لاشك بأن الرسول -ص – معلم البشرية الأول، وكلنا ندرك إن إطلاق مسمى المعلم على الرسول (ص) يرتبط عميقاً بما أتى به سيد البشرية (ص) من منظومة القيم والأخلاقيات والمبادئ الحميدة التي وقفت ضد الجاهلية والأخلاقية والقيمية فالجهالة ارتبطت بالجهالة من القيم ، ولم ترتبط بجهالة العلم فقط . وهكذا فكلمة المربي تعكس في معناها دور القيم والمربي الفاضل الذي يكون مسئولاً عن سلوك طلابه في الصف وارتبط بذلك التأديب فالمربي يتسع دوره ليشمل التأديب فيصبح معلماً ولربما مؤدباً وكان الخلفاء والملوك العرب يتخذون معلمين ومؤدبين لأبنائهم ، فيتلقى أبنائهم العلم التربية والتأديب على أيدي هؤلاء المربين إذن لا مناص من أن يرتبط الخلق القويم والمبادئ بالمعلم ، وأن تعتبر لصيقة به وبعمله ومهنته . لكن هل يدرك جميع المعلمون ذلك ؟ هل يدركون ذلك عندما تتطلع إليهم أعين الأطفال والمراهقين بكثير من الحب والود واللهفة والتقدير والإعزاز، هل يدركون أن هذه العيون وهذه الآذان تتشرب شعورياً ولا شعورياً .. كل ما يرشحه المعلم من خلال سلوكه فالطالب كالإسفنج الذي يمتص بسرعة فائقة ما يصدر من المعلم من قول وفعل وتقرير فيجعله نصب عينه ويقتدي به . وهكذا يدخل المعلم في اختبار صعب ، صعب جداً وخطر فالطالب إذا تشرب ما يناسب فطرته الصافية من قيم الخير والحق والخلق القويم ارتبط بالمعلم ارتباطاً نفسياً ووجدانياً هائلاً، واعتبره مثاله وقدرته التي يفضلها عن والديه ويبذل لها الغالي والنفيس كي ترضى عنه . أما إذا اصطدم الطالب في شخصية المعلم وسلوكه وقوله بما يتعارض مع فطرته الباحثة عن قيم الحق والخير والجمال والخلق القويم ، فإنه يتحول إلى عدو له سواء عداء خفياً أو واضحاً بارزاً في سلوكه العدواني بمناسبة وبدون مناسبة في غرفة الصف أو خارجها وحتى خارج المدرسة وربما إلى نهاية العمر ، فالاتجاه السلبي الذي كونه يبقى مغروسا وعميقا في نفس الطالب تجاه المعلم . وبالمقابل كم من معلم كسب مراهقاً بسلوكه الطيب وأخلاقياته ، ووضع حداً لتهور ذلك الطالب وعدوانيته لأنه رأى في معلمه ما لم يره في آخرين فترك ما لا يرضى بحثاُ عن حب المعلم وتقديره . وإلا فلا توجد عجينة ألين من الطالب يشكلها المعلم أخلاقياً كيفما يشاء ، لكن أن يعرف كيف يوصل إلى الطالب ما يريد، ورغم أن كيف هذه تؤرق كثيراً من المعلمين إلا أن الصدق في التعامل والثبات في القول والفعل على السلوك الإيجابي الطيب والأخلاقيات الراقية ، وفتح باب الحوار والحديث المتبادل والدافئ بينه وبين الطالب هي الطرق الأسهل للوصول إلى روح ونفس الطالب بتلقائية ويسر . إن المعلم قد لا يشعر برقي وعظمه مهنته أمام المهن الأخرى إلا بإكساب مهنته هذا البعد الإنساني الأخلاقي ، فهو حامل لواء القيم والمبادئ الإنسانية العظيمة والقيّم على غرسها في نفوس الناشئة وأجيال المستقبل والغد فما أرقى هذا العلم وأعظمه في ميزان الحياة والعالم .
بارك الله فيك اختنا الفاضلة موضوع مهمّ
بااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااارك الله فيك
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد
بارك الله فيك
بارك الله فيك
qشكرا موضوع مهم
مشكورة على ما قدمت اختي الكريمة..وبارك الله فيك ..