًا فإني لا أعمـم هاجيًا ** أو قاصدا من يملكون عقـولا ..
لكـنني القي الملامـة للآلي ** تاهوا و ضلوا مذهبا وميـولا ..
فهم اللائي تركوا الشباب لغيهم ** من دون عقل هائمون عجولا ..
البيت أول منزل تم المـدارس ** كي تنير على الدروب خجولا ..
وهذه أبيات أخرى تبين فيها هموم المعلم ويومياته في مجال التعليم وهي مقتبسه من ألحان ( صوت صفير البلبلي)
صوت رنين الجرسِ هيج قلبي التعسِ
الهم و الشيب معا من ضيق وقت الحصصِ
في ساحة شامخةٍ عيونهم كالعسسِ
مديرنا ذو نظرةٍ تصيبنا بالخرسِ
دخلت يوما حصةٍ مثل جموح الفرسِ
فهش لي طويلبي معلمي كالقبسِ
أشرت يا طويلبي منبهاً أن أجلسِ
ودعني أكمل منهجي كي لا يطول مجلسِ
ففصلكم أسطورة قد ضاق فيه ملبسِ
و إن شرحت لا أرى سوى انحدار الأرؤسِ
و أعين ناعسةٌ أخالكم كالأهوسِ
أسمع أيا طويلبي لا تبتئس من شرسِ
ولا تقل ما باله جننت يا مدرسِ
فمهنة التعليم لو جربتها أدركت ضيق الأنفسِ
كلمات : ندى غنام ناصر الغنام
وختاما قصيدة رائعة للشاعر الكبير أحمد مطر اعتبرها عنوانا لفكري وتوجهاتي وهي قصيدة لن أنافق…

لن أُنافقلأحمد مطر


نَافِقْ

وَنَافِقْ

ثمَّ نَافِقْ ، ثمَّ نَافِقْ
لا يَسْلَمُ الجَسَدُ النَّحِيلُ مِنَ الأَذَى
إنْ لَمْ تُنَافِقْ
نَافِقْ
فَمَاذَا في النِّفَاقِ
إذَا كَذَبْتَ وَأَنْتَ صَادِقْ؟
نَافِقْ
فَإنَّ الجَهْلَ أَنْ تَهْوِي
لِيَرْقَى فَوْقَ جُثَّتِكَ الْمُنَافِقْ
لَكَ مَبْدَأٌ ؟ لا تَبْتَئِسْ
كُنْ ثَابِتَاً
لَكِنْ .. بِمُخْتَلَفِ الْمَنَاطِقْ
وَاسْبِقْ سِوَاكَ بِكُلِّ سَابِقَةٍ
فَإنَّ الحُكْمَ مَحْجُوزٌ
لأَرْبَابِ السَّوَابِقْ
* *
هَذِي مَقَالَةُ خَائِفٍ
مُتَمَلِّقٍ ، مُتَسَلِّقٍ
وَمَقَالَتِي : أَنَا لَنْ أُنَافِقْ
حَتَّى وَلَوْ وَضَعُوا بِكَفَيَّ
الْمَغَارِبَ وَالْمَشَارِقْ
يَا دَافِنِينَ رُؤُوسَكُمْ مِثْلَ النَّعَامِ
تَنَعَّمُوا
وَتَنَقَّلُوا بَيْنَ الْمَبَادِئِ كَالْلَقَالِقْ
وَدَعُوا الْبُطُولَةَ لِي أَنَا
حَيْثُ البُطُولةُ بَاطِلٌ
وَالحَقُّ زَاهِقْ !
هَذَا أَنَا
أُجْرِي مَعَ الْمَوْتِ السِّبَاقَ
وَإنَّنِي أَدْرِي بِأَنَّ الْمَوْتَ سَابِقْ
لَكِنَّمَا سَيَظَلُّ رَأْسِي عَالِيَاً أَبَدَاً
وَحَسْبِي أَنَّنِي في الخَفْضِ شَاهِقْ !
فَإذَا انْتَهَى الشَّوْطُ الأَخِيرُ
وَصَفَّقَ الجَمْعُ الْمُنَافِقْ
سَيَظَلُّ نَعْلِي عَالِيَاً
فَوْقَ الرُّؤُوسِ
إذَا عَلاَ رَأْسِي
عَلَى عُقَدِ الْمَشَانِقْ !
أخوكم ومحبكم في الله : العابد الكنتي
والى الملتقى ..

اعدل قول

عمل المعلم إما له او عليه فإن ادى الامانة ونصح الامة واتقى الله في ابناء المسلمين

فسيكون من الناصحين المصلحين

واما إن كان غير ذالك فنسال الله السلامة والعافية

وجزاك الله خيرا على الاستراحة

حفظك الله ورعاك يا اخي العابد ولا حرمناك ولا حرمنا قلمك
بارك اله فيك وجزاك عنا كل خير

إن شئت أن تحيا معانا في الحياة ومعدوما فكن معالم عندنا حتى تهان وتعدما
تاج الاهانة فوق راسك أين جئت

بارك اله فيك وجزاك عنا كل خير

بارك الله فيك وجزاك عنا كل خير

بارك الله فيك يا أخي العابد على تألقك في مواضعك المميزة و المفيدة أدامك الله لنا نستفيد من حكمتك و حنكتك التي تنير دربنا الطويل

الجيريا

شكرا لك على هذا المدح الرائع للاستاذالجيريا

قيل الكثير ويقال الكثيير ولا زال القلم لم يجف مادام هناك ….شخص اسمه المعلم
زينوه وجملوه بخربشاتهم …رفعوه وقلدوه اوسمة من خيال الشعر والخاطرة …أذاقوه حلو الكلام واطربوه بموسيقاهم حتى ظن العارف به أنه مثال حي للذي لاهموم له ولامشاكل …
عجبا نتغنى بأمسياتنا الشعرية له في حين أننا نعلم في واقعنا هذا أنه الوجبة الساخنة الدسمة لكل مجلس ..ولا يطيب لأي مجلس جلوسه الاإذا تلذذ بعيوب ومساوىء هذا الرجل الذي يقال عنه معلم ..
غريب أمرنا وغريب أمر هذه الأمة التي تذل وتهين وتدوس على كل ما هوحق لهذا الرجل الذي هو أساس البناء والذي به ترقى المجتمعات …
وفي الأخير يلا كلام سخروا أقلامكم ووظفوا حرفوكم وانسجوا ما شئتم وقولوا ما شئتم ….فهو قد تعود الصبر حتى ألفه ..وتذوق الألم والشدة حتى ألفها أيضا ….وهو الآن غير ناظر لهؤلاء الغوغاء الذين لا سبيل لهم إلا تثبيط العزائم..
الواقع ياإخوان هو لسان الحال والمقال

العابد الكندي الذي زينت مواضيعه هذا الصرح ..واصبحنا نتتبع أثار قلمك علنا نستفيد اكثر مما تقدم لنا من فائدة ..
جوزت وبوركت على هذا العمل وعلى هذا الجهد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.